القضية الصحراوية والتثاؤب الأممي..!!

12 اكتوبر / تشرين الأول 2017 - آخر تحديث 12 أكتوبر 2017 / 15:22

   التعليقات 0

ــ بقلم: لحسن بولسان

أسئلة كثيرة معلقة منذ سنوات لدى الشعب الصحراوي وخاصة بعد أن عطل المغرب كل فرص الحل العادل والنهائي ونسف كل أسس ومبادئ جميع المبادرات والتصورات والمساعي الدولية لحل قضية الصحراء الغربية طبقا لقرارات الشرعية الدولية، حتى تحولت لدى شعبها كل صيغ الطرح المختلفة منذ وقف إطلاق النار إلى يافطات تخفي وراءها حقائق مرعبة تتجاوز النيات، وتصل حد التضليل في أهدافها ومبتغاها.

في الاتجاه الأول ندرك أن هناك عيوباً صحراوية متصلة بمسار التفاوض مع النظام المغربي، أهمها وقف إطلاق النار، رغم الأسباب والحجج وحتى الظروف الموضوعية التي حتمت ذلك، إذ واصلت الأصوات رغم ضعف نبرتها، الهمس بدافع التحذير المبطن حينا والصريح أحيانا من ضرورة وضع حد لهذا الوضع حتى أصبح من يتساءل عن مبررات ذلك الإصرار الصحراوي على المفاوضات ودوافعه، هل هو العجز عن إيجاد بدائل؟ معتبرة أن مراجعة الماضي والاعتراف بالأخطاء والخطايا هما المقدمة الأولى لأي تحرك لنا وإعادة تصويب الاتجاهات.

ولكن في المقلب الآخر، لايزال السجال على أشده بشأن هيبة الأمم المتحدة وجدية إشرافها على إتمام مسار تصفية الاستعمار بآخر مستعمرة أفريقية، ولم يعد يخفي الشعب الصحراوي استياءه وخيبته من الدور الذي يصفه البعض بالمحتشم، في ضوء ما تبديه من تثاؤب واضح حيال حملات التعطيل والتفخيخ، وكيف تراخت كثييرا أمام  سلسلة الخطوات المغربية التي عرقلت وأعاقت تطبيق هذه القرارات.

هي أسئلة متعددة تطرح اليوم بحدة في الوسط الصحراوي بسبب تواضع البعثة الأممية ومحدودية تأثيرها، في إطار عشرات الأسئلة المشروعة التي تتردد بعد انتخاب الأمين العام الأممي الجديد وتعيين السيد هورست كولر مبعوثا شخصيا له إلى الصحراء الغربية.

ما بات مؤكداً لنا كما هو لغيرنا أن المعضلة التي حالت وتحول دون تطبيق تلك القرارات في حينها لا تزال في العقدة ذاتها، فالجهد الدولي لا يمكن أن يستقيم ما دام هناك من يعرج وعلى الملأ..!! وبمباركة دولة تدعي حرصها على القانون الدولي، أي فرنسا، وهي وحدها التي تتفرد بالصوت النشاز، وفي التجربة ليس هناك ما يمكن التعويل عليه  بخصوص الموقف الفرنسي حتى اللحظة، بحيث أن  التجربة مع الفرنسيين وأفكارهم توضح أن ثمة حاجز نفسي واضح، خلقته على أرض الواقع تراكمات إرث مواقف سياسية متخمة بالكثير من التجني على حق الشعب الصحراوي، وما زالت فرنسا تواصل الجري في المضمار الخاطئ، وتتمسك برؤية شاذة عن الاجماع الدولي زادت من  مناصبة الصحراويين العداء.‏. من هنا تكون لتلك الخشية مبرراتها الموضوعية، حيث التجربة المريرة التي عاشه الشعب الصحراوي ومعه العالم تثبت أن نوايا المحتل المغربي لا تتجاوز حدود مخزون الاستهلاك الاعلامي، مستفيدا من حالة التراخي والعجز والشلل التي تواجه مهمة البعثة الأممية، محاولا في كل مرة أن يعيد فيه اللعب على تناقضات المشهد الدولي بدعم فرنسي مفضوح، وحين يصبح الأمر بهذه المساومة الرخيصة، وحتى المبتذلة يحق للكثيرين الغيورين أن تعلو أصواتهم محذرة ومنبهة. وعلى ضوء هذا الحال، فإن الترحيب بالسيد كوهلر، لابد أن يقترن بطرح آليات واضحة لإعادة إطلاق عملية السلام بالصحراء الغربية، والالتزام بأسسها ومبادئها، لتجاوز الخيبات الكثيرة التي عاشتها المنطقة ولكي تكون قابلة للتطبيق.

لاشك أن تعين السيد كوهلر يعكس أن القضية الصحراوية مازات في الاهتمام الدولي، باعتبار الحق لا يزول بالتقادم  ويشكل خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، ولكنها بالتأكيد تحتاج إلى خطوات أخرى أهمها الصرامة والجدية ليتحول  الموقف إلى فعل، وهي خطوات لايزال الصحراويون ينتظروهنا بفارغ الصبر، ويتطلعون إلى التعاطي معها كحقائق تحرك السياسات الفعلية للقوى الدولية الفاعلة وتحديدا أعضاء مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي، ويبقَ الرهان الصعب متوقفاً على مدى إلزام المغرب بهذه الآليات ومنع فرنسا من الاستمرار في لغة التسويف والمماطلة التي اعتادتها عبر السنوات الماضية، وربما سيكون ذلك هو الاختبار الأكثر صعوبة لجدية المساعي الأممية ومساحة اهتمامها بحل عادل ونهائي لنزاع الصحراء الغربية طبقا للشرعية الدولية، ومن هنا لابد من النظر إلى التعنت المغربي اليوم والموقف الفرنسي، كخطر محدق بصورة الأمم المتحدة ودورها في تطبيق القانون الدولي؛ وهذا ما نعتقد أنه منوط بالأمين العام للأمم المتحدة الجديد الذي تقتضي مهمته ودوره أن يعيد النظر في الكثير من الاستطالات المرضية التي برزت في عمل بعثة المينورسو، فكيف يعقل أن تكون هذه البعثة الوحيدة الأممية التي لا تراقب وضع حقوق الإنسان، حفاظاً على ما تبقى من مصداقية للأمم المتحدة، ومنعاً لتآكل البقية الباقية أو النتف المتناثرة من الثقة بالمنظمة وعملها ودورها.

ولأن الصحيح يجب أن يصح أخيراً، فإن سنوات الحرب الستة عشر الماضية وأكثر من ربع قرن من المفاوضات المباشرة والغير مباشرة علمتنا ألا سبيل إلى تجاوز حق الصحراويين ولي أعناقهم وتزييف إراداتهم مهما طالت معاناتهم، وما هو ثابت ومؤكد بالنسبة لنا أن الأمر هو رهان الحياة والوجود، نكون أو لانكون، وأن الشعب الصحراوي له مساحات كبرى وخيارات واسعة لا تقتصر فقط على الخيار السلمي، بل هي أبعد من ذلك بكثير، كما يمتلك أوراقاً يدرك جيداً الحدود والسقوف التي يمكن أن تطالها، وإذا حاولوا تناسيها وتجاهلها، فإنه يعود فقط إلى الهروب إلى الأمام. ونتمنى ألا يخطئ السيد كوهلر الحسابات التي جرّت خلفها المغالطات المغربية والفرنسية والتي عليها أن تدرك اليوم  الأبعاد التي تحكم العلاقة بين نبض الشعب الصحراوي والقرار السياسي لجبهة البوليساريو وما راكمت هذه الأخيرة من تجارب قادرة على توظيفها للقطيعة مع الماضي وتضع حدا نهائيا لحسابات تحولت لدى البعض إلى أوهام.

أحدث الإضافات

أخبار الصحراء الغربية

19 أبريل / نيسان 2024

ولاية بوجدور (الجمهورية الصحراوية)– خلد أمس  الخميس إتحاد عمال التربية والتعليم التكوين الصحراويين ذكرى عقد من التأسيس، تحت شعار: “نضال متواصل وعمل دؤوب”، بحضور كل من وزير التربية والتعليم والتكوين المهني خطري آدوه، وزير النقل والطاقة السالك محمد أمبارك، المدير الوطني للتجهيز محمد سالم الراضي. كما حضر الحدث بالإضافة إلى منتسبي الإتحاد الأمين العام لوزارة الإعلام، رئيس اللجنة […]

أبرز الأخبار

19 أبريل / نيسان 2024

نيويورك (الأمم المتحدة)– في تصريح صدر اليوم دحض عضو الأمانة الوطنية وممثل الجبهة بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، الدكتور سيدي محمد عمار، الادعاءات التي قدمها ممثل دولة الاحتلال المغربية لدى الأمم المتحدة خلال مناقشة مجلس الأمن حول “دور الشباب في مواجهة التحديات الأمنية في منطقة البحر الأبيض المتوسط” التي عُقِدت نهار أمس. وفيما يلي النص […]

أبرز الأخبار

19 أبريل / نيسان 2024

ولاية الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية)– اختتمت أمس الخميس اشغال الطبعة الثالثة للندوة الدولية العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي المنعقدة ما بين يومي السابع عشر والثامن عشر تحت شعار” تحديات وآفاق”، وذلك بحضور رئيس الجمهورية، الامين العام لجبهة البوليساريو السيد ابراهيم غالي وأعضاء من الامانة الوطنية واطارات الدولة الصحراوية، ووفود من عدة دول عربية ومن امريكا اللاتينية. […]

أبرز الأخبار

19 أبريل / نيسان 2024

ولاية الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية)–   ألقى الرئيس الصحراوي-الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي كلمة، خلال إشرافه أمس الخميس، على إختتام أشغال الندوة العربية الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي، تطرق فيها إلى آخر تطورات القضية الوطنية داخليا وخارجيا وأوجه الكفاح الوطني.  وفيما يلي النص الكامل للكلمة كما نقلته وكالة الأنباء الصحراوية (وأص):  كلمة الأخ إبراهيم غالي، […]

أبرز الأخبار

19 أبريل / نيسان 2024

طهران (إيران)– في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، أعلن التلفزيون الإيراني أن منظومات الدفاع الجوي تصدت لمُسيّرات انتحارية في أجواء محافظة أصفهان الواقعة في قلب إيران ومدينة تبريز شمال غربي البلاد. وبعد ساعات من هذه العملية، تغيب الرواية الرسمية الإسرائيلية وحتى الأميركية، بينما أكدت طهران، منذ الساعات الأولى، أن العملية عبارة عن مُسيّرات انتحارية صغيرة وأنها تصدت لها […]

أبرز الأخبار

17 أبريل / نيسان 2024

نيويورك (الأمم المتحدة)– تحت رئاسة مالطا، عقد مجلس الأمن أمس الثلاثاء مشاورات مغلقة حول بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) تماشياً مع القرار 2703 (2023) الذي تبناه مجلس الأمن في 30 أكتوبر 2023. وكان مجلس الأمن قد طلب في قراره من الأمين العام أن يقدم إحاطات إلى المجلس على فترات منتظمة، وكذلك في […]

أخبار الصحراء الغربية

17 أبريل / نيسان 2024

ولاية الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية)– نظمت وزارة الصحة الصحراوية، عبر قسم الإعلام والتحسيس، يوما تكوينيا، لفائدة المشاركين في مبادرة “الإتصال من أجل تغيير السلوك”. وخصص اليوم التكويني لكيفية إعداد الحملات التحسيسية وأساليب الاتصال المتاحة في سبيل إيصال الرسالة الصحية، وكذا تزويد المشاركين في الحملات التحسيسية المزمع القيام بها  بالتقنيات الأساسية في مجال الاتصال والتواصل والتفاعل […]

أبرز الأخبار

17 أبريل / نيسان 2024

عيتا الشعب (جنوب لبنان)– صعّد جيش الإحتلال الصهيوني، اليوم الأربعاء، من عملياته العسكرية على بلدات جنوب لبنان عقب استهداف حزب الله بالصواريخ والمسيّرات مركزا قياديا إسرائيليا في بلدة العرامشة بالجليل الأعلى، أسفر عن إصابة 14 جنديا. وقال جيش الإحتلال الصهيوني إنه قصف أهدافا عدة تابعة لحزب الله جنوبي لبنان، مضيفا أنه استهدف مصدر إطلاق الصواريخ التي قصفت شمال إسرائيل. […]