ولاية الداخلة (مخيمات اللاجئين الصحراويين): لليوم الثاني على التوالي تتواصل أشغال المؤتمر الرابع عشر لجبهة البوليساريو، وتميزت الفترة الصباحية من اليوم بمواصلة مداخلات ممثلي الوفود الأجنبية التي لم تستكمل يوم أمس بالرغم من تواصل الجلسات إلى وقت متأخر من الليل بسبب الحضور القوي لهذه الوفود الأجنبية التي يصل عددها إلى 30 وفدا يمثلون مختلف قارات العالم.

ومن بين مدخلات الوفود المشاركة نأخذ على سبيل المثال لا الحصر: مداخلة رئيس التنسيقية الدولية للمنظمات الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي، بيير غالون، التي أكد من خلالها على أن الوفد الذي حضر ويضم في تشكيلته أعضاء من إسبانيا، فرنسا، إيطاليا وبلجيكا قد جاءوا للاطلاع عن كثب على معاناة الشعب الصحراويين وقضيتهم العادلة وقد تمكنوا من ذلك وسوف يعملون على إيصال رسائل المؤتمرين إلى حكوماتهم وشعوبهم.

وقال بيير غالون، أن قضية الصحراء الغربية “قضيته الخاصة”، باعتبارها قضية عادلة ولا يمكن للزمن ومرور الوقت أن يغير أي شيء في عدالة وشرعية هذه القضية التي تبقى إلى جانب القضية الفلسطينية رمزا للإعجاب و نموذجا في الكفاح والصمود، يقول بيير غالون.

من جهتها ممثلة الحزب الشيوعي الكوبي، كلارا بوليدو، بعثت رسالة حب و سلام من حزبها باسم الزعيم، فيديل كاسترو، والقائد راؤول غارسيا، إلى كفاح الشعب الصحراوي وقيادة جبهة البوليساريو، التي قالت عنها “محل إعجاب دائم واحترام من طرف الثوار الكوبيين”.

ووجهت ممثلة الحزب الشيوعي الكوبي تحية خاصة إلى المعتقلين السياسيين الصحراويين في سجون الاحتلال المغربي، مطالبة بالإفراج عنهم دون شروط.

كما عبرت كلارا بوليدو، عن إعجابها الشديد بالنساء الصحراويات اللواتي اعتبرتهن “العمود الفقري لكفاح الشعب الصحراوي ضد الاحتلال والحاملات لثقافة وهوية الشعب الصحراوي”.

أما رابيو اكاوا، مدير شؤون إفريقيا في وزارة الخارجية النيجيرية فقد أكد في مداخلته على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، معبرا باسم حكومة وشعب نيجيريا عن دعمه اللامشروط مع كفاح الشعب الصحراوي وقضيته العادلة، ومؤكدا أن مسألة تصفية الاستعمار تعتبر مسألة جوهرية في السياسة الخارجية النيجيرية.

وأشار الدبلوماسي النيجيري في كلمته، أن بلاده تسجل بانشغال “عميق” الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في المدن المحتلة من الصحراء الغربية، داعيا إلى تمكين الشعب الصحراوي من حقه في الحرية والاستقلال عن طريق تنظيم استفتاء عاجل.

وفي ذات السياق أكد ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الجزائر، محمد صلاح، أن “الشعب الفلسطيني هو توأم الشعب الصحراوي في الكفاح ضد الاستعمار بعض النظر عن الاسم أو الثوب الذي يرتديه”، مضيف في تصريح لوكالة الأنباء الصحراوية إن “حضوري المؤتمر الرابع عشر للجبهة لنقل تحيات قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتأكيد على العلاقة التاريخية بين الجبهتين والشعبين الصحراوي والفلسطيني”.

وأعرب ممثل الجبهة الشعبية عن تضامن الجبهة الاستراتيجي مع جبهة البوليساريو والجمهورية الصحراوية في تحقيق طموحات الشعب الصحراوي، مستغربا من سياسة النظام المغربي باعتباره أول من بنى جسر لعلاقة التطبيع مع النظام الإسرائيلي.

واستمرت المداخلات، حيث أعلن الأمين العام للمؤتمر الوطني الأفريقي، جويدي مانتاش، أن حركته السياسية ستطلق قريبا حملة “لمقاطعة كافة المؤسسات الأجنبية التي تستغل الموارد الطبيعية في الصحراء الغربية”.

وقال مانتاش: “إننا نعكف حاليا على إحصاء المؤسسات الأجنبية المتورطة مع المحتل المغربي في استغلال ثروات الصحراء الغربية”، وأضاف “لقد نظمنا حملة لمقاطعة كل هذه المؤسسات التي تعمل في الصحراء الغربية المحتلة ضاربة عرض الحائط القانون الدولي”.

وأكد الأمين العام للمؤتمر الوطني الأفريقي قائلا “من خلال هذا المنبر نضم صوتنا للأصوات التي تنادي بتسريع مسار تقرير المصير في الصحراء الغربية المحتلة”، مضيفا أن المجتمع الدولي مدعو إلى تحديد تاريخ “في أقرب الآجال” لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية طبقا للشرعية الدولية.

كما أشاد في هذا الإطار بـ”الدعم الثابت” الذي تقدمه الجزائر بقيادة رئيسها، عبد العزيز بوتفليقة، للشعب الصحراوي وتضامنه مع كل القضايا العادلة عبر العالم؛ وقال بهذا الشأن “لقد استفدنا نحن أيضا من هذه المساعدة وهذا الدعم خلال عهد نظام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا”، و يمكن “للشعب الصحراوي أيضا أن يتأكد من تضامننا الثابت”.

أما نائب الأمين العام للمؤتمر الديمقراطي الوطني الغاني فقد أشار في مداخلته بأن دولة غانا “مسرورة جدا بمشاركتها الصحراويين مؤتمرهم الرابع عشر لجبهة البوليساريو، والتي تعتبر فرصة لتأكيد الدعم والمساندة لهذا الشعب الذي يتوق إلى تحقيق الاستقلال على ترابه”، مستحضرا المقولة الشهيرة لنبروما التي يقول فيها بأن “ستقلال غانا لن يكون له معنى وسوف يكون ناقصا إذا لم تتحصل كافة شعوب أفريقيا على استقلالها”.

وتجدر الإشارة إلى أن أشغال المؤتمر الـ14 لجبهة البوليساريو، الذي يحمل اسم الشهيد الخليل سيد امحمد، وتحت شعار “قوة، تصميم وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة” سيتواصل إلى غاية الـ20 من الشهر الجاري بولاية الداخلة بمخيمات اللاجئين الصحراويين.

مواضيع من نفس الفئة

جبهة البوليساريو تحمل مجلس الأمن مسؤولية الفشل وتؤكد تمسكها بحق الشعب الصحراوي ...

26 أبريل / نيسان 2024

الجزائر وكندا تعبران عن تقارب وجهات النظر حيال القضيتين الصحراوية والفلسطينية

26 أبريل / نيسان 2024

إختتام أشغال الندوة الدولية للإقتصاد الرقمي بنيروبي بمشاركة صحراوية مميزة

26 أبريل / نيسان 2024

منظمة العفو الدولية تؤكد إستمرار الاحتلال المغربي في قمع الحريات والتعذيب في ...

26 أبريل / نيسان 2024