ولاية بوجدور (الجمهورية الصحراوية)– أكد المخرج السنمائي الصحراوي، إبراهيم شگاف، القدر على العطاء في مجال السينما، مشيرا إلى أن التجربة الصحراوية، بالرغم من قصرها، إلا أنها باتت قادرة “على إنتاج أعمال من شأنها الحفاظ على الهوية الصحراوية من خلال السمعي البصري ومن خلال السينما”.

وعبر إبراهيم شگاف في مقابلة، أجرتها معه وكالة الأنباء الصحراوية المستقلة، عن أسفه لنظرة المجتمع الصحراوي للسينما، التي أشار إلى أنها “لا تزال بعيدة كل البعد عن تقييم السينما والسينمائيين”.

وفيما يلي نص المقابلة كاملة كما نقلتها “لاماب المستقلة”:

حاوره الزميل: الإعلامي محمدلمين حمدي

أهلا بكم المخرج السينمائي إبراهيم شگاف، أول ما يمكن أن يتبادر للقراء كيف كانت بدايتكم مع السينما؟

• بدايتي مع السينما كان سببها الفضول بعد مشاهدتي فيلم أول مرة في حياتي، حيث لم أفهم كيف يتمكنون من الإنتقال بين اللقطات بهذه السهولة، من شخص جالس بوحده في غرفة إلى الكثير من الناس في الشارع… كان ذلك وأنا طفل عمري ثمان سنوات. شاء القدر أن أمتلك كاميرا تصوير صغيرة عند بلوغ السادسة عشر من عمري ما زاد فضولي لمعرفة ما خلف ذلك العالم السحري الذي يمكنك من تجميد لحظة معينة مدى الحياة. إلى أن بلغت سن الرشد وتم اختياري من بين الشباب الذين سيشاركون في تنظيم أول طبعة من مهرجان السينما في الصحراء الغربية “في-صحراء” في ولاية الداخلة. بعدها اطلعت على البرنامج واكتشفت أنهم يوفرون ورشات في عدة تخصصات في مجال السينما، كتابة السيناريو، التصوير الإخراج، و المونتاج. حاولت جاهدا في تلك الطبعة أن أحافظ على مكاني بين المنظمين وفي نفس الوقت أن أستفيد من ورشة المونتاج أين اكتشفت أنها هي المرحلة التي تحدث فيها العملية السحرية، اللمسات تركيب القصة، ومنذ ذلك الوقت عرفت أن هذا هو مكاني وهذا هو ما أريد أن أتعلم، وبعد المشاركة في عدة طبعات من المهرجان والإستفادة من الورشات، رفقة مجموعة من الشباب، وبإلحاح منا على الجهات المعنية، تم إفتتاح مدرسة السينما الصحراوية، مدرسة الشهيد عابدين القايد صالح.

بعد ولوجك لهذا العالم، هل تعتقد أننا نمتلك مقومات الانتاج السينمائي الذي يحافظ على الهوية الوطنية؟

• بطبيعة الحال يمكننا القول أن تجربة قرابة العشر سنوات من أعمال مدرسة السينما الصحراوية من أفلام قصيرة وتكوين للأطر في المجال، أصبحنا قادرين على إنتاج أعمال صحراوية من شأنها الحفاظ على الهوية الصحراوية من خلال السمعي البصري ومن خلال السينما الصحراوية خاصة.. بالتأكيد الإجابة صعبة وصعب التنبؤ بالمستقبل، مع العلم أن مخيمات اللاجئين الصحراويين وكل المتواجدين فيها مدخولهم أو اعتمادهم مائة بالمائة على المساعدات الإنسانية، وبالتالي هناك تأثير على كل ما يمكن العمل عليه في المخيمات، والمتأثر الأول هي الأمور التي لا تعتبر من الأولويات التي لا تشمل الصحة أو التعليم أو المياه والبيئة… إلخ.

كيف ترى تعامل الجهات الرسمية مع موضوع السينما؟ وماهي نظرة المجتمع؟

• للأسف نظرة المجتمع لا تزال بعيدة كل البعد عن تقييم السينما والسينمائيين، نعاني من الرفض من طرف فئة كبيرة من المجتمع، ونعاني أيضا من عدم القدرة على إقناع المجتمع بأهمية السينما، بطبيعة الحال أصبح جلياً دور الخطوات التي قمنا بها في هذا الصدد، وللأسف لازال المجتمع يفتقر للرؤية التي تجعله يتبنى السينما بصفة رسمية، ولكن نكتفي بعد مرور هذه الفترة الزمنية التي تقدر بما يقارب العشر سنوات من وجود مدرسة السينما الصحراوية والتي لديها هدفين أساسيين، وهما تكوين سينمائيين صحراويين وإعداد السينما الصحراوية؛ أصبحت السينما الصحراوية موضوعاً للنقاش في المجتمع الصحراوي، هذه بطبيعة الحال خطوة إلى الأمام، ولكن لانزال بعيدين كل البعد عن فهم الإنسان الصحراوي لضخامة وأهمية سلاح السينما وترويضه واستغلاله ليساعد في الكفاح الذي نكافحه من أجل الحرية والسلام في مسيرة كفاح شعبنا.

سؤال أخير، تابع المشاهد خلال الشهر الفضيل سلسلة من إنتاجكم وبين مؤيد ومنتقد، لماذا خروجو فاللوجو؟

• يعتبر “خروجو فللوجو” ملخص بعدة مواضيع اخترناها كخطوة أولى نحو إنتاج تلفزيوني جديد (سيت كوم) أو سلسلة تلفزيونية، اخنرنا إنتاجها من أجل تسليط الضوء على بعض المواضيع التي نعتبرها “خروجو” على سكان “اللوجو”.. “خروجو” لأنه من غير الممكن على لاجئ ليس في أرضه ويكافح من أجل تحرير وطنه وفي نفس الوقت يعطي الأولوية في المناسبات الإجتماعية لضرورة إحضار الكعكات والهدايا الفاخرة والبذخ وإحضار على سبيل المثال عدد معين من الذبائح والنحائر، وبالتالي نحن نعتبر هذا النوع من التصرفات والسلوكيات نوع من “خروجو”، وأصبح لزاماً علينا التطرق للموضوع عن طريق السلسلة، وبالتالي إختيار الاسم كان عبارة عن رؤية لهذه السلوكيات الغير سليمة والغير صحيحة، واختيار العنوان لربما كان شبه “موزون” بلهجة البيظان وكونه ملفت للإنتباه، وعلى هذا الأساس تم إختيار العنوان.

كلمة أخيرة توجهها للقراء من خلال وكالة الأنباء المستقلة؟

• نتمنى أن يتقرب القارئ من خلال هذه المقابلة على واقع السينمائين الصحراويين والسينما الصحراوية، وهنا نستغل الفرصة من أجل الدعاء من أجل نصرة جيش التحرير الشعبي الصحراوي الذي يقارع العدو في الصفوف الأمامية.. نستغل أيضا الفرصة للدعاء لشعبنا على أن يصوم هذا الشهر الفضيل في العام المقبل على الأراضي الصحراوية كاملة محررة مستقلة، كما لا تفوتني الفرصة لدعوتهم لدعم الممثلين ودعم أصحاب الميدان الثقافي لأن الميدان الثقافي من الميادين التي ربما يُنظر له نظرة سيئة من طرف المجتمع مع أنه لا يقل أهمية عن القطاعات الأخرى مثله مثل أي عمل آخر نبيل من شأنه التقدم بالمرحلة التي يمر بها شعبنا آلا وهي مرحلة التحرير والبناء، كما أستغل الفرصة مرة أخرى لكي أحيي أصحاب الميدان الثقافي وأنصحهم بالمواصلة، فنحن كل مرة أقرب لتحقيق الهدف، أتمنى أيضا لجميع الصحراويين رمضان مبارك وعيد سعيد إن شاء الله.

مواضيع من نفس الفئة

قذائف صاروخية تضرب ثكنة لجيش الاحتلال المغربي بالقرب من مدينة السمارة المحتلة ...

18 ماي / أيار 2024

تيمور الشرقية تدعو إلى التنفيذ الكامل لولاية بعثة مينورسو لتمكين الشعب الصحراوي ...

18 ماي / أيار 2024

رئيس الجمعية الوطنية النيكاراغوية يهنئ الشعب الصحراوي بالذكرى الـ51 لتأسيس جبهة البوليساريو

18 ماي / أيار 2024

المقاومة الفلسطينية تعلن مقتل 20 من جنود من الكيان الصهيوني في عمليتين ...

18 ماي / أيار 2024