_ بقلم: المحفوظ عبد العزيز

ملاحظة عامة: كما كان الحال بالنسبة لتقرير السنة الماضية، يبدو أن الأمين العام الحالي للأمم المتحدة يتوخى درجة أكبر من الحذر عندما يتعلق الأمر بالصحراء الغربية. الدليل على ذلك أن التقرير يكاد يكتفي بوجهات النظر الصحراوية والمغربية، ووجهة نظر الأمم المتحدة تكاد تكون منعدمة، حتى التوصيات تم غالبا صياغتها بطريقة متوازنة قريبة الى الحياد.

فيما يلي، يتم التطرق لبعض المستجدات الواردة في تقرير 2018 مقارنة مع النسخة السابقة والفقرات المثيرة للانتباه:

_  الفقرة 39 التقرير يتحدث عن حادثين لإطلاق النار في أكتوبر 2017 ويناير 2018، وادعاء المغرب إصابة جندي من جنوده في كل حادث، وهي أمور لم تخرج للعلن قبل اليوم. نلاحظ أن المغرب لم يرد على اطلاق النار واكتفى بالشكاية للمينورسو، مما يطرح تساؤلات حول جدية الموضوع. حسب التقرير دائما، الجبهة نفت علمها بهاذين الحادثين. ما يؤكد أن الامر يتعلق بمسرحية محاكة من طرف المغرب بغرض اقناع الأمم المتحدة بخطورة الوضع الأمني بالمناطق المحررة، وهذا ما كان له بالفعل أثر داخل فقرات التقرير.

_ الفقرة 55: يتأسف التقرير عن عدم وجود لجنة مشتركة تضم المينورسو وطرفي النزاع لتسيير ومراقبة وقف اطلاق النار كما هو معمول به في بعثات أخرى لحفظ السلام.

_ الفقرة 60 لا تذكر عدد اللاجئين الصحراويين المستفيدين من المساعدات الإنسانية، على عكس تقرير السنة الماضية (90 ألف بالنسبة للمفوضية السامية لغوث اللاجئين، 125 ألف بالنسبة للمنظمة العالمية للتغذية). يأتي كل هذا في ظل نشر تقرير من طرف المفوضية السامية لغوث اللاجئين مؤخرا، فحواه أن العدد الكلي للاجئين الصحراويين بالمخيمات يفوق بنسبة كبيرة عدد المستفيدين من المساعدات.

_ بالنسبة لقضية حقوق الانسان، نسجل غياب أي إشارة للمجلس المغربي لحقوق الانسان، وفروعه الجهوية بالعيون والداخلة، على عكس تقارير السنوات الماضية. نتمنى أن تكون الأمم المتحدة قد استوعبت الدرس الذي مفاده أن المجلس مؤسسة مغربية صرفة، مما يجعل نشاطها داخل إقليم الصحراء الغربية غير شرعي من جهة، ومما يهز كذلك من مصداقيتها اذا تعلق الأمر بمراقبة حقوق الانسان في الإقليم. كيف يكون للمجلس الوطني (الملكي سابقا) أن يضمن حرية التعبير للشعب الصحراوي الذي ينادي بحقه في تقرير المصير؟

_ الفقرة 72 فقرة جديدة لم ترد في تقرير السنة الماضية، تؤكد أن العديد من مصادر القلق الخاصة بحقوق الانسان بالنسبة للاجئين الصحراويين سببها عدم تطبيق الحق في تقرير المصير، إضافة الى عدم استفادة اللاجئين من ثروات اقليمهم. تمثل هذه الفقرة رجوعا لخلاصات تقرير البعثة التقنية للمفوضية السامية لحقوق الانسان لسنة 2006، الذي بقي طي الادراج ولم يتم نشره بل تسريبه. نعتقد أن هذه الخلاصات وردت كذلك في تقارير البعثات التقنية اللاحقة التي لم يتم نشرها أو تسريب محتوياتها.

_ الفقرة 78 من التقرير وفقرات أخرى تتكلم عن ضرورة استئناف المفاوضات بدون شروط مسبقة. جيد. نرجع الى الفقرة 11 أين يستعرض التقرير 4 شروط مسبقة يمليها المغرب للعودة الى طاولة المفاوضات. نعيب على التقرير أنه يعترف بصريح العبارة أن الطرف المعرقل هو المغرب، في حين لا توجد أي ادانة أو تحميل مسؤولية للمغرب على هذه العرقلة. ولا توجد أي اشادة بجبهة البولبساريو لتعاونها البناء في هذا المجال.

_ الفقرة 80 تثني على قبول البوليساريو بإرسال البعثة التقنية المتعلقة بوقف اطلاق النار في الكركرات و”تشجع” المغرب فقط على قبولها. مرة أخرى، لم يتجرأ التقرير على تحميل المغررب وزر عدم قبوله بالتزام تضمنته لائحة مجلس الأمن للسنة الماضية (ولو أنه كان بلغة مرنة).

_ الفقرة 84 التي وردت كذلك في تقرير السنة الماضية: وكأن الأمين العام يستنجد بمجلس الأمن لتمكين المينورسو من ممارسة وتطبيق كامل المعايير المتعلقة بعمل وولايات بعثات حفظ السلام، أي بما في ذلك، دون ذكرها بالاسم، مراقبة حقوق الانسان والتقرير عنها. يبدو أن الأمين العام يستبق الضغوط المغربية الفرنسية في هذا المجال، ولو أننا نرى أن وزنه وولايته تسمحان له بمواجهة أي ضغط من أي نوع كان كما قام بذبلك سلفه بان كي مون.

_ الفقرة 88 تتحدث عن ضرورة إيجاد الية مستقلة لمراقبة حقوق الانسان والتقرير عنها (دون ان توضح اذا كان الامر يتعلق بالمينورسو او شيء اخر).

نشكر الأمين العام على الالتفاتة الطيبة، لكن حبذا لو كانت أكثر صرامة وأكثر الحاحا.

في الأخير، حسب رأيي البسيط، تضمن التقرير بعض النقاط الإيجابية التي يجب تثمينها. بطبيعة الحال، اللغة الدبلوماسية لا تمكن صاحبها من قول الحقائق بصفة مباشرة واتخاذ مواقف صلبة. من جهة أخرى، لم يرسم التقرير معالم واضحة لما يصطلح عليه بالديناميكية والروح الجديدة المنبثقة عن مجلس الأمن لاستئناف المفاوضات، أو بالأحرى لم يفصح عن التوجهات العامة للمبعوث الشخصي الجديد في هذا المجال.

مواضيع من نفس الفئة

تأسيس فيدرالية إعلامية دولية للتضامن مع القضية الصحراوية

4 ماي / أيار 2024

الرئيس إبراهيم غالي: الشعب الصحراوي سيواصل الكفاح حتى نيل الاستقلال واستكمال السيادة

4 ماي / أيار 2024

الجيش الموريتاني يجري مناورات على الحدود مع مالي

4 ماي / أيار 2024

آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بصفقة تبادل فورية وإسقاط حكومة نتنياهو

4 ماي / أيار 2024