القضية الفلسطينية ونزاع الشرق الأوسط بين خيار المقاومة وخيار التطبيع

أمحمد البخاري

14 اكتوبر / تشرين الأول 2023 - آخر تحديث 14 أكتوبر 2023 / 20:20

   التعليقات 0

تفاجأ العالم فجر يوم السبت 7 أكتوبر الجاري بالهجوم الكاسح ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي الذى قامت بتنفيذه كتائب القسام التابعة لحركة حماس الفلسطينية.

“طوفان الأقصى” كما تسميه حركة حماس أدهش المراقبين و جميع المتابعين للقضية الفلسطينية والنزاع الشرق الأوسط لاعتبارات سياسية و امنية و ديبلوماسية.

سرية التحضير و دقة التخطيط و سرعة التنفيذ التي أظهرتها المقاومة الفلسطينية نسفت، دفعة واحدة، التفوق الإسرائيلي العلمي و التكنولوجي و أطاحت بالهيبة التي اكتسبتها قوات الدولة العبرية و أجهزتها الأمنية.

ستكون لهذا الحدث البارز انعكاسات عميقة و تبعات كثيرة و استنتاجات متعددة ليس على مستوى القضية الفلسطينية و ما يعرف بأزمة الشرق الأوسط فقط و إنما كذلك  على مستوى العلاقات الدولية وما تعرفه من تغيرات حالية في عالم يتجه نحو تعدد القطبية و احتدام الصراع بين القوى الكبرى واتساع المطالبة بإصلاحات جوهرية لمنظومة الأمم المتحدة وإعادة صياغة للنظام العالمي.

في هذا المقال نقدم احاطة عامة عن القضية الفلسطينية و جذورها التاريخية و لمحة مختصرة عن النزاع العربي-الإسرائيلي نستعرض فيهما سلسلة من الأحداث الكبرى و نتوقف عند فشل منظومة الأمم المتحدة فى الدفاع عن الشرعية الدولية و الأسباب الرئيسية التي تفسر استمرار النزاع. 

1- وعد بلفور

فى رسالة  من وزير خارجية المملكة المتحدة البريطانية آرثر جيمس بلفور 
Arthur James BALFOUR
بتاريخ 2 نوفمبر 1917 موجهة إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد
Lionel Walter ROTHSCHILD
 رئيس الطائفة اليهودية فى بريطانيا يخبره فيها بعزم الحكومة المملكة المتحدة دعم إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين التى كانت وقتها تحت حكم الدولة العثمانية.

مع استعمار بريطانيا لفلسطين بعد توليها ما سمي بالانتداب قامت عام 1920 بتسطير الحدود على أساس وعد بلفور و تم تقسيم الأرض إلى ثلاث مناطق:

أ- دولة عربية بمساحة 11.000 كم مربع أي بنسبة 42.3%.

ب- دولة يهودية بمساحة 15.000كم مربع و بنسبة 57.7%.

ج- القدس وبيت لحم و الأراضي المجاورة تحت وصاية دولية.

بدأت هجرة اليهود إلى فلسطين تحت حماية المليشيات المتطرفة وبعض الوحدات المسلحة و تم ذلك بمؤازرة من المؤتمر اليهودي العالمي و اللجان اليهودية المنتشرة خاصة في أوروبا والولايات المتحدة الامريكية و بحماية من بريطانيا و مباركة من عدد من الدول الأوروبية.

( راجع بعض المقالات بهذا الخصوص في: 

1-Balfour declaration/ history & Impact.
britannica.com>event 

2- origins and evolution of Palestine problem: 1917-1947
un.org> history 2

3-وعد بلفور
aljazeera.net> 2020/11/02

4- بين “بلفور” و “ابراهام” وعد من لا يملك لمن لا يستحق.
ميرفيت صادق ).

2- تقسيم فلسطين من طرف الأمم المتحدة

بقرارها رقم 181 الصادر يوم 29 نوفمبر 1947 ( أي بعد سنتين من قيامها سنة 1945) صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على تقسيم فلسطين بناء على المقترح البريطاني الذي حصل على 33 صوتا ومعارضة 13 وامتناع 10 عن التصويت حيث كانت الأمم المتحدة في ذلك التاريخ تضم 57 عضوا فقط. و من ضمن الدول ال 33 المصوتة لصالح قرار التقسيم نجد، بالإضافة إلى بريطانيا صاحبة المبادرة، كل من الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفياتي وفرنسا وكافة الدول الأوروبية و عارضته الدول العربية و الإسلامية.

3-قيام إسرائيل و الحرب على فلسطين

على مستوى الميدان تم الإعلان الرسمي عن قيام إسرائيل يوم  14 ماي 1948 بعد سلسلة من الهجمات على الأراضي الفلسطينية ومصادرة مناطق هامة و تنفيذ إستراتيجية تعتمد على اقتحام القرى و البلدات و ارتكاب جرائم السطو العنيف و الإغتيالات هنا و هناك لخلق جو من الهلع ارغم آلاف الفلسطينيين العزل على النزوح والهجرة و سميت تلك المرحلة من تاريخ فلسطين بالنكبة.

و كما كانت بريطانيا هي التي قسمت فلسطين بعد أن خططت لذلك وقامت بتنفيذه فإنها كذلك هي التي أنشأت جامعة الدول العربية و وضعت دستورها و هياكلها بالشكل الذى يمنعها من التوصل إلى الإجماع الذي ينص قانونها على أنه شرط ضروري لاتخاذ القرارات.

جامعة الدول العربية هذه لم تتمكن من منع تقسيم فلسطين و لم تستطع جيوشها فى تلك الحقبة الزمنية من مواجهة المليشيات المتطرفة اليهودية بالرغم من صغر تشكيلاتها وضعف تسليحها كما فشلت حديثا فى إلحاق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي.

و فى هذا الإطار يجب التذكير بأنه مع بروز قوى قومية عربية فى النصف الثانى من القرن العشرين بادرت الدول العربية إلى إعلان الحرب ضد إسرائيل عدة مرات لتحرير فلسطين إلا أن تلك المحاولات كلها باءت بالفشل بل استطاعت إسرائيل خلالها أن تضم المزيد من الأراضي العربية ويرجع ذلك إلى حصول الدولة العبرية دائما من عملائها من بين الزعماء العرب  على معلومات دقيقة عن القوات العربية و تسليحها و تفاصيل خططها مثل تزويد الحسن الثاني، ملك المغرب،لإسرائيل بتفاصيل  نقاشات وقرارات القمة العربية سنة 1965 التي حددت الإستراتيجية والخطط العملية التي ستنفذها الجيوش العربية و اعدادها و تسليحها خلال حرب 1967 و سمح للموساد دخول القاعة لوضع آلات التنصت و التسجيل.

4-الحروب العربية- الاسرائيلية

1- حرب 1948:
التي تعرف على الجانب العربي باسم حرب فلسطين، أو “النكبة”، وتطلق عليها إسرائيل “حرب الاستقلال”. وقد نشبت تلك الحرب عقب إعلان قيام إسرائيل في 15 مايو 1948، حيث قامت قوات من خمس دول عربية، هي مصر وسوريا والأردن ولبنان والعراق بدخول “إسرائيل” لمنع قيامها على أرض فلسطين. واستمرت العمليات العسكرية حتى يناير 1949، حين اتضح أن القوات الإسرائيلية قد سيطرت على مسرح العمليات. 

أدت هذه الحرب عمليا إلى تأكيد تقسيم فلسطين، وخروج أكثر من 400 ألف فلسطيني من ديارهم ليتحولوا إلى لاجئين، ليأخذ الصراع العربي–الإسرائيلي هكذا شكله الحالى.

2 – حرب 1956:
التي تعرف دوليا باسم “حرب السويس”، وتسمى عربيا ب” العدوان الثلاثى”.
 كان الرئيس المصري جمال عبد الناصر قد قام بتأميم قناة السويس، إثر رفض البنك الدولي
–بإيعاز أميركي– تقديم قرض لمصر لبناء السد العالي مما أدى إلى قيام كل من فرنسا وإنجلترا بالتنسيق مع إسرائيل، بشن هجوم شامل على مصر بدأ في 29 أكتوبر 1956، بدخول القوات الإسرائيلية إلى سيناء، وهو ما اعتبرته فرنسا وإنجلترا ( وفقا للسيناريو المرسوم مسبقا) ذريعة للتدخل في منطقة القناة.
  انسحاب القوات المصرية من سيناء و الضغوط الدولية و خاصة من طرف الإتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة والأميركية أدت إلى إنهاء المواجهات العسكرية و إنسحاب إسرائيل من سيناء في 6 نوفمبر  عام 1957.

3 – حرب 1967:
تعرف عربيا باسم النكسة، بينما تطلق عليها إسرائيل والكتابات الدولية “حرب الأيام الستة”.
شكلت هذه الحرب كارثة متعددة الأبعاد، لم تمح آثارها كاملة من الذاكرة العربية حتى الآن، حيث تعرضت جيوش ثلاث دول عربية لهزيمة ساحقة على يد القوات الإسرائيلية، ما بين أيام 5 و 10 يونيو 1967، احتلت إسرائيل خلالها شبه جزيرة سيناء المصرية، وهضبة الجولان السورية، والضفة الغربية وقطاع غزة الفلسطينيين، إضافة إلى القدس الشرقية التي كانت القوات الأردنية تسيطر عليها.
لا تزال نتائج تلك الحرب، تمثل العقبة الرئيسية أمام التسوية السلمية للصراع إلى يومنا هذا.

4 – حرب 1973:
وتعرف باسم حرب السادس من أكتوبر (أو العاشر من رمضان) عربيا، بينما تطلق عليها إسرائيل “حرب يوم كيبور” (أو عيد الغفران).
 بادرت القوات المصرية والسورية في إطار خطة عسكرية مشتركة، بشن هجوم مفاجئ تاريخي ضد القوات الإسرائيلية في سيناء والجولان، تحطمت على إثره خطوط الدفاع الأولى الإسرائيلية تماما. 
بينما تمكنت القوات المصرية من تثبيت مواقعها على مسافة 15-20 كلم شرق قناة السويس فإن القوات السورية قد تراجعت إلى خطوط 5 أكتوبر مرة أخرى. ثم تداخلت أوضاع القوات بصورة درامية على الجبهة المصرية أيضا فيما عرف باسم الثغرة، قبل أن يتوقف إطلاق النار يوم 24 أكتوبر، لتبدأ في أعقابه مفاوضات لفض الاشتباك الذي تم فعلياً في بداية عام 1974.

5 – حرب 1982:
وتعرف باسم حرب لبنان، أو غزو لبنان واجتياحه رغم أن بعض المصادر لا تعتبرها “صراعا مسلحا رئيسيا” مثل الصراعات السابقة، إلا أنها كانت واحدة من التطورات الحادة المعقدة في مسار الصراع العربي-الإسرائيلي حيث قامت القوات الإسرائيلية بغزو لبنان لتدمير قواعد منظمة التحرير الفلسطينية، وتقدمت لتحاصر القطاع الإسلامي من بيروت لمدة عشرة أسابيع، قبل أن تنسحب بعد التوصل إلى اتفاق بشأن خروج “القوات الفلسطينية” من لبنان.

 كانت من أهم نتائج هذه الحرب هو قيام إسرائيل بتوسيع “الشريط الحدودي” الذي كانت قد احتلته في جنوب لبنان عام 1978، وارتكاب قوات الكتائب اللبنانية تحت حمايتها –أي القوات الإسرائيلية- مذبحة صبرا وشاتيلا. إلا أن الجيش الإسرائيلي بقيادة أرييل شارون قد تعرض لهزائم عنيفة و تكبد خسائر معتبرة بالرغم من أن هذه الحرب قد أدت إلى احتلال إسرائيل لعاصمة عربية.  

( إطلع على بعض المراجع بهذا الخصوص فى: 1-الحروب العربية-الإسرائيلية aljazeera.net

2-الحروب العربية-الإسرائيلية الأربع و عملية السلام palestine.studies.org

3- الصراع العربي الإسرائيلي – أكاديمية دراسات اللاجئين- refegeeacademy.org> pdf.

4-الحروب العربية-الإسرائيلية ( حرب حزيران 1967 نموذجا) dspace univ-adrar.edu.dx

5-guerre israelo-arabes –
Larousse.fr

6-Conflit israelo-arabe
wikipédia.org

7-Les conflits israelo-arabes
cairn.info>atlas des relations internationales.)

6- الانتفاضة الفلسطينية الأولى :
 بدأت هذه الانتفاضة يوم 8 ديسمبر 1987 و عرفت بانتفاضة الحجارة، لأن الحجارة كانت أداة الهجوم والدفاع التي استخدمها المقاومون ضد عناصر الجيش الإسرائيلي.
 كما عرف الأطفال الصغار من رماة الحجارة ب “أطفال الحجارة”. 
شكلت هذه الانتفاضة نوعا من أنواع الاحتجاج العفوي الشعبي الفلسطيني على الوضع العام المزري بالمخيمات حيث إنتشار البطالة وإهانة الشعور القومي والقمع اليومي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. 
هدأت الانتفاضة الأولى سنة 1991، وتوقفت نهائياً مع توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.

7- الانتفاضة الفلسطينية الثانية :
 اندلعت الانتفاضة الثانية المعروفة بانتفاضة الأقصى بتاريخ 28 سبتمبر 2000 و لم تتوقف فعلياً حتى 8 فبراير 2005 بعد اتفاق الهدنة الذي عقد في قمة شرم الشيخ بين محمود عباس ، الرئيس الفلسطيني المنتخب حديثاً  و رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون. 
تميزت  الانتفاضة الثانية مقارنة بسابقتها بكثرة المواجهات مسلحة وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي الذي تكبد خسائر معتبرة أثناء اجتياحه لمناطق بالضفة الغربية وقطاع غزة منها عملية الدرع الواقي وأمطار الصيف والرصاص المصبوب.

( يمكن الإطلاع على بعض الدراسات و المقالات حول الانتفاضات الفلسطينية المتعاقبة في:

1- انتفاضة فلسطين من ” أطفال الحجارة” إلى ” انتفاضة الأقصى”.
الموسوعة.
aljazeera.net

2- الانتفاضات الفلسطينية الكبرى
palembassy.lb.net

3- الإنتفاضة الفلسطينية… أهداف و تأثيرات
wahdaislamya.org

4- تسلسل للتاريخ الفلسطيني منذ الحرب العالمية الأولى
bbc.com>arabic)

8- إتفاقيات أوسلو

من أهم ما تنص عليه الاتفاقية:

ا-تنبذ منظمة التحرير الفلسطينية الإرهاب والعنف (تمنع المقاومة المسلحة ضد إسرائيل) وتحذف البنود التي تتعلق بها في ميثاقها كالعمل المسلح وتدمير إسرائيل (الرسائل المتبادلة – الخطاب الأول).

ب-تعترف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية على أنها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.(الرسائل المتبادلة – الخطاب الثاني).

ج- تعترف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل (على 78% من أراضي فلسطين – أي كل فلسطين ما عدا الضفة الغربية وغزة).

د- خلال خمس سنوات تنسحب إسرائيل من أراض في الضفة الغربية وقطاع غزة على مراحل أولها أريحا وغزة اللتين بمساحة قدرها 1.5% من أرض فلسطين.

ه- تقر إسرائيل بحق الفلسطينيين في إقامة حكم ذاتي (أصبح يعرف فيما بعد السلطة الوطنية الفلسطينية) على الأراضي التي تنسحب منها في الضفة الغربية وغزة (حكم ذاتي للفلسطينيين وليس دولة مستقلة ذات سيادة).

و تمت تكملة البنود السابقة للاتفاقية بقرارات اتخذت بعد ذلك و منها:

ا- إقامة مجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية.

ب- إنشاء قوة شرطة من أجل حفظ الأمن في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية.

ج- إسرائيل هي المسؤولة عن حفظ أمن منطقة الحكم الذاتي من أي عدوان خارجي (لا يوجد جيش فلسطيني للسلطة الفلسطينية).

د- بعد ثلاثة سنوات تبدأ “مفاوضات الوضع النهائي” تتم خلالها مفاوضات بين الجانبين بهدف التوصل لتسوية دائمة. وتشمل هذه المفاوضات القضايا المتبقية بما فيها:

ه-القدس (من يتحكم بالقدس الشرقية والغربية والأماكن المقدسة وساكنيها…الخ).

و-اللاجئون (حق العودة وحق التعويض..الخ).

ز-المستوطنات في الضفة الغربية والقطاع (هل تفكك أم تبقى أو تزيد زيادة طبيعة ومن يحميها السلطة أم الجيش الإسرائيلي ).

ح- الترتيبات الأمنية (عدد القوات والأسلحة المسموح بها داخل أراض الحكم الذاتي، والتعاون والتنسيق بين شرطة السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي).

( هذه بعض المقالات و التحاليل بخصوص إتفاقيات أوسلو:

1- إتفاقية اوسلو
wikipedia.org

2- وهم اوسلو – مركز كارنيجى للشرق الأوسط 
carnegie-mec.org>diwan

3- اوسلو، نموذج للفشل – دنيال ليفي
orientxxi.info/article 6738

4- إتفاقيات أوسلو ( إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكومة الذاتية الفلسطينية.
Info.wafa.ps>ps

5- اتفاقية استسلام و ارتهان البندقية الفلسطينية – اتفاقية أوسلو
stgcenter.org> item )

9-الانقسام الفلسطيني :
 ما يسميه البعض ” صراع الأخوة” مصطلح يشير إلى نشوء سلطتين سياسيتين وتنفيذيتين في صيف عام 2007م في الضفة الغربية وقطاع غزة. إحداهما تحت سيطرة حركة فتح في الضفة الغربية والأخرى تحت سيطرة حركة حماس في قطاع غزة.

 فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية في مطلع عام 2006، ونشوء أزمة سياسية ارتبطت برفض حركة فتح الانتقال السلمي للسلطة و بخلق العراقيل على المستوى الداخلي و بتأييد من دول إقليمية وقوى خارجية لا ترغب فى ان تمسك حماس  بزمام سلطة الحكم الذاتي بدلا من  حركة فتح التي وقعت على اتفاقية أوسلو.

10- الانقسام الفلسطيني و العربي بين خيار المقاومة وخيار التطبيع : 

تمخضت اتفاقيات أوسلو عن تعميق الخلاف واتساع لهوة الصراع الداخلي على المستويين الفلسطينى الداخلى و على المستوى العربي بشكل عام بين المؤيدين للإعتراف بإسرائيل و الدخول فى سلام دائم معها على أساس مبادئ و تعهدات اوسلو و هم المطبعون و بين من يشترط القيام بتلك الخطوة بعد انسحاب تام لإسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية التي تم احتلالها بعد حرب 1967 و اعتراف الدولة العبرية بحق الشعب الفلسطينى فى تقرير المصير وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية بالإضافة إلى حق العودة و التعويض.

و يعود إنقسام الأنظمة العربية إلى الاختلافات والفوارق الكبيرة المرتبطة بتاريخ حصول كل بلد على استقلاله و الظروف الوطنية و الدولية المحيطة بذلك. 

و من جملة تلك الفوارق و الإختلافات أن بعض الشعوب حصلت على استقلال تام عبر حرب تحرير مثل الجزائر التي قامت بحرب تحريرية من أشهر حروب التحرير في العالم  و بعضها حصل بقرار من القوة المستعمرة من خلال تنصيب شخص من عائلة محلية للمحافظة على مصالحها تتولى حمايته و إستمرار نظام حكمه.

الانقسام على الساحة العربية يعود إذن إلى طبيعة الأنظمة السياسية و إختلاف توجهاتها و خياراتها وطبيعة علاقاتها الخارجية وتحالفاتها الدولية.

و تميزت الفترة التي أعقبت التوقيع على اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل سنة 1978 بانقسام عربي رسمي و قطيعة تامة بين بعض الدول العربية تم خلاله تحويل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس و عرفت فترته قيام ما عرف بجبهة الصمود و التصدي المكونة من الحزائر و ليبيا و سوريا و العراق و اليمن و منظمة التحرير الفلسطينية.

الانقسام على مستوى الأنظمة العربية أثر على الساحة الفلسطينية حيث أصبحت بعض التنظيمات تابعة لبلدان معروفة مما سبب فى تشتيت تنظيمي للمقاومة الفلسطينية و إختلاف في توجهاتها الشيء الذي أثر على القضية و مسارها.

انقسام المقاومة الفلسطينية و تحالفاتها مع قوى اقليمية او دولية متصارعة ضاعف من صعوبة إمكانية نجاح كل المجهودات الرامية إلى وحدة الصف و هو ما يشكل أكبر و أخطر مشكل تعاني منه القضية الفلسطينية أمام الإحتلال الإسرائيلي.

11- تأثير الانقسام الفلسطيني على الصراع العربى- الإسرائيلي و تأثره بالسياسة الدولية و الإقليمية :  

نتج عن هذا الإنقسام الفلسطيني أو صراع الأخوة شبه شلل للمقاومة الفلسطينية التي تبعثرت بين العواصم العربية وكان من نتائج ذلك المزيد من تعنت المحتل الإسرائيلي و ضم المزيد من ألأراضي الفلسطينية و العربية و الاستمرار في بناء المستوطنات و مواصلة حملات التقتيل و تشريد الفلسطينيين فى كل من القطاع و الضفة الغربية و كل ذلك أمام تقاعس المجتمع الدولى عن تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطينى.
 
و تجدر الإشارة إلى تعرض حركة حماس في الضفة الغربية المحتلة، لحرب استئصال مُمنهجة تقودها  إسرائيل بتنسيق مع السلطة الفلسطينية التابعة لحركة فتح، بحيث تشترك هذه الأطراف في مهمة التنسيق الأمني اليومي من أجل اجتثاث الحركة وصوتها وأدوات عملها بالضفة، بدأ ذلك منذ اتفاقية أوسلو 1993 و وصل ذروته بعد الانقسام الفلسطيني.

 تموقع الحركات الفلسطينية انطلاقا من تحالفاتها و ارتباطاتها على الساحة الدولية على المستويين الإقليمي و العالمي أصبح يشكل عائقا رئيسيا أمام أي مجهود سلمي يرمي إلى التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية و للنزاع فى الشرق الأوسط بالإضافة إلى ما تشكله السياسة التوسعية لإسرائيل وحدة أزماتها الداخلية المتعددة الأوجه التي تنسف كل امكانية لمفاوضات جدية بهدف التوصل إلى سلام دائم و عادل.

12- تداعيات تقاعس مجلس الأمن عن تطبيق قرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية و بالنزاع في الشرق الأوسط : 

بات من البديهى و الواضح جدا أن انحياز القوى الغربية لإسرائيل في عدوانها المستمر ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه و نزعتها التوسعية والعنصرية ضد جيرانها يشكلان فشلا كبيرا لمنظومة الأمم المتحدة  و يسهمان في التدهور المستمر للأمن والإستقرار فى المنطقة. ( إستعمال الولايات المتحدة لحق الفيتو 14 مرة لمنع كل القرارات او الاجراءات التي حاول مجلس اتخاذها ضد إسرائيل )

تملص إسرائيل من كل الاتفاقيات والتفاهمات التي أبرمتها مع الفلسطينيين بما فيها اتفاقيات أوسلو، بالرغم من واجحافها وعدم توازنها، و مواصلتها لسياسة الأمر الواقع وعدم اكتراثها لقرارات الأمم المتحدة و مقتضيات الشرعية الدولية و لوائحها ذات الصلة باتوا يشكلون العقبة التي تحول دون السلام و يفسرون الانتفاضات المتعاقبة و المواجهات المتجددة.

لقد أصبح جليا أن إسرائيل لا ترغب فى السلام العادل وإنما تبحث عن الإستسلام. 

النهج الإسرائيلي المؤيد غربيا سحب البساط من تحت أقدام الفلسطينيين المنقسمين على أنفسهم وعلى غيرهم من العرب الذين اختاروا توقيع إتفاقيات لمقايضة الإعتراف بالدولة العبرية و التطبيع معها مقابل تعاون عسكري واستخباراتي.(ما يسمى بإتفاقيات ابراهام بين إسرائيل و كل من الإمارات و البحرين و السودان و المغرب….فى انتظار المزيد)

إن الظلم الذى يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ عقود و تقاعس المجتمع الدولي عن فرض احترام قراراته وقوانينه التي تعترف للشعب الفلسطيني بالحق في تقرير المصير وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس هو الذي يفسر الموجة الجديدة من إستعمال القوة لاسترجاع الحقوق و الدفاع عن النفس.

لقد اتضح جليا أن كل القيود المفروضة على الشعب الفلسطيني لم تثنيه عن مواصلة المقاومة التى تبقى خياره الوحيد و سلاحه الأوحد لأن التطبيع اظهر أنه ليس لا خيارا لممارسة الحقوق المقدسة و لا طريقا لإسترجاع السيادة على الأراضي المغتصبة. 

إن الظلم المزمن و القهر البشع يولدان المقاومة التى، لا بعد، مهما طال الزمن، ان تقبر التطبيع الذي يعني الاستسلام.

أحدث الإضافات

أبرز الأخبار

16 ماي / أيار 2024

كمبالا (أوغندا)– التقى السفير الصحراوي بأوغندا، السالك الصغير، اليوم الخميس، بنائب رئيس البرلمان الأوغندي، توماس طاييبوا، وذلك خلال زيارة مجاملة بهدف اطلاع البرلمان الأوغندي على تطورات القضية الصحراوية.  وسمح اللقاء بالإطلاع عن كثب على تطورات القضية الصحراوية، خاصة في ظل الأوضاع التي عرفت تغيرا كبيرا منذ خرق الاحتلال المغربي لوقف إطلاق النار بعد محاولته الاعتداء […]

أبرز الأخبار

16 ماي / أيار 2024

ولاية الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية)– ثمنت الحكومة الصحراوية قرار المنتدى الدبلوماسي للتضامن مع الشعب الصحراوي، عقد دورته العادية الخامسة في ضيافة الشعب الصحراوي.  جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الإعلام، أوضحت فيه أن وفدا رفيع المستوى يمثل المنتدى الدبلوماسي للتضامن مع الشعب الصحراوي سيكون في ضيافة الشعب الصحراوي وسيشاركه الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ51 لاندلاع الكفاح […]

أبرز الأخبار

16 ماي / أيار 2024

مالابو (غينيا الاستوائية)– تشارك الجمهورية الصحراوية في أشغال الدورة الرابعة للجنة الوزارية الفنية المتخصصة في التجارة والسياحة والصناعة والمعادن، بعد أن تم الانتهاء من الجلسات المخصصة للخبراء الذين عكفوا على دراسة أغلبية الملفات المعروضة عليهم قبل تقديمها إلى الاجتماع الوزراي للبت فيها واعتمادها.  وتنعقد الدورة العادية الرابعة تحت شعار: “تعزيز القدرة التنافسية التجارية لأفريقيا من خلال […]

أبرز الأخبار

16 ماي / أيار 2024

القنيطرة (المغرب)– شرع الأسير المدني الصحراوي ضمن مجموعة “أگديم إزيك” والمتواجد بالسجن المركزي المغربي القنيطرة، عبد الله الوالي لخفاوني، يوم أمس الخميس، في إضراب إنذاري عن الطعام لمدة 48 ساعة، إحتجاجا منه على مصادرة حقه العادل في التطبيب والعلاج. ونقلت رابطة حماية السجناء الصحراويين بسجون الاحتلال المغربي، عن أسرة الأسير المدني الصحراوي المذكور، أن ابنها […]

أبرز الأخبار

16 ماي / أيار 2024

كاراكاس (فنزويلا)– ألقى ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، الدكتور سيدي محمد عمار، أمس الأربعاء، كلمة أمام المشاركين في الحلقة الدراسية الإقليمية لمنطقة البحر الكاريبي التي تنظمها اللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة (لجنة الأربعة والعشرين) التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأت أشغالها يوم الثلاثاء بالعاصمة الفنزويلية […]

طوفان الأقصى

16 ماي / أيار 2024

لاهاي (هولندا)– بدأت محكمة العدل الدولية، اليوم الخميس، بمقرها في لاهاي جلسة تستمر يومين للنظر في طلب قدمته جنوب أفريقيا، لاتخاذ إجراءات إضافية بشأن الهجوم الإسرائيلي على رفح جنوبي قطاع غزة. وقال رئيس محكمة العدل الدولية إن المحكمة خلصت إلى أن الإجراءات الاحترازية لم تعالج التداعيات الناتجة عن ظروف الحرب. وأضاف أن على إسرائيل اتخاذ الإجراءات لضمان وصول المساعدات الإنسانية اللازمة […]

طوفان الأقصى

16 ماي / أيار 2024

غزة (فلسطين)– وجّهت المقاومة الفلسطينية، اليوم الخميس، ضربات جديدة للجيش الإسرائيلي في جباليا شمالي قطاع غزة، إذ هاجمت خطوطه الخلفية وقتلت جنودا وفجّرت آليات، في حين أعلنت إسرائيل أنها سترسل قوات إضافية إلى رفح. ففي أحدث التطورات الميدانية، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن مقاتليها اشتبكوا إلى جانب سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مع […]

أبرز الأخبار

16 ماي / أيار 2024

المنامة (البحرين)– انطلقت أعمال القمة العربية الـ33 في العاصمة البحرينية المنامة اليوم الخميس، في ظل تصاعد الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من 7 أشهر، ودعت البحرين وجامعة الدول العربية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط. جاء ذلك في كلمتين لعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في […]