أديس أبابا (إثيوبيا)- وصل ملك المغرب، محمد السادس، في زيارة هامشية إلى اثيوبيا فجر يوم السبت 28 يناير، رغم أن البلد يستضيف حاليا قمة الاتحاد الأفريقي التي ستناقش طلب الرباط الانضمام للاتحاد، وهو ما اعتبره الكثيرون في كواليس القمة، تصرفا “غير لائق”، واستباقا “غير مهذب منه لقرار لم يتخذ بعد من قبل القادة الأفارقة”.

واعتبر عدد من المشاركين في القمة، الذين طرح عليهم موقع الصحراوي اسئلة حول آرائهم حول الطلب المغربي، وتصرفات الساسة المغاربة الأخيرة، خاصة اللقاء العاصف الذي دار بين رئيسة المفوضية، دلاميني زوما، ووزير الخارجية ورئيس المخابرات المغربيين، مزوار والمنصوري، أن الموضوع جد شائك، ولا يمكن البت فيه بالسهولة والبساطة التي يريدها المغرب.

أحد الموظفين في الاتحاد الأفريقي، الذي فضل عدم ذكر اسمه نظرا لالتزاماته العملية، أكد لمراسل الموقع أن “كل التصرفات المغربية، منذ قمة كيغالي، حتى حضور ملك المغرب حاليا لأثيوبيا، كانت تصرفات صادمة بالنسبة لنا جميعا كموظفين وكمتابعين، وتدفعنا للتساؤل هل يعرف المغرب حقا كيف تجري الأمور هنا؟ أم لا يزال يعتقد بأننا مجرد منظمة لقبائل أفريقية متخلفة لا شغل لها إلا الضرب على الدفوف، كما قال المرحوم الحسن الثاني ذات مرة؟”

وأشار نفس المصدر إلى أن المحاولات المغربية في الضغط على القادة الأفارقة، بواسطة “حضور الملك المغربي شخصيا إلى أديس أبابا، عمل غير لائق، وغير مهذب، ويستبق قرار الاتحاد الأفريقي، كما أنه سيضع القادة الأفارقة في مأزق أخلاقي، لأنهم في النهاية سيناقشون الموضوع بحرج”.

من جهته، استغرب دبلوماسي من بلد انغلوفوني من المارسات المغربية معتبرا إياها “إما دليل على الارتجال، أو على قلة النزاهة والعجرفة”.

“المغرب بلد أفريقي، هذا صحيح، لكنه ليس عضوا في منظمتنا، وكان عليه انتظار اتخاذ القادة الأفارقة قرارهم بعد دراسة طلبه بروية، والكف عن إزعاجهم، وتشتيت انتباه الجميع بتصرفاته الخالية من كل حس سياسي أو دبلوماسي”.

واعتبر الدبلوماسي أن صدور الرأي القانوني عن مكتب مستشار الاتحاد كان في وقته بالضبط لتوضيح العديد من الخلفيات والتداعيات الممكنة للقرارات التي سيتخذها القادة مساء يوم الاثنين بشأن الطلب المغربي.

“في نهاية المطاف، من الممكن جدا أن يوافق القادة الأفارقة على طلب المغرب، ولكن لا أعتقد أن الأمر سيكون بالسهولة التي يتصورها السياسيون المغاربة، فانضمام المغرب للاتحاد معضلة وليس حلا لأي من مشاكل الاتحاد، والقبول بنظام احتلال ضمن أعضاء المنظمة، ليس بالأمر الهين، ويحتاج لتفكير عميق”، يضيف المتحدث.

وجدير بالذكر أن المسؤولين المغاربة، وعلى رأسهم ملك المغرب، يحاولون بشتى الوسائل المكشوفة والخفية، إقناع القادة الأفارقة بتمكين ملك المغرب من حضور أشغال القمة، وهو الامر الذي يعتبر مستحيلا لأن المغرب ليس عضوا في القمة، ولأن الضيوف المقرر حضورهم لجلسة الافتتاح فقط قد حددوا منذ فترة وهم الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس السلطلة الفلسطينية، ونائب رئيس كوبا.

كما أن بعض من ناقشهم موقع الصحراوي في الموضوع من دبلوماسيين، وموظفين في الاتحاد، أكدوا أنه من غير اللائق مناقشة طلب انضمام المغرب بحضور أي ممثل عن الدولة المغربية، لأن ذلك غير أخلاقي وغير مقبول لا شكلا ولا مضمونا ولا قانونا.

“غريب جدا، ماذا يريد المغرب من الأفارقة، أن ينتهكوا القانون التأسيسي، وكل قوانينهم من أجل عيون الرباط؟ هل يعقل أن يفكر جهابذة المغرب بهذه الطريقة؟ أين الحنكة السياسية، ولماذا لا يقومون بالأمور وفق القانون ليبينوا للجميع أنهم مستعدون لاحترام المنظمة وقوانينها. شخصيا، اعتبر ان على المنظمة تأجيل أي بت في القضية إلى وقت لاحق، حتى يهدأ ممثلو المغرب قليلا، وحتى تفكر الدول الأعضاء في الموضوع بروية”، يضيف دبلوماسي أفريقي من دول الشرق الأفريقي.

من جهة أخرى، يقول آخرون أن انضمام المغرب بعد هذا الماراطون من التأديب الذي تعرض له، قد يكون مفيدا، لأنه في النهاية سيمكن المنظمة من الضغط على المغرب لحل النزاع في الصحراء الغربية وفقا للقانون الدولي ولمقررات الاتحاد.

“علينا أن ندرك أن انضمام المغرب سينزع منه العديد من الحجج والادعاءات التي كان يلجأ لها لتعطيل فعالية الاتحاد في حل النزاع”، يقول دبلوماسي من دولة صديقة للمغرب فضل عدم ذكر اسمها.

“صحيح أن بلدي يدعم المغرب، ولكن هذا لا يعني أننا مقتنعون بالمواقف والتصرفات المغربية، بل أننا نقع دائما في الحرج بسببها. ولكن، نعتقد أيضا أن دخول المغرب المنظمة قد يساهم في حل النزاع، لأن الرباط ستُلزم بمبادئ وقوانين الاتحاد، ولن تستطيع الآن رفض تدخل المنظمة في الامر، لأن النزاع سيكون بين بلدين عضوين في المنظمة، وسيحق للجمهورية الصحراوية طلب تدخل المنظمة في حل النزاع”، يضيف نفس الدبلوماسي.

وتصر وسائل الإعلام المغربية على نشر العديد من المغالطات في تغطيتها لما يجري حاليا في أديس ابابا، حيث ادعت منذ البداية أن الوفد المغربي يشارك في القمة، كما أنها تدعي ان ملك المغرب يشارك فيها، وهو ما لم نقف عليه بتاتا كمتابعين لمجريات أشغال القمة التي انطلقت منذ يوم 22 يناير في غياب تام لأي حضور مغربي لا على مستوى السفراء ولا وزراء الخارجية. الحضور الوحيد هو لبعض وسائل الإعلام المغربية التي تغطي القمة مثلها مثل وسائل الاعلام الأفريقية والاجنبية الأخرى.

ومن المتوقع، أن يناقش رؤساء القارة موضوع طلب المغرب مساء اليوم الاثنين، بعد أن يكونوا قد انتخبوا القيادة الجديدة للمفوضية، وهو الموضوع الثاني الذي يعتبر شائكا، بسبب عدم توفر أي من المرشحين الخمسة على القدرة الواضحة لحسم الانتخابات.

مواضيع من نفس الفئة

جبهة البوليساريو تحمل مجلس الأمن مسؤولية الفشل وتؤكد تمسكها بحق الشعب الصحراوي ...

26 أبريل / نيسان 2024

الجزائر وكندا تعبران عن تقارب وجهات النظر حيال القضيتين الصحراوية والفلسطينية

26 أبريل / نيسان 2024

إختتام أشغال الندوة الدولية للإقتصاد الرقمي بنيروبي بمشاركة صحراوية مميزة

26 أبريل / نيسان 2024

منظمة العفو الدولية تؤكد إستمرار الاحتلال المغربي في قمع الحريات والتعذيب في ...

26 أبريل / نيسان 2024