حمزة لكحل، شاعر صحراوي: “غسيل المخ الذي يقوم به المغرب حطم المغاربة”

منبر الخبر والتحليل

حمزة لكحل، شاعر صحراوي: “غسيل المخ الذي يقوم به المغرب حطم المغاربة”

7 نوفمبر / تشرين الثاني 2015 - آخر تحديث 7 نوفمبر 2015 / 11:58

التعليقات 0

حمزة لكحل، شاعر صحراوي: “غسيل المخ الذي يقوم به المغرب حطم المغاربة”

@ صورة من الأرشيف

بمناسبة الذكرى الأربعين لاحتلال المغرب للصحراء الغربية من قبل المغرب اخترنا إعطاء الكلمة لمواطن صحراوي من المناطق المحتلة؛ حمزة لكحل، شاعر قضى بضعة أسابيع مع عائلاته في مخيمات اللاجئين الصحراويين قرب تيندوف؛ في هذا الحوار يدين ممارسات السلطات الاستعمارية وتواطؤ بعض القوى العظمى؛ ويعتبر حمزة لكحل، أن المواطنين المغاربة هم أنفسهم ضحايا للمخزن.

أجرى الحوار الصحفي، طارق حفيظ.

ـ موقع آمباكت 24: لقد قضيت أياما في مخيمات اللاجئين الصحراويين لأول مرة في حياتك؛ كيف وجدت معنويات أفراد عائلتك ومواطنيك الذي يعيشون في لحمادة؟

ـ حمزة لكحل: لقد كانت لدي فكرة عن الحياة في مخيمات العزة والكرامة، ولكن عندما زرتها لاحظت ظروف الحياة الصعبة التي يواجهها آلاف اللاجئين الصحراويين.

لاحظت بالخصوص قوة إرادتهم وتصميمهم على الدفاع عن قضيتنا جميعا؛ فجميعهم مصممون على الكفاح من أجل تحرير أراضينا، وعلي أن أقول في المقابل أنني أحس خيبة أمل حقيقية إزاء غياب الإرادة لدى الأمم المتحدة في إيجاد حل لقضية الصحراء الغربية.

هذا الوضع هو ما يدفع الصحراويين إلى التشكيك في إمكانية حلها سمليا، لهذا تطرح إمكانية العودة للكفاح المسلح بشدة.

ـ موقع آمباكت 24: هل قصائدك معروفة في المخيمات؟

ـ حمزة لكحل: فعلا، التقيت عدة صحراويين أكدوا لي أنهم قد استمعوا إلى بعض قصائدي المنشورة على اليوتيوب؛ آخرون قرأوا مجموعتي الشعرية التي نشرت سنة 2013 من قبل دار النشر لارماتان ـ راصد؛ وبالمناسبة، فقد استغلينا تواجدي هناك في المخيمات للاحتفال بنشر هذه المجموعة الشعرية، وأعتقد أن الصحراويين يهتمون بقصائدي لأنها تتوجه معا لأولئك المتواجدين في المناطق المحتلة وللمقيمين بمخيمات اللاجئين الصحراويين وأولئك المقيمين في الشتات.

ـ موقع آمباكت 24: يعيش الصحراويون في المناطق المحتلة وضعا فريدا من نوعه تقريبا في بداية هذا القرن الواحد والعشرين؛ هل تعتقد بإمكانية العيش “بشكل طبيعي” تحت سيطرة نظام استعماري؟

ـ حمزة لكحل: منذ سنوات عديدة استنتج الصحراويون في المناطق المحتلة باستحالة استقلال البلد بالطرق السلمية؛ فنحن ضحايا انتهاكات يومية مرتكبة من قبل النظام المغربي؛ وكل هذا يجري بتواطؤ من الأمم المتحدة وقوى غربية.

فالمخزن يتصرف دون حسيب ولا رقيب لأنه يتمتع بدعم بعض هذه القوى؛ وهو ما يمكنه من انتهاك حقوق شعبنا، وهويتنا وثقافتنا دون مواربة، لهذا وصل الصحراويون إلى استنتاج أن القوة وحدها كفيلة بمساعدتنا على استرجاع كرامتنا.

هذا الإحساس/الاستنتاج المشروع مشترك لدى الصحراويين في المناطق المحتلة كما في المخيمات.

ـ موقع آمباكت 24: أنت على تماس يومي مع مواطنين مغاربة، ما هو رأيهم بخصوص التزامك بقضية الصحراء الغربية؟

ـ حمزة لكحل: أستطيع القول أن مناقشة هذه القضية مع المثقفين منهم ممكنة؛ وعلى العموم يحترموننا ويحترمون مواقفنا، على الأقل لا يقولون “نحن ملائكة وأنتم شياطين”؛ لكن ينبغي القول بأن سياسة التضليل الإعلامي المتبعة من قبل السلطات الاستعمارية على امتداد عقود قد أثرت على غالبية المغاربة، فهم لا يقومون بأي جُهد لمواجهة الحقائق؛ لقد دمر غسيل الدماغ الذي قام به المخزن المغاربة.

هناك أيضا فئة أخرى من المغاربة، وأساسا من اليسار، المساندين لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير؛ ويتعلق الأمر مثلا بالمناضلين والمتعاطفين من حزب النهج الديمقراطي.

ـ موقع آمباكت 24: أنت الآن تبلغ من العمر 31 سنة وقد شرعت للتو تعليمك الجامعي في أغادير، لماذا هذا التأخير؟

ـ حمزة لكحل: لقد اندلعت انتفاضة سنة 1999 في العيون، وقمعتها القوات الاستعمارية بقوة، حيث نتج عن ذلك عدد كبير من القتلى والجرحى؛ وقتها كنت أدرس في الثانوية، في السنة الثانية، وقد شاركت في هذه الأحداث؛ بعدها، أطلقنا، مع مجموعة من الأصدقاء حركة مطلبية من أجل بناء مراكز ثقافية في مدن المناطق المحتلة؛ وتنبغي الإشارة هنا إلى أن الثقافة بكل أشكالها مغيبة في الصحراء الغربية لأن لا وجود فيها لمسرح واحد، ولا مكتبات، ولا قاعات سينما، فالصحراء الغربية مجرد سجن كبير ومدنها قواعد عسكرية.

إذا، وضمن هذه الحركة التلاميذية، طرحنا ملفا مطلبيا يدعو لفتح مراكز ثقافية؛ وكان رد السلطات المغربية على هذا المطلب الشرعي عنيفا.

وفي 2002، وبينما كنت في سنتي الثانوية الأخيرة، كنت من بين مجموعة من الشباب الصحراوي الذي طالب الإدارة المغربية بإقامة جامعة في العيون؛ وهنا أيضا، اختارت السلطات الاستعمارية الرد بالقمع؛ فقد دخلت الشرطة بالقوة في ثانويتنا وطاردتنا داخل أقسامنا الدراسية، وقد تم اعتقالي رفقة مجموعة من التلاميذ، وتمثلت أحد الإجراءات التي اتخذت ضدي في منعي من الحق في إجراء امتحان الباكالوريا.

وفي السنة ما قبل الماضية، نجحت أخيرا في التقدم للباكالوريا كمرشح حر، ونجحت فيه؛ ومن ساعتها سجلت نفسي في جامعة أغادير حيث أتابع دراستي الجامعية في الأدب الإنجليزي.

ـ موقع آمباكت 24: وهل قبلت السلطات المغربية فتح جامعة في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية؟

ـ حمزة لكحل: حتى الآن لا؛ فباستثناء فرع من جامعة أغادير يكون التقنيين، ليس هناك أي مركز جامعي في المناطق المحتلة.

ـ موقع آمباكت 24: ألا تخشى التعرض لمضايقات من قبل السلطات الاستعمارية بعد زيارتك لمخيمات اللاجئين؟

ـ حمزة لكحل: كل شيء ممكن، فالقوات الاستعمارية يمكن أن ترتكب أي شيء؛ لكني رغم ذلك لست قلقا، فلو كنت خائفا ما أتيت أصلا.

4 ماي / أيار 2024

ولاية بوجدور (الجمهورية الصحراوية)– تم أمس الجمعة الإعلان عن تأسيس فيدرالية الصحفيين والإعلامين المهتمين والمتضامنين مع القضية الصحراوية، وذلك خلال أشغال الندوة الإعلامية الدولية الأولى للتضامن مع الشعب الصحراوي، التي التأمت أشغالها أمس بولاية بوجدور. وتهدف الفيدرالية، حسب بيان التأسيس، إلى توحيد الجهود الإعلامية لتنوير الرأي العام الدولي حول حقائق وتطورات القضية الصحراوية، والمساهمة في […]

حمزة لكحل، شاعر صحراوي: “غسيل المخ الذي يقوم به المغرب حطم المغاربة”

مواضيع من نفس الفئة

أحدث الإضافات