ــ بقلم: المحفوظ ولد عبد العزيز

في الواقع، لم نعلق على هاذ الحادث قبل الآن كون التصريح الذي جاء به الناطق الرسمي في نفس المقام، المؤكد أن تفاريتي وبئر لحلو ليستا في المنطقة العازلة، أسدى بظلاله على هذه الواقعة، نظرا لأهميته الحينية (في الظرف الراهن) وكذا أهميته المطلقة، أي التي تخص مستقبل النزاع بصفة عامة.

بعيدا عن مغالطات الاعلام المغربي ومزايدات بعض من يتموقع في المنطقة الرمادية أو الضبابية، نعرج اليوم، بالصوت والصورة، على ما قاله الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة يوم 19 أبريل 2018 بخصوص حادث إطلاق النار في منطقة تفاريتي، منتصف مارس الماضي.

أولا: لماذا قدم الناطق الرسمي هذه المعلومة؟ كان ذلك للإجابة عن تساؤل طرحه الصحفي المغربي يوم 18 أبريل (في اليوم السابق) حول الحادث كما يوضحه الفيديو رقم1. الهدف من السؤال واضح، هو الحصول على إدانة لجبهة البوليساريو من طرف الأمانة العامة للأمم المتحدة.

الترجمة الحرفية لسؤال الصحفي المغربي: “نعم… بخصوص السلاح وإطلاق النار لكن في منطقة أخرى من العالم.. (لأن الكلام كان يدور حول حادث لإطلاق النار في سوريا)…. تفيد تقارير أن عناصر من البوليساريو قامت في منتصف مايو (ربما المقصود هو منتصف مارس) بإطلاق طلقات نارية تحذيرية تجاه عناصر المينورسو لمنعهم من دخول مكان موجود شرق الجدار.. أتسائل ماذا قالت المينورسو عن هذا (الحادث)”؟

الترجمة الحرفية لرد الناطق الرسمي: “دعني أتحرى.. لم أر أي شيء بهذا الخصوص”.

ثانيا: بالفعل، في اليوم الموالي قدم ستيفان دوجاريك معلومات حول الحادث، بطريقة لا تتضمن أي إدانة لجبهة البوليساريو كما يوضحه الفيديو 2، إذ قام بسرد الوقائع بما يؤكد أن الأمر تعلق بطلقات تحذيرية وتوقيف لمدة قصيرة تم بعده السماح للدورية بمواصلة سيرها، كما أضاف أن القائد المحلي لجبهة البوليساريو، في إشارة ربما إلى قائد الناحية العسكرية الثانية أو من ينوب عنه، أدان هذا العمل الفردي مؤكدا أنه سيتم اتخاذ إجراءات تأديبية في حق المتسببين فيه.

الترجمة الحرفية للمعطيات المقدمة من طرف الناطق الرسمي إلى العربية: “وأاخيرا، أشعرت بعثة المينورسو مجلس الأمن أنه يوم 16 مارس تم توقيف أفراد البعثة المناوبين في محيط موقع فريق تيفاريتي من طرف أفراد مسلحة لجبهة البوليساريو قامت بإطلاق أعيرة نارية في الهواء، وبعد مناقشة قصيرة، تم السماح للمراقبين باستئناف دوريتهم؛ لقد أدان في وقت لاحق قائد جبهة البوليساريو المحلي هذا العمل غير المرخص به من طرف الجنود المعنيين (العمل الفردي الذي لم ترد أي تعليمات للقيام به)، وأشار إلى أنه سيتم اتخاذ إجراءات تأديبية”.

ثالثا: كما يوضحه الفيديو 3، الصحفي المغربي لم يكتف بهذا الرد وراح يأسل الناطق الرسمي، دائما في محاولة يائسة للحصول على إدانة من طرف الأمم المتحدة لطريقة تعامل الدورية الصحراوية مع سيارة المينورسو؛ جاء جواب ستيفان دوجاريك مختصرا، كافيا وشافيا.

الترجمة الحرفية لسؤال الصحفي المغربي: “شكرا، بخصوص توقيف عناصر أو أعضاء المينورسو وإطلاق عيارات نارية من طرف عناصر البوليساريو في منتصف مارس، هل يمكنكم الافادة حول نوع الاجراءات التأديبية التي يجب فرضها في هذه الحالة؟”.

الترجمة الحرفية لجواب الناطق الرسمي: “أظن أن الأمر يرجع لجبهة البوليساريو.. ليس من صلاحياتنا أن نقول ذلك (ما هي الاجراءات التأديبية)”؛ وأضاف بعدها: “أعني، فقط لكي أكون واضحًا، لم يتم إطلاق النار من قبل مراقبي الأمم المتحدة، الذين كانوا غير مسلحين؛ نعم، أريد فقط أن يكون ذلك واضحا”.

جواب الناطق الرسمي باسم الأمين العام جاء ليؤكد عن قناعة الأمم المتحدة بوجود جبهة البوليساريو في الأرض والميدان، خاصة إذا كيفنا هذا في ظل ما قاله آنفا، بخصوص عدم وقوع بئر لحلو وتفاريتي في المنطقة العازلة، وتعامل الجبهة مع الأمم المتحدة كطرف منظم، مسؤول وذو مصداقية، لا يخجل من الاقرار بوجود هفوات ومن تداركها لاحقا، عكس ما يروج له المغرب حاليا في أروقة مجلس الأمن، عن وجود انتهاكات لوقف إطلاق النار، قامت بها جبهة البوليساريو مؤخرا.

يمكن الاطلاع على فحوى الندوة الصحفية (بالإنجليزية) عبر الرابط التالي:

https://www.un.org/press/en/2018/db180419.doc.htm

مواضيع من نفس الفئة

الوفد الصحراوي المشارك في الندوة الدولية حول الإقتصادي الرقمي يحظى باستقبال من ...

24 أبريل / نيسان 2024

الرئيس الصحراوي يكشف المحاور التي ستناقشها الأمانة الوطنية للجبهة في دورتها العادية ...

24 أبريل / نيسان 2024

في زيارة علنية نادرة.. مسؤولون من كوريا الشمالية يصلون إلى إيران

24 أبريل / نيسان 2024

فيديو: أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو

24 أبريل / نيسان 2024