إسبانيا تدفع ثمن تعاونها الأعمى مع المغرب

18 أغسطس / آب 2017 - آخر تحديث 18 أغسطس 2017 / 18:57

   التعليقات 0

ــ بقلم: السيد حمدي يحظيه

منذ مدة، وبالضبط منذ سنة 2004، يبدو أن المغاربة ذوي الانتماء “الداعشي” انتهجوا سياسة الإرهاب الأعمى في أوروبا، وراحوا يضربون البلدان الأوروبية بذات اليمين وذات الشمال. وبما أن كل الإرهابيين الذين ضربوا في قلب أوروبا هم مغاربة وكانوا يتحركون بسهولة، فهذا أكد مما يدع مجالا للشك أن المخزن هو الذي كان وراءهم؛ فحسب التحليل، لجوء المغرب إلى الإرهاب في أوروبا يطمح من ورائه إلى تحقيق هدفين: الأول معاقبة الدول التي تقف في وجهه في قضية الصحراء الغربية التي يحتل، والثاني هو أنه يبتز أوروبا ويقدم نفسه، ولو بطريقة غير مباشرة، أنه يمكن أن “يحمي” أوروبا كلها من الإرهاب إذا تعاونت معه في قضية الصحراء الغربية ما دام كل الإرهابيين الذين نفذوا هجمات في أوروبا هم مغاربة، والمخزن يتحكم فيهم.

فخلال السنتين الماضيتين ضرب الإرهابيون المغاربة في كل أوروبا وبوحشية، وربما أن المخابرات الأوروبية أكتشفت أن هولاء الإرهابيون المغاربة الذين ضربوا هكذا كانوا يتحركون بحرية، وربما تحت حماية ومظلة المخزن أو بجوازات سفر محمية أو أنهم مؤطرون. ورغم أن أوروبا أكتشفت -أو تشك بنسبة كبيرة- أن الإرهابيين المغاربة الذين ضربوا في قلبها هم مغاربة مؤطرين من طرف المخزن المغربي إلا أنها حافظت، بجبن كبير، على سرية ذلك الملف وفضلت عدم المواجهة. بالنسبة لأوروبا، المواجهة مع المغرب واتهامه علنا أنه، كدولة، يقف وراء الإرهاب ويتحكم فيه سوف لن تجني منه سوى المزيد من الضربات الموجعة على الرأس. فالمغاربة الذين يُجند المخزن كإرهابيين هم بالآلاف وهم جاهزون للتحرك بأوامر المخزن.

لكن إذا كان الإرهابيون المغاربة قد ضربوا في كل العواصم والمدن الكبيرة وقتلوا العشرات فإنهم، لمدة طويلة، لم يضربوا في إسبانيا، وهذا ليس لحسن الحظ طبعا. إن نجاة إسبانيا من الضربات العمياء البغيضة للإرهاب التي يقوم بها الارهابيون المغاربة قد تعود، في تقديرنا، إلى أن إسبانيا لعبت لعبة القفز من وراء ظهر أوروبا وطلبت حماية المخزن لها من الهجرة ومن الإرهابيين المغاربة أنفسهم مقابل تنازلات كبيرة في القضايا التي يريد المغرب مثل قضية الصحراء الغربية والتعاون الاقتصادي مع أوروبا. فإسبانيا ليست أقوى مخابراتياً ولا أمنياً من فرنسا ولا من ألمانيا ولا من بريطانيا ولا من بلجيكا، والمغاربة في إسبانيا هم أكثر من المغاربة في كل البلدان الأوروبية، وبالتالي هذا يعني أن إسبانيا متعاونة مع المخزن المغربي في ألا يقوم المغاربة بأي هجوم إرهابي فوق أراضيها، ويتكفل المخزن بحمايتها من الإرهاب وبمتابعة إرهابييه ف مدنها هي مقابل أن تبقَ إسبانيا موالية للمغرب في قضية الصحراء الغربية. كل المحللين والمتابعين، كانوا منذ مدة، يتعجبون كيف أن الإرهابيين المغاربة لم يستطيعوا الضرب في مدريد أو برشلونة، ويضربون بحرية مطلقة في باريس ولندن وبرلين وبروكسل؛ التفسير الوحيد الذي يمكن أن نصل إليه هو أن إسبانيا لعبت بالنار ونسقت مع المخزن كي يحميها من إرهابييه. لم نكن نتعجب حين كنا نسمع علانية تصريحات الإسبان الرسميين وهم يمدحون، بتبجح، التنسيق الأمني المغربي مع إسبانيا، ولم نتعجب حين كنا نسمع أن المغرب كان يقول أن وحدات من قواته الأمنية والمخابراتية شاركت مع القوات الأمنية الإسبانية في اعتقال متشديين مغاربة فوق الأراضي الاسبانية.

لكن إذا كانت إسبانيا قد اعتقدت أن المخزن سيحميها من الإرهاب مقابل تنازلات في قضية الصحراء الغربية وتنازلات في الصمت عن عدم شجب اتفاق الصيد الأوروبي في مياه الصحراء الغربية، فإنها تناست أن المخزن لا ثقة فيه وأنه سيضرب في عمق إسبانيا ذات يوم إذا رأى أن مصالحه تم مسها.

الآن ضرب الإرهاب المغربي فعلا في أكبر مدينة إسبانية وكانت الضربة مدروسة جدا:

1) تحدث في برشلونة أكبر مدينة سياحية في إسبانيا وفي أكثر المواسم التي يتواجد فيها السياح.

2) تحدث الضربة في أكبر شارع سياحي فيها ويقوم بها مغاربة.

لكن ماذا عن توقيت الضربة؟ في العمق يبدو أن هناك خلاف إسباني مغربي لا نعرف حول ماذا بالضبط، وبوادره ظهرت منذ شهر، وتمثلت في ما يلي: التعامي المغربي عن دخول آلاف الأفارقة إلى إسبانيا في ليلتين، وقبل يوم من عملية برشلونة تم أيضا إرسال حوالي 400 مغربي في قوارب إلى الشواطئ الاسبانية دون أن تعترضهم القوات المغربية كما ينص على ذلك الاتفاق.

جاءت الضربة في عمق كتالونيا التي تسعى لتقرير مصيرها في شهر أكتوبر وهو ما لا يريده المغرب، ويرفضه بسبب قضية الصحراء الغربية.

لقد أخطأت إسبانيا في تعاونها الأمني مع المخزن المغربي، وربما اطمأنت لذلك، لكن لم تجن من ذلك ما عدا عض الأصابع ندما، فالمخزن لا ثقة فيه.

أحدث الإضافات

أبرز الأخبار

17 أبريل / نيسان 2024

نيويورك (الأمم المتحدة)– تحت رئاسة مالطا، عقد مجلس الأمن أمس الثلاثاء مشاورات مغلقة حول بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) تماشياً مع القرار 2703 (2023) الذي تبناه مجلس الأمن في 30 أكتوبر 2023. وكان مجلس الأمن قد طلب في قراره من الأمين العام أن يقدم إحاطات إلى المجلس على فترات منتظمة، وكذلك في […]

أخبار الصحراء الغربية

17 أبريل / نيسان 2024

ولاية الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية)– نظمت وزارة الصحة الصحراوية، عبر قسم الإعلام والتحسيس، يوما تكوينيا، لفائدة المشاركين في مبادرة “الإتصال من أجل تغيير السلوك”. وخصص اليوم التكويني لكيفية إعداد الحملات التحسيسية وأساليب الاتصال المتاحة في سبيل إيصال الرسالة الصحية، وكذا تزويد المشاركين في الحملات التحسيسية المزمع القيام بها  بالتقنيات الأساسية في مجال الاتصال والتواصل والتفاعل […]

أبرز الأخبار

17 أبريل / نيسان 2024

عيتا الشعب (جنوب لبنان)– صعّد جيش الإحتلال الصهيوني، اليوم الأربعاء، من عملياته العسكرية على بلدات جنوب لبنان عقب استهداف حزب الله بالصواريخ والمسيّرات مركزا قياديا إسرائيليا في بلدة العرامشة بالجليل الأعلى، أسفر عن إصابة 14 جنديا. وقال جيش الإحتلال الصهيوني إنه قصف أهدافا عدة تابعة لحزب الله جنوبي لبنان، مضيفا أنه استهدف مصدر إطلاق الصواريخ التي قصفت شمال إسرائيل. […]

أبرز الأخبار

17 أبريل / نيسان 2024

تل أبيب (إسرائيل)– أثار إعلان أحد الناجين -ممن شاركوا في حفل نوفا الموسيقي في منطقة غلاف غزة تزامنا مع انطلاق معركة “طوفان الأقصى”- عن انتحار 50 ناجيا إسرائيليا تفاعلا على نطاق واسع بين الإسرائيليين. جاء ذلك خلال جلسة استماع عقدتها لجنة الرقابة في الكنيست الإسرائيلي -أمس الثلاثاء- وشارك فيها عدد من الناجين من الحفل الموسيقي، حيث تحدثوا […]

أبرز الأخبار

16 أبريل / نيسان 2024

الجزائر– استقبل الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، الرئيس الصحراوي-الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي. وحضر اللقاء، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري، الفريق أول السعيد شنقريحة، ومدير ديوان رئاسة الجمهورية الجزائرية، بوعلام بوعلام.وعن الجانب الصحراوي، كل من الوزير المستشار للشؤون الدبلوماسية، محمد سالم ولد السالك، رئيس أركان جيش التحرير الشعبي الصحراوي، […]

أبرز الأخبار

16 أبريل / نيسان 2024

تنريفي (جزر الكناري)– إحتضنت جامعة “لالاغونا” بجزيرة تنريفي الكنارية عرض الفيلم الوثائقي “وني بيك” للمخرج الجزائري، رابح سليماني، الذي حاز على جائزة مهرجان السينما “فيـ-صحرا” في نسخته الماضية، والذي يتحدث عن كفاح الشعب الصحراوي وقضيته العادلة. الفيلم يأتي في إطار سلسلة الأنشطة التي تنظمها جمعية الوفاق للجالية الصحراوية بتنريفي شهر أبريل الجاري والتي تهدف إلى […]

أبرز الأخبار

16 أبريل / نيسان 2024

بمبلونة (إسبانيا)– وقع إتحاد عمال الساقية الحمراء ووادي الذهب إتفاقية تعاون وشراكة مع نقابة “LAB” الاسبانية، وذلك بمقر هذه الأخيرة بمقاطعة نابارا.  ووقع الإتفاقية عن الجانب الصحراوي، الأمين العام لاتحاد العمال سلامة البشير، وعن الجانب الإسباني الأمينة العامة السيدة كاربينيا. وتهدف الاتفاقية إلى تعميق مجالات التعاون مستقبلا بين المنظمتين.  وحضر التوقيع إلى جانب الأمين العام […]

أخبار الصحراء الغربية

16 أبريل / نيسان 2024

ولاية الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية)– قام اليوم الثلاثاء وفد تضامني ألماني بزيارة إلى مقر إتحاد الصحفيين والأدباء والكتاب الصحراويين، أين جمعته ورشة نقاش بمجموعة من الصحفيين والإعلاميين الصحراويين. وتمحور النقاش حول الطرق الكفيلة للمرافعة عن القضية الصحراوية بألمانيا في ظل التعتيم الإعلامي والابتزاز الذي يمارسه نظام الاحتلال المغربي على مجمل الدول الأوروبية. كما توسع النقاش […]