ولاية الشهيد الحافظ (مخيمات اللاجئين الصحراويين)- أكد المهندس الصحراوي الشاب، تتاح لحبيب أبريكة، في مقابلة أجراها معه موقع “الصحراوي” أنه يمكن بـ”القارورات البلاستيكية بناء كل أنواع البيوت وبكل الأحجام”، مُشيرا إلى أن هذه الهندسة تتميز بكونها “صديقة للبيئة وبسيطة وقليلة التكلفة، كما أنها  توفر لساكنيها الأمن ومقاومة الظروف الطبيعة القاسية”.

وأكد تتاح لحبيب أن البناء باستعمال القارورات البلاستيكية “أكثر دواما من الكتل الخرسانية التي يشيع استخدامها في البناء، فيمكن للحاويات البلاستيكية الاستمرارية إلى ما يقارب 300 عام أو أكثر”.

كما أكد المهندس الشاب الصحراوي تتاح على أنه “مُصر وعازم على المواصلة في البحث وتحسين ظروف الهندسة في المخيمات على شرط أن تكون بسيطة وغير مكلفة وتحترم الإنسان والبيئة”.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

ــ سؤال “الصحراوي”: ماهي مميزات البناء باستعمال القنينات البلاستيكية الفارغة؟

ــ جواب “تتّاح”: أولا أشكر موقع الصحراوي على إتاحته هذه الفرصة من خلال هذا اللقاء للتوضيح للمواطنين وكل من يهمه بناء بيت من القارورات البلاستيكية يُقاوم حرارة الصيف وشدة الرياح وغزارة الأمطار.

تتميز هذه الهندسة بأنها صديقة للبيئة وبسيطة وقليلة التكلفة، كما أنها توفر لساكنيها الأمن ومقاومة الظروف الطبيعة القاسية (الحرارة، الرياح، الأمطار).

يحتوي البيت على عوازل حرارية مهمتها مقاومة الحرارة في الجدران، كما يحتوي على سقفان بينهما فراغ للتهوية، الأول يحتوي على عوازل حرارية مهمته مقاومة الحرارة والثاني عبارة عن طبقة من الإسمنت لمقاومة الماء، شكل الهندسة الدائري لا يتأثر كثيرا بأشعة الشمس بخلاف شكل المبنى المربع، حيث هذا الأخير يستقبل أشعة مستقيمة، وهذا قد يولد تدفقا كبيرا للحرارة  من خلال الجدران، بينما في المبنى الدائري تكون الأشعة منحنية، وهذا يقلل من تدفق الحرارة داخل المبنى.

كما يمتاز الشكل الدائري للمبنى بأنه يقاوم شدة التيارات الهوائية، حيث أن هذه الأخيرة (التيارات) لا تصطدم بالجدران الدائرية، كذلك يحتوي على نظام ذكي للتهوية من خلال وضعية النوافذ وطبقة خارجية للمبنى تقاوم الأمطار، تحتوي على نفس خصائص الإسمنت، المواد المستعملة بسيطة وقليلة التكلفة، تتمثل في التبن، والنجارة، وحاويات البيض الورقية، وأحيانا خليط من الرماد والجير.

ــ سؤال: مالذي يمكن بناؤه باستعمال القنينات البلاستيكية؟ وما حجم البناء وأنواعه؟

ــ جواب: بالقارورات البلاستيكية يمكن بناء كل أنواع البيوت وبكل الأحجام (مدارس، منزل بأكمله، حمامات، مكاتب… إلخ).

سؤال: ماهوهدفكم من هذه التجربة في المخيمات؟ وهل تعتقد أن الفكرة قابلة للتطبيق على نطاق واسع، علما أنه من الصعب الحصول على كميات كبيرة من القناني الفارغة؟

ــ جواب: الهدف من التجربة هو البحث عن هندسة بسيطة وغير مكلفة تناسب ظروف اللاجئ الصحراوي وتخفف من معاناته تحترم بيئته وتوفر له الراحة الحرارية.

وأعتقد بأننا بحاجة إلى هذا النوع من الهندسات البديلة بخلاف بيوت الطين المغطات بصفائح الزنك المعدنية، فالقارورات البلاستيكية أكثر دواما من الكتل الخرسانية التي يشيع استخدامها في البناء، فيمكن للحاويات البلاستيكية الاستمرارية إلى ما يقارب 300 عاما أو أكثر؛ حقيقة هناك تحدٍّ كبير في الحصول على هذا الكم الهائل من القارورات البلاستيكية لكن ذلك لن يشكل عائقا ما دامت هناك إرادة قوية لتحقيق هذا الحلم.

ــ سؤال: هل تنوي بناء منزل متكامل من القناني لتثبت بالفعل لللاجئين مدى صلاحية مثل هذا المشروع للتطبيق على نطاق واسع؟

ــ جواب: نعم بالتأكيد منذ فترة وأنا أحاول جاهدا هندسة بناء متكامل من القارورات البلاستيكية، وإلى حدٍّ ما توصلت إلى هذه الهندسة، وأنا مُصر وعازم على المواصلة في البحث وتحسين ظروف الهندسة في المخيمات على شرط أن تكون بسيطة وغير مكلفة وتحترم الإنسان والبيئة.

ــ سؤال: بعد تجربتكم بالبناء في ولاية أوسرد، سافرتم إلى الخارج لمناقشة الأهداف وتعميق الدراسة مع ــ ربما ــ شركاء، هل لك أن تضع القارئ الكريم في الصورة التي جعلتكم تعودون مرة أخرى لتوسيع المشروع، ببناء كما قلتم بيت في كل دائرة؟.

ــ جواب: عند البدء في التجربة الأولى استقبلت العديد من المهتمين بهذه الهندسة من مواطنين صحراويين وأجانب وصحفيين ووفد من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وخبراء في مجال الهندسة، للإستفسار والإطلاع عليها، بعد ذلك سافرت إلى جزيرة “تنريفي” الإسبانية، وتم استدعائي من طرف عدة مراكز لإلقاء محاضرات حول المشروع من بينها  “Taucho” وهو مركز للنضال الاجتماعي، كما تم قبول مشروع ممول من طرف مفوضية شؤون اللاجئين لبناء بيت في 25 دائرة على المستوى الوطني، وهذا يعتبر حافزا كبيرا لي ولكل اللاجئين للتحسين من ظروف حياتهم.

ــ سؤال: كلمة مفتوحة، خاصة للشباب في المخيمات.

ــ جواب: أريد أن أقول للشباب باختصار، بأن الفكرة هي أن تضع هدفاً، ولا تتخل عنه حتى تحققه والنتائج الكبيرة تحتاج لطموحات كبيرة وصبر كبير وإرادة قوية، وإنه يجب أن نتخلص من هاجس الخوف، فكلنا نستطيع النجاح لكن يجب أن نكون شبابا كفؤا واضح في مقصده جلي في توجهاته وأفكاره.

مواضيع من نفس الفئة

تأسيس فيدرالية إعلامية دولية للتضامن مع القضية الصحراوية

4 ماي / أيار 2024

إتحاد الصحفيين الصحراويين ينظم وقفة تضامنية مع الإعلاميين القابعين في سجون الاحتلال ...

4 ماي / أيار 2024

الرئيس إبراهيم غالي: الشعب الصحراوي سيواصل الكفاح حتى نيل الاستقلال واستكمال السيادة

4 ماي / أيار 2024

الجيش الموريتاني يجري مناورات على الحدود مع مالي

4 ماي / أيار 2024