باريس (فرنسا)– أبرز الناشط الصحراوي، البشير مثيق، في مقابلة مع جريدة “ليكسبريسيون” على أنه من الملح على الدول الأفريقية أن تفكر بجدية، بعد وباء كورونا، في أفريقيا الغد، أفريقيا مزدهرة وديمقراطية خالية من أي خضوع للرأسمالية، والتفكير في تسريع عمليات التكامل السياسي والاقتصادي لأفريقيا، مشيرا إلى أن ذلك لن يكون ممكنا بدون تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.

وقال البشير مثيق بالرغم من كون “فرنسا اليوم تبذل قصار جهدها لمنع استقلال الصحراء الغربية، والحفاظ على قبضتها في دول شمال إفريقيا ودول غرب إفريقيا، ومع ذلك -يضيف المتحدث- فإن استقلال الصحراء الغربية هو مفتاح تحقيق الحلم المغاربي في تكامل منطقة شمال أفريقيا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وكذلك حجر الزاوية للسماح لأفريقيا بتحرير نفسها نهائيا من نير الاستعمار والقطع نهائياً مع السياسات الاستعمارية الجديدة، لا سيما بقيادة فرنسا”.

وفيما يلي النص الكامل للحوار (ترجمة موقع الصحراوي):

البشير مثيق، مدافع متحمس عن قضية شعبه، لكنه أيضًا مدافع عن مبادئ الوحدة الأفريقية، وناشط في جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين “AFAPREDESA”، يعود معنا في هذه المقابلة لمناقشة تأثير فيروس كورونا الجديد على نضال الصحراويين، وآفاق بناء أفريقيا موحدة.

سؤال: هل يمكنك أن تقدم لنا فكرة عن آخر تطورات الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية ومخيمات اللاجئين بسبب فيروس كورونا؟

البشير مثيق: حالياً، ولله الحمد، لا توجد حالات إصابة بالفيروس في مخيمات اللاجئين الصحراويين قرب تيندوف؛ ولقد طبقت السلطات الصحراوية إجراءات احتواء ضد تفشيه في وقت مبكر للغاية، حيث قلصت الحركة بين مختلف الولايات. أما في الأراضي المحتلة فقد كانت هناك حالات قليلة (أقل من 10)، لكنها تعافت جميعها؛ ومع ذلك، لم تلتزم السلطات المغربية بتعليمات الحجر الصحي هناك، حيث سمحت للصيادين المغاربة بالتنقل إلى الأراضي المحتلة رغم كل شيء، مما يشكل خطراً على سكان هذه المدن. كما رفض النظام المغربي الإفراج عن المعتقلين الصحراويين رغم الدعوات المستمرة التي وجهتها المفوضة السامية الأممية لحقوق الإنسان والعديد من المنظمات غير الحكومية. ومع ذلك، فحتى الساعة، مازال الصحراويون سالمون من الإصابات بشكل عام، ونأمل أن يستمر الوضع كذلك.

سؤال: لقد وضع الفيروس العالم كله في وضعية انتظار، ماذا عن قضية الشعب الصحراوي؟

البشير مثيق: الواقع أن وباء “كوفيد-19” قد أثر بشدة على قضية الشعب الصحراوي. سياسياً، لم ينجح الأمين العام للأمم المتحدة في تعيين مبعوث شخصي جديد للصحراء الغربية منذ استقالة المبعوث السابق، السيد هورست كولر منذ 22 مايو 2019. والمجتمع الدولي مشغول بمعالجة هذا الوباء، وبالتالي يعود حل نزاع الصحراء الغربية إلى الوراء في سلم الأولويات. كما يستمر القمع في الأراضي المحتلة عبر اعتقالات جديدة ومحاكمات صورية ضد النشطاء الصحراويين. في حين أن العواقب الاقتصادية والاجتماعية كبيرة. ويمكننا أن نشير مثلا إلى حالة إلغاء العطل الصيفية في أوروبا للأطفال اللاجئين الصحراويين، بسبب الوضع الصحي، لا سيما إلغاءها في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا. وهذا الإلغاء صعب للغاية على هؤلاء الأطفال الذين لن يكون لديهم خيار آخر هذا العام سوى قضاء الصيف في ظروف الحرارة المفرطة في المخيمات. وفيما يتعلق بالتضامن الدولي، تم إلغاء أو تأجيل جميع الأنشطة بسبب الحجر المطبق في غالبية البلدان.

سؤال: يتم الحديث كل مرة عن تحقيق بعض التقدم في المعركة فيما يخص بلدك، هل يمكنك أن تعطينا ملخصًا لهذه التطورات؟

البشير مثيق: عرفت القضية الصحراوية في السنوات الأخيرة تقدماً ملحوظاً، لا سيما في المعارك القانونية على مستوى الاتحاد الأوروبي لوقف الاستغلال غير القانوني للموارد الصحراوية من قبل الشركات الأوروبية بدعم من النظام المغربي. وأحرزنا تقدما على مستوى مؤسسات الاتحاد الأفريقي الذي أكد من جديد الحاجة الملحة لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير، وبالتالي تصفية استعمار الصحراء الغربية. كما نلاحظ معرفة متزايدة بالشعب الصحراوي وقضيته في جميع أنحاء العالم.

سؤال: بمناسبة يوم أفريقيا، أكد الاتحاد الأفريقي التزامه لصالح حق االشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ما رأيك؟

البشير مثيق: الاتحاد الأفريقي، وقبله منظمة الوحدة الأفريقية، اتخذا دائما مواقف واضحا للغاية لصالح تقرير مصير الشعب الصحراوي؛ وأكدت القرارات الأخيرة للإتحاد الأفريقي ومؤسساته، مثل مجلس السلم والأمن واللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، هذه المواقف دعت بوضوح إلى ضرورة وضع حد لاستعمار الصحراء الغربية. كما طالب الاتحاد الأفريقي بمشاركة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في جميع القمم بين الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى والمؤسسات الإقليمية. لذا يواصل الاتحاد الأفريقي لعب دور إيجابي ويعمل من أجل استقلال الصحراء الغربية على الرغم من الضغوط التي مارستها فرنسا التي لا تدخر أي جهد لتأخير تطبيق حق تقرير المصير للشعب الصحراوي وبالتالي منع بناء المغرب الكبير للشعوب .

سؤال: برأيك، ما هو الدور الذي يجب أن تلعبه الدول القوية في القارة للتحرك نحو إعمال حق الشعب الصحراوي؟

البشير مثيق: في رأيي، بعد هذا الوباء، سيصبح من الملح على الدول الأفريقية أن تفكر بجدية في أفريقيا الغد، أفريقيا مزدهرة وديمقراطية خالية من أي خضوع للرأسمالية، والتفكير في تسريع عمليات التكامل السياسي والاقتصادي لأفريقيا. إن إفريقيا الغد لن تكون ممكنة بدون تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. واليوم، تبذل فرنسا قصار جهدها لمنع استقلال الصحراء الغربية، والحفاظ على قبضتها في دول شمال إفريقيا ودول غرب إفريقيا. ومع ذلك، فإن استقلال الصحراء الغربية هو مفتاح تحقيق الحلم المغاربي في تكامل منطقة شمال أفريقيا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وكذلك حجر الزاوية للسماح لأفريقيا بتحرير نفسها نهائيا من نير الاستعمار والقطع نهائياً مع السياسات الاستعمارية الجديدة، لا سيما بقيادة فرنسا. ونتيجة لذلك، فإن البلدان الأفريقية تعمل معا للسماح للشعب الصحراوي لتحرير نفسه من الاستعمار المغربي وأيضا لبناء أفريقيا الغد.

يمكن متابعة المقابلة من مصدرها الأصلي من خلال الرابط التالي: https://www.lexpressiondz.com/internationale/nous-devons-serieusement-penser-a-l-afrique-de-demain-330874

مواضيع من نفس الفئة

قذائف صاروخية تضرب ثكنة لجيش الاحتلال المغربي بالقرب من مدينة السمارة المحتلة ...

18 ماي / أيار 2024

تيمور الشرقية تدعو إلى التنفيذ الكامل لولاية بعثة مينورسو لتمكين الشعب الصحراوي ...

18 ماي / أيار 2024

رئيس الجمعية الوطنية النيكاراغوية يهنئ الشعب الصحراوي بالذكرى الـ51 لتأسيس جبهة البوليساريو

18 ماي / أيار 2024

المقاومة الفلسطينية تعلن مقتل 20 من جنود من الكيان الصهيوني في عمليتين ...

18 ماي / أيار 2024