هل وصلت رسالة رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الانسان للمؤتمرين؟

24 ديسمبر / كانون الأول 2015 - آخر تحديث 24 ديسمبر 2015 / 16:06

   التعليقات 0

ــ بقلم: غالي أحمد لعبيد

أثارت مداخلة رئيس اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان، سعيد الفيلالي، في الندوات التحضيرية للمؤتمر الـ 14 لجبهة البوليساريو الذي حث على  مواصلة العمل لمحاربة الآثار النفسية والاجتماعية لظاهرة العبودية  والحد من تأثيراتها التي تهدد نسيج المجتمع الصحراوي ومدنية الدولة الصحراوية.

صحيح أن إقرار رئيس لجنة حقوق الإنسان  ضمني بوجود بعض آثار ومخلفات الظاهرة يشكل تحولا نوعيا في الخطاب السياسي الرسمي، بالمقارنة مع بقية القادة الصحراويين الذين يعتبرون الموضوع من الطابوهات التي لا يجوز تناولها، وطالما واجهت جمعية “الحرية والتقدم” ومنظمات حقوق الإنسان بالقمع والمجابهة الصارمة من طرف  السلطة الصحراوية.

إلا أن للموضوع خلفيات متعددة، ورهانات متشابكة، ترتبط بالسياق العام لأوضاع البلاد وأزماتها الراهنة، ما يستدعي وقفة تحليل معمقة، في ما وراء المسبقات.

ورغم أن الحديث عن الرق والعبودية في العالم بات أمرا من الماضي، إلا أن هذه الظاهرة لا يزال لها حضورا عند الصحراويين، فلا تزال مسألة العبودية واقع حي، وتعتبر لحد الساعة من الملفات الحساسة والمهمة جدا عند الدولة الصحراوية  لأن ذلك يمسّ المجتمع  في عمقه وجذوره تمتدّ إلى سنوات طويلة جدا من تاريخ المجتمع الصحراوي وثقافاته وتقاليده وسياسته تبقى العبودية في هذا البلد الإشكالية المعضلةً.

وتؤكد جمعية “الحرية والتقدم” خلال كل فترة أن قضية الرق عند الصحراويين شأن  صحراوي داخلي، ولحد الساعة لا تزال بعض الأسر تملك العبيد وتستغلهم في خدمة البيوت تحت غطاءات مختلفة، وذلك ما أكده الناشط الحقوقي، أبنو بلال، رئيس جمعية “الحرية والتقدم”، ويكفي تدليلا على وجود العبودية، فحسب رأيي كانت التشريعات الصحراوية  قد ألغت الرق والعبودية، فإنه لا تزال توجد في بعض أجزاء الصحراء وبالخصوص المناطق المحررة بقايا من ممارسات الرق والعبودية القسرية رغم الجهود التي بذلتها الدولة للقضاء على هذه الممارسات، ورغم القوانين الموقعة من طرف الدولة الصحراوية مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب التي حرمتها منذ أوائل ثمانيات القرن الماضي، ما تزال العبودية تُمارس
بأشكال بشعة.

أما تطبيق القوانين فما يزال قاصرا بسبب سيطرة الأسياد وحلفائهم على مراكز اتخاذ القرار؛ بينما هي لا يعدوا طموحها ولا تنبثق إرادتها إلى التحرر والكرامة وحياة إنسان بكامل إنسانيته التي وهبها الله له.

ــ العقل والفكر والحب والعاطفة والحرية والكرامة ومشيئة الاختيار وعدم الإكراه، والسمع والبصر والفؤاد، أضف إليها التكريم الإلهي والاصطفاء والتفضيل على سائر المخلوقات وتسخير الكون للإنسان، كل هاته الأشياء هبات ربانية تدور في فلك سير الإنسان في ليله ونهاره وصباحه ومسائه، منها ما يولد ويترعرع معه وتخطوا معه خطوات التقدم في الحياة إلى أن تُوَسَّدَ معه في مثواه ومضجعه الأخير، إنها الكرامة والحرية.

وقد تضيع في دروب الحياة ومتغيرات الواقع، والناس في ذلك أصناف، منهم من يفقد طعم الحياة ويصارع ويكابد من أجل استرداد حقه الأزلي.

الكرامة والحرية، حق منحه الله تعالى له ولا منة لأحد فيه عليه؛ لذا تجده يعتبره الحياة نفسها ولا قيمة للحياة إن كانت بلا كرامة ولا حرية؛ ومنهم لا يلقي لها بالا حتى، الحياة بالنسبة له أن يجد ما يأكل ويشرب وكيف يمر عليه اليوم تلو اليوم، سواء قيل له فيه يا حمار أو يا جحش، لا فرق إن كان يأكل طعامه بنفسه ومن كدِّه أو من فتات سيده، بعد يوم شاق من العمل يرمي له سيده رغيف خبز يابس يأكله في زاوية.

ــ ضرورة كسر الصمت:

لقد عرفت الإنسانية أحلك مراحل العبودية والرق في الفترة التي امتدت ما بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر، التي تخللتها ثورات دامية ومتعددة قام بها ضحايا الاستعباد لتخليص أنفسهم منه.

وإذا كانت أولى الندوات الدولية قد عقدت في برلين في عام 1885 للحث على وضع حد لممارسة الرق، وتلتها أخرى في عام 1890 في بروكسل لتحديد ممارسة الرق على المستعمرين الأوربيين، فإن أول معاهدة دولية تحث على قمع ممارسة الرق لم تتبناها عصبة الأمم إلا في 25 سبتمبر من عام 1926.

أما السيدة فرانشيسكا جيمنيتي، رئيسة اللجنة السويسرية لليونسكو، فقد حرصت على التذكير في ندوة صحفية عقدتها صبيحة الثلاثاء 05 ديسمبر  في قصر الأمم بجنيف، بأن “الرق والعبودية ليسا من صور الماضي فحسب، بل واقعا يعيشه اليوم ملايين الأشخاص من نساء وأطفال من خلال القيام بأعمال قسرية”.

وتقدر منظمة العمل الدولية ومنظمة اليونسكو عدد البالغين الخاضعين لهذه الممارسات اليوم في العالم بحوالي 20 مليون شخص، يضاف لهم حوالي 250 مليون طفل.

ــ تذكير بالماضي وتحذير للمستقبل:

كم عانى الصحراويون الذين عانوا ويلات العبودية، كم من قاصر عانى العبودية، وكم من رجل قتل بسبب الأسياد، وكم من امرأة عاشت بعيدا عن أبنائها، وكم شخص مشرد بسبب العبودية.

واليوم على الشعب الصحراوي أن يقف وقفة وحادة ضد العبودية الحديثة والعبودية القديمة، وهذا من أجل مصلحة الشعب والأمة.. ولكي نبني دولة واحدة، الجميع فيها سواسية ولا يختلف أحد فيها.

اليوم يجب على الصحراويين المؤتمرين أن يُصادقوا على قانون يحرم العبودية والظلم بكل أشكاله.. نطلق شعارا واحدا “الحرية لجيمع الصحراويين”، ويكون هدف جميع الصحراويين هو محاربة العدو والجهل والعمل على التقدم من أجل أخذ الاستقلال على أرضنا الصحراء الغربية مكرمين معززين.

وتحية إلى الشعب الصحراوي أينما كان أو تواجد.. قوة، تصميم وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة

أحدث الإضافات

أخبار الصحراء الغربية

19 أبريل / نيسان 2024

ولاية بوجدور (الجمهورية الصحراوية)– خلد أمس  الخميس إتحاد عمال التربية والتعليم التكوين الصحراويين ذكرى عقد من التأسيس، تحت شعار: “نضال متواصل وعمل دؤوب”، بحضور كل من وزير التربية والتعليم والتكوين المهني خطري آدوه، وزير النقل والطاقة السالك محمد أمبارك، المدير الوطني للتجهيز محمد سالم الراضي. كما حضر الحدث بالإضافة إلى منتسبي الإتحاد الأمين العام لوزارة الإعلام، رئيس اللجنة […]

أبرز الأخبار

19 أبريل / نيسان 2024

نيويورك (الأمم المتحدة)– في تصريح صدر اليوم دحض عضو الأمانة الوطنية وممثل الجبهة بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، الدكتور سيدي محمد عمار، الادعاءات التي قدمها ممثل دولة الاحتلال المغربية لدى الأمم المتحدة خلال مناقشة مجلس الأمن حول “دور الشباب في مواجهة التحديات الأمنية في منطقة البحر الأبيض المتوسط” التي عُقِدت نهار أمس. وفيما يلي النص […]

أبرز الأخبار

19 أبريل / نيسان 2024

ولاية الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية)– اختتمت أمس الخميس اشغال الطبعة الثالثة للندوة الدولية العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي المنعقدة ما بين يومي السابع عشر والثامن عشر تحت شعار” تحديات وآفاق”، وذلك بحضور رئيس الجمهورية، الامين العام لجبهة البوليساريو السيد ابراهيم غالي وأعضاء من الامانة الوطنية واطارات الدولة الصحراوية، ووفود من عدة دول عربية ومن امريكا اللاتينية. […]

أبرز الأخبار

19 أبريل / نيسان 2024

ولاية الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية)–   ألقى الرئيس الصحراوي-الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي كلمة، خلال إشرافه أمس الخميس، على إختتام أشغال الندوة العربية الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي، تطرق فيها إلى آخر تطورات القضية الوطنية داخليا وخارجيا وأوجه الكفاح الوطني.  وفيما يلي النص الكامل للكلمة كما نقلته وكالة الأنباء الصحراوية (وأص):  كلمة الأخ إبراهيم غالي، […]

أبرز الأخبار

19 أبريل / نيسان 2024

طهران (إيران)– في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، أعلن التلفزيون الإيراني أن منظومات الدفاع الجوي تصدت لمُسيّرات انتحارية في أجواء محافظة أصفهان الواقعة في قلب إيران ومدينة تبريز شمال غربي البلاد. وبعد ساعات من هذه العملية، تغيب الرواية الرسمية الإسرائيلية وحتى الأميركية، بينما أكدت طهران، منذ الساعات الأولى، أن العملية عبارة عن مُسيّرات انتحارية صغيرة وأنها تصدت لها […]

أبرز الأخبار

17 أبريل / نيسان 2024

نيويورك (الأمم المتحدة)– تحت رئاسة مالطا، عقد مجلس الأمن أمس الثلاثاء مشاورات مغلقة حول بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) تماشياً مع القرار 2703 (2023) الذي تبناه مجلس الأمن في 30 أكتوبر 2023. وكان مجلس الأمن قد طلب في قراره من الأمين العام أن يقدم إحاطات إلى المجلس على فترات منتظمة، وكذلك في […]

أخبار الصحراء الغربية

17 أبريل / نيسان 2024

ولاية الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية)– نظمت وزارة الصحة الصحراوية، عبر قسم الإعلام والتحسيس، يوما تكوينيا، لفائدة المشاركين في مبادرة “الإتصال من أجل تغيير السلوك”. وخصص اليوم التكويني لكيفية إعداد الحملات التحسيسية وأساليب الاتصال المتاحة في سبيل إيصال الرسالة الصحية، وكذا تزويد المشاركين في الحملات التحسيسية المزمع القيام بها  بالتقنيات الأساسية في مجال الاتصال والتواصل والتفاعل […]

أبرز الأخبار

17 أبريل / نيسان 2024

عيتا الشعب (جنوب لبنان)– صعّد جيش الإحتلال الصهيوني، اليوم الأربعاء، من عملياته العسكرية على بلدات جنوب لبنان عقب استهداف حزب الله بالصواريخ والمسيّرات مركزا قياديا إسرائيليا في بلدة العرامشة بالجليل الأعلى، أسفر عن إصابة 14 جنديا. وقال جيش الإحتلال الصهيوني إنه قصف أهدافا عدة تابعة لحزب الله جنوبي لبنان، مضيفا أنه استهدف مصدر إطلاق الصواريخ التي قصفت شمال إسرائيل. […]