ولاية الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية)– ترأس اليوم الأربعاء، الرئيس الصحراوي-الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، أشغال الدورة العادية الرابعة للأمانة الوطنية للجبهة. 

وفي كلمته الإفتتاحية لأشغال الدورة، أوضح إبراهيم غالي، أن الدورة ستتطرق  إلى محاور رئيسية من قبيل السياسي التنظيمي والميدان العسكري والأمني والميادين الإدارية والاجتماعية والاقتصادية والخارجية وملف الأمم المتحدة، وصولاً إلى بلورة خلاصات واستنتاجات ومن ثم وضع أولويات العمل في المرحلة المقبلة، على ضوء التحديات والآفاق التي تطرحها، في سياق تنفيذ مقررات المؤتمر السادس عشر للجبهة.

وفيما  يلي النص الكامل للكلمة كما نقلتها وكالة الأنباء الصحراوية (وأص): 

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والإخوة،
نفتتح اليوم الدورة العادية الرابعة للأمانة الوطنية، في عهدتها المنبثقة عن المؤتمر السادس عشر للجبهة.

ستتناول الدورة بالمراجعة والتقييم والنقاش والتحليل، مختلف جوانب معركة التحرير الوطني التي يخوضها الشعب الصحراوي، بقيادة ممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وذلك خلال الفترة الممتدة ما بين الدورة الثالثة والدورة الحالية، بالاستناد أساساً إلى التقرير المقدم من المكتب الدائم للأمانة الوطنية وما يلحق به من عروض تكميلية.

ستتطرق الدورة بالتالي إلى محاور رئيسية من قبيل السياسي التنظيمي والميدان العسكري والأمني والميادين الإدارية والاجتماعية والاقتصادية والخارجية وملف الأمم المتحدة، وصولاً إلى بلورة خلاصات واستنتاجات ومن ثم وضع أولويات العمل في المرحلة المقبلة، على ضوء التحديات والآفاق التي تطرحها، في سياق تنفيذ مقررات المؤتمر السادس عشر للجبهة.

ونحن نتوجه بتحية التقدير والإجلال إلى مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي وهم يواصلون، بعزم وثبات، عملهم القتالي البطولي ضد تواجدات قوات الاحتلال المغربي، منذ استئناف الكفاح المسلح في 13 نوفمبر 2020، نسجل انتظام البرامج في مختلف المجالات الآنفة الذكر. كما نحيي روح الوطنية والاستعداد والوحدة والإجماع والإصرار على تتويج الكفاح الوطني بالنصر المؤزر لدى جماهير شعبنا، وهي تخلد الذكرى الخمسين لتأسيس الجبهة واندلاع الكفاح المسلح، على مدار سنة كاملة، ستنقضي بحلول ذكراها الواحدة والخمسين في الـ 20 ماي المقبل.

كل ذلك في سياق عام، يتميز بالعمل المستمر على تحسين الأداء، وتعزيز البناء المؤسساتي للدولة الصحراوية، بسلطاتها التنفيذية والتشريعية والقضائية، والتعاطي الإيجابي بين الحكومة والمجلس الوطني، وتفعيل آليات التواصل، على مختلف المستويات، وخاصة تجربة الجولات الميدانية، مع ضمان الخدمات الأساسية والاحتياجات الضرورية. 

وفي وقت نوجه فيه رسالة التضامن والمؤازرة مع الأسرى المدنيين الصحراويين الصامدين في السجون المغربية وعائلاتهم، نسجل كذلك الحضور الدائم لجماهيرنا في الأرض المحتلة وجنوب المغرب وفي الجاليات، كل من موقعه، في الرفع من وتيرة المقاومة والصمود في وجه سياسات العدو وانتهاكاته الجسيمة، رغم الحصار والتضييق واستهداف المدنيين العزل وممتلكاتهم.

وعلى الواجهة الخارجية، واصلت الدولة الصحراوية تعزيز مكانتها في قارات العالم والاضطلاع بدورها ومسؤولياتها كعضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي، فيما تحقق المعركة القانونية والقضائية نتائج وتطورات مهمة.

الأخوات والإخوة،
كما تتميز الفترة الراهنة بتحولات مقلقة تشهدها منطقة الجوار في الساحل والصحراء، بتزايد خطير للتهديدات الأمنية ووضعية اللا استقرار وتجليات التدخل الأجنبي واحتمالات الانزلاق وتنامي نشاط الجماعات الإرهابية.

إن الجمهورية الصحراوية قد حذرت باستمرار، وتجدد اليوم تحذيرها من خطر النهج التوسعي العدواني الأعمى لدولة الاحتلال المغربي، والتي انخرطت في خدمة أجندات استعمارية وتوسعية معروفة، فجعلت من نفسها الأداة الوظيفية الطيعة لزرع الخراب ونشر التوتر، وخاصة عبر دعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة العابرة للقرارات والجماعات الإرهابية، بما في ذلك بإغراق المنطقة بالمخدرات.

ومرة أخرى، تجدد الجمهورية الصحراوية دعوة شعوب وبلدان الجوار إلى تكثيف آليات التشاور والتنسيق والتعاون للتصدي لهذه المخاطر المحدقة بالسلم والأمن والاستقرار في منطقتنا.

ولعل من أبرز مميزات الظرف الراهن الذي تنعقد فيه هذه الدورة تلك المتعلقة بالساحة الدولية وما تشهده من تطورات خطيرة ومتلاحقة، تتصدرها الحرب في أوكرانيا و، بشكل خاص، العدوان الصهيوني الهمجي على الشعب الفلسطيني، وخاصة في غزة الجريحة، وما ينجم عنه من بوادر متزايدة لتصعيد شامل في منطقة الشرق الأوسط.

وبهذه المناسبة، ونحن نستحضر بكل تقدير وتثمين اللقاء الذي جمعنا بالسيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية والشعبية، وما عكسه من قوة وصلابة علاقات الأخوة والصداقة والتحالف والتشاور والتنسيق بين بلدين وشعبين شقيقين وجارين، نوجه تحية خاصة إلى الجزائر الشقيقة، ونحيي مواقفها المبدئية إلى جانب كفاحات الشعوب المضطهدة لنيل حقوقها في الحرية والاستقلال، وفي مقدمتها القضيتان الصحراوية والفلسطينية. وإننا لنجدد بالمناسبة إدانتنا الشديدة للعدوان الصهيوني الهمجي على غزة، وتأكيدنا على ضرورة إنهاء الصراع على أساس احترام إرادة الشعب الفلسطيني وحقه في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

إن جبهة البوليساريو تجدد مطالبة مجلس الأمن الدولي باتخاذ الإجراءات العاجلة لتمكين بعثة المينورسو من استكمال المهمة التي كلفها بها، ألا وهي تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال، عبر استفتاء حر، عادل ونزيه. 

إن الجمهورية الصحراوية على استعداد لإنهاء النزاع القائم مع المملكة المغربية، في سياق احترام أهداف ومبادئ الاتحاد الإفريقي، وخاصة مبدأ احترام الحدود القائمة عند الاستقلال.

وفي هذه الأيام التي نخلد فيها الذكرى الخمسين لسقوط أول شهيد للثورة الصحراوية، فإن جماهيرنا في كل مكان، في القيادة الوطنية وفي القاعدة الشعبية، مطالبة برفع التحدي، بمزيد من رص الصفوف والتصدي لسياسات العدو ومؤامراته التي تستهدف وحدتنا الوطنية وجبهتنا الداخلية، والوقوف بكل حزم لصيانة مكاسب ثورتنا التي حققها شعبنا بالتضحيات الجسام والدماء الطاهرة والدموع والمعاناة، ولنساهم، كل من موقعه، في تعزيز النظام العام واحترام القانون، ونمضي جميعاً على درب الوفاء لعهد الشهداء، حتى بلوغ أهدافنا الوطنية المقدسة، باستكمال الجمهورية الصحراوية لسيادتها على كامل ترابها الوطني.

على بركة الله، نفتتح الدورة العادية الرابعة للأمانة الوطنية، 
بالتوفيق والنجاح،
شكراً والسلام عليكم،  
تصعيد القتال، لطرد الاحتلال واستكمال السيادة