نظرة على معاناة المواطن الصحراوي المادية بمخيمات اللاجئين

11 أبريل / نيسان 2017 - آخر تحديث 12 أبريل 2017 / 00:47

   التعليقات 0

ــ بقلم: لعروصي عبد الله

يعيش المواطن الصحراوي في مخيمات اللاجئين الصحراويين اليوم أوضاعا أصعب مما كان عليه حاله من ذي قبل، رغم أن إرادته في الاستقلال لازالت لم تتغير، ولم تتزحزح قناعاته قيد أنملة عن الإيمان بالقضية وبرائدة كفاحه وممثله الشرعي والوحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب.

فقد تأثرت حياة المواطن اليومية بعدة عوامل، ومن الممكن أن تنعكس سلبا عليه إن لم يتم إيجاد حلول جذرية تمكنه من العيش الكريم، لأن ما فرض عليه اللجوء والمعاناة طوال سنين هو البحث عن الكرامة ولا شيء سوى الكرامة باعتبارها أغلى ما يملك الإنسان.

ورغم توزيع التنظيم الصحراوي لمواد المعونات الشحيحة التي تأتي كمساعدات على اللاجئين بالتساوي، تبقى عوامل قلة المداخيل إن لم نقل ندرتها أو حتى انعدامها، إضافة إلى غلاء أسعار جل المواد الغذائية، ولاسيما الواردة من الجزائر التي تعتبر أول مصدر لتوفير البضائع بالنسبة للسوق الصحراوية، بعض أهم العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطن اليومية.

وفيما يلي من هذا المقال، سنطرح بعض التساؤلات والمعلومات التي نتمنى صادقين أن تلقَ أجوبة أو ردود فعل من الدولة، وأن يتم أخذها بعين الاعتبار من قبل الجهات المختصة أثناء معالجة الموضوع.

فما الذي تغنيه منحة 1000 دينار بالنسبة لمدني أو 5000 دينار بالنسبة لمقاتل معيل لعائلة؟ إذا علمنا أن أكثر العائلات حرصا وقلة مصاريف لا بد لها على الأقل من:

ــ 10 علب من الشاي في الشهر بالنسبة للعائلة التي زوارها قلة وتصنع الشاي مرتين في اليوم، أي 1700 دينار ثمن الشاي.

ــ كيلو غرام واحد من لحم الإبل في الشهر بقيمة 600 دينار.

ــ طن واحد من الماء تدفع العائلة مقابله 200 دينار حين تنتهي حصتها المخصصة من قبل التنظيم الصحراوي.

ــ كيلو غرام واحد من الخضروات الأساسية، مثل الباطاطا، الطماطم، البصل والجزر بقيمة 500 دينار في الشهر.

ولن نتحدث هنا عن “الترف” أو الخيال، لن نتحدث عن  الفواكه، أو المواد الغذائية المعلبة؛ لن نتحدث عن العائلات التي لديها رُضَّع يحتاجون الألبان، ولن نتحدث عن الأدوية التي تباع لنا في صيدليات خاصة داخل المخيم، ولن نتحدث عن حاجة الصغار للحفاظات التي ابتلينا بها في السنوات الأخيرة حتى أصبحت أهم غرض للعائلة رغم ما تتسبب فيه من تلوث للطبيعة ومن زيادة في حجم النفايات، ولن نتحدث عن الهواتف ولا الأعطاب التقنية التي تصيب الأجهزة، لن نتحدث عن محروقات السيارات، ولن نتحدث عن “بساجا” (سيارت الأجرة) لزيارة مريض بالمستشفى الوطني أو بتندوف، ولن نتحدث عن الأبناء المتمدرسين بالجزائر و”أمسفاطهم” بالقليل أو الكثير من الدنانير سنويا؛ لن نتحدث عن “لحموم” (الفحم) أو الأعياد أو الضيوف أو المناسبات العائلية الضرورية؛ ولن نقترب ولو قليلا من الأمراض التي تستلزم مرافقة أحد أفراد العائلة للمريض؛ لن نتحدث عن عائلات الشهداء، ولا عن المطلقات وأبناؤهن ولا عن العجزة.

نحن نتحدث عن إمكانية عائلة لشرب الشاي مرتين في اليوم، وكيلو غرام واحد من اللحم في الشهر وطن واحد من المياه  شهريا و04 كيلوغرامات من الخضراوات في الشهر، أي ما مجموعه 3200 دينار.

نحن نتحدث عن عائلة لاجئة محظوظة لها معيل أصلا، وصحة أفرادها ممتازة لا يمرضون، وأبناؤها لا يحتاجون حفاظات ولا ألبسة ولا ألبان ولا ألعاب ولا حتى يقرؤون “اللوح” (الكُتاب) الذي يستوجب هو الآخر دفع ضريبة “الأربعية والاثنينية” للمرابط.

ولتعزيز مقومات الصمود وتحسين المستوى المعيشي للمواطن على التنظيم الصحراوي أن يفهم أن المواطن لا يعنيه قلة مصادر أو موارد الدولة، بل إن هذا عذر مرفوض من قبل الجميع، فهذه مسؤولية التنظيم الذي سلم له المواطن ولازال ومنحه قيادته لكي يقود الشعب في هذه المرحلة الحرجة وغيرها.

ومن الحلول التي تبدو سهلة، على الأقل نظريا لمن لا خبرة له في القيادة مثلنا، أن يتقدم التنظيم أو الدولة بطلب قرض من الدول الصديقة على الأقل، التي ليس لديها أدنى شك في قدرتنا على تحقيق استقلالنا قريبا، واقتراض يمكن استثماره في مشاريع أو غيرها من الأفكار التي يمكن أن تساهم في حفظ كرامة شعبنا وتحد من استنزاف الهجرة لدماء شعبنا، وتخفف من ثقل آثار الطلاق ومغامرات الشباب التي تدفعه للتهلكة.

كما يمكن أن ننشئ بنكا صحراويا في إطار الاستعداد وبناء المؤسسات؛ وهو الذي يمكن أن يصبح مؤسسة مالية وطنية تساعد على ضبط مداخيل الدولة والقادرين من أبناء الشعب، ويروج ويستثمر في هذه الأموال وبها؛ ومن شأنه كذلك أن يجلب بعض الأرباح للدولة خاصة فيما يتصل بالتحويلات المالية التي تأتي لبعض العائلات  الصحراوية من أفراد أسرها بالخارج أو من المتضامنين أو لمَ لا الاستفادة من التحويلات التي تأتي للمنظمات العاملة بالمخيمات وتذهب هباءً منثورا دون أن يستفيد منها المخيم وأبناؤه.

وفي انتظار تحقيق بعض من ذلك أو تحقيق أفكار أخرى ستساعد على تعزيز مقومات الصمود التي ننشدها جميعا، لابد للدولة على الأقل أن تساهم في رفع الضرائب عن الطبقات التي تعمل بالمؤسسات أو تلك العاطلة عن العمل، لأنه من غير المعقول أن يؤدي المواطن أو معيل العائلة أو أحد أفرادها ضريبة 5000 دينار جزائري لو ضاعت بطاقته في حين هو معدوم الدخل؛ ولا يعقل أن يؤدي ضريبة دفتر مرور السيارات الذي يكلف 200 دينار علما أنه لا فائدة منه؛ ولكن، يمكن القبول بأن يتم الإبقاء على هذه الضرائب المفروضة على أصحاب المصحات الخاصة، وأصحاب الصيدليات الخاصة، وأصحاب متاجر الجملة وأصحاب “الكينكريات” من ميسوري الحال، الذين لا نعتقد أنهم سيبخلون عن المساهمة في إمداد صندوق الدولة بموارد ستستخدم لخدمة الصالح العام.

أحدث الإضافات

أبرز الأخبار

22 مارس / آذار 2024

بئر لحلو (الجمهورية الصحراوية)– عبرت الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو، في بيان لهما مساء اليوم الجمعة، عن الإدانة بأشد العبارات لتصريحات السفير الفرنسي لدى المغرب، الذي اعترف بتورط بلاده العسكري والسياسي في الحرب الاستعمارية المغربية ضد الشعب الصحراوي منذ السبعينات. وجاء بيان الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو ردا على تصريحات أدلى بها السفير الفرنسي يوم أمس الخميس، خلال […]

أبرز الأخبار

22 مارس / آذار 2024

برلين (ألمانيا)– احتضنت العاصمة الألمانية برلين معرضا للصور الفوتوغرافية توثق جانبا من كفاح وثقافة الشعب الصحراوي التي تميزه عن بقية الشعوب، بعرض فيلم “الصحراء بجوارحي” الذي يحمل عنوان “الركن المفقود – الصحراء الغربية آخر مستعمرة”، للمصورة الألمانية أفيلين افريك، تطرق إلى جانب مهم من حياة وكفاح الشعب الصحراوي.  وحضر الحدث ممثلة جبهة البوليساريو بألمانيا، النجاة […]

أبرز الأخبار

22 مارس / آذار 2024

جنيف (سويسرا)– وجه المجلس الدولي لدعم المحاكمات العادلة وحقوق الإنسان، نداءً إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، للضغط على دولة الإحتلال المغربي لتطبيق التوصيات الصادرة عن مختلف الاليات الاممية لحقوق الإنسان ذات الصلة بالانتهاكات في الأراضي الصحراوية المحتلة، التي تقع تحت مسؤولية الأمم المتحدة إلى حين تصفية الاستعمار منها وتحريرها من الاحتلال المغربي بشكل نهائي ودائم. المنظمة وفي بيان شفهي خلال جلسة […]

أبرز الأخبار

22 مارس / آذار 2024

فيينا (النمسا)– شارك إتحاد الطلبة الصحراويين في أشغال الورشات لمنظمة الشباب الإشتراكي العالمي المنعقدة في الفترة من 21 إلى 24 مارس الجاري بالعاصمة النمساوية فيينا، وسط حضور رسمي من مختلف المنظمات الشبانية في مختلف أنحاء العالم. ويهدف الحدث إلى تعزيز دور مشاركة المرأة سياسيا، إجتماعيا وإقتصاديا، بالإضافة إلى كونه فرصة لتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف المنظمات على مستوى […]

أبرز الأخبار

22 مارس / آذار 2024

بئر لحلو (الجمهورية الصحراوية)– قالت جبهة البوليساريو في بيان صحفي، عقب صدور إستنتاجات المحامية العامة أمام محكمة العدل الأوروبية، صباح أمس الخميس، بخصوص ملف الموارد الطبيعية، أنها تسجل تقدما مهما  في الإعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال. وأورد البيان الصحفي، بأن المحامية العامة تشابيتا، أصدرت مجموعة من الاستنتاجات في القضايا المتعلقة بحق تقرير […]

أبرز الأخبار

22 مارس / آذار 2024

غزة (فلسطين)– مع بداية اليوم الـ168 للحرب، استشهد فلسطينيون نتيجة قصف إسرائيلي ليلي على رفح، بينما يواصل جيش الاحتلال عملياته في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، كما نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اعتقال أي من قادتها داخل هذا المجمع. وواصلت المقاومة الفلسطينية استهداف قوات الاحتلال في محيط مجمع الشفاء ومحاور أخرى، بينما توالت التحذيرات الدولية من عواقب […]

أبرز الأخبار

22 مارس / آذار 2024

غزة (فلسطين)– أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه نشر صورا عن طريق الخطأ لأشخاص على أنهم اعتقلوا في مستشفى الشفاء بغزة وهم ليسوا معتقلين. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن إعلان الجيش الإسرائيلي أن القيادي بكتائب القسام رائد سعد اعتقل في مستشفى الشفاء تبين أنه خاطئ. يأتي ذلك بعد ساعات من نفى مسؤول أمني في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) […]

أخبار الصحراء الغربية

22 مارس / آذار 2024

ولاية أوسرد (الجمهورية الصحراوية)– وقف وزير الصحة الصحراوي، السالك بابا حسنة، أمس الخميس، في زيارة تفقدية للمستشفي الجهوي لولاية أوسرد على عمل البعثات الطبية الأجنبية من منطقتي مورثيا وكاطالونيا.  ورافق الوزير في زيارة التفقد كل من الدكتور عبد الرحمان الميراس مدير مركزي مستشار لدى وزارة الصحة العمومية، وخطرة ماءالعينين مدير قسم البعثات الطبية بالوزارة.   وخلال الزيارة […]