أديس أبابا (إثيوبيا)- حل ملك المغرب، محمد السادس، فجر يوم السبت، بالعاصمة الاثيوبية، اديس أبابا، في محاولة يائسة وأخيرة منه لاستجداء عطف رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، الذين سيعقدون قمتهم الثامنة والعشرين يوم الإثنين 30 يناير، للبت في طلب المملكة المغربية للانضمام للمنظمة.

وتأتي هذه الزيارة دليلا على يأس نظام الاحتلال المغربي، ومحاولته البحث بكل الطرق الممكنة عن دخول الاتحاد، بعد أن بذلت الرباط ملايين الدولارات، وملايين الوعود الاقتصادية والتنازلات السياسية لعدد كبير من البلدان، مقابل دعم ملف طلب الرباط الانضمام للاتحاد.

ويواجه المغرب صعوبات كبيرة أمام طلبه، نتيجة تعارض وضعه كدولة احتلال غير شرعي في الصحراء الغربية، مع مبادئ وقيم وأحكام القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي (انظر الخبر عن صدور رأي قانوني حول الأمر عن مكتب المستشار القانوني للاتحاد الأفريقي).

وأفادت مصادر مطلعة، لموقع الصحراوي، أن الملك المغربي قد اضطر أخير للسفر بنفسه إلى اثيوبيا، مرة ثانية، عله يتمكن من اقناع القادة الأفارقة دعوته لحضور أشغال القمة، أو على الاقل التلصص على جلستها الافتتاحية، بصفة ضيف، بعد أن فشل في اقناعهم بالمشاركة كدولة عضو.

ويحاول المغرب منذ فترة تضليل الرأي العام المغربي والدولي طبعا، وأيضا الضغط على المنظمة القارية، وعلى رئيستها خصوصا، عبر إشاعة أخبار كاذبة تتحدث عن حصوله على العضوية، رغم أن الطلب المغربي ما يزال تحت الدراسة، ولن يخضع للبحث من قبل رؤساء الدول والحكومات قبل يوم الاثنين 30 يناير الجاري كبند من بنود جدول اعمالها المقرر.

ويبدو أن السيناريو الذي أعدته الدولة المغربية للظهور بمظهر المنتصر في مساعيها الأخيرة للحصول على العضوية كان ينص على أن يشارك وفد مغربي كبير، قد يتجاوز المائة شخص أو أكثر، بقيادة مزوار أولا في اجتماع الوزراء قبل أن يأتي الملك فاتحا وغازيا، ليحضر أشغال القمة.

لكن، وخلال لقاء جمع الوزير المغربي برئيسة المفوضية، الدكتورة دلاميني زوما، اضطرت الرئيسة لتوضيح الموقف وإعطاء ضيفها درسا في القانون والسياسة والأخلاق (للإطلاع على الموضوع قراءة الخبر عنه من هنا)، مذكرة إياه أنه من غير اللائق ممارسة كل هذه البهلوانيات السياسية والإعلامية للضغط على القادة الأفارقة قبل اتخاذهم القرار النهائي بشأن الطلب المغربي.

كما يبدو ان مزوار قد طلب من الرئيسة مده ببطاقات لأعضاء وفد مغربي، وقد يكون أبلغها أيضا برغبة الملك حضور القمة، غير أنها كانت صارمة، ومتمسكة بتطبيق القانون التأسيسي للاتحاد، الذي لا يعطي أي دولة غير عضو الحق في حضور أشغال القمة ما لم تكن مدعوة كضيف.

ويضيف نفس المصدر أن الملك قد اضطر للحضور شخصيا إلى أديس أبابا، وسينظم ليلة السبت حفل عشاء يستدعي فيه كل الرؤساء والمسؤولين الأفارقة الذين حضر اغلبهم لأديس، على أمل أن يقنعهم أو يضغط عليهم لدعم طلبه أو حتى لدعم حضورد كضيف رغم صعوبة الأمر.

وبطبيعة الحال، لن يتوقف ملك المغرب عن بذل الجهود من أجل إقناع رئيسة المفوضية، ورئيس الاتحاد الأفريقي الحالي، الرئيس اتشادي، لإغاثته ومنحه دعوة لحضور أشغال القمة، الأمر الذي يبدو مستحيلا حتى الساعة، لخلو جدول أعمال القمة من هذا الأمر ولإصرار الرئيسة على فرض احترام قوانين الاتحاد بأي ثمن.

وحتى في حالة تمرد الملك، وحاول الحضور رغم كل شيء لإحراج معارضي مشاركته، فمن المرجح أن يحول العديد من القادة الأفارقة أي جلسة يحضرها الملك إلى محاكمة علنية للإحتلال، مما سيشكل إهانة مضافة للملك، تنضاف إلى الإشمئزاز الذي يستشعره الكثيرون من تصرفات المغاربة غير اللائقة، والملتوية منذ أن حاولوا حضور قمة كيغالي، مرورا بالفضل السخيف الذي أساءوا إخراجه في قمة مالابو العربية الأفريقية.

وأكد المصدر لموقع الصحراوي، انه في حالة تهور الملك وحاول فرض حضور شخصه على القمة، فسينال الرد اللازم من أحرار القارة الأفريقية ورجالاتها الذين ضاقوا ذرعا بتصرفاته وتصرفات رجاله الرعناء.

مواضيع من نفس الفئة

جبهة البوليساريو تحمل مجلس الأمن مسؤولية الفشل وتؤكد تمسكها بحق الشعب الصحراوي ...

26 أبريل / نيسان 2024

الجزائر وكندا تعبران عن تقارب وجهات النظر حيال القضيتين الصحراوية والفلسطينية

26 أبريل / نيسان 2024

إختتام أشغال الندوة الدولية للإقتصاد الرقمي بنيروبي بمشاركة صحراوية مميزة

26 أبريل / نيسان 2024

منظمة العفو الدولية تؤكد إستمرار الاحتلال المغربي في قمع الحريات والتعذيب في ...

26 أبريل / نيسان 2024