ــ بقلم: المحفوظ ولد عبد العزيز

قامت الأمم المتحدة مؤخرا بنشر التقارير الوطنية للدول المعنية بالدورة 27 لآلية الاستعراض الدوري الشامل التابعة لمجلس حقوق الإنسان، التي ستعقد أشغالها في شهر مايو القادم بجنيف، بما فيها التقرير الوطني الثالث للمغرب، الذي يمكن الاطلاع عليه عبر الرابط التالي:

http://www.un.org/ga/search/view_doc.asp?symbol=A/HRC/WG.6/27/MAR/1&referer=https://www.google.fr/&Lang=A

ــ ما هو الاستعراض الدوري الشامل؟ هو آلية أممية تم وضعها سنة 2006 بالتزامن مع إنشاء مجلس حقوق الإنسان، يتم بموجبها استعراض وضعية حقوق الإنسان بصفة دورية على مستوى كامل دول المجلس، وتقييمها من طرف النظراء.

بصيغة أبسط، كل دولة تقدم تقريرا دوريا حول وضعية حقوق الإنسان على أن تقدم لها الدول الأخرى (نظراءها) توصيات بهدف تحسين ترقية حقوق الإنسان وحمايتها.

يغطي الاستعراض الدوري الشامل فترة زمنية محددة تقدر بأربع سنوات تقريبا، ابتداءً من الاستعراض السابق. في حالة المغرب، الفترة المشمولة بالاستعراض الحالي هي 2012-2017.

ــ على أي أساس يتم التقييم خلال الاستعراض؟ يعتمد كل استعراض على مجموعة من الوثائق تتضمن: أ) وجهة نظر الدولة المعنية أي التقرير الوطني، ب) إضافة الى ملخص تقني من إعداد المفوضية السامية لحقوق الإنسان يتضمن التوصيات التي تلقتها الدولة من اللجان الأممية خلال الفترة المشمولة بالاستعراض، ج) وكذا ملخص عن التقارير الموازية التي قدمتها المنظمات غير الحكومية.

ــ بالرجوع إلى الملخص التقني المذكور، نشرت المفوضية السامية لحقوق الإنسان مؤخرا هذه الوثيقة المتعلقة بالمغرب والتي تضمنت مختلف المستجدات المسجلة منذ 2012 في تعامل المغرب مع الآليات الأممية لحقوق الإنسان.

هذه الوثيقة متوفرة على الرابط التالي:

http://www.un.org/ga/search/view_doc.asp?symbol=A/HRC/WG.6/27/MAR/2&referer=https://www.google.fr/&Lang=A

نشير هنا إلى أن الوثيقة أدرجت انشغالات لجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعبة والثقافية الأممية، تجاه عدم إحراز تقدم في تطبيق المادة الأولى من العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي تكرس حق الشعوب في تقرير المصير بالنسبة للصحراء الغربية، وذلك بعد افتحاص التقرير الدوري الرابع للمغرب المتعلق بالعهد الدولي المذكور في نهاية 2015.

كما تطرقت الوثيقة لانشغالات لجنة حقوق الإنسان المسؤولة عن العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية حول عدم تطبيق نفس المادة (المشتركة بين العهدين) لفائدة شعب الصحراء الغربية، وذلك إثر دراسة التقرير السادس للمغرب في ديسمبر 2016.

ــ يترجم التقييم عبر صياغة توصيات تقدم للدولة محل الافتحاص من طرف الدول الأخرى، على أن تدرج الدولة المعنية إلى أي مدى قامت بتنفيذ تلك التوصيات في تقريرها المقبل، أي بعد 4 سنوات من تلقي التوصيات.

بالنسبة للصحراء الغربية، في 2012 قدمت العديد من الدول توصيات للمغرب تجاه جوانب معينة تخص حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، منها طلب توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة وضعية حقوق الإنسان وكذا وضعية المدافعين عن حقوق الإنسان وحرية التجمع والتظاهر السلمي بالإقليم.

ــ بالرجوع للتقرير الوطني الثالث للمغرب، القراءة السريعة لهذه الوثيقة يمكن أن تثير الملاحظات التالية:

. المغرب يولي أهمية بالغة لهذه الآلية في إطار سياسية التسويق التي يمارسها أمام العالم لإبراز نفسه كدولة متقدمة ومنفتحة؛ الدليل على ذلك أن التقرير الوطني تم اعتماده من طرف البرلمان، لإضفاء شرعية ديمقراطية على محتواه، والتبجح بهذا الانجاز العظيم طيلة الأربع سنوات المقبلة.

. بصفة عامة، الانجازات المذكورة في التقرير تجعلنا نعتقد أن التقرير يتكلم عن دولة أخرى لا نعرفها، ولا نكاد نصدق أن المغرب هو نفسه تلك الدولة التي تطحن أبناءها وتفتح مؤسسات في دول أفريقية يفتقر الشعب المغربي نفسه إلى خدماتها، بغية تغيير مواقفها من قضية الصحراء الغربية أو ضمان ولائها لوقت أطول.

. في الأخير، ولعل هذا أهم ما يستشفه متصفح التقرير، الوثيقة لا تنطق ببنت شفة عن الصحراء الغربية، أو كما يسميها المغرب تجاوزا “الصحراء المغربية” أو “الأقاليم الجنوبية”، في حين أن التقرير السابق لسنة 2012 تجرأ، مثلا، على تقديم “الكوركاس” كمؤسسة تساهم في ترقية حقوق الانسان إضافة إلى التطرق إلى “الجهوية الموسعة” و”الأقاليم الجنوبية”.

لماذا هذا التكتم إذن؟ نظنه لسببين:

الغرض من ذلك إبراز الصحراء الغربية كإقليم مغربي مشابه لكافة الأقاليم الأخرى، لا يحتاج أن يتم التطرق إليه على وجه التخصيص،

تجنب إعطاء الفرصة للدول الأخرى لتقديم توصيات خاصة بالصحراء الغربية، على شاكلة ما وقع في 2012.

ــ كخلاصة، وكخاتمة لما سبق، وبهدف جعل هذا المقال هادف وموجه، لا يسعنا إلا القول أن كل الفاعلين الصحراويين، خاصة في المجال الحقوقي، مطالبون بنوع من “التفكريش” (الحزم) لعدم تفويت هذا الاستحقاق الهام، دون الخوض في التفاصيل المتعلقة بالموضوع.

مواضيع من نفس الفئة

الصحراويون يطلقون هاشتاغ “شكرا اتحاد العاصمة” تقديرا لموقف الفريق الجزائري من مسرحية ...

28 أبريل / نيسان 2024

الجمهورية الصحراوية تشارك في اجتماع لوزراء الصحة الأفارقة

28 أبريل / نيسان 2024

الرئيس الصحراوي يهنئ نظيره الجنوب أفريقي بمناسبة احتفال بلاده باليوم الوطني للحرية

28 أبريل / نيسان 2024

وحدات الجيش الصحراوي تقصف قواعد لجيش الاحتلال المغربي بقطاعي المحبس والفرسية

28 أبريل / نيسان 2024