حصري لموقع الصحراوي: المغرب يدخل بيت الطاعة الأفريقي.. فهل سيعود لرشده أم يتحين الفرصة لتفجيره من الداخل؟

15 يناير / كانون الثاني 2017 - آخر تحديث 15 يناير 2017 / 16:59

   التعليقات 0

ــ بقلم: المحفوظ ولد عبد العزيز 

بعد الحديث عن الجوانب القانونية المتعلقة بالقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، والدستور المغربي واتفاقية فيينا المتعلقة بإبرام المعاهدات بين الدول والمنظمات الدولية، دعونا نتطرق إلى جانب قانوني آخر يخص مساعي المغرب الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي.

مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي

يعتبر مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي جهازا بالغ الأهمية، حيث أنه المسؤول الأول عن ضمان الأمن والسلم في القارة السمراء، وذلك عبر استباق الأزمات وتسييرها والتدخل لحلها إذا لزم الأمر.

يتكون المجلس من 15 عضوا، وتنص المادة 3 من البروتوكول المعدل للقانون الأساسي للاتحاد الإفريقي لسنة 2003، على مهامه التي تروم الحفاظ على الأمن والسلم في إفريقيا.

تنص المادة 4 من البروتوكول على المبادئ التي تسير عمل المجلس، والتي نذكر من بينها:

ــ احترام السيادة والوحدة الترابية للدول الأعضاء،

ــ السيادة المتساوية والترابط بين الدول الأعضاء،

ــ الحق غير القابل للتصرف للدول في الوجود المستقل،

ــ احترام الحدود الناشئة من استكمال الاستقلال.

بالرجوع إلى صلاحيات المجلس، يختص كذلك بدراسة واتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة كون سيادة دولة عضو ووحدتها الترابية مهددة (المادة 7 فقرة 1، ر).

مما سبق نستخلص أن أي تهديد لسيادة دولة عضو في الاتحاد الإفريقي يدخل بطريقة أو بأخرى ضمن اختصاصات المجلس، الذي يتبنى احترام سيادة الدول الأعضاء والحدود الموروثة عن الاستعمار ضمن مبادئه الأساسية.

أي أن أي تهديد مغربي، قبل أو بعد انضمام المملكة للاتحاد، للسلامة الترابية ولسيادة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، لا سيما في حالة استئناف النزاع المسلح، ينبغي أن يدخل في إطار صلاحيات مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي، بما في ذلك تلك المتعلقة بالتدخل لحماية سيادة الدولة العضو.

القرار الصادر عن مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي

تنص المادة 7 من بروتوكول مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي على ما يلي:

ــ فقرة (2): تقر الدول الأطراف بقبول وتنفيذ قرارات مجلس السلم والأمن، وفقا لمقتضيات القانون التأسيسي.

نود هنا التذكير بقرار صادر عن مجلس الأمن و السلم مؤخرا، خلال اجتماعه رقم 617 المنعقد يوم 12 غشت 2016 يتعلق بمسار أو إجراءات انضمام دولة ما إلى الاتحاد الإفريقي[1]. لقد تم إصدار هذا القرار بناءً على مداخلة للمستشار القانوني للاتحاد.

من بين مقتضياته، ينص القرار على ما يلي:

ــ الفقرة (3): تؤكد على ضرورة التزام الدولة التي تريد الانضمام بالاحترام التام لمبادئ الاتحاد الإفريقي المنصوص عليها في المادة 4 من القانون التأسيسي.

ــ الفقرة (4): تدعو الدول إلى التقيد بالقانون التأسيسي كإطار وحيد لدراسة انضمام الدول للاتحاد الإفريقي.

نستخلص من هنا أن المملكة المغربية بعد مصادقتها على القانون الـتأسيسي سوف تكون مجبرة، ولا تملك خيارا آخر عدا احترام مبادئ الاتحاد الإفريقي الواردة في المادة 4 منه، بما فيها:

(أ) السيادة المتساوية والترابط بين كل الدول الأعضاء

(ب) احترام الحدود المتحصل عليها عند الاستقلال.

(و) منع اللجوء أو التهديد باللجوء إلى القوة بين الدول الأعضاء.

هذه الإلزامية تستمد روحها من القانون التأسيسي ذاته، ومن قرار مجلس السلم والأمن المشار إليه، والذي يكتسي طابعا إلزاميا كذلك.

خلاصــــة:

كل المعطيات الموجودة على الورق تشير إلى أن انضمام المغرب إلى القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي يعتبر، نظريا، بمثابة الدخول إلى بيت الطاعة والتسليم بمبدأ الحفاظ على الحدود الموروثة عن الاستعمار والاعتراف الضمني بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.

المغرب دولة تجيد المناورة والتنصل من التعهدات والالتزامات. ألم يلتزم المغرب صراحة وعلانية بإجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية قبل 26 سنة؟

التفسير الوحيد هو أن المغرب يقوم بذلك عن مضض، بغية تخطي الأسوار المنيعة للاتحاد لا غير، ولو كلفه ذلك الدوس على دستوره، ليتمكن على شاكلة حصان طروادة من تلغيم الاتحاد من الداخل وتدميره.

لذلك، الرجاء عدم تلخيص واختصار قضية انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي في التصويت وعدد الدول المصوتة. القضية تطرح أسئلة جوهرية نذكر منها:

ــ ما هي الحدود الجغرافية التي يريد المغرب الانضمام بها إلى الاتحاد الإفريقي؟

ــ ما مدى جدية المغرب في التزامه بمبادئ الاتحاد؟

ــ هل يمكن للمغرب الإعلان عن ذلك كتابيا؟

ــ كيف سيعالج المغرب تناقض القانون الأساسي مع دستوره؟ هل سيقوم بتعديل دستوره في هذه الحالة؟

المغرب يلتزم الصمت حاليا، وأكاد أجزم أنه سيكفر بمبادئ الميثاق بمجرد قبول دخوله كعضو في الاتحاد.

لذلك، السؤال الوحيد الذي يبقى دون إجابة هنا: من هي الجهة الكفيلة بطرح الأسئلة السابقة على المغرب وإجباره على التعاطي معها والإجابة عنها……. قبل الوصول إلى التصويت؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]: متوفر باللغة الإنجليزية على الرابط التالي:

http://www.peaceau.org/uploads/cps.617.com.adhesion-a-ua.12.8.2016.pdf

أحدث الإضافات

أبرز الأخبار

24 أبريل / نيسان 2024

نيروبي (كينيا)– استُقبل وفد الجمهورية الصحراوية المشارك في الندوة الدولية حول الإقتصاد الرقمي، أمس الثلاثاء، من طرف رئيس جمهورية كينيا، وليام روتو، وذلك في القصر الجمهوري، رفقة الوزراء الأفارقة المشاركين في هذا المحفل الدولي الهام. وقد شارك الوفد الصحراوي في تبادل وجهات النظر الى جانب الأشقاء الأفارقة مع الرئيس الكيني حول التحديات التي تواجهها افريقيا والفرص […]

أبرز الأخبار

24 أبريل / نيسان 2024

ولاية الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية)– ترأس اليوم الأربعاء، الرئيس الصحراوي-الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، أشغال الدورة العادية الرابعة للأمانة الوطنية للجبهة.  وفي كلمته الإفتتاحية لأشغال الدورة، أوضح إبراهيم غالي، أن الدورة ستتطرق  إلى محاور رئيسية من قبيل السياسي التنظيمي والميدان العسكري والأمني والميادين الإدارية والاجتماعية والاقتصادية والخارجية وملف الأمم المتحدة، وصولاً إلى بلورة خلاصات واستنتاجات ومن […]

أبرز الأخبار

24 أبريل / نيسان 2024

بيونغ يانغ (كوريا الشمالية)– قالت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، اليوم الأربعاء، إن وفدا من بيونغ يانغ برئاسة وزير التجارة الدولية يزور إيران حاليا، وذلك في تقرير علني نادر عن تعاملات البلدين. وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن وزير العلاقات الاقتصادية الخارجية يون جونغ هو غادر بيونغ يانغ أمس الثلاثاء جوا على رأس وفد وزاري لزيارة […]

أبرز الأخبار

24 أبريل / نيسان 2024

غزة (فلسطين)– بثت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- فيديو لأسير إسرائيلي محتجز في قطاع غزة، يندد فيه بما وصفه بإهمال حكومة بنيامين نتنياهو للأسرى ويطالبها بالعمل للإفراج عنه. ويعود الفيديو للأسير الإسرائيلي هيرش جولدبيرغ بولين (24 عاما)، الذي قال إنه من مواليد كاليفورنيا بالولايات المتحدة ويسكن مع عائلته في القدس المحتلة. وفي بداية حديثه، وجه الأسير كلامه […]

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

الجزائر– إستقبل السفير الصحراوي بالجزائر، عبد القادر الطالب عمر، السفير الكوبي بالجزائر، هيكتور آكارثا، بمقر سفارة الجمهورية الصحراوية بالجزائر العاصمة. وتناول اللقاء العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين، الصحراوي والكوبي، حيث عبر السفير الكوبي عن دعم ومساندة كوبا لكفاح الشعب الصحراوي العادل من أجل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وبناء دولته المستقلة الجهورية الصحراوية. […]

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

ولاية الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية)– نظم إتحاد الصحفيين والكتاب والأدباء الصحراويين بالتعاون مع وزارة الثقافة، ندوة إعلامية لتقديم كتب وإصدرات جديدة بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، بحضور مجموعة من الكتاب والصحفيين ووسائل الاعلام الصحراوية والمهتمين بشأن تدوين التاريخ والثقافة الصحراوية. وخلال كلمته أمام الحضور، نوه الأمين العام للإتحاد، نفعي أحمد محمد، بأهمية تدوين وحماية الموروث […]

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

نيروبي (كينيا)– تشارك الجمهورية الصحراوية في أشغال الندوة الأفريقية حول الإقتصاد الرقمي، التي تحتضنها العاصمة الكينية نيروبي.  وأشرف على إنطلاق أشغال الندوة الأفريفية، التي تعقد تحت شعار “إطلاق العنان للتنمية بما يتجاوز حدود الربط الإلكتروني”، وتتواصل إلى غاية الـ25 من الشهر الجاري، الرئيس الكيني، وليام روتو، ويحضرها 16 وزيرا من مختلف دول أفريقيا، إلى جانب […]

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

كانطابريا (إسبانيا)– احتضن مقر البرلمان الجهوي لمقاطعة كانطابريا بإسبانيا معرضا يوثق كفاح ونضالات الشعب الصحراوي  ضد الإستعمار، تحت اسم “رحلة نساء الصحاري”، أشرف على تدشينه رئيسة البرلمان الجهوي للمقاطعة، ماريا خوسي غونزاليث. وفي كلمة لها، أعربت غونزاليث، عن أملها بأن يشكّل المعرض الذي يضم صورا لمراحل الكفاح التحرري للشعب الصحراوي “إحياءً للإحساس المستمر بالقضية الصحراوية، وأن يكون […]