المغرب الفرنسي: مصنع الارهاب جهويا ودوليا

30 أغسطس / آب 2017 - آخر تحديث 31 أغسطس 2017 / 13:07

   التعليقات 0

ــ بقلم: محمد سالم أحمد لعبيد

الخميس 17 أغسطس 2017 مدينة برشلونة عاصمة مقاطعة كاتالونيا الاسبانية تهتز على وقع اعتداء إرهابي و10 ساعات بعد ذلك عملية مماثلة على بعد 100 كلمتر من برشلونة وبالضبط على شاطئ تاراغونا، في كامبريلس الحصيلة 15 قتيل و130 جريحا من أزيد من 18 جنسية، والمنفذون شباب مغاربة منهم اثنين قاصرين (حسين أبو يعقوب وعمر هيشامي) والبقية بين 18 سنة و34 سنة: يونس أبو يعقوب، إدريس أوكبير، صالح القريب، محمد عالا، محمد حولي شملال، موسى أوكبير، سعيد عالا، محمد هيشامي، يوسف عالا وإمام مسجد حي “ريبول” ببرشلونة عبد الباقي الصاطي.

الجمعة 18 أغسطس 2017، مغربي آخر (هو عبد الرحمن بوعنان 22 سنة) يقتل اثنين ويجرح ثمانية بفنلاندا.

الجمعة 18 أغسطس 2017، إرهابي أو إرهابيين يرجح أنهم مغاربة يقتلون شخصا ويجرحون اثنان  في حادث طعن بمدينة وبيرتال غرب ألمانيا، والمنفذ أو المنفذون لازالوا في حالة فرار.

يوم 19 أغسطس 2017، الإرهاب يواصل طعن أوروبا ويصيب 8 في مدينة سورجوت الروسية، والمتهمون مغاربة حسب صحيفة اليوم نقلا عن المصري اليوم؛ وفى ذات اليوم، أعلن خفر السواحل اليونانى اعتقال شابة بلجيكية من أصول مغربية، عمرها 22 عاما، مطلوبة لدى الشرطة الأوروبية (يوروبول) بتهمة التطرف، لارتباطها بنشاط إرهابى.

الأحد 20 أغسطس 2017، مغربي (هو محمد حمدي 37 سنة) ينحر مغربيا آخر بقارورة بمدينة ساسولو بإقليم مودينا شمالي إيطاليا.

الإثنين 21 أغسطس 2017، عملية دهس أخرى بمدينة مرسيليا جنوب فرنسا تخلف قتيلا وجريحا، لم يعلن أحد عن جنسية الجاني.

الإثنين 21 أغسطس 2017، السلطات الايطالية تطرد مواطنين مغربيين لعلاقتهما بالارهاب، ليصل عدد المغاربة المطرودين من إيطاليا لعلاقاتهم بالارهاب إلى 55 مغربي و136 منذ يناير 2015 كلهم مغاربة وشباب.

الثلاثاء 22 أغسطس 2017، الحكومة البريطانية تحذر رعاياها من زيارة المملكة المغربية بسبب التهديدات الارهابية.

الأربعاء 24 أغسطس 2017، فرنسا تطرد ثلاثة مغاربة لعلاقتهم بالارهاب.

الإثنين 28 أغسطس 2017، إيطاليا ترحّل مغربيًّا احتفى بالعمليّة الإرهابيّة بمتحف باردو ويرغب في تسميم كامل مياه روما ويهدد بنسف الفاتيكان.

فقط وخلال 10 أيام من شهر أغسطس، 23 قتيلا و141 جريحا في 4 عمليات إرهابية منفذوها 15 شابا مغربيا، إلى جانب طرد 6 مغاربة لعلاقتهم بالارهاب وتحذير بريطاني من سفر البيرطانيين إلى المغرب.

وفي العامين الماضيين تورطت الشبكات المغربية أيضاً في ثلاثة هجمات إرهابية هي الأكبر في مختلف أنحاء أوروبا، من بينها هجوم نوفمبر 2015 في باريس، وهجوم مارس 2016 في بروكسل، والهجوم الفاشل في محطة بروكسل المركزية في مايو 2016.

وبحسب تقرير خاص فإن القارة الأوروبية سجلت في عامين أزيد من 20 هجوماً إرهابياً بما فيها هجوم برشلونة وحصدت هذه الهجمات في مجملها 364 شخصاً إضافة إلى مئات آخرين من الجرحى وعشرات العائلات التي باتت مقطعة الأوصال حزينة لفقد أو إصابة أحد أفرادها، أغلب منفذيها مغاربة أو من أصل مغربي.

كما انفرد المغاربة بالعملية الارهابية الدموية في 11 مارس 2004 التي استهدفت قطار محطة أتوتشا بقلب العاصمة الاسبانية مدريد وخلفت 191 قتيلا و1800 جريحا، وهو الهجوم الارهابي الذي يتعبر الأكبر والأخطر منذ تفجيرات لوكربي سنة 1988.

وتؤكد بعض التقارير الأوروبية الرسمية وأساسا وزارة الداخلية الاسبانية فإنه وخلال 15 سنة الأخيرة 70% من منفذي الاعتداءات الإرهابية في أوروبا هم مغاربة.

أما في مناطق أخرى من العالم فيكفي أن نعرف بأن أزيد من 2500 مغربي حسب إحصائيات الداخلية المغربية من الارهابيين في تنظيم ما يسمى «الدولة الإسلامية» هم مغاربة، كما أن ثلثى الهولنديين والاسبان الذين حاربوا فى صفوف تنظيم الدولة الإرهابى من أصول مغربية، وهو مايطرح السؤال المُلح، لماذا المغاربة بالذات؟ ولماذا الشباب والقاصرين المغاربة؟ وبهذا الأسلوب البسيط والامكانيات البسيطة، السكين والدهس بالسيارات؟ ومادور الدولة المغربية في كل هذا؟

لماذا يوجد اليوم ما بين 250 إلى 350 شابا مغربيا معتقلا في السجون الأوروبية، بتهمة الإرهاب، محتلين بذلك المرتبة الأولى ضمن الجنسيات المعتقلة في هذا الجانب؟

لماذا  يتصدر المغاربة أعداد المطرودين من أوروبا بتهم تتعلق بـ«التطرف والإرهاب»، طوال السنتين الأخيرتين، بعد أن اتجهت العديد من البلدان الأوروبية في الآونة الأخيرة نحو سحب الجنسية ممن يشكلون خطرًا على أمنها القومي؟

فعدد الجالية المغربية في أوروبا، أربعة ملايين، منهم 80% يقطنون كلًا من فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا وألمانيا، وبإسبانيا وصل عدد المهاجرين المغاربة المقيمين بصفة شرعية 900 ألف، وحسب إحصائيات غير دقيقة فإن المغاربة المقيمين بصفة غير شرعية في إسبانيا يصل تقريبا نفس العدد، أي أن العدد الاجمالي سيكون في حدود قرابة مليون ونصف مليون مغربي بإسبانيا مما يجعل المغاربة المقيمين في أوروبا يصلون قرابة 5 ملايين ونصف مليون مغربي، وهو بالضبط عدد الجزائرين المقيمين فقط في فرنسا، مع أن أكبر جالية في أوروبا هي الجالية التركية، لكن لماذا فقط شباب المملكة المغربية هو المتورط الأكبر في العمليات الارهابية؟

ولا يمكن أن نغفل حي مولمبيك في العاصمة بروكسل، الذي يتكرر اسمه بشكل مستمر في القضايا المرتبطة بـ«التطرف والإرهاب»، حيث يعتبر القاعدة الخلفية التي تنطلق منها العمليات المسلحة نحو أوروبا، ومنه جاء عبد الحميد أبا عود، وصلاح عبد السلام، علمًا بأن 40% من سكان هذا الحي من أصول مغربية.

ولماذا  المغاربة، وحسب  تقرير صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في 2015، هم أكثر الشعوب العربية استطلاعا لأخبار التنظيم الإرهابي بنسبة 84 في المائة، سواء عبر وسائل الاتصال أو عبر القنوات الفضائية؟

إن المتتبع للإعلام الرسمي والتصريحات الرسمية المغربية وعمل الادارة المغربية يعرف جيدا بأن الحقل الديني وحسب دستور المغرب محمي ومحصن حسب ما يروج له المخزن في المغرب من قبل الملك، وهو “أمير المؤمنين” وهو “الإمام الأول” في البلاد، وأن الملك يشرف شخصيا على الدروس الحسنية طوال شهر رمضان، والملك يتابع تكوين الأئمة من مالي والنيجر والشنغال وساحل العاج وغيرها ويستثمر من خلال مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، كما أن هناك مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف, ومؤسسة محمد السادس لمحاربة التطرف، ومؤسسة محمد السادس للتربية والتكوين ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية المغربية تقدم تقاريرها سنويا كونها المعنية بالتأطير الروحي الديني للجالية المغربية في الخارج، وتشرف على انتقاء الأئمة بالتفاوض مع الخارجية المغربية وجهاز المخابرات الخارجية والدول الأوروبية بشكل منفرد، وأساسا مساجد إسبانيا وفرنسا وبلجيكا، وأكدت وزارة أحمد توفيق الذي قادها منذ 2002، في تقريرها هذا العام أنها ضمنت تأطير الجالية المغربية دينيا وأنها اعتمدت في ذلك على أسس ثلاثة: التوعية الدينية، إحياء التراث الاسلامي وبعث الثقافة الاسلامية؛ وبعثت ذات الوزارة بعثة علمية من 366 مشفعا وواعظا وواعظة إلى 09 دول حددها في: فرنسا وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا والدنمارك والسويد وهولندا وكندا وألمانيا، على أن الهدف يبقى “تأطير الجالية المغربية وإمدادها بما تحتاج إليه دينيا وروحيا”.

ووزارة الخارجية في عهد مزوار وبعد خطاب الملك الغاضب على القناصلة سنة 2015 قدم تقريرا بأن عمل القناصلة تم تفعيله بشكل جيد وأن الجالية متابعة ومحصية ومؤطرة بالشكل الذي يضمن مصالح المملكة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، التي تعد من أبرز وزارات السيادة في المملكة ويشرف عليها أحمد التوفيق لقرابة 15 سنة متتالية منذ تعيينه من لدن الملك محمد السادس سنة 2002، كشفت، منذ أيام، عن حصيلتها العامة للموسم الماضي، وهمت عدة مجالات، بما فيها التأطير الديني الذي قالت إنه حقق تطورا مهما، على أنه يستند على ثلاثة أسس، هي “التوعية الدينية” و”إحياء التراث الإسلامي” و”بعث الثقافة الإسلامية”، مضيفة أن تلك الإنجازات لا تقتصر على الجوانب الإرشادية والمذهبية والفقهية فحسب، بل تتعدى إلى تنظيم العبادات.

عمال وموظفو ومخبرو وعيون قطاع المنصوري منتشرون في كل مكان، بالمساجد، بالمقاهي، بالأسواق الشعبية، وبكل مكان بأوروبا، ويساعدون الأجهزة الأخرى حسب تقاريرهم وتلقيهم الأجهزة الأخرى بالمعلومات ويفتحون عيونها على المشتبه بهم مغاربة وغير مغاربة، وأكد ذات الجهاز بخصوص التعاطي مع قضايا مواجهة التطرف، أنه ساهم في الجهود المبذولة دوليا من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

ناهيك عن عمل مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج ومجلس الجالية المغربية بالخارج والـمجلس العلمي المغربي لأوروبا، الذي يوجد مقره بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، وكلها أجهزة تابعة لجهاز المنصوري.

ألم يقل المغرب رسميا بأن العملية التي نفذتها قوة مكافحة الإرهاب الفرنسية في سان دوني،كانت نتيجة مباشرة لمعلومات استخبارية نقلها المغرب إلى السلطات الفرنسية، تفيد بتواجد عبد الحميد أباعود، مدبر أحداث باريس. ليتقدم الرئيس الفرنسي بعدها بالشكر علنًا للملك محمد السادس على تعاون بلاده الأمني؟

كم مرة أكد  عبد الحق الخيام مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن طلبات العديد من بلدان أوروبية، كبلجيكا وألمانيا، لتعزيز التعاون الأمني مع المغرب في قضايا «التطرف والإرهاب» تزايدت بكثرة بحكم أنه الأقدر على تتبع مواطنيه؟

وبان العديد من دول الاتحاد الأوروبي بدأت بالاستعانة بأئمة مغاربة، بالتنسيق مع وزارة الشئون الدينية المغربية، لتأطير الشأن الديني لدى الجالية المغاربية، لقطع الطريق أمام أي أفكار مُتشددة؟.

ألم يقل يوم 29 أغسطس2017 أن المغرب يتبادل يوميا المعلومات الاستخباراتية حول الجهاديين مع أوروبا؟ وأن تعاون المغرب مع إسبانيا يبقى تعاونا نموذجيا؟؛ فأين ذهبت هذه المعلومات عن برشلونة ومدريد وباريس وبلجيكا وفينلاندا وإيطاليا وألمانيا؟.

ألم يقل عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، يوم 14 ماي 2017 خلال استضافته ببرنامج “حديث مع الصحافة”، الذي تبثه القناة الثانية المغربية، إن المغرب فكك 170 خلية إرهابية منذ أحداث 2003 الإرهابية، أي بمعدل 13 خلية سنويا؟ مع أن لا أحد يصدق هذه الخلايا التي لم يتعرف أحد إطلاقا على أسماء عناصرها ولم يتابع أحد محاكماتهم ودائما تستعمل نفس الصورة ومن نفس المواقع: فاس، لفنيدق والقنيطرة؟.

الارهاب وحتى قبل ظهور ما يسمى “الدولة الاسلامية”، حمل دائما علامة، مصنوع في المغرب، وارتبط ارتباطا وثيقا بالمخدرات التي يعتبر المغرب أول منتج ومصدر لها في العالم وبعمليات تبييض الأموال التي تمارسها الدولة المغربية؛ فمن لا يذكر أو يعرف المغربية “مليكة العرود” التي تصفها المخابرات الأوروبية وخاصة البلجيكية أنها أخطر امرأة في أوروبا؟

“مليكة العرود”، والملقبة بـ”أم عبيدة” قفز اسمها شهر أغسطس 2016 وطفا على الساحة البلجيكية عندما قرر القضاء البلجيكي سحب الجنسية البلجيكية منها وترحيلها إلى المغرب لارتباطها بالارهاب واعتبارها خطرا يشكل تهديدا مستمرا على الأمن القومي البلجيكي.

“مليكة العرود” الوجه النسائي المغربي البارز في التنظيم الارهابي المسمى “تنظيم الدولة الاسلامية ” والمصنفة من قبل المخابرات العالمية أخطر إرهابية في العالم، وقد اعتقلت أكثر من مرة، وحوكمت سنة 2008 على خلفية تخطيطها لتهريب لاعب كرة القدم التونسي، نزار الطرابلسي، المحكوم بعشر سنوات سجنا بسبب التخطيط لعمليات إرهابية في بلجيكا.

ومن لا يتذكر المغربية “مليكة كروم”، التي ضللت المخابرات الهولندية وأصبحت محل ثقتها، بل وكلفتها بأكثر الملفات حساسية، واختيرت للإيقاع بملك مافيا المخدرات البريطاني “جون سيمون”، وبدل ذلك كانت ترسل تقارير مغلوطة عن تحركاته وتموهه عن أعين المخابرات لتتحول إلى الطلوبة رقم1 من المخابرات الهولندية والشرطة الدولية، لتورطها في أكبر قضايا الاتجار بالمخدرات وتبييض الأموال في العقار بين هولاندا والامارات العربية المتحدة بعدما قامت بتصفية “جون سيمون” في عيد ملاده بمنزله ضواحي “روتردام” وكذا تجارة السلاح الذي يدعم العمل الارهابي لما يسمى “تنظيم الدولة الاسلامية”.

ومن ينسَ  المغربية “فتيحة حساني” المعروفة بـ”فتيحة المجاطي” أم الارهابي “آدم المجاطي”ّ وأرملة القيادي بالتنظيم الارهابي “الدولة الاسلامية” المدعو “كريم المجاطي”.

“فتحية المجاطي” المصنفة ضمن اللائحة السوداء للخارجية الأمريكية كأخطر امرأة، والمطلوبة رقم1، ضمن النساء الأكثر عداء للسياسة الأمريكية واللواتي يشكلن تهديدا مستمرا على الأمن القومي الأمريكي والعالمي حتى بتواجدها حاليا بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وزواجها من أحد القياديين المقربين من البغدادي زعيم تنظيم “داعش”، بعدما غادرت المغرب لذات السبب.

من لا يتذكر  المغربية “أسماء بولحسن” الارهابية التي شاركت في تفجيرات باريس في 13 نوفمبر 2015 وفجرت نفسها يوم 18 نوفمبر 2016 بعد مواجهة نارية شرسة بالمنزل الذي كانت تختبئ به هي والارهابي المغربي الكبير “عبد الحميد أباعود” الرأس المدبر لأحداث باريس الدموية التي راح ضحيتها 130 شخصا وأصيب 350 آخرون وقتل خلال الاشتباك بعد اعتقال شريكه المسؤول الثاني عن هجمات باريس المغربي أيضا صلاح عبد السلام، ببلجيكا في 18 مارس 2016، والمغربي الثالث نجم العشراوي في 23 مارس 2016.

ومع ظهور تنظيم داعش الإرهابي على ساحة الصراع في سوريا والعراق، في أبريل 2013، تصدرت أسماء مغربية، تحمل صفة المقاتلين والقادة الجهاديين، عناوين الصحف العالمية، كظاهرة بلغت درجة تورط مغاربة في التخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية ضربت عدداً من مدن القارة الأوروبية، مرورا بعملية باريس في نونبر من العام 2015، وصولا إلى الهجوم الإرهابي الذي استهدف برشلونة قبل أيام.

وأكد أحدث تقرير أمني غربي وأساسا ذاك الصادر عن مؤسسة “سوفان غروب” للدراسات الاستراتيجية، ومقره في نيويورك حول الأجانب الذين يقاتلون في صفوف تنظيم “داعش”، بأن مغاربة التنظيم الإرهابي أكثر قساوة وشراسة وأكثرهم إقبالا على تنفيذ عمليات انتحارية باسم “الجهاد”؛ مبرزا أن المغاربة يشكلون أزيد من 85 بالمائة من “كتيبة الانتحاريين” أخطر أجنحة ما يسمى تنظيم الدولة، ومنهم من يتولى مناصب ومسؤوليات في التنظيم، بينهم مكلف بمراقبة الحدود ومكلف بالإعلام والتسويق وآخر مسؤول في قطاع المالية.

فبرزت أسماء مغربية صنعت شهرتها بالدم حتى قبل ظهور ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية، مغاربة اختاروا الدمار والتقتيل.

ففي أوروبا وإلى جانب المغربي هناك يوسف الملقب “أبو دجانة” الناطق باسم القاعدة في أوربا والذي خطط لاعتداءات مدريد في أكتوبر 2004. هناك اسم حسن الحسكي، الزعيم السابق في إسبانيا ثم في أوروبا للجماعة الإسلامية المقاتلة.

كما عرف العالم المغربي الملقب بـ”كوكيتو” قاطع الرؤوس أشهر هؤلاء الإرهابيين بعد أن تحول إلى ظاهرة إعلامية، وهو يشهر سيفه في كل مقطع فيديو معلنا توقيع الجريمة.

وفي العراق، برز اسم أبو عبد الله المغربي بمنطقة الأنبار خلال تنفيذه هجوما على ثكنة للجيش العراقي؛ وأوردت التقارير الإعلامية اسم “أبو جابر المغربي” الذي نفذ عملية انتحارية استهدفت الشرطة الاتحادية العراقية في منطقة سامراء؛ و“أبو طلحة المغربي” الذي قضى في تفجير سيارة مفخخة اصطدمت بحواجز للجيش العراقي فوق جسر أبو جليب بمدينة الرمادي، و“أبو بكر المغربي” الذي لقي حتفه خلال هجوم على محطة كهرباء.

وفي سوريا قتل “أبو ذر المغربي” و”عثمان أعمروش” الملقب بـ”الطنجاوي” في اشتباك مع قوات الجيش السوري بالساحل الغربي للاذقية؛ ومن جبهة النصرة، قضى “أبو سندس المغربي” بعد اشتباكات مع الجيش السوري خلال هجوم على بلدة دورين بريف اللاذقية.

هذه المعطيات تؤكد دوما ما قالته جبهة البوليساريو حول صناعة المغرب للإرهاب، وحول إنشاء المغرب للجماعات الارهابية على غرار التنظيم المسمى “التوحيد والجهاد” التي قامت باختطاف ثلاثة أجانب من المخيمات الصحراوية، وهي ذات المعطيات التي تبرر ركض المغرب إلى إلصاق تهم الارهاب بدول أخرى وجهات لا علاقة لها بذلك من أجل التغطية على عمله الخبيث.

تورط الدولة المغربية في الارهاب، لا أحد يستطيع أن ينكره، حتى المغاربة أنفسهم، ويحضرني هنا ماجاء على لسان الباحث المغربي في المعهد الملكي للشؤون الدولية “شاثام هاوس”، محمد مصباح، في تصريح لـ”أصوات مغاربية”، عندما أكد بأن “نحو 70 في المائة من المقاتلين الهولنديين والثلثين تقريبا من المقاتلين الإسبان هم من أصول مغربية”.

ويحضرني أيضا ما قاله إدريس الكنبوري الباحث المتخصص في الجماعات الإسلامية، بأن وجود مغاربة في التنظيمات الإرهابية وتورطهم دائما في أحداث إرهابية هو إدانة للمغرب وللسياسة الدينية المغربية وشهادة تثبت فشل الإصلاح الديني المغربي.

ورغم محاولة نظام المخزن ربط الارهابيين بمدن شمال المغرب، أي بمناطق الريف، لمحاولة توريط إسبانيا وتوريط المجموعات الغاضبة المشاركة في الحراك، فإن المعطيات التي قمدها مرکز مکافحة الإرهاب التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية حول مغاربة “داعش”، بعد تحليل “وثائق سينجار”، وهي قاعدة البيانات لـ”تنظيم القاعدة في العراق” حسب خارطة المدن المغربية، والتي أكدت أن: مدينة الدار البيضاء تغطي 4.5 بالمائة من المغاربة انتحاريي “داعش”، ومدينة فاس (15 بالمائة) وطنجة (12 بالمائة) وتطوان (9.5 بالمائة) لتتوزع النسبة المتبقية بين مدن: بني ملال، سطات، الرباط، الحسيمة، مراكش، تانسيفت، الحوز وسوس ماسة.

فإلى متى يبقى العالم الغربي مُنجرّاً وراء فرنسا متغاضيا عن النظام المغربي؟

النظام المغربي توسعي يحتل الصحراء الغربية ويرفض تطبيق القانون الدولي والشرعية الدولية ويمنع الأمم المتحدة من تطبيق قراراتها لتصفية الاستعمار من الاقليم وتنظيم الاستفتاء، والعالم صامت وكأن لاحدث.

النظام المغربي أول منتج ومصدر للقنب الهندي، والعالم يعترف بأن المخدرات هي مصدر التمويل الرئيسي للإرهاب، والقضاء على الارهاب يتطلب تجفيف منابعه وقطع مصادر دعمه، ولا أحد يتكلم.

النظام المغربي أكبر نظام يُمارس تبييض الأموال بشكل علني ولا أحد يتكلم.

النظام المغربي من أكبر البدان المتاجرة بالبشر والهجرة البشرية وغيرها ولا أحد يقف في وجه فرنسا الحامية.

النظام المغربي مصنع الارهاب العالمي وأيضا لا أحد يستطيع مواجه فرنسا الحامية.

فأين التحالف الدولي لمكافحة الارهاب؟ أين التحالف الدولي لمكافة المخدرات؟ وأين؟ وأين؟.. سؤال في انتظار الجواب.

أحدث الإضافات

أبرز الأخبار

4 ماي / أيار 2024

ولاية بوجدور (الجمهورية الصحراوية)– تم أمس الجمعة الإعلان عن تأسيس فيدرالية الصحفيين والإعلامين المهتمين والمتضامنين مع القضية الصحراوية، وذلك خلال أشغال الندوة الإعلامية الدولية الأولى للتضامن مع الشعب الصحراوي، التي التأمت أشغالها أمس بولاية بوجدور.  وتهدف الفيدرالية، حسب بيان التأسيس، إلى توحيد الجهود الإعلامية لتنوير الرأي العام  الدولي حول حقائق وتطورات القضية الصحراوية، والمساهمة في […]

أخبار الصحراء الغربية

4 ماي / أيار 2024

ولاية بوجدور (الجمهورية الصحراوية)– نظم اتحاد الصحفيين والكتاب والأدباء الصحراويين، أمس الجمعة، بمخيم اللاجئين الصحراويين بوجدور، وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة المصادف لـ 3 مايو من كل عام، وقفة تضامنية مع الإعلاميين الصحراويين القابعين في سجون المحتل المغربي وكل الصحفيين عبر العالم الذين يساندون القضية الصحراوية العادلة. وشارك في هذه الوقفة التضامنية أمام مقر اتحاد […]

أبرز الأخبار

4 ماي / أيار 2024

ولاية الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية)– أكد الرئيس الصحراوي-الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، على أن الشعب الصحراوي سيواصل الكفاح حتى نيل الاستقلال واستكمال السيادة، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الصحراوية (وأص)، أمس الجمعة. جاء ذلك خلال استقباله وفدا إسبانيا من جزر البليار، يضم أعضاء المجموعة البرلمانية للتضامن مع الشعب الصحراوي، مديرة التعاون والهجرة بالحكومة الباليارية، […]

أبرز الأخبار

4 ماي / أيار 2024

نواكشوط (موريتانيا)– بدأ الجيش الموريتاني، اليوم السبت، مناورات تستمر يومين شاركت فيها مختلف تشكيلاته العسكرية على الحدود الشرقية مع مالي، وتأتي بعد التوتر الحاصل في مناطق الحدود المشتركة. وأفاد مصدر عسكري بأن المناورات الأولى من نوعها في هذه المناطق الحدودية يشارك فيها سلاح الجو والمدفعية وقاعدة الطيران المسيّر في مدينة النعمة حاضرة المحافظة الشرقية التي […]

أبرز الأخبار

4 ماي / أيار 2024

تل أبيب (إسرائيل)– تظاهر آلاف الإسرائيليين، اليوم السبت، في نحو 70 موقعا للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة وإجراء انتخابات مبكرة، في حين اتهمت المعارضة الإسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمحاولة إفشال صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس. وقالت مراسلة الجزيرة إن آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدفاع في تل أبيب للمطالبة بصفقة تبادل فورية والإطاحة بحكومة نتنياهو. وذكرت صحيفة “يديعوت […]

أبرز الأخبار

4 ماي / أيار 2024

القاهرة (مصر)– وصل وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومسؤولون قطريون وأميركيون، اليوم السبت، إلى العاصمة المصرية القاهرة للمشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في حين رفضت إسرائيل إرسال وفدها وجددت رفضها إنهاء الحرب على قطاع غزة. ونقلت قناة “القاهرة الإخبارية” عن مصدر أمني مصري قوله إن هناك تقدمًا ملحوظا في المفاوضات، وإن الوفد الأمني المصري وصل […]

أبرز الأخبار

4 ماي / أيار 2024

غزة (فلسطين)– ركزت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة -اليوم السبت- عملياتها العسكرية ضد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي على محور نتساريم وسط قطاع غزة، في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مروحيات شاركت في إجلاء جنود جرحوا في معارك القطاع. وقالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها استهدفت ثكنة عسكرية للاحتلال في […]

أبرز الأخبار

4 ماي / أيار 2024

واشنطن (الولايات المتحدة الأمريكية)– تواصلت الاحتجاجات الرافضة للحرب الإسرائيلية على غزة، اليوم السبت، في العديد من الجامعات الأميركية، وبينما تمسكت إدارات الجامعات بضرورة فض الاعتصامات، اقترح رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون مصادرة تأشيرات الطلاب الأجانب المشاركين في المظاهرات. وفي الشمال الشرقي للولايات المتحدة، أفادت شبكة “إن بي سي” الأميركية بأن جامعة فيرمونت في مدينة برلينغتون ألغت خطابا […]