بوبشير 15: لم يرحل الرئيس الشهيد، صوته وذكراه، ورؤيته وإنجازاته ووصاياه ما تزال حية فينا

16 يونيو / حزيران 2016 - آخر تحديث 24 يونيو 2016 / 09:17

   التعليقات 0

ــ بقلم: ماء العينين لكحل

البشارة: “وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)“، صدق الله العظيم. (آل عمران).

الشهداء لا يموتون

لقد فقد الشعب الصحراوي بوفاة الرئيس الشهيد بإذن الله تعالى، محمد عبد العزيز، إبنا عزيزا ومناضلا صلبا ومتماسكا، ورئيسا وقائدا زفـَّـته النساء الصحراويات بالزغاريد فارسا ترجل ليلتحق بركب الآلاف من رفاقه ورفيقاته السابقين من الشهداء والشهيدات بإذن الله، الذين قضوا وهم يقاتلون بعد أن أخرجوا ظلما وعدوانا من ديارهم، فقضوا وهم يناضلون ويكافحون من أجل حق شعبهم في الكرامة، وكل الذين غابوا عن أعيننا ولم يغيبوا عن قلوبنا ونحن نتذكرهم وهم بيننا يبنون مجتمعهم ودولتهم من أجل مستقبل كريم، ليس لأنفسهم، بل للأجيال القادمة.

ذهب الشهيد إلى دار الصدق، ولكنه بقي في قلب كل صحراوي وصحراوية، وحتى في قلوب العديد من المناضلين من عشرات البلدان الذين عرفوه عن قرب قائدا صلبا، وقويا، ولكن متواضعا وبسيطا، ومسؤولا وصادقا وحكيما محبا للسلام. لم تغره يوما إغراءات منصب ولا جاه، بل أصر على أن يظل وسط أبناء شعبه، واحدا منهم، يعيش بينهم في خيمته وبيته الطوبي كأي لاجئ صحراوي. ويختلط معهم جميعا بمختلف أعمارهم، بيته وخيمته مفتوحة للجميع، حتى كاد رحمة الله عليه لا يجد وقتا للنوم، ولا لعائلته الصغيرة. ولم تثبط همته يوم ضربة، أو انتكاسة، أو تكالب من قوى الاستعمار ضد قضيته، بل كان يجعل من ذلك فرصا للنهوض من جديد، ويرفض التباكي والعجز والخضوع.

لهذا نُصر في هذا المقام، على تبشير الصحراويين جميعا بأن الرئيس الشهيد مازال حيا فينا وسيبقى حيا فينا مثل جميع الرجال العظام والنساء العظيمات من شهداء هذه القضية بما تركه بيننا وفينا من رؤية واضحة للهدف، ووصايا جلية لتحقيقه، وإنجازات قائمة شاهدة على إمكانية تحقيق هذا الهدف، ورسالة عميقة أستطيع الجزم أنها تحتوي على استراتيجية كاملة ومتكاملة للعمل الوطني لمن يريد تحرير بلاده من الاستعمار المغربي. هذه الغاية التي لم يحد الشهيد يوما عن الطريق المؤدي لها، ولم يأل جهدا في سبيل تحقيقها رحمه الله حتى آخر نفس في حياته.

ومضات من أهم الإنجازات

يقول الرئيس الشهيد في الخطاب الذي ألقاه يوم 16 ديسمبر 2015 أمام المشاركين في المؤتمر الرابع عشر، آخر مؤتمر لجبهة البوليساريو يحضره الرئيس وهو يصارع المرض ويقاومه مستمرا في العطاء من أجل قضية شعبه:

كفاح الشعب الصحراوي، بقيادة جبهة البوليساريو، حقق نقلة نوعية تاريخية، وكرس إلى الأبد الكيان الصحراوي المستقل، بانتمائه الوطني الراسخ وهويته الثقافية المتميزة في المنطقة والعالم. لم يكن هناك عبر التاريخ إجماع وطني صحراوي شامل حول الجبهة وأهدافها مثل ما هو حاصل اليوم. هذه الأجيال المتلاحقة تحمل هم القضية في أعماقها، حتى وإن عبرت بطرق مختلفة شكلاً، فهي متطابقة مضموناً”.

ويضيف رحمة الله عليه: “نحن في موقع قوة، ليس فقط لأن الحق والقانون والعدالة مع قضيتنا، ولكن لأننا قطعنا أشواطاً لا رجعة بعدها، ابتعدنا عن نقطة الانطلاق واقتربنا من نقطة الانتصار. المسألة مسألة وقت وصبر واستعداد. مسألة قوة، وتصميم وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة“.

إذا، نستطيع القول أن الرئيس الشهيد قد رأى بعين الخبير وعن حق، أن أهم إنجاز حققه الشعب الصحراوي خلال الأربعين سنة الماضية هي البقاء واقفا رغم محاولات تركيعه، وموحدا رغم محاولات تقسيمه وتشتيته، ومتماسكا تحت  قيادة جبهة البوليساريو، عاملا رغم كل الأنقاص والتحديات لاستكمال وتجذير بناء الدولة الصحراوية التي أرادها الشعب الصحراوي مستقلة وكاملة السيادة، وديمقراطية بما يخدم مصالح الشعب وليس بالتقليد الأعمى للغير دون مراعاة لواقعنا الخاص المختلف بالضرورة عن الغير، ومنفتحة على العالم ولكن متمسكة بهويتها الوطنية التي بها من الإيجابيات ما لو فقدناه لفقدنا ذواتنا، ومسؤولة وملتزمة بمبادئ وأولويات منظمتنا القارية، الاتحاد الأفريقي، ومستعدة للتعاطي والتعاون مع كل دول الجوار، بمن فيهم الدولة المغربية، بعد الاستقلال بمسؤولية وبنضج كما يؤكد الرئيس الشهيد في خطاب آخر خلال الذكرى الأربعين لتأسيس الجمهورية الصحراوية يوم 27 فبراير 2016، حيث يقول مطمئنا من يصر على تسميتهم بالأشقاء المغاربة رغم كل شي:

“نبعث برسالة أخوة إلى الشعب المغربي الشقيق وحكومته، وندعوه لنعمل معاً للإسراع بتنظيم استفتاء حر، نزيه وشفاف للشعب الصحراوي، حددت الأمم المتحدة لوائح المشاركين فيه. ونؤكد للشعب المغربي الشقيق وحكومته بأن قيام الدولة الصحراوية على هذا الأساس القانوني العادل سيكون في صالح المغرب وصالح السلام وحسن الجوار، إذ سيجد في الدولة الصحراوية ذلك الجار الطيب الصادق المتسامح، البعيد عن نزعة الثأر والانتقام، المستعد لتقاسم كل ما يملك مع جيرانه، في ظل الاحترام المتبادل لسيادة بلدان المنطقة وشعوبها”.

وهاهو الدليل على صدق ما أكده الشهيد أعلاه بأن الدولة الصحراوية حقيقة واقعة ولا محيد عنها بإذن الله، فبعد رحيله رحمة الله عليه، لم يهن الصحراويون، ولم ينهاروا، أو يتشتتوا كما يحلم الإستعمار المغربي وأسياده، بل ازدادوا صلابة وتماسكا، ووضوح رؤية بعد سقوط الشهيد في ساحة النضال شامخا، واقفا حتى في أصعب أيام مرضه رحمة الله عليه. وكأنه أراد بصموده الأخير هذا أن يترك لنا جميعا وصية بسيطة ولكن عميقة مفادها أننا كأفراد قد نموت دون أن نشهد الاستقلال التام، ولكن علينا أن نموت واقفين مقاتلين، وعلينا أن نترك لأبناءنا ولأحفادنا هذا المثال في المقاومة التي ترفض الاستسلام والخنوع للقهر والظلم، وعلينا أن نسلم لهم مشعلها لأن جهادنا كما قال الرئيس الشهيد، وكما قال من قبله الشهيد الولي مصطفى السيد، مؤسس الجبهة الشعبية والدولة الصحراوية، هي حرب أجيال، وهي قضية لن تموت بموت النساء ولا الرجال، ولا بحرب الإبادة التي شنت وتشن علينا منذ عقود. فمادام هناك صحراوي واحد في الوجود يطالب بحقنا في الحرية، ستبقى معه القضية. ولا يهم من منا يسقط أولا في الطريق، مادام سيكون المستقبل تجسيدا للكرامة.

وصايا الشهيد، خطة استراتيجية للنضال.

أدرك الرئيس الشهيد بحكم تجربته النضالية الطويلة، وخبرته بخفايا النزاع، وبحكم اطلاعه بشكل مباشر على حقائق وارقام وخبايا أوضاعنا، وأوضاع ومواقف مختلف القوى الفاعلة في النزاع، ومنذ مدة طويلة، أن نضاله ونضال شعبه نضال طويل ويحتاج إلى نفس، وإلى صبر، وإلى قناعة إيمانية راسخة لا تزعزعها الصدمات، ولا الإكراهات، ولا العراقيل أو الإشاعات والمؤامرات، ولا الكبوات، والضربات، وأهم شيء أن لا يزعزها فقدان الإيمان والصبر والجلد والثقة في قدرة الشعب على إنجاب النخب، وابتكار الأفكار، واجتراح المعجزات.

كان الرئيس الشهيد يدرك جيدا أنه لا يمكن أن يكون هناك وجود للصحراويين تحت حكم الدولة المغربية. ولا وجود لهم تحت حكم أي دولة أو نظام آخر. ولا وجود لهم تحت ما يسمى بالحكم الذاتي الذي رفضوه في السبعينات تحت الاستعمار الاسباني. ولا وجود لهم إن اختاروا طريق بيع الضمير واقتناص الفرص الخيانية الذليلة. ولا وجود لهم إن أهملوا قضيتهم وتواكلوا وتركوا واجبهم نحوها. ولا وجود لهم إن انشغلوا عنها بحياتهم الشخصية ولم يساهموا ولو بأقل القليل من أجل تقريب ساعة النصر. ولا وجود لهم إن تصارعوا وتنازعوا فيما بينهم لأسباب شخصية أو بسبب مطامح آنية لن تفيدهم في شيء. وبالتأكيد لا وجود لهم إن عادوا إلى نقطة الصفر، والعهد الغابر: القبلية والجهوية والتشرذم الذي يعمل المغرب جاهدا هو وأزلامه على تأجيجها لتفجير أهم مكسب من مكاسبنا الوطنية “الوحدة” التي صهرت الخيام المتفرقة في خيمة واحدة كبيرة تظلل الجميع هي “الشعب” وجعلت منه قوة وطنية موحدة يحسب لها حساب في جميع عواصم العالم. لكن نظام الاحتلال يعمل بكل ما أوتي من قوة وخداع وخساسة ليدفعنا دفعا إلى ما أسماه الشهيد الولي، رحمة الله عليه، عن حق وعمق إدراك “لخويمة لكصيفة”، أي بمعنى تقريبي “وضع الذل والحقارة”، وضع الخضوع للإرهاب الاستعماري مقابل حفنة من العطايا الملكية المنزوعة والمنهوبة من خيرات وطننا المحتل.

لهذا جاءت وصية الرئيس الشهيد مدوية في خطابه حين أكد للصحراويين يوم 27 فبراير 2016 وهم يحتفلون بالذكرى الأربعين لتأسيس جمهوريتهم، أن:

“لا مستقبل ولا وجود للصحراويين إلا في وطنهم الحر المستقل، الدولة الصحراوية السيدة على كامل ترابها الوطني”.

فالشعب الصحراوي، يضيف الرئيس الشهيد، “في كل مواقع تواجده حسم أمره واتخذ قراره الذي لا رجعة فيه. الصحراويات والصحراويون متشبثون باختيارهم ومتمسكون بدولتهم، التي تشكل اليوم مبعث فخر واعتزاز وإحساس صادق وعميق بانتماء وطني، يتعزز مع مرور الزمن، إلى كيان مستقل، إلى هوية ناظمة، إلى ثقافة متميزة، إلى خيمة واحدة شاملة“.

لهذا لا مجال للسقوط في أفخاخ الاستعمار، وعلى الشعب الواعي أن يتشبث بوحدته، وأن ينبذ كل أسباب ومسببات التفرقة، والشرذمة وأن يجسد قولا وفعلا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى”. ومن يرغب في غير هذه الوحدة التي تحمينا وتعزز وجودنا ويرغب في نكوصنا على أعقابنا إلى جهالة القبلية، فهو عدو أكبر وأخطر من الاحتلال نفسه ويريد ان يفنينا ويذيبنا عبيدا لنظام الرباط وغيره. هذا الأمر ينبغي أن يكون واضحا للجميع.

أولويات نضالية لا مجال لإهمال إحداها

الرئيس الشهيد طرح في خطابه أمام المؤتمر الرابع عشر الأولويات (قمنا بترقيمها هنا بتصرف) التي علينا التركيز عليها من أجل تحقيق هدف استكمال سيادة الجمهورية الصحراوية على كامل ترابها الوطني إذ يقول: “هناك أولويات ومهام كثيرة في انتظارنا، ويجب أن يكون هذا المؤتمر ورشة الانطلاقة الفعلية لتنفيذها. من هذه الأولويات: 1) الحفاظ على المكاسب وتعزيزها، وفي مقدمتها الوحدة الوطنية، أم المكاسب وضامنة الانتصار، 2) وتجربتنا في تكوين الإنسان، قبل كل شيء، 3) وبناء أسس الدولة الحديثة، بمؤسساتها التنفيذية والتشريعية والقضائية، وبمنظوماتها الإدارية والاجتماعية والاقتصادية والدبلوماسية وغيرها“.

وبالتالي لا مجال للتخلي عن المكتسبات التي حققتها الجمهورية على المستوى الأفريقي، والعالمي، بل يجب تعزيزها والسعي دائما لترسيخها، فالدولة الصحراوية كما يقول شعارنا “حقيقة لا رجعة فيها”. وبالموازات مع ذلك يجب ان نستخدم كل أدوات النضال الأخرى لتعزيز تثبيت هذه الحقيقة، بما في ذلك التنظيم السياسي، والمجتمع المدني، والمبادرات الفردية.

لكن الرئيس الشهيد يدرك أيضا أن طول المعركة يؤثر على المعنويات، وأن مؤامرات ودسائس نظام الإحتلال قد تنجح في التسبب في تساقط بعض المناضلين في الطريق، وقد يفقد بعضهم العزيمة والقدرة على مواصلة النضال، ويدرك أيضا أن طول أمد النزاع قد يضعف بعض القيادات، وقد يدفعها للتخلي عن النزاهة والصرامة الثورية، ويغريها باستغلال سلطاتها ونفوذها من أجل مصالح ضيقة، كما سبق وقال الشهيد الولي منذ السبعينات رحمه الله.

لهذا شدد في خطابه على “أن الصمود، باعتباره فعل مقاومة وكفاح وإعداد دائم لكل الاحتمالات، يقتضي 4) تقوية التنظيم السياسي، في الأدوات والأساليب، 5) وترقية قدرات وجاهزية جيش التحرير الشعبي الصحراوي لكل الاحتمالات، 6) ودعم انتفاضة الاستقلال 7) وضمان الخدمات الأساسية، كالتعليم والتكوين والصحة والإدارة، 8) والتركيز في الاقتصاد على الإنتاج والاكتفاء الذاتي، 9) وتفعيل البرامج الموجهة للشباب والمرأة والجاليات، 10) وبناء القوة الأمنية الكفيلة بمواجهة التحديات والمخاطر الآنية والمستقبلية، 11) كما يجب تقوية المؤسسة القضائية 12) وتفعيل آليات الرقابة، وخاصة عبر الانتخابات والمجلس الوطني، 13) وتحصين التسيير بنظم وإجراءات رادعة للتجاوزات“، ولعمري أن هذا برنامج عمل استراتيجي واضح المرامي، ولا يحتاج إلا إلى العمل والإخلاص والمبادرة والإبداع لتحقيقه.

كما أن الرئيس الشهيد لم ينسى ضمن أولوليات العمل الوطني أن يؤكد على ضرورة “14) تعزيز مكانة الدولة الصحراوية في العالم، 15) واستثمار معطاة الأراضي المحررة، 16) والعناية بالثقافة وتكنولوجيا الاتصال“، كما: “تشكل 17) المعركة القانونية والقضائية 18) وملف حقوق الإنسان 19) والثروات الطبيعية 20) وجدار الاحتلال والألغام ميادين في غاية الأهمية والتأثير“.

وبطبيعة الحال لم يكن للرئيس المقاتل أن ينسى التذكير بأن “الكفاح المسلح ليس ورقة للتلويح أو التهديد أو المزايدة، بل هو أسمى وأرقى، لأنه واجب مقدس على كل مناضلات ومناضلي الجبهة، وحق مؤسس في ميثاق وقرارات الأمم المتحدة، وسيظل خياراً قائماً حتى يرحل الاحتلال الغاشم“، وهذا تذكير لكل من يعتقد أن المضي في سبيل السلام ضعف أو تهاون، بل هو مجال يتطلب شجاعة وخبرة أكبر من الشجاعة في الإقدام على الكفاح المسلح، فالجنوح للسلام وبذل كل شيء لإنجاح مساعيه وسيلة حضارية إنسانية من وسائل المعركة من أجل الاستقلال، وطريقة تثبت للعالم أجمع عزم وجِد الصحراويين في انتزاع حقوقهم بعيدا عن الدماء، وويلات الحروب إن استطاعوا. ولكن، حينما تفشل كل مساعي السلام، فليس هناك بد من اللجوء لقوة النار والحديد لإحقاق الحق وطرد المستعمر الذي لا يفهم ولا يخشى غير هذه القوة.

خاتمة

ودع الشعب الصحراوي رئيسه ورفيقه إلى مثواه، وزفه للشهادة داعيا له بالرحمة والغفران وجنة الرضوان، وقد دمعت أعين الرجال على فقدانه الذي كان مفاجئا رغم معرفة أبناء الشعب الصحراوي بمعاناة الرئيس الأخيرة مع المرض، وبكته النساء والأطفال. ولكن، ما أن انتهى الدفن حتى أخذ الشعب الصحراوي على عاتقه مهمة إكمال الطريق التي لم تكتمل بعد. لأن كل واحد منا يعرف الشهيد وحرصه على العمل واحتقاره للتقاعس والتواكل، ويعرف أنه لم يكن ليقبل بتاتا أن تتعطل مؤسسات الدولة التي وهب لشعبه حياته في بنائها ولو دقيقة واحدة. ولم يكن ليقبل أن تتوقف المعركة ضد الاستعمار المغربي في كل مواقع المواجهة مادامت الصحراويات والصحراويون يعانون ربق الاحتلال والقهر والسجون والتعذيب. ولم يكن ليقبل أن يشمت أعداء هذا الشعب فيه وفي شعبه بسبب موته. وطبعا، لم يكن ليقبل بأن يفزع المواطنون الصحراويون، ويخضعوا لإرادة المغرب في نسف كل تضحيات الشهداء والمناضلين الأحياء من أبناء شعبه.

فالدولة الصحراوية كما شدد الرئيس دائما “حقيقة لا رجعة فيها”، وعمادها الشعب المناضل المقاوم بكامله وبمختلف أجياله وليس الأشخاص ولا القيادات، وليس قطعا المتقاعسون لأي سبب ومن اي مكان. فالشعب ما يزال قادرا على العطاء، وأجياله الشابة مسلحة وجاهزة لقطع أيادي كل من تسول له نفسه مجرد محاولة نسف تضحيات آباءها وأمهاتها، وشهدائها. فاليرتعد المغرب اليوم أكثر، ولتسكت كل الأصوات الحاقدة والمشككة والخائفة والخانعة، فليس المجال مجال تراجع أو تقهقر، بل الطريق واضح وممتد إلى الأمام، ومن يريد قيادة الشعب الصحراوي وتوجيه نضاله عليه أن يقف في الصفوف الأمامية للمواجهة في كل الجبهات، وعليه أن يعطي من دمه ووقته وحياته لهذا الشعب ولا يتوقع جزاءا ولا شكورا. وعليه باختصار أن يجسد قولة الشهيد الولي المدوية في الآفاق والتي خلدته هو ومحمد عبد العزيز وشهداء كثيرون آخرون يتغنى بفضائلهم المناضلون والمناضلات:

إذا ارادت القدرة الخلود لانسان سخرته لخدمة الجماهير“.

 

أحدث الإضافات

أبرز الأخبار

22 مارس / آذار 2024

بئر لحلو (الجمهورية الصحراوية)– عبرت الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو، في بيان لهما مساء اليوم الجمعة، عن الإدانة بأشد العبارات لتصريحات السفير الفرنسي لدى المغرب، الذي اعترف بتورط بلاده العسكري والسياسي في الحرب الاستعمارية المغربية ضد الشعب الصحراوي منذ السبعينات. وجاء بيان الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو ردا على تصريحات أدلى بها السفير الفرنسي يوم أمس الخميس، خلال […]

أبرز الأخبار

22 مارس / آذار 2024

برلين (ألمانيا)– احتضنت العاصمة الألمانية برلين معرضا للصور الفوتوغرافية توثق جانبا من كفاح وثقافة الشعب الصحراوي التي تميزه عن بقية الشعوب، بعرض فيلم “الصحراء بجوارحي” الذي يحمل عنوان “الركن المفقود – الصحراء الغربية آخر مستعمرة”، للمصورة الألمانية أفيلين افريك، تطرق إلى جانب مهم من حياة وكفاح الشعب الصحراوي.  وحضر الحدث ممثلة جبهة البوليساريو بألمانيا، النجاة […]

أبرز الأخبار

22 مارس / آذار 2024

جنيف (سويسرا)– وجه المجلس الدولي لدعم المحاكمات العادلة وحقوق الإنسان، نداءً إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، للضغط على دولة الإحتلال المغربي لتطبيق التوصيات الصادرة عن مختلف الاليات الاممية لحقوق الإنسان ذات الصلة بالانتهاكات في الأراضي الصحراوية المحتلة، التي تقع تحت مسؤولية الأمم المتحدة إلى حين تصفية الاستعمار منها وتحريرها من الاحتلال المغربي بشكل نهائي ودائم. المنظمة وفي بيان شفهي خلال جلسة […]

أبرز الأخبار

22 مارس / آذار 2024

فيينا (النمسا)– شارك إتحاد الطلبة الصحراويين في أشغال الورشات لمنظمة الشباب الإشتراكي العالمي المنعقدة في الفترة من 21 إلى 24 مارس الجاري بالعاصمة النمساوية فيينا، وسط حضور رسمي من مختلف المنظمات الشبانية في مختلف أنحاء العالم. ويهدف الحدث إلى تعزيز دور مشاركة المرأة سياسيا، إجتماعيا وإقتصاديا، بالإضافة إلى كونه فرصة لتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف المنظمات على مستوى […]

أبرز الأخبار

22 مارس / آذار 2024

بئر لحلو (الجمهورية الصحراوية)– قالت جبهة البوليساريو في بيان صحفي، عقب صدور إستنتاجات المحامية العامة أمام محكمة العدل الأوروبية، صباح أمس الخميس، بخصوص ملف الموارد الطبيعية، أنها تسجل تقدما مهما  في الإعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال. وأورد البيان الصحفي، بأن المحامية العامة تشابيتا، أصدرت مجموعة من الاستنتاجات في القضايا المتعلقة بحق تقرير […]

أبرز الأخبار

22 مارس / آذار 2024

غزة (فلسطين)– مع بداية اليوم الـ168 للحرب، استشهد فلسطينيون نتيجة قصف إسرائيلي ليلي على رفح، بينما يواصل جيش الاحتلال عملياته في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، كما نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اعتقال أي من قادتها داخل هذا المجمع. وواصلت المقاومة الفلسطينية استهداف قوات الاحتلال في محيط مجمع الشفاء ومحاور أخرى، بينما توالت التحذيرات الدولية من عواقب […]

أبرز الأخبار

22 مارس / آذار 2024

غزة (فلسطين)– أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه نشر صورا عن طريق الخطأ لأشخاص على أنهم اعتقلوا في مستشفى الشفاء بغزة وهم ليسوا معتقلين. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن إعلان الجيش الإسرائيلي أن القيادي بكتائب القسام رائد سعد اعتقل في مستشفى الشفاء تبين أنه خاطئ. يأتي ذلك بعد ساعات من نفى مسؤول أمني في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) […]

أخبار الصحراء الغربية

22 مارس / آذار 2024

ولاية أوسرد (الجمهورية الصحراوية)– وقف وزير الصحة الصحراوي، السالك بابا حسنة، أمس الخميس، في زيارة تفقدية للمستشفي الجهوي لولاية أوسرد على عمل البعثات الطبية الأجنبية من منطقتي مورثيا وكاطالونيا.  ورافق الوزير في زيارة التفقد كل من الدكتور عبد الرحمان الميراس مدير مركزي مستشار لدى وزارة الصحة العمومية، وخطرة ماءالعينين مدير قسم البعثات الطبية بالوزارة.   وخلال الزيارة […]