العيون (الصحراء الغربية)-تقرير إيكيب ميديا- 

دعوة إلى التحرك: يحذر “ايكيب ميديا” ومعه مجموعات إعلامية صحراوية أخرى من موجة جديدة من الاعتقالات  والمحاكمات والاعتداءات الجسدية و الانتقام من صحفيين مستقلين وناشطين إعلاميين في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية و يدعو المراقبين الدوليين لممارسة الضغط على المغرب من اجل احترام الحق في حرية الصحافة .

شنت المغرب خلال الأشهر القليلة الماضية حملة قمع جديدة ضد مواطنين صحفيين صحراويين بما في ذلك اعتقال ومحاكمة وإصدار أحكام ضد الناشطين الإعلاميين سعيد أميدان ، إبراهيم لعجيل و وليد البطل ، والاعتداء الجسدي ومصادرة معدات مصوري فيديو كحالة نزهة الخاليدي والانتقام من الصحفي المعتقل محمد البنباري بعد محاولته الاتصال بمنظمات حقوقية دولية بشان حالته . ثمة انشغال كذلك بشان نزاهة المحاكمة المقبلة المقررة في 26 من ديسمبر للصحفي البشير خداو 23 ناشطا أخرا  أصدرت بحقهم أحكام في وقت سابق من طرف محكمة عسكرية لمشاركتهم في المخيم الاحتجاجي اكديم ايزيك . هذا بالإضافة إلى أن فريقا من المؤسسة الإعلامية الإخبارية  الأميركيةالديمقراطية ألان  قام بزيارة إلى العيون في الفترة ما بين 18 و 22 من نوفمبر تعرض للتضييق و المراقبة والمتابعة اللصيقة من طرف السلطات المغربية هذه القضايا مفصلة أسفله :

الصحراء الغربية التي احتلتها المغرب منذ العام 1975 هي منطقة ممنوعة على الصحافة الدولية و مراقبي حقوق الإنسان ، تم طرد وإبعاد عشرات الصحفيين والمراقبين من دخول تلك الأراضي في العام 2016 . و تعتبر بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في الإقليم البعثة الوحيدة من بعثات المنظمة الدولية التي ليست لها مهام مراقبة حقوق الإنسان. في ظل منع المراقبين الدوليين من دخول الإقليم فان “الصحفيين المواطنين ” ومعظمهم عصاميون ويشتغلون بإمكانات ضئيلة هم في الغالب المصدر الوحيد للأخبار – بشكل خاص الصور- عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تقع  هنالك بشكل يومي.

يخاطر هؤلاء الناشطون الإعلاميون بسلامتهم الجسدية من اجل توثيق وبث فيديوهات لمظاهرات سلمية وقمع الشرطة للمدنيين الصحراويين فالسلطات المغربية لا تسمح بالعمل الصحفي المستقل لذلك فان هؤلاء الإعلاميون يعملون بشكل سري وهو ما يعرضهم للاعتقال والملاحقة.

في ظل غياب دعم يمكنهم من تنصيب هيئة دفاع ملائمة  يكلف محامون متطوعون  بالدفاع عنهم وتتم محاكمتهم بشكل سريع.

دعت منظمة مراسلون بلا حدود شهر نوفمبر الماضي السلطات المغربية لوقف انتهاكها لحقوق الصحفيين الصحراويين والأجانب الذين يسعون لتغطية الأحداث التي تقع في الصحراء الغربية وحثتها على وقف كل أشكال العراقيل أمام التغطية الإعلامية هناك.  ونقلت مراسلون بلا حدود نبأ اعتقال أميدان و لعجيل وكذلك الخاليدي إضافة إلى حالة الصحفية الفرنسية كاميل لافوا التي تم ترحيلها من مدينة الداخلة في سبتمبر 2016 بينما كانت تقوم بتغطية إعلامية لصالح يومية “لوموند”  الفرنسية.

فيما يلي بعض الأمثلة فقط لحالات تضييق سجلت مؤخرا ضد صحفيين وناشطين إعلاميين يسعون إلى تغطية الأحداث التي يشهدها إقليم الصحراء الغربية.

• ــ المواطنون الصحفيون المدانين بالسجن وليد البطل سعيد أميدان و إبراهيم لعجيل في 5 من ديسمبر 2016 أصدرت محكمة مغربية حكما بالسجن ضد الناشط الإعلامي وليد البطل البالغ من العمر 22 عاما لمدة 14 شهرا سجنا نافذا وذلك لمشاركته و تصويره لمظاهرة سلمية نظمت بالسمارة تخليدا لذكرى اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في 25 نوفمبر .  أصيب حوالي ثلاثون شخصا اغلبهم من النساء بعد تدخل عنيف للشرطة ضد الاحتجاج الذي نظمه منتدى المستقبل للمرأة الصحراوية. وجدت المحكمة وليد البطل مذنبا بتهم عرقلة الطريق العام والاعتداء على موظف عمومي وهي تهم توجه بشكل متكرر ضد المحتجين والصحفيين الذي يقومون بتوثيق المظاهرات والقمع البوليسي.

البطل هو مصور فيديو يعمل لصالح مجموعة “السمارة نيوز” يقوم بتغطية الاحتجاجات التي ينظمها الصحراويون بشكل متكرر للمطالبة باحترام حقهم في تقرير المصير .

ويظهر البطل من خلال هذا الفيديو في إحدى المظاهرات في السمارة   يزج به من طرف الشرطة إلى زقاق حيث تم الاعتداء عليه . البطل هو ابن الناشط الحقوقي البارز السالك البطل عضو اللجنة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بالسمارة المحتلة . اعتقل البطل الأب هو الآخر في السمارة في 15 نوفمبر قبل أن يمثل أمام المدعي بتهم المشاركة في مظاهرة نظمت في السادس من نوفمبر 2009 وكذلك لتحريضه صحراويين آخرين للمشاركة في احتجاج ضد الاحتلال المغربي . تم تأجيل محاكمته التي برمجت بالتزامن مع محاكمة أبنه في 5 من ديسمبر إلى اجل غير مسمى.

 في 29 نوفمبر 2016 حكم على المواطنين الصحفيين ضمن مجموعة “ايكيب ميديا” سعيد أميدان وإبراهيم لعجيل بالسجن أربعة أشهر للأول وثلاث أشهر للثاني . بعد محنة اعتقال لثلاث أيام قالا أنهما تعرضا للضرب والاستنطاق  . تمت إدانتهما بتهمة الاعتداء على موظف عمومي ، وعلى الرغم من أن الأحكام تقضي بسجنهما غير النافذ إلا أنهما نفيا تلك الاتهامات وقررا استئناف الأحكام .

اعتقل أميدان ولعجيل في 29 من سبتمبر 2016 بمدينة كليميم جنوب المغرب بينما كانا في رحلتهما إلى أغادير حيث يدرسان . تم احتجازهما لثلاث أيام لم تكن عائلاتهما وأصدقائهما على علم بمكان اختطافهما. خضعا للتحقيق وتعرضا لسوء المعاملة داخل مركز الشرطة، وبعد أن أفرج عنهما بعد ذلك قالا أنهما تعرضا للاستنطاق بشان أنشطتهما السياسية والإعلامية بما في ذلك علاقتهما بمراقبي حقوق الإنسان والصحفيين الدوليين الذين يسعون زيارة الصحراء الغربية.

محاكمة جديدة للناشط الإعلامي البشير خدا الذي سبق وأن حوكم  من طرف المحكمة العسكرية لمشاركته في المخيم الاحتجاجي اكديم ايزيك.

البشير خدا هو مواطن صحفي مكلف لدى “ايكيب ميديا” بأرشفة الفيديوهات ستتم إعادة محاكمته في الرباط يوم 26 ديسمبر رفقة 24 ناشطا صحراويا أخرا جميعهم يعرفون بمجموعة “اكديم ايزيك” .أصدرت المحكمة العسكرية في الرباط شهر فبراير من العام 2013 أحكاما تراوحت بين السجن المؤبد وعشرين سنة بحق أفراد المجموعة لمشاركتهم في المخيم الاحتجاجي الذي يعتبره العديد مقدمة للربيع العربي. أقام ما يقارب من عشرين ألف صحراوية وصحراوي في 9 من أكتوبر 2010 مخيما خارجا عن مدينة العيون للاحتجاج على ظروفهم عيشهم تحت الاحتلال وللمطالبة بتحسينها. تم تفكيك المخيم بالعنف من طرف القوات الأمنية المغربية في الثامن من نوفمبر وهو ما أسفر عن وفاة 11 شرطيا مغربيا وأربعة مدنيين صحراويين بالإضافة حملة واسعة للاعتقالات والانتقام من الصحراويين قامت بها الشرطة والمستوطنين المغاربة. وعقب تفكيك المخيم قامت السلطات بضرب وإساءة معاملتها للمعتقلين.

أطلقت منظمات حقوقية دولية بمن فيها منظمة العفو و هيومن رايتس ووتش حملة تطالب فيها السلطات المغربية بالإفراج عن المعتقلين آو إعادة محاكمتهم أمام القضاء المدني وذلك بعد أن خلصت أن المحكمة العسكرية انعقدت دون وجود ضمانات وان الأحكام استندت إلى اعترافات انتزعت تحت الإكراه أو التعذيب دون أدلة تفيد بعلاقة المعتقلين بالقتل.

في يوليو 2016 ألغت محكمة النقض الأحكام الصادرة بحق المعتقلين وأمرت بإعادة محاكمتهم هذه المرة أمام محكمة مدنية، وجاء القرار بعد أن قامت المغرب بمراجعة تشريعاتها وقررت عدم متابعة المدنيين في وقت السلم أمام محاكم عسكرية ، وحدد يوم 26 من ديسمبر موعدا لإعادة محاكمة المعتقلين.

اعتقل خدا البشير البالغ من العمر 30 عاما في ديسمبر من العام 2010 بمدينة العيون بتهمة الانتماء إلى عصابة إجرامية و ممارسة العنف ضد ضابط شرطة أدى إلى وفاته وتم ربط الحدثين باكديم ايزيك . خدا الذي أنكر التهم المنسوبة إليه وأكد انه لم يزر المخيم مطلقا اخبر المراقبين الدوليين انه  تعرض إلى التعذيب من طرف الشرطة في ماي 2011 وأرغم على إمضاء اعترافات وهو مغمض العينين . يؤكد مؤيدي خدا أن الأخير ورفاقه اعتقلوا بسبب أنشطتهم ، فخدا معروف لدى السلطات فقد سبق وان اعتقل العام 2007 وقضى 10 أشهر في السجن الأكحل بسبب مشاركته في مظاهرة سلمية.

ايكيب ميديا يؤكد انتقام المغرب من الصحفي المعتقل محمد البنباري.

ابلغ ايكيب ميديا أن واحدا من صحفييه محمد البنباري الذي يقضي عقوبة سجنية مدتها ست سنوات قد تعرض للانتقام من طرف السلطات المغربية لمحاولاته نقل قضيته إلى المؤسسات الدولية بما في ذلك البرلمان الأوروبي والأمم المتحدة . وتم تبني البنباري كمعتقل رأي من طرف منظمة “فريدوم ناو” التي تتخذ من واشنطن مقرا لها والتي سلمت مؤخرا تقريرا بشان اعتقاله التعسفي من طرف المغرب إلى مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان.

البنباري وهو أيضا مدافع عن جقوق الإنسان كان قد اخبر شقيقته العزة مؤخرا انه تعرض للسجن الانفرادي و تم تنقيله للعديد من السجون قبل أن ينتهي به المطاف بسجن ايت ملول بمدينة أغادير المغربية التي تقع ما يقارب من 1100 كلمتر من موطنه . هذا التنقيل حرم البنباري من زيارة العائلة والأقارب الذين لا يملكون الإمكانات من اجل السفر لرؤيته.

واعتقل البنباري في مدينة الداخلة بتاريخ 26 من أغسطس 2015 ، واتهم بالمشاركة في مظاهرة نظمت العام 2011 عقب انتهاء مباراة لكرة القدم تحولت إلى مواجهات عنيفة بين حيين دامت لثلاث أيام وأسفرت عن مقتل جنديين مغربيين و مدنيين صحراويين . غطى البنباري تلك الأحداث لصالح “ايكيب ميديا” وكان منتقدا لرد فعل المغرب . واستنادا ل “فريدوم ناو” الذي أطلقت حملة للإفراج عنه فان بنباري قد تعرض للتعذيب من اجل انتزاع  اعترافات منه و أرغم بالقوة على إمضاء محاضر لم يسمح له بقراءتها.

في 12 من يناير 2016 اتهم محمد البنباري بتشكيل عصابة إجرامية والمشاركة في القتل و عرقلة الطريق العام وعدد آخر من التهم . وشددتفريدوم ناو وكتبت ” ردا على نشاطه تم اتهامه بتهم ملفقة كتشكيل مجموعة إجرامية ، استفزاز السلطات و المشاركة في أعمال عنف والتخريب و الرشق بالحجارة . وجهت في السنوات الأخيرة تهم مشابهة لعدد من النشطاء والصحفيين الصحراويين ” وخلصت إلى ” مثل العديد من الأفراد الصحراويين يبقى بنباري رهين السجن بسبب نشاطه كمدافع عن حقوق الإنسان وانخراطه في الاحتجاج السلمي”.

تمت محاكمة البنباري بعد مرور حوالي 4 سنوات على تلك الأحداث بالرغم من إدانتها  لمتهمين آخرين والحكم بالسجن عليهم لسنوات . واستنادا إلى ايكيب ميديا فان الدليل الوحيد الذي اعتمد عليه  القاضي في محاكمته للبنباري هي مزاعم اعترافات لمعتقلين سابقين . وعلى الرغم من ذلك فان المحكمة لم تستدعي هؤلاء للإدلاء بشهاداتهم،  فقط عتيقو براي الذي مثل أمام قاضي التحقيق نفى التهم الموجهة إلى البنباري . اصدر قاضي بمحكمة الاستئناف حكما بالسجن لمدة 12 عاما بحق البنباري خففت في محاكمة يناير 2016 إلى ست سنوات.

عنف الشرطة ضد النشطاء الإعلاميين ومصادرة معداتهم : حالة نزهة الخالدي.

هنالك العديد من حالات المواطنين الصحفيين الذين تعرضوا للعنف وسوء المعاملة من طرف الشرطة المغربية لمحاولتهم توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية والتقرير عنها ويتضمنها هذا التقرير . وتظهر حالة نزهة الخالدي وهي مراسلة لتلفزيون الجمهورية الصحراوية كيف تمارس الشرطة المغربية العنف لردع الناشطين الإعلاميين من أداء عملهم.

اعتقلت الخالدي وتعرضت للضرب في 21 أغسطس 2016 بينما كانت تقوم بتغطية لمظاهرة سلمية نظمتها النساء بشاطئ العيون. وتظهر في هذا الفيديو وهي تقوم بتوثيق المظاهرة بكاميرا يدوية ( هي السيدة التي ترتدي زيا ورديا من اليسار إلى الشاشة) . وبعد دقائق من قمعها للمظاهرة هاجمت قوات الاحتلال النساء وأصابت عشرين متظاهرا بجروح اغلبهم من النساء . وفي فيديو بثته على صفحتها في الفايسبوك قالت الخالدي أنها “تعرضت للضرب على كامل أنحاء جسدها “خلال الليلة التي قضتها رهن الاعتقال وان الشرطة صادرت ألتها للتصوير . واقتبست منظمة عدالة بالمملكة المتحدة عنها القول ” انه من الواضح أن ما كانوا يطمحون إلى تحقيقه من خلال احتجازي وتهديدهم وتعذيبهم لي هو أن أوقف توثيقي و كتابتي عن الانتهاكات التي يمارسونها ، لكنني كنت قد قررت أنهم لن ينجحوا في تحقيق ذلك”. وفي فيديو آخر تصف الخالدي محاولاتها لاستعادة الكاميرا. 

الطرد من العمل ووقف الراتب كأسلوب لردع النشاط الإعلامي: حالة محمد ميارة

محمد ميارة هو احد مؤسسي “ايكيب ميديا” ومنسقه العام كما انه احد مؤسسي الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية قتل والده تحت التعذيب بينما كان طفلا صغيرا  ناضل من اجل استعادة عمله بعد طرده منه العام 2007 بسبب مشاركته في إحدى دورات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

في سنة 2011 أعيد تعيينه كأستاذ مادة التاريخ بإحدى الثانويات التاهيلية في العيون بناء على توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة التي أنشئت من اجل تعويض ضحايا ما سمي “سنوات الرصاص” التي كان يحكمها الحسن الثاني . ومع ذلك فان راتبه قد أوقف شهر أغسطس 2013 دون سابق إنذار آو تفسير.  قال انه حاول البحث عن أسباب القرار لكن تم إخباره أن التوقيف صادر عن وزارة التربية ليبدأ مشوار متابعتها أمام القضاء الإداري من اجل استعادة وظيفته.

ينشط ميارة كثيرا كصحفي و كمنسق مع الفرق الدولية والصحفيين والمراقبين الذين يقومون بزيارة الصحراء الغربية ويؤكد أن وضعيته المهنية هي نتيجة لنشاطه . الطرد من العمل وتوقيف الرواتب هي بعض الأساليب التي تستخدمها المغرب لثني الصحراويين عن الاستمرار في تحديهم للاحتلال.

يقول ميارة انه هو وعائلته يتعرضون لمراقبة الشرطة و تضييق مستمر وتهديد بالقتل ، وان ابنته ذات السبع سنوات ووالدتها تعيشان في خوف مستمر من تعرضه للاعتقال . ” إنني اسعي دائما إلى تأهيلهم لتقبل أنني قد تعرض لنفس مصير والدي”  قالها مؤخرا لصحفية أميركية.

اعتقال صلاح لبصير

صلاح لبصير هو مراسل تلفزيون الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يقضى الآن عقوبة سجنية مدتها أربع سنوات بعد إدانته بالمشاركة في مظاهرة نظمت بالسمارة . في ابريل من العام 2013 اعتقلت الشرطة ثلاث نشطاء شبان صحراويين بالسمارة وأصدرت مذكرة اعتقال بحق لبصير بتهمة ” تكوين عصابة إجرامية ، إشعال النار ، وتخريب ممتلكات عامة و عرقلة السير ” . لبصير الذي أنكر كل تلك التهم غادر الصحراء الغربية إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بالقرب من تندوف وظل هناك مع أقاربه لمدة سنتين . شارك خلال تلك المدة في دورات تكوين حول الدفاع عن حقوق الإنسان بالفيديو نظمها المهرجان الدولي للسينما “في صاحرا ” وقادتها منظمة ويتنس التي تتخذ من نيويورك مقرا لها.

قبل عودته بمدة قليلة إلى بلده الصحراء الغربية بث هذا الفيديو ( بالحسانية و بترجمة اسبانية ) يكشف خلاله رغبته في العودة إلى وطنه لكن يخوف من المساس بسلامته.

اعتقل لبصير شهر يونيو 2015 فور عودته إلى الصحراء الغربية وتمت محاكمته شهر أكتوبر من نفس العام. يقول انه يعاني من إساءة المعاملة في السجن على يد سجانيه وسجناء آخرين بتحريض من السلطات المغربية. سجلت منظمة فريدوم ناو حالته وقدمتها إلى مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان.

تعرض طاقم “الديمقراطية الآن” إلى المضايقة و المراقبة اللصيقة من طرف السلطات المغربية خلال فترة زيارتهم إلى العيون لتغطية الأوضاع.

قام طاقم  من أربعة أشخاص يمثلون محطة “الديمقراطية الآن” الأميركية  للأخبار بزيارة إلى العيون في الفترة ما بين 18 و 22 نوفمبر مباشرة بعد تغطيتهم لأشغال مؤتمر المناخ في مراكش لكنهم تعرضوا للمضايقة والمراقبة اللصيقة من طرف السلطات المغربية التي قامت بزيارتهم إلى الفندق في وقت متأخر من الليل و تتبعتهم عبر سيارات و درجات  في كل مكان تنقلوا إليه  كما نظمت مظاهرة ضد تواجدهم في الصحراء الغربية يوم 21 نوفمبر بأحد المطاعم كانوا يتناولون فيه وجبة الغداء – اعترضوا سيارتهم لمنعهم من تغطية مظاهرة نظمها صحراويون وسط المدينة أصيبوا بجروح بعد تدخل الشرطة ضدهم.

“كنا أول طاقم محطة تلفزية  إخبارية أجنبية تدخل الصحراء الغربية خلال السنوات الأخيرة” كتبت غودمان وزميلها الصحفي دينيس موينيهان في  مقال لهم نشر عقب زيارتهم إلى الإقليم. ” كنا متابعين بشكل مستمر من طرف أشخاص راجلين وعلى متن دراجات نارية  وسيارات .كانوا يقفون ليلا ونهارا خارج الفندق الذي نقيم فيه  . جاءت عناصر من الشرطة السرية إلى الفندق منتصف الليلة الأولى التي وصلنا فيها إلى المدينة واخبرونا بان زيارتهم إجراء ” روتيني صارم” من اجل حمايتنا. الصحفيون الأجانب الذين تمكنوا من الوصول إلى الإقليم غالبا ما يتم طردهم أن تم رصدهم من طرف عناصر الاستخبارات وهم يستجوبون أنصار استقلال الصحراء الغربية.

وفي وصفهما للمضايقات التي تعرضوا لها في المطعم كتبت غودمان وومنويهان: “العشرات  من رجال الشرطة بزي مدني ، أحدهم كان يرتدي قبعة فريق NPYD للبيسبول كانوا ينسقون مع رؤسائهم عبر هواتفهم الجوالة . في الخارج كانت سيارات الشرطة تقف عائقا أمام سيارتنا والعديد من الرجال الذين جلسوا إلى جانبنا كانوا في حال هيجان . كنا متخوفين من أن يتحول هذا العرض الغريب إلى عنف. أحاطوا بنا عند خروجنا من المطعم  وعلى الرغم من أن لا احد من هؤلاء الغوغاء يتحدث الانجليزية فأنهم كانوا يرفعون  العديد من اللافتات كتب على احدها عبارة ” عار على الديمقراطية الآن” . كانت تلك اللافتات مماثلة في التصميم لتلك التي عرضت بعد تصريحات سمت التواجد المغربي في الصحراء الغربية بالاحتلال.

بالرغم من التضييق المتواصل فانه كان بإمكان “الديمقراطية الآن” استجواب الناشطين الصحراويين من مختلف المنظمات والتجمعات . وخلال المظاهرتين اللتان نظمتا بشارع السمارة في 21 نوفمبر بالتزامن مع زيارتها فان الشرطة استخدمت العنف في مواجهتها للمتظاهرين واغلبهم من النساء وقامت باقتحام منازل مواطنين صحراويين.

قامت “الديمقراطية الآن” بزيارة الضحايا ووثقت الكدمات والآثار التي خلفتها اعتداءات الشرطة على أجسادهم .وقدمت النساء وصفا لما تعرضن له من اعتداءات جنسية  على جانب احد الشوارع بينما كان العديد من رجال الشرطة يحاصرونهم  . التقط احد الناشطين صورا لذلك من احد المنازل.

أشارت غودمان كيف أن احد السيدات التي سقطت مغميا عليها بعد أن جردت من ملابسها وكانت تتقيأ باستمرار لكنها رفضت الذهاب إلى المستشفى مخافة تعرضها لانتقام .

“أظهرت لنا السيدة جروحها ووصفت لنا كيف كان رجال الشرطة يلمسون صدرها وحلمة ثديها والحقوا بها ألاما شديدة وكدمات ” كتبت غودمان . “أغمي على اعزيزة وتقيات بشكل متكرر “.

دعوة إلى التحرك: تطالب المجموعات الإعلامية الصحراوية من المجتمع الدولي لمراقبة الانتهاكات والتقرير عنها والدفاع عن حرية الصحافة في الصحراء الغربية.

تحذر التجمعات الإعلامية الصحراوية من وضعيتها الهشة للغاية في مواجهتها للقمع المغربي المتزايد ضد جهودها من اجل توثيق والتقرير عن انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.

“في كثير من الأحيان نكون نحن الشهود الوحيدين على قمع الذين يقومون بتصوير المظاهرات السلمية والعنف الممارس ضد المتظاهرين و نقوم ببث ما ننشره كي يشاركنا العالم ” يقول احمد الطنجي رئيس ايكيب ميديا.

“يقوم المغرب باضطهادنا ، ويترصدنا ويعتدي علينا بالضرب ويعتقلنا و يستنطقنا ويعذبنا: وتصادر السلطات معداتنا ويفبرك التهم بحقنا باتهامنا بارتكاب جرائم ، ويخضعنا لمحاكمات سريعة. نحن نحتاج إلى إمكانيات للدفاع عن أنفسنا ضد تلك الانتهاكات نحن بحاجة إلى مساعدة من المجتمع الدولي” يضيف الطنجي.

باسم التجمعات الإعلامية الصحراوية يقول الطنجي “نطالب السلطات المغربية بالإفراج الفوري عن محمد البنباري وكل الصحفيين والناشطين الإعلاميين الآخرين المعتقلين والمحتجزين بسبب أنشطتهم ووقف المضايقات بحق تلك التجمعات الذين يحاولون فقط القيام بعملهم كمراسلين.

تحث المجموعات الإعلامية المنظمات الحقوقية بخاصة تلك التي تراقب حرية المعلومة والصحافة على:

• ــ مراقبة أوضاع الناشطين الإعلاميين الصحراويين والمواطنين الصحفيين الذين يخاطرون بأمنهم وسلامتهم الجسدية من اجل التقرير عن الحالة في الصحراء الغربية المحتلة من طرف المغرب.
• ــ ربط الاتصال بالمحامين الصحراويين والمجموعات الإعلامية و منظمات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية من اجل تأسيس علاقات عمل و فهم اكبر لأوضاع الصحفيين المواطنين الصحراويين وان آمكن مساندة الدفاع عن الصحفيين الصحراويين المعرضين للاعتداء.
• ــ الضغط على السلطات المغربية من اجل السماح بحرية العمل الصحفي في الصحراء الغربية وفتح الإقليم  أمام وسائل الإعلام الدولية والمراقبين بهدف البحث والتقرير بحرية  عن الأوضاع في الصحراء الغربية و عبر وقف كل أشكال المضايقات والقمع و اضطهاد الصحفيين والناشطين الإعلاميين.
• ــ مطالبة الحكومة المغربية الإفراج عن كل الصحفيين الصحراويين الذين تم احتجازهم وسجنهم أو محاكمتهم لتغطيتهم الأحداث في الصحراء الغربية.
• ــ إصدار تقارير منتظمة حول أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية والمساعدة في كسر الحصار الإعلامي.
• ــ الضغط على مجلس الأمن الدولي كي يدرج مراقبة حقوق الإنسان كجزء من مهام بعثة حفظ السلام إلى الصحراء الغربية المعروفة اختصارا ب “مينورسو” التصويت القادم سيجرى نهاية ابريل من العام 2017.

ايكيب ميديا، السمارة نيوز والتلفزيون الصحراوي هي مجموعات إعلامية تعمل بشكل سري داخل الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية بهدف تغطية أوضاع حقوق الإنسان و كسر الحصار الإعلامي المفروض على الإقليم .وفي تحديها للحصار للمنع المغربي ضد تغطية إعلامية مستقلة بشان النزاع فأنهم يقومون بتصوير فيديوهات بشكل سري وكتابة تقارير ومشاركتها مع شبكات اجتماعية كي يتمكن العالم من رؤيتها . إلى جانب المجموعات الإعلامية الأخرى شارك أعضاء تلك التجمعات في دورات تكوينية نظمتها “ويتنس” و “فيصحارا” و يتعاونون مع المنصة الرقمية ” واتشينغ ويسترن صحارا”  موقع أنشأته “ويتنس” و”فيصحارا” للتحقق ووضع سياقات للفيديوهات التي يصورها صحراويين في المناطق المحتلة.

مواضيع من نفس الفئة

وحدات الجيش الصحراوي تقصف قاعدة لجيش الاحتلال المغربي بقطاع المحبس

15 أبريل / نيسان 2024

الرئيس الصحراوي يصدر مرسومين بتعيينات جديدة

15 أبريل / نيسان 2024

الرئيس الجزائري يجدد دعم ومساندة بلاده لكفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية

15 أبريل / نيسان 2024

بعثة من 20 طبيباً إيطاليا في مخيمات اللاجئين الصحراويين لتقديم مساعدات طبية

15 أبريل / نيسان 2024