تحليلات تجيب عن: لماذا أبلغت إيران دولا بالمنطقة قبل هجومها على إسرائيل؟

15 أبريل / نيسان 2024 - آخر تحديث 15 أبريل 2024 / 18:33

   التعليقات 0

صورة من الجزيرة

طهران (إيران)– قال محللون إيرانيون إن طهران أبلغت واشنطن بالهجوم على إسرائيل السبت الماضي حتى لا تشتعل حرب إقليمية في المنطقة، وأنه سيكون منحصرا في الرد على العدوان الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق، ويتناسب معه.

وأضافوا -في مقابلات خاصة مع الجزيرة نت- أن الدعم القوي الذي يقدم لإسرائيل من الغرب ومن دول بالمنطقة يبقيها قوية ومستمرة، ويخدم أجندتها، وأن القانون الدولي يحتم على إيران أن تبلغ الدول التي ستمر منها المسيّرات نحو إسرائيل.

وكانت إيران شنت هجوما على إسرائيل السبت الماضي بإطلاق عشرات المسيرات والصواريخ باتجاه إسرائيل، وذلك ردا على قصف قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق قبل نحو أسبوعين.

وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن إيران قامت بعملية محدودة ناجحة وضربت المواقع التي كانت منطلقا لاستهداف قنصليتها في سوريا. ووجه تحذيرا لإسرائيل بأنها إذا هاجمت المصالح الإيرانية في أي مكان فإن إيران سترد عليه بهجوم مضاد.

من اليمين: منصور حقيقت بور ومحمد صالح صدقيان وحسين رويران (الجزيرة)

الأهداف الإيرانية

وعند سؤال الجزيرة نت عددا من المحللين والخبراء في إيران عن تحقق الأهداف الإيرانية من الهجوم على إسرائيل، لخصها أولا مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان في النقاط التالية:

  • هذه الطريقة التي مارستها القيادة العسكرية الإيرانية حيال إسرائيل كانت مهمة جدا بالنسبة لتاريخ الصراع، وأوجدت قواعد جديدة له، وقضية التفوق العسكري الذي كانت تسوقه إسرائيل منذ أن نشأت حتى الآن سقطت، وإيران استطاعت أن تحقق الكثير من النصر على إسرائيل.
  • ما حدث أعطى رسائل مهمة، سواء للولايات المتحدة أو إسرائيل أو الدول الإقليمية أيضا، مفادها أن إيران قوة لا يمكن أن يستهان بها، لأن ما حدث مساء السبت الماضي أن سماء المنطقة كانت تعج بالمسيرات والصواريخ، فما تم تحقيقه استطاعت به إيران أن تغير قواعد الاشتباك.
  • ما تم تحقيقه كان مهما جدا بالنسبة لإيران داخليا، لأن هناك مطالبات جماهيرية بتحقيق مثل هذا الإنجاز، وهناك ارتياح كبير لدى كافة الأوساط الإيرانية الشعبية والرسمية والدينية، فكان من المهم بالنسبة لإيران أن تُظهر مثل هذه القوة.
أهداف الرد الايراني ٢ - خاص بمقابلات يمنع من الاستخدام بمواد أخرى
محللون إيرانيون: قضية التفوق العسكري الذي كانت تسوقه إسرائيل منذ أن نشأت حتى الآن سقطت (الجزيرة)

وأيد هذه الأهداف مسؤول اللجنة السياسية في جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني حسين رويران، فقال إن هدف إيران كان واضحا، وهو “إعادة الاعتبار للردع الإيراني، والتعامل بالمثل مع الكيان الصهيوني، وإيجاد قواعد اشتباك جديدة قائمة على عدم المس بأي إيراني في المنطقة بأكملها، لأن ذلك سيدفع إيران للرد مرة أخرى على هذا الكيان”.

واتفق مع الرأيين السابقين العميد المتقاعد في الحرس الثوري الإيراني منصور حقيقت بور، غير أنه قال “إن الرد الأخير لم يكن شديدا، وكان بالإمكان أن يكون أكثر حدة وأكثر إيلاما، لكنه كان فريدا من نوعه لأنه كسر هيبة إسرائيل على الصعيد العسكري”.

كما أنه ذهب أبعد من ذلك عندما قال “إننا حققنا الهدف المرسوم للعملية، ولذلك لا ننوي التصعيد ومواصلة العمليات، لكن ردنا سيكون أكثر عنفا في حال ارتكابها (إسرائيل) خطأ آخر، وحينها لا يمكن لإسرائيل أو أميركا والأطراف الأخرى المتحالفة معهما والمسيطرين على مقدرات العالم أن يحصوا الخسائر الناجمة عن العمليات الإيرانية”.

سياسة عدم التصعيد

وعن محدودية الرد الإيراني، يرى حقيقت بور أن “إيران لا تنوي اليوم زعزعة الأوضاع السياسية والأمنية بمنطقتنا، وكلما تمكنا من معاقبة العدو فإن ذلك سيقربنا من الهدف الأولي”، فقد أعلنا للعالم أننا لا نريد مواصلة العملية إلا في حال ارتكبت إسرائيل خطأ آخر.

وقال رويران إن إيران أرادت فقط الرد على اعتداء طال أرضها، وأنها لا ترغب في إشعال حرب بالمنطقة، و”ضمن هذه الرؤية أبلغت إيران الولايات المتحدة بأن ما ستقوم به هو رد يتناسب مع العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق”.

أما صدقيان فذهب إلى تفاصيل أكثر عندما قال إن الإيرانيين قالوا منذ البداية بشكل واضح إن هذه العملية لم تكن واسعة، وإنها محدودة ولها أهداف محددة، وبالتالي هذا العدد الهائل من المسيرات كان يشغل -من الناحية العسكرية- المضادات الأرضية والطائرات الإسرائيلية والقبة الحديدية وباقي أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، “وبالتالي يبدو لي أن هناك إنجازا كبيرا قد تحقق، وأنا أعتقد أن آثاره ستظهر نتائجه مستقبلا”.

ملف السلطة - تغطية
إسرائيل أعلنت أن المسيرات الإيرانية سقط أغلبها ولم تتسبب في أي خسائر (الجزيرة)

لا خسائر إسرائيليا

الرد الإيراني أثار استغرابا عند المتابعين والمحللين في المنطقة، خاصة مع إعلان إسرائيل عدم وجود أي خسائر نتيجة هذا الهجوم، وأن هذا الكم الكبير من المسيّرات سقط قبل الوصول إليها، لكن المسؤول السابق في الحرس الثوري الإيراني تحدى أن “تسمح إسرائيل للصحفيين والمراسلين المستقلين بتفقد المراكز التي أعلنت إيران أنها استهدفتها، فإذا قبلوا بدخول الصحفيين المستقلين إلى تلك المراكز حينها يمكن القبول بأن مزاعمهم صحيحة، وأنا على ثقة من أنهم لن يسمحوا بذلك”.

أما الباحث السياسي رويران فيرى أن السردية المعلنة هنا مهمة جدا، وإسرائيل تحاول القول إن هذا الهجوم الواسع لم يؤد إلى نتيجة، “في حين أن الهجوم عليها هو في حد ذاته غير مسبوق، وكل المحاولات الإسرائيلية من أجل ثني إيران عن الرد لم تنفع”.

وأضاف “في تصوري، أن هذا الكلام يأتي ضمن التمويه الإعلامي الذي تمارسه إسرائيل، لأن إيران أولا أعلنت أنها لم تستهدف تجمعات إنسانية ولا مواقع اقتصادية، فقط استهدفت مواقع عسكرية، ونحن نعلم أن التصريح في إسرائيل عن إصابة هذه المواقع ممنوع أساسا. والكل يعرف أن مقص الرقيب العسكري يمنع نشر الكثير من المعلومات”.

العدوان على غزة

السياق الذي جاء فيه الهجوم الإيراني على إسرائيل من الصعب إخراجه عن العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من 6 أشهر، لذلك يرى مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية أن الإيرانيين قالوا إن هذه العملية تنحصر في الرد على الهجوم الذي شنته طائرات إسرائيلية على البعثة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق، “لكن بالتأكيد ستكون هناك تداعيات لهذه الضربة تخدم المقاومين وفصائل المقاومة في غزة، وتخدم أيضا الشعب الفلسطيني سواء كان في الضفة أو في القطاع”، حسب قول صدقيان.

أما حسين رويران فاختلف عن الرأي السابق، وقال إن “ظاهر الأمر يقول إن دخول إيران كان تحت مسمى الرد على العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق، لكن محور المقاومة واحد واستبشر خيرا، وقام بإطلاق الكثير من المقذوفات على الكيان الصهيوني، سواء من لبنان أو من العراق أو من اليمن”.

ولكن في الوقت نفسه هذا الحدث “بما أنه كبير وغير مسبوق وواسع جدا، مما اضطر الغرب إلى التعهد بالدفاع الكامل عن إسرائيل، ولمواجهة النيران الإيرانية يجب أن تكون هناك تعبئة غربية؛ فيمكن القول إن إسرائيل وحدها غير قادرة على الدفاع عن نفسها أمام إيران”، ومن أجل ذلك “أعطى الهجوم جرعة أمل للفلسطينيين، واستبشارهم به يعكس ذلك”.

أما عن سير المعركة في غزة فيري حقيقت بور أن الهجوم الإيراني “خفّف بالفعل من الوطأة العسكرية والأعمال القتالية في القطاع، وأظهرت العملية أن الفلسطينيين هناك ليسوا وحدهم”.

وأضاف أنه على الرغم من أن سلوك العالم الإسلامي لم يرتق إلى المستوى المنشود خلال الأشهر الماضية فإن إيران أظهرت قدرتها على أن تؤدي دورا فاعلا في فلسطين، ففي بيت المقدس احتفل الناس بوصول الصواريخ الإيرانية واستقبلوها بسرور ورفعوا أيديهم بالدعاء لتسدد أهدافها بنجاح.

الموقف من دول الجوار

وعن موقف دول المنطقة من الهجوم الإيراني، خاصة أن المسيرات والصواريخ المتجهة نحو إسرائيل ستمر بالمجال الجوي لهذه الدول، قال حسين ريوران “إن إيران أخبرت هذه الدول بسبب الجانب القانوني الذي يفرض عليها ذلك، وهذه الدول أسهمت بشكل أو آخر في الدفاع عن إسرائيل، وهي في تصوري معروفة وتاريخها معروف للجميع، وليست بحاجة إلى ذكر أسماء”.

وأضاف أن إسرائيل قوية ومستمرة بسبب وجود الكثير من الحكومات في المنطقة التي تخدم الأجندة الإسرائيلية، “وهذا يوضح الازدواجية القائمة بين الشعوب الذين يقفون مع فلسطين وكثير من الدول التي تحمي الكيان الصهيوني، ولكن هذه الحالة شاذة وغير مستقرة ولا يمكن أن تستمر إلى الأبد”.

ويذهب العميد المتقاعد في الحرس الثوري حقيقت بور أبعد من الرأي السابق ويرى أن الدول التي تتحرك في الملعب الإسرائيلي، وتحولت إلى باحات خلفية لإسرائيل، وتعمل خادمة لديها في أوقات الشدة والأيام العسيرة؛ فلا شك أنها ستكون مضطرة لدفع الضريبة مستقبلا، ولن تُمحى أعمالها وأفعالها من ذاكرتنا وذاكرة شعوب العالم”.

لكن صالح صدقيان لا يتفق مع الرأيين السابقين، ويرى أن إيران لم تتحدث عن ذلك، لكنها حذرت من استخدام أجواء الدول العربية أو الدول المجاورة -سواء كانت عربية أو غير عربية- من أجل الاعتداء على إيران.

المصدر: الجزيرة

أحدث الإضافات

أبرز الأخبار

15 ماي / أيار 2024

بانجول (غامبيا)– رافعت اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الانسان، اليوم الأربعاء، أمام اللجنة الأفريقية لحقوق الانسان والشعوب في دورتها الـ79 المنعقدة ببانجول بغامبيا، أين تطرق رئيس اللجنة، أبا الحيسن، عن حالة المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية الرهيبة، حيث يتعرضون لممارسات حاطة من الكرامة الانسانية من طرف سلطات الاحتلال المغربي. وأكدت اللجنة الصحراوية إن حالة حقوق الإنسان […]

أبرز الأخبار

15 ماي / أيار 2024

الجزائر– دعا رئيس مجلس الأمة الجزائري، صالح قوجيل، في كلمة له في افتتاح الجمعية الـ18 لبرلمان البحر الأبيض المتوسط بمدينة براغا البرتغالية، إلى إرساء “شراكة توازن” بين ضفتي المتوسط، موكدا على أن تكريس السلم والأمن الدوليين لا يستقيم دون حل القضيتين الفلسطينية والصحراوية، حسب ما أورده اليوم الاربعاء بيان للمجلس. وفي كلمة خلال الجمعية الـ8 […]

أبرز الأخبار

15 ماي / أيار 2024

برلين (ألمانيا)– قال بروفيسور القانون العام بجامعة بريمن الألمانية، الدكتور مانفريد هينز، أن رئاسة المغرب لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أشبه ما تكون بمن “يؤمن ذئبا على رعي أغنامه”، مبرزا أن المغرب يبقى البلد الإفريقي الوحيد الذي لم يوقع بعد على الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب. جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة “فيزا كورييه” […]

أخبار الصحراء الغربية

15 ماي / أيار 2024

ولاية العيون (الجمهورية الصحراوية)– إنطلقت اليوم الأربعاء بولاية العيون مباريات بين فرق النواحي العسكرية، وذلك بمناسبة الإحتفال بالذكرى الـ51 لتأسيس جبهة البوليساريو، واليوم الوطني للجيش.  وحضر انطلاق الدوري كل من الوزير المنتدب للشؤون الدينية سيد أحمد أعليات، والي ولاية العيون الغوث ماموني، المدير المركزي للمحافظة السياسية للجيش محمد أوليدة، والمدير المركزي للرياضة بوزارة الشباب والرياضة.  […]

أبرز الأخبار

15 ماي / أيار 2024

الجزائر– أكد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الصحراوي، إبراهيم محمد محمود، أن بناء مغرب الشعوب يشكل خيارا ضروريا للتعاون والتكامل لشعوب المنطقة، وخيارا نحو مستقبل أفضل.  جاء ذلك في محاضرة قدمها خلال اليوم الدراسي الذي نظمه المركز بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية الشامل الجزائري، أوضح فيها أن إقامة تكتل جامع لدول منطقة المغرب العربي يظل خيارا ضرورَيا لكونه […]

أبرز الأخبار

15 ماي / أيار 2024

كاراكاس (فنزويلا)– انطلقت يوم أمس الثلاثاء بالعاصمة الفنزويلية كاراكاس أشغال الحلقة الدراسية الإقليمية لمنطقة الكاريبي التي تنظمها اللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة (لجنة الأربعة والعشرين) التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في إطار العقد الدولي الرابع للقضاء على الاستعمار (2021-2030).  وستنظر اللجنة الخاصة في استنتاجات الحلقة الدراسية وتوصياتها في دورتها […]

أبرز الأخبار

15 ماي / أيار 2024

لندن (المملكة المتحدة)– أيدت مجموعة من البرلمانيين  البريطانيين يمثلون عدة أحزاب بالمملكة المتحدة، أمثال باتريك كريدي وجيري كوربين الصديق الوفي للشعب الصحراوي والمعروف على مستوى دولته والعالم بدفاعه عن القضايا العادلة وحقوق الإنسان والعمال، ايدو حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير ودفاعه المشروع عن قضيته العادلة اثناء نقاش حول القضية الوطنية في […]

أبرز الأخبار

15 ماي / أيار 2024

دبلن (إيرلندا)– أكد نواب من البرلمان الايرلندي دعمهم الكامل للقضية الصحراوية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وذلك خلال اجتماع جمعهم، أمس الثلاثاء، بمقر البرلمان بممثل جبهة البوليساريو بإيرلندا، نفعي الرايس. وخلال اللقاء، أجمع النواب الذين ينتمون لحزب “فينا فيل” المشكل الرئيسي للائتلاف الحاكم وحزب الخضر المشارك في الحكومة وحزب “الشين فين” المعارض، بالإضافة إلى […]