ماء العينين لكحل لموقع رأينا الجزائري: “المغرب في حاجة دائمة لخلق الأزمات الخارجية من أجل إدارة أزماته الداخلية”

28 ماي / أيار 2016 - آخر تحديث 28 مايو 2016 / 15:22

   التعليقات 0

ماء العينين لكحل لموقع رأينا الجزائري: “المغرب في حاجة دائمة لخلق الأزمات الخارجية من أجل إدارة أزماته الداخلية”
@ صورة من الأرشيف

أجرت المقابلة، الصحفية الجزائرية: حفيظة عمير

ماء العينين لكحل صحفي صحراوي، ومناضل من أجل حقوق الإنسان. بدأء نضاله من أجل حقوق شعبه منذ كان طالبا في أواخر ثمانينات القرن الماضي بإقليم الصحراء الغربية المحتلة من قبل المغرب. تعرض ماء العينين للإختفاء القسري للمرة الأولى سنة 1992، وتعرض بعدها للعديد من تجارب السجن والترهيب، إلى غاية عام 200 حين رفض الوقوع من جديد في الاعتقال، ليهاجر من بلاده ويلتحق بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، حيث يواصل نضاله كناشط في المجتمع المدني الصحراوي.

موقع رأينا: احتفل الصحراويون يوم 10 مايو الماضي بالذكرى الثالثة والأربعين لإعلان جبهة البوليساريو. في أي سياق عقد الاحتفال؟

ماء العينين لكحل: جرت الاحتفالات في سياق سياسي متوتر جدا، أساسا بسبب عدم تسوية النزاع، الذي دام لأكثر من 40 عاما حتى الآن، وبعد 43 سنة على تأسيس جبهة التحرير الوطني الصحراوي، البوليساريو. ففي الآونة الأخيرة، عبر المغرب علنا للمجتمع الدولي عن رفضه التعاون مع الأمم المتحدة وأمينها العام ومبعوثه الشخصي للصحراء الغربية، الذين بذلوا كل الجهود المتخيلة لإيجاد حل سياسي للنزاع، ولكن دون جدوى. أما فرنسا، فهي تدعم الرباط دون قيد أو شرط في هذه المغامرة الاستعمارية على حساب الحقوق الأساسية للشعب الصحراوي وفي تجاهل تام لقيمها المزعومة من حرية وحقوق الإنسان والديمقراطية. من جانبها، لا تزال الأمم المتحدة غير قادرة على تحقيق تقدم في مسار حل النزاع، وتحديدا بسبب الفيتو غير المعلن ولكن المطبق عمليا من قبل فرنسا ضد أي حل أو فكرة لحل سلمي… وكأن باريس تريد دفع الصحراويين عمدا للعودة إلى الحرب.

موقع رأينا: كيف هو الوضع دبلوماسيا؟

ماء العينين لكحل: على الساحة الدبلوماسية، حققت القضية الصحراوية عدة اختراقات هامة. فعلى سبيل المثال، أستطيع جرد كم معتبر من اللوائح والقرارات التي اعتُمدت من قبل العديد من البرلمانات الأوروبية والأمريكية اللاتينية المطالبة بالاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. هذا هو الحال مثلا بالنسبة لبرلمانات السويد والدنمارك والشيلي والبرازيل، ناهيك عن الأحزاب السياسية في العديد من الدول التي تطالب بالشيء نفسه.

وفي أفريقيا، يكابد المغرب الأمرين من أجل إيجاد دعم خارج دائرة بعض الدول الفرانكوفونية، التي لا حجم أو مصداقية لها داخل الاتحاد الأفريقي. أما الاتحاد الأفريقي فما يزال موقفه ثابت في دعمه للاستقلال التام للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. كما أن الجميع يعلم، لا سيما في أفريقيا، أن المغرب يستخدم وسائل أقل ما يمكن القول عنها أنها غير نزيهة، من أجل شراء المواقف السياسية القصيرة المدى، وعديمة الفائدة، إن لم تكن تفيده في إحداث الإرتباك في الفهم لدى الرأي العام الدولي.

هذه السنة سجلت أيضا انتصارا كبيرا للجمهورية الصحراوية، تمثل في تأكيد انضمامها كعضو للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا. حيث أن المملكة المغربية تجلس الآن كعضو إلى جانب جبهة البوليساريو، التي تمثل اقليم الصحراء الغربية غير المتمتع بالاستقلال بعد. فما الذي ستقوم به الرباط الآن؟ هل ستبقى عضوا في هذه اللجنة وتعترف بحكم الأمر الواقع وبأن لا سيادة لها على الصحراء الغربية، وأن هناك ممثل فعلي للشعب الصحراوي (البوليساريو-الجمهورية الصحراوية)؟ أم أنها ستدخل في صراع مع هذه اللجنة الأممية، مثلما فعلت مع مجلس الأمن؟ حتى الساعة، لم تصدر ردة فعل عن المغرب.

وباختصار، نستطيع أن نقول أن السنوات الأخيرة، وبالرغم من أنها لم تسجل جديدا من حيث تصفية قضية آخر مستعمرة في إفريقيا، إلا أنها جلبت عدة انتصارات للشعب الصحراوي، بتسجيلها عزل المغرب على أصعدة متعددة.

موقع رأينا: ماالذي يمكنك تسجيله كأمور أساسية فيما يخص تطور قضية الصحراء الغربية؟ هل ثمة مكتسبات أكثر أم أننا نشهد انقلابا في الوضع أو تشكيكا في مرتكزاته؟

ماء العينين لكحل: ما يجب تسجيله بالتأكيد هو أنه لم يحصل أي انقلاب في الوضع، لأن القضية ما تزال مطروحة على مجلس الأمن واللجنة الرابعة للأمم المتحدة (لجنة تصفية الاستعمار). وباستثناء المغرب وفرنسا، فإن العالم كله متيقن حاليا من استحالة فرض أي حل على الصحراويين، ما لم ينسجم هذا الحل مع المبادئ الأساسية لتقرير المصير، والمحددة بشكل واضح في اللائحتين 1514 و 1541. كما يعرف الجميع أيضا أن طرفي النزاع في هذه القضية هما المغرب، سلطة الاحتلال، وجبهة البوليساريو، حركة التحرير. فجميع محاولات المغرب لإقحام الجزائر في النزاع ودفع المنطقة إلى مواجهة دولية وإقليمية قد فضحت وباءت بالفشل. وبعبارة أخرى، لم تنجح القوة الاستعمارية في تغيير معطيات أو عناصر النزاع في الصحراء الغربية. وبالمقابل، تحاول الرباط كسب الوقت وتراهن على إضعاف أو تدمير المقاومة الصحراوية من الداخل عن طريق وسائلها المعروفة: أي انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، وتجارة المخدرات، واستعمال التهديدات الإرهابية والجريمة العابرة للحدود. ولكن، وعلى الرغم من كل المناورات المغربية، فما تزال الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية موجودة في الاتحاد الإفريقي، وما تزال جبهة البوليساريو حاضرة على الأرض، بل حتى أقوى من قبل بفضل أجيال المقاومين الصحراويين الشباب المتمسكين بحق بلادهم في الاستقلال.

موقع رأينا: في الآونة الأخيرة، صرح المستشار السابق لوزارة الخارجية الأمريكية، الدكتور وليام لورانس، لموقع “أمباكت24” الجزائري أن قضية الصحراء الغربية مشكلة حكم وبحْث عن وضع جديد، معبرا عن أسفه لعدم بذل المغرب “ما يكفي” من أجل “تحسين الوضع في الجنوب”. ما الذي توحي لك به هذه التصريحات؟

ماء العينين لكحل: ينم هذا التصريح عن عدم الإطلاع على واقع الأمور على الأرض! ويبدو أن هذا المستشار لا يعرف الشيئ الكثير عن الوضع القانوني والسياسي للصحراء الغربية التي، نكرر، أنها لا تزال “اقليما غير متمتع بالاستقلال الذاتي”، أي بمعنى آخر اقليم مستعمَر وله الحق في تقرير المصير. السيد لورانس قد لا يكون على علم بأن لا أحد يعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، ولا حتى فرنسا. اللهم إلا إذا كان يتحدث عن جنوب المغرب الحقيقي، حيث أنه تحدث عما أسماه “الجنوب”. إذا كان الحال كذلك، فأنا أتفق معه تماما، لأن جنوب المغرب، بل وكل مناطق المغرب  بحاجة إلى “تحسين الوضع” وبحاجة “لوضع  جديد مختلف عن الوضع الحالي”. وعلى كل فهذا هو أيضا ما يطالب به العديد من المغاربة: تغيير النظام الملكي القروسطي إلى نظام ديمقراطي، وربما حتى جمهوري. ولكن هذه قضية لا تعنينا، بل تتوقف على المغاربة.

موقع رأينا: ماء العينين، ما هي قراءتك لموقف المغرب الذي رفض مؤخرا، السماح للأمين العام للأمم المتحدة بزيارة المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، والذي وضع حدا لمهمة المكون السياسي لبعثة المينورسو؟

ماء العينين لكحل: لست مندهشا من موقف المغرب، لأن ذلك التصرف معطى ثابت في سياسته منذ أمد طويل. لقد استخدم النظام المغربي دائما سلاح التصعيد والهروب إلى الأمام كلما وجد نفسه في عزلة أو أمام أزمة، كما هو حاله الآن مع الأمم المتحدة.

وللتذكير، ففي عام 1975، دفعت الأزمة الداخلية الملك الراحل الحسن الثاني لغزو الصحراء الغربية من أجل قمع جيشه وابعاده عن القصر. فالمغرب في حاجة دائمة لخلق الأزمات الخارجية من أجل إدارة أزماته الداخلية الخطيرة، وفي كل مرة يدفع جيرانه الثمن. وعلاوة على ذلك، يُحسن المخزن استخدام أسلوب العصا والجزرة جيدا، خاصة في علاقاته الدولية. ولفهم ذلك يكفي النظر إلى نجاحه في ممارسة الابتزاز ضد اسبانيا وأوروبا، باستخدام أوراق تجارة المخدرات والهجرة والإرهاب.

وللأسف الشديد، فإن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، غالبا ما يستسلم للابتزاز السياسي المغربي، الذي غالبا ما يتلقى الدعم الفرنسي، والتغاضي من قبل القوى العظمى الأخرى. وقد يجبر موقف المجتمع الدولي الشعب الصحراوي وممثله السياسي لتغيير سلوكهم والتفكير في المواجهة الحتمية، بأشكال أخرى، ربما أكثر عنفا وأكثر خطورة على المنطقة بأسرها.

موقع رأينا: هل تعتقد أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن قد استجابا هذه المرة بشكل جيد لموجهتهما مع المحتل المغربي؟ هل كانا في مستوى مسؤولياتهما تجاه الشعب الصحراوي؟

ماء العيني لكحل: بالتأكيد لا! ويكفي الإطلاع على ردود فعل أعضاء مجلس الأمن أنفسهم، باستثناء فرنسا والسنغال ومصر. بقيت أعضاء المجلس الآخرين اعترفوا بوضوح أن المجلس قد أعطى رسالة خاطئة للمغرب، بتسامحه مع ما اقترفه هذا الأخير. وقد أعربت المملكة المتحدة وروسيا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية، عن عدم رضاهم خلال المداولات، ولكن في النهاية، لم يكن لمجلس الأمن أي خيار سوى الموافقة على القرار الجديد مع التعديلات الفرنسية، لتجنب الأسوأ، أي تجنب الفيتو الفرنسي ونهاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية.

بمعنى آخر، أود أن أقول أن مجلس الأمن لم يكن يوما في مستوى التوقعات كلما تعلق الأمر بقضية الصحراء الغربية، وذلك منذ اليوم الأول للإحتلال. ففي الواقع، اختار المجلس آنذاك معالجة قضية استعمار وغزو أرض بالقوة لاقليم لا يتمتع بالإستقلال في إطار الفصل 6 من ميثاق الأمم المتحدة، بدلا من الفصل 7… ولكن على كل حال، هل كان بإمكان ذلك إسكات إرادة الشعب الصحراوي؟ لا أعتقد، فالمقاومة الصحراوية ستبقى دائما قائمة.

الحوار من مصدره باللغة الفرنسية: 

Le Maroc a besoin de créer des crises externes, pour gérer ses crises internes

 

أحدث الإضافات

أبرز الأخبار

24 أبريل / نيسان 2024

نيروبي (كينيا)– استُقبل وفد الجمهورية الصحراوية المشارك في الندوة الدولية حول الإقتصاد الرقمي، أمس الثلاثاء، من طرف رئيس جمهورية كينيا، وليام روتو، وذلك في القصر الجمهوري، رفقة الوزراء الأفارقة المشاركين في هذا المحفل الدولي الهام. وقد شارك الوفد الصحراوي في تبادل وجهات النظر الى جانب الأشقاء الأفارقة مع الرئيس الكيني حول التحديات التي تواجهها افريقيا والفرص […]

أبرز الأخبار

24 أبريل / نيسان 2024

ولاية الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية)– ترأس اليوم الأربعاء، الرئيس الصحراوي-الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، أشغال الدورة العادية الرابعة للأمانة الوطنية للجبهة.  وفي كلمته الإفتتاحية لأشغال الدورة، أوضح إبراهيم غالي، أن الدورة ستتطرق  إلى محاور رئيسية من قبيل السياسي التنظيمي والميدان العسكري والأمني والميادين الإدارية والاجتماعية والاقتصادية والخارجية وملف الأمم المتحدة، وصولاً إلى بلورة خلاصات واستنتاجات ومن […]

أبرز الأخبار

24 أبريل / نيسان 2024

بيونغ يانغ (كوريا الشمالية)– قالت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، اليوم الأربعاء، إن وفدا من بيونغ يانغ برئاسة وزير التجارة الدولية يزور إيران حاليا، وذلك في تقرير علني نادر عن تعاملات البلدين. وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن وزير العلاقات الاقتصادية الخارجية يون جونغ هو غادر بيونغ يانغ أمس الثلاثاء جوا على رأس وفد وزاري لزيارة […]

أبرز الأخبار

24 أبريل / نيسان 2024

غزة (فلسطين)– بثت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- فيديو لأسير إسرائيلي محتجز في قطاع غزة، يندد فيه بما وصفه بإهمال حكومة بنيامين نتنياهو للأسرى ويطالبها بالعمل للإفراج عنه. ويعود الفيديو للأسير الإسرائيلي هيرش جولدبيرغ بولين (24 عاما)، الذي قال إنه من مواليد كاليفورنيا بالولايات المتحدة ويسكن مع عائلته في القدس المحتلة. وفي بداية حديثه، وجه الأسير كلامه […]

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

الجزائر– إستقبل السفير الصحراوي بالجزائر، عبد القادر الطالب عمر، السفير الكوبي بالجزائر، هيكتور آكارثا، بمقر سفارة الجمهورية الصحراوية بالجزائر العاصمة. وتناول اللقاء العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين، الصحراوي والكوبي، حيث عبر السفير الكوبي عن دعم ومساندة كوبا لكفاح الشعب الصحراوي العادل من أجل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وبناء دولته المستقلة الجهورية الصحراوية. […]

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

ولاية الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية)– نظم إتحاد الصحفيين والكتاب والأدباء الصحراويين بالتعاون مع وزارة الثقافة، ندوة إعلامية لتقديم كتب وإصدرات جديدة بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، بحضور مجموعة من الكتاب والصحفيين ووسائل الاعلام الصحراوية والمهتمين بشأن تدوين التاريخ والثقافة الصحراوية. وخلال كلمته أمام الحضور، نوه الأمين العام للإتحاد، نفعي أحمد محمد، بأهمية تدوين وحماية الموروث […]

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

نيروبي (كينيا)– تشارك الجمهورية الصحراوية في أشغال الندوة الأفريقية حول الإقتصاد الرقمي، التي تحتضنها العاصمة الكينية نيروبي.  وأشرف على إنطلاق أشغال الندوة الأفريفية، التي تعقد تحت شعار “إطلاق العنان للتنمية بما يتجاوز حدود الربط الإلكتروني”، وتتواصل إلى غاية الـ25 من الشهر الجاري، الرئيس الكيني، وليام روتو، ويحضرها 16 وزيرا من مختلف دول أفريقيا، إلى جانب […]

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

كانطابريا (إسبانيا)– احتضن مقر البرلمان الجهوي لمقاطعة كانطابريا بإسبانيا معرضا يوثق كفاح ونضالات الشعب الصحراوي  ضد الإستعمار، تحت اسم “رحلة نساء الصحاري”، أشرف على تدشينه رئيسة البرلمان الجهوي للمقاطعة، ماريا خوسي غونزاليث. وفي كلمة لها، أعربت غونزاليث، عن أملها بأن يشكّل المعرض الذي يضم صورا لمراحل الكفاح التحرري للشعب الصحراوي “إحياءً للإحساس المستمر بالقضية الصحراوية، وأن يكون […]