مراكش (المغرب)- نقل المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان “CODESA” شهادتين توصل بهما خطيتين للطالبين والمعتقلين السياسيين الصحراويين المتواجدين رهن الاعتقال الاحتياطي منذ أكثر من 11 شهرا بالمركب السجني “الوداية” بمدينة مراكش المغربية، أكدا خلالهما تعرضهما للتعذيب الجسدي والنفسي وللممارسات المهينة والحاطة من الكرامة الإنسانية أثناء فترة الحراسة النظرية لدى الشرطة القضائية المغربية بولاية الأمن بالمدينة المذكورة.

ــ شهادة الطالب والمعتقل السياسي الصحراوي السالك بابير:

“أنا الطالب الصحراوي والمعتقل السياسي السالك بابير ، أكتب هذه الشهادة من داخل سجن اللوداية السيئ الذكر… في يوم الأحد 23 يناير 2016 على الساعة السادسة مساءا ومن دون سابق إنذار اقتحمت فرقة تابعة لولاية الأمن بمراكش المنزل الواقع بشارع علال الفاسي ” إقامة البستان ” وهي مدججة ( أي عناصر الشرطة المغربية ) بالأسلحة من قبيل مسدسات نارية وعصي حديدية وبدأوا ينهالون علينا بها بالضرب ويطالبون منا التمدد على الأرض مع ما رافق ذلك من السب والشتم…

و قد تصورت في البداية أنها عصابة من قطاع الطريق اختطفتنا وجاءت بنا الى فضاء مظلم ميزته الإذلال والتحطيم واغتيال الصفة الإنسانية ، زجوا بنا داخل غرفة وطلبوا منا الوقوف أمام الحائط مع عدم السماح لنا بالكلام ، كل هذا مرفق بالسب والشتم والركل حتى ونحن مكبلي الأيادي… أخذني شخص عملاق أصلع الرأس أحمر الوجه ، لمحت في عينيه كرها وحقدا منقطعي النظير ، طلب مني المشي أمامه بعنف ظاهر ، و خلال سيرنا يصلني صوته وهو يتوعدني بما ينتظرني من الحاج إذا لم أجب عن كل أسئلته ، والغريب هنا أن الكل يدعى الحاج….

وصلنا إلى باب المكتب وعلى غير العادة طلب مني الحاج الجلوس ، بعدما بدأنا رحلة السين والجيم التي لا تنتهي المرفقة بكل أنواع التعذيب الجسدي والترهيب النفسي وصلت وقاحة أحدهم أي “الحاج” أن يحتسي الخمر أمامي ومع كل كأس يشربه يزداد الموقف حدة و يزداد هو عصبية حيث لم يعد يعرف الأماكن التي ينهال عليها بي بعصاه الحديدية و أنا مكبل اليدين داخل دهليز أو غرفة أرضية ، لما كان يحس بالتعب ينادي على شخص آخر ليكمل ما بدأه … هذه المرة وصل الحد الى وصفنا بالإرهابيين و المرتزقة و أننا دربنا بكوبا … استمر هذا العذاب طيلة أربعة أيام مرت لم نذق فيها و جبة طعام واحدة بالمقابل يتم التفنن في أساليب التعذيب و قتل الصفة الإنسانية بعد إجبارنا التوقيع على محاضر مطبوخة تحمل في طياتها تهما من قبيل “القتل العمد و التحريض عليه و التجمهر المسلح”…

بعد مثولنا أمام ما يسمى بوكيل الملك و نفينا المنسوب إلينا من تهم جملة و تفصيلا أحالنا مباشرة الى ما يسمى قاضي التحقيق لتبدأ مرحلة جديدة من الاستنطاق  كان  جل أسئلتها متعلق بمواقفنا السياسية وانتماءاتنا داخل الساحة الجامعية ليتم بعدها إيداعنا بسجن اللوداية ضواحي مراكش…

كما يعلم الجميع فالواقع داخل السجون المغربية أسوء بكثير عن ما يتم الترويج له ، فإدراجنا مع معتقلي الحق العام بالتأكيد سيولد مجموعة من المعاملات العنصرية ليس هذا فقط فحتى موظفي السجن متورطين في تحريض السجناء علينا فلم يكفيهم الإجهاد على حقوقنا…

بعد مرور الأيام انتقلت هذه المعالات إلى حد الاعتداء الجسدي على أحد الرفاق هو “إبراهيم المسييح ” من طرف ما يسمى “ممرض السجن” كانت هذه هي النقطة التي أفاضت الكأس لندخل بعدها مباشرة في إضراب مفتوح عن الطعام استمر ثمانية وثلاثون يوما لننتزع به ولو جزءا من حقوقنا كان أهمها عزلنا عن معتقلي الحق العام و جمعنا في غرفة واحدة رغم ما عانينا من مضاعفات صحية جراء هذه المعركة ، ليتم منعنا من جديد من حقنا في التطبيب كما وقع في بداية دخولنا السجن حيث طالبنا بخبرة طبية تثبت ما عانيناهجراء التعذيب ، لكن من سيستمع إليك فحتى الطلبات التي تقوم بإرسالها يتم إجهاضها…

سيستمر مسلسل الإجهاض على حقوقنا المنصوص عليها في القانون المنظم لسير المؤسسات السجنية من خلال رفض اجرائنا فحص طبي شامل للاطمئنان على وضعنا الصحي خصوصا بعد خوضنا للإضراب عن الطعام طيلة 38 يوما ، بالإضافة الى رفض إدارة السجن مرفوقة بإدارة جامعة القاضي عياض لاستكمال المعتقل السياسي “عزيز الواحيدي” لمشواره الدراسي مما استدعى دخوله في اضراب مفتوح عن الطعام دام أكثر من 44 يوما ، لأدخل أنا رفقة المجموعة المعتقلة في اضراب مفتوح تضامني معه استمر مدة 20 يوما تم خلالها تقديم وعود من جهات مسؤولة لم تفي بها الي يومنا هذ “.

ــ شهادة الطالب والمعتقل السياسي الصحراوي إبراهيم المسييح:

“أنا الطالب الصحرواي إبراهيم المسييح، المعتقل بالسجن اللوداية السيء الذكر بمراكش المغربية، تم اعتقالي يوم الأحد 23 يناير 2016  على خلفية مؤامرة موقع الجامعي مراكش المغربي…

لن أغوص في سرد هذه المؤامرة لأنني قد أسهبت سالفا في حوار دار بيني وبين موقع اتحاد الطلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب، لكنني في هذا البوح سأخصص كلماتي لبعض من التعسف الذي طالني في فترة الاعتقال…

فعندما داهمت فرقة الضابطة القضائية المغربية يومه السالف الذكر على الساعة السادسة منزل كائن بشارع ما يسمى علال الفاسي إقامة البستان بمراكش المغربية بطريقة هوليودية مدججة بأسلحة نارية خفيفة وعصى حديدية حيث بدأوا ينهالون علينا بها إضافة الى كل أنواع السب والشتم الحاط بالكرامة الإنسانية والتشهير بنا أمام مرأى و مسمع من الرأي العام المغربي… ذهبوا بنا بعد ذلك الى مخفر الشرطة المغربية ” ولاية الأمن”…

و في الطريق الى المخفر قاموا بتأهيلنا نفسيا لما ينتظرنا هناك من تنكيل وتعذيب فلم يبخلوا علينا من هذا الأخير ، ليبدأ بعدها مسلسل الاستنطاق المراطوني المرفق طبعا بشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ووصفنا بالمرتزقة والمجرمين والإرهابيين والدواعش ليتضح لنا بالملموس مدى الحقد الذي يكنه النظام المغربي للطالب الصحراوي ، كل هذا لا لشيء إلا لكون اجابتي ورفاقي على الأسئلة التي يطرحونها لا تروق لهم…

و قد استمر التعذيب طيلة أربعة أيام ولياليها لم يغمض لنا فيها جفن ولم نذق أية وجبة غذائية استنطاق مرفق بأكلة تعذيب يتفننون في صنعها “العيان يعطيك المستراح” كل هذه الأنواع التي مورست علينا من ضرب وركل وضعتها في كفة استطعت التغلب عليها مع مرور الوقت ، لكن مالم يفارق ذهني ولو لوهلة واحدة والى حدود كتابة هذه الأسطر هو التعذيب النفسي حيث تم تهديدي بالاعتداء الجنسي اذ يأتوا برفاقي أمامي ويتم خلع ملابسهم لإرهابي واللعب على نفسيتي المحطمة أصلا جراء سماعي لأصواتهم  يتأوهون من كثرة التعذيب والأكثر من ذلك تم تهديدنا بالاعتداء على العائلات هذا كله من أجل أن نوقع على محاضر مطبوخة تتضمن تهما لا يتقبلها مجنون فما بالك بعقولنا التي تطمح الى الحرية والاستقلال…

لنمر بعدها إلى مرحلة يسمونها بمرحلة قاضي التحقيق حيث عرفت حضور محام متطوع (ع.ع) ليكون شاهدا على مجريات هذه المرحلة… السؤال الوحيد المتعلق بالملف هو هل قتلت أم لا؟ أما بقية الأسئلة عن انتماءاتنا داخل الساحة الجامعية وعن المواقف السياسية ليقفل الملف ، بعد ذلك أتى أمر بإيداعنا بسجن الوداية السيئ الذكر…

حينما نتكلم عن نظام متسلط ودكتاتوري فليس من الصعب بعدها تخيل ما يدور في دواليب سجونه ، فإدراجنا مع معتقلي الحق العام كان لمحال سيولد معاملات عنصرية اتجاهنا نظرا لكون النظام المغربي يشتغل على تضليل الشعب المغربي  وتشويه صورة العنصر الصحراوي….و الأكثر من ذلك حتى موظفي السجن سنعلم بعدها أنهم متورطين في تحريض هؤلاء السجناء علينا…

وبعد مرور الوقت انتقلت هذه المعاملات إلى أن وصلت إلى الاعتداءات الجسدية كما حصل معي يومه 22 مارس 2016 حيث تم الاعتداء علي من طرف ممرض خاص بتطبيب الأسنان قام بوصفي بشتى أنواع الكلام النابي لينتقل إلى ضربي و ركلي لا لشيء  إلا لكوني صحراوي بعدها وضعت شكاية ضده عن ظريق رئيس الحي رفقة إشعار بإضراب عن الطعام  ليتدخل مدير المؤسسة و يمنعني من إرسالها ويمنعني أيضا من الدخول في الإضراب عن الطعام…

لكنني لم أستجب لمطلبه ، و هو ما أدى به إلى الزج بي داخل الزنزانة الانفرادية يوم 25  مارس 2016 وأنا مضرب عن الطعام لمدة 5 أيام متهما اياي بأنني صفعت طبيبة ، في محكمة صورية مستخدما لبعض سجناء الحق العام شهودا في هذا المحضر الذين أصلا يستخدمهم ضد كل سجين يتمرد على طغيانهم…

كل هذا لم يثنيني لأكمل معركة الإضراب عن الطعام رفقة باقي رفاقي المعتقلين ، و التي استمرت مدة 38 يوما ، كللت أخيرا بأخذ بعض من هذه الحقوق أهمها عزلنا عن معتقلي الحق العام رغم أن كل الرفاق عانوا من ألام عديدة في الجهاز الهضمي جراء هذا الإضراب… هذا الإضراب لم يوقف بطش هذه الإدارة ضدنا فعند حلول الموسم الدراسي الجديد سيتم منعنا من تحويل ملفاتنا الجامعية من موقع أكادير  إلى موقع مراكش بسبب معاناة الرفاق الذي يجتازون الامتحانات بسجن أيت ملول الرهيب من ضيق في التنفس في المناطق الساحلية ، إضافة إلى حرمان الرفيق “عزيز الواحيدي “من إكمال مساره الدراسي والاستفادة من سلك الماجستير ، مما توجب علينا خوض معركة  جديدة من أجل حقنا في التعليم  استمرت مدة 20 يوما ، في حين دامت معركة الرفيق عزيز الوحيدي 45 يوما … هذا ما يوضح  بالملموس استهتار هذه الإدارة بأرواح المعتقلين ، وخصوصا منهم العنصر الصحراوي حيث لا تفوت أي فرصة للتلذذ بتعذيبنا نحن المعتقلين…”.

مواضيع من نفس الفئة

السفير الصحراوي بالجزائر يستقبل السفير الكوبي والأخير يجدد موقف كوبا الثابت من ...

23 أبريل / نيسان 2024

تقديم إصدارات وكتب صحراوية بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف

23 أبريل / نيسان 2024

الجمهورية الصحراوية تشارك في أشغال ندوة أفريقية حول الإقتصاد الرقمي

23 أبريل / نيسان 2024

برلمان مقاطعة كانطابريا الاسبانية يحتضن معرضاً حول مراحل كفاح الشعب الصحراوي

23 أبريل / نيسان 2024