اكدت الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، نيتها التصدي لمناورات وتعنت المغرب، في بيان ختامي لدورتها العادية الثانية المنعقدة يوم الأحد، بمقر رئاسة الجمهورية الصحراوية بمخيمات اللاجئين الصحراويين.

وعبرت الهيئة السياسية الأعلى لجبهة البوليساريو، عن تقديرها للدول الأعضاء في مجلس الأمن التي دافعت عن الشرعية الدولية وتصدت لمناورات وابتزاز المغرب.

وجددت الأمانة الوطنية إرادة جبهة البوليساريو للتعاون البناء مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي كريستوفر روس، مؤكدة تشبثها بالحقوق الوطنية للشعب الصحراوي ونيتها التصدي بكل الوسائل لمناورات المغرب وتماديه في التعنت.

وعند تدارسها للوضع الوطني الصحراوي، حيت الامانة زخم الاندفاعة التي ميزت مسيرة الشعب الصحراوي منذ المؤتمر الرابع عشر للجبهة، والتي تجلت في المستوى العالي من التعبئة والتجند الذي أبان عنه جيش التحرير الشعبي الصحراوي، وروح الاستنفار التي عرفها القطاع المدني كقوة داعمة للجيش، ونجاح فعاليات الذكرى الاربعين لإعلان الجمهورية، والسير الجيد والمنتظم للمؤسسات وكذا البرامج الوطنية في مختلف الميادين، وتأمين أسباب الصمود للشعب الصحراوي، وإنجاح الاستحقاقات المبرمجة مع استكمال التشكيل المؤسساتي.

وخلال الدورة التي ترأسهاالوزير الأول الصحراوي، السيد عبد القادر الطالب عمر، استمعت الامانة الوطنية إلى التقرير المقدم من طرف مكتبها الدائم، لتتدارس بعد ذلك أبرز مستجدات القضية الوطنية على الصعيد الدولي، وكذا الوضعية الأمنية بالإضافة إلى قضايا أخرى تعنى بالشأن الوطني.

وابرز بيان الامانة الوطنية أن تواصل الانتفاضة هو الذي يدفع بالمغرب إلى صب جام غضبه على مواطنينا العزل الواقعين تحت وطأة احتلاله والتصعيد في منطق القمع والعنف والتصفية الجسدية والاعتقالات والحصار والتعتيم ضد المقاومة السلمية التي تخوض غمارها الجماهير الصحراوية في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية.

وفي هذا السياق، نددت الأمانة الوطنية بالجرائم التي يرتكبها المغرب والتي راح ضحيتها شهيد حراك المعطلين الصحراويين، ابراهيم صيكا، والشهيد عدنان الرحالي، مطالبة الأمم المتحدة بتكليف المينورسو بحماية حقوق الإنسان ومراقبتها والتقرير عنها، على غرار البعثات الأممية الأخرى في العالم.

من جهة أخرى، عبرت الأمانة الوطنية عن عرفانها لكل الذين ساهموا، من جميع القارات، في كسر الحصار عن المناطق المحتلة ومؤازرة المعتقلين السياسيين، مطالبة في هذا الصدد بإطلاق سراح مجموعة اكديم ازيك، وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، والكشف عن مصير أكثر من 651 مفقوداً صحراوياً لدى الدولة المغربية منذ احتلالها اللاشرعي للصحراء الغربية، وتحطيم جدار الاحتلال المغربي الذي يعتبر جريمة قائمة ومستمرة ضد الإنسانية.

ولدى تطرقها لمساعي الأمم المتحدة من اجل استكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية سجلت الأمانة الوطنية بارتياح الزيارة التي قام بها الامين العام للأمم المتحدة إلى المنطقة من 3 إلى 7 مارس 2016 والتي شملت بئر لحلو من المناطق المحررة من بلادنا.

واستنكرت في هذا السياق، قرار المحتل المغربي طرد المكون المدني السياسي للمينورسو والأزمة التي تلت ذلك على مستوى مجلس الأمن والأمم المتحدة عموما، معتبرة ذلك تحديا سافرا لميثاق الامم المتحدة وصلاحيات مجلس الامن يستحق أقصى العقوبات لما ينطوي عليه من مخاطر على السلم والأمن في منطقة باتت مهددة بعدم الاستقرار.

وسجلت باهتمام النقاشات التي دارت على مستوى مجلس الامن، مما أوضح الاهتمام المتزايد بقضية الصحراء الغربية وعمق من عزلة دولة الاحتلال المغربية.

وبالمناسبة طالبت الأمانة الوطنية مجلس الأمن بتحويل هذه الأزمة التي اختلقها المغرب إلى فرصة لتحقيق السلام من خلال الرجوع الفوري للمكون المدني السياسي للمينورسو كي يتسنى للبعثة، على أساس رزنامة محددة، استكمال مهمتها التي أسست من اجلها والمتمثلة في تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي.

كما عبرت الأمانة الوطنية عن تقديرها للدول الأعضاء في مجلس الأمن التي دافعت عن الشرعية الدولية وتصدت لمناورات وابتزاز المغرب. مؤكدة بالمناسبة على إرادة جبهة البوليساريو للتعاون البناء مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي كريستوفر روس.

وأشادت الأمانة بموقف الاتحاد الافريقي،شريك الأمم المتحدة في إعداد وتطبيق مخطط التسوية في الصحراء الغربية، ومواكبته لمسار تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا وهو ما عبر عنه حضور الرئيس شيسانو في نيويورك واجتماعه في جلسة خاصة مع أعضاء مجلس الأمن.

ولم يفت الأمانة الترحيب بقرار المحكمة الأوروبية الذي أكد أن لا سيادة للمغرب على الصحراء الغربية وألغى الاتفاقية التجارية بين أوروبا والمغرب التي كان هذان الطرفان ينهبان بموجبها ثروات الصحراء الغربية.

وشجبت الأمانة الوطنية محاولات الضغط وسياسة الابتزاز من طرف بعض الدول الأوروبية ذات الماضي الاستعماري، وعلى رأسها فرنسا وإسبانيا، بهدف التأثير على حكم المحكمة النهائي واستمرار نهب الثروات الصحراوية، بينما كان أولى بالدول والمؤسسات الأوروبية أن تدعم مجهودات السلام، مما يعود بالنفع والاستقرار على شعوب منطقة جارة وشريكة لأوروبا.

من جهة أخرى، نددت الأمانة الوطنية بسياسة المغرب التي أغرقت كل منطقة شمال أفريقيا بالمخدرات التي تغذي الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة وما لذلك من تأثير وعواقب خطيرة على الأمن والاستقرار.

وحيت الأمانة الوطنية بحرارة الجزائر الشقيقة، برئاسة فخامة المجاهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، التي جسدت موقفا مبدئياً وراسخاً في دعمها للقضية الصحراوية، ما فتئت تعكسه بإجماع وطني متجذر وتؤكده بقوة ووضوح على المستويين الرسمي والشعبي، وتجدده في كل المناسبات والمحافل، كما هو الحال في عيد العمال هذه السنة الذي خصص عبر كل التراب الوطني الجزائري للتضامن مع كفاح الشعب الصحراوي العادل.

كما حيت الأمانة الوطنية حركة التضامن مع القضية الصحراوية عبر العالم وتحفظ لها مثابرتها في دعم ومؤازرة كفاح الشعب الصحراوي حتى تحقيق مبتغاه في الحرية والاستقلال.

وفي الاخير وقف بيان الأمانة إجلال وترحما على أرواح شهداء الثورة الصحراوية، والشعب الصحراوي على أهبة إحياء ذكرىات عظيمة وغالية من قبيل اندلاع الكفاح المسلح (20 مايو) وانتفاضة الاستقلال، ويوم الشهداء (9 يونيو)، وانتفاضة الزملة التاريخية (17 يونيو)، داعية ابناء الشعب الصحراوي في كل مكان بالحذر والتجند لإفشال كافة مخططات الاحتلال الرامية لتأبيد الاستعمار في الصحراء الغربية.

مواضيع من نفس الفئة

الوفد الصحراوي المشارك في الندوة الدولية حول الإقتصادي الرقمي يحظى باستقبال من ...

24 أبريل / نيسان 2024

الرئيس الصحراوي يكشف المحاور التي ستناقشها الأمانة الوطنية للجبهة في دورتها العادية ...

24 أبريل / نيسان 2024

في زيارة علنية نادرة.. مسؤولون من كوريا الشمالية يصلون إلى إيران

24 أبريل / نيسان 2024

فيديو: أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو

24 أبريل / نيسان 2024