لمحات مشرقة عن جيش التحرير الشعبي الصحراوي

1 يونيو / حزيران 2016 - آخر تحديث 1 يونيو 2016 / 09:10

   التعليقات 0

ــ بقلم: غيثي النح

ــ تنويه: الموضوع تم إنجازه السنة الماضية (2015) وفي هذا التاريخ بالضبط (مايو)، تحت عنوان “إثنان وأربعون سنة على اندلاع الكفاح المسلح.. ذلك المقاتل هل أنصفناه؟” ويعاود كاتبه (غيثي النح) نشره بعد إضافات وتنقيح.

…………………….

إن المتتبع لتاريخ جيش التحرير الشعبي الصحراوي منذ سنة 1973 لابد من ان يتوقف عند نشأته وتطوره من حيث التنظيم والتكوين، التعداد والعتاد والقيادة والسيطرة، حيث  كيف آداؤه مع كل ظرف وما يتطلبه. ولاشك انه مر بمراحل متعددة تأرجحت في فتراتها الا أنه قد نجح في خوض معركة التحرير رغم تباين تعداده وعتاده مقارنة مع الجيوش التي خاضت حروبا ضده. وكل مقاتل في هذا الجيش هو بحد ذاته صفحة تاريخية تستحق الدراسة والتمعن!.

ويحفل تاريخ الجيش الصحراوي بإنجازات وبطولات من الصعب إستيعابها، فهناك أشياء قام بها تحاكي الخيال، فلا الجغرافيا ولا الحساب و لا المنطق قادرون عن إعطاء تفسيرات مقنعة لكثير من الاشياء التي حصلت في الحرب وذلك بتحطيم كثير من الارقام القياسية، والتي على المؤرخين والباحثين محاولة فك خباياها.

ومهما بلغ اي مهتم لا يمكن له ان يفي الجيش الصحراوي حقه، إذ هو الذي حقق به كل الصحراويين إنجازات لاحصر لها، أهمها على الاطلاق وجود كيان صحراوي. و هو الحاضن الحقيقي للنقلة النوعية التي حقق الشعب الصحراوي، وهو الذي وقف بتعداد وعتاد متواضع جدا في وجه كل محاولات إبادة الشعب الصحراوي، كما انه الوعاء الضامن لاستمرار كفاح الشعب الصحراوي حتي نيل إستقلاله.

يحصل هذا في ظل غفلة لا يعرف مردّها، فلا وسائل الاعلام الوطنية و لا الاعلام المستقل تذكّر بملاحم وبطولات هذا الجيش، وتمر ذكريات معارك الوركزيز ولبيرات و الگلته والسمارة والخلوة ولنكاب وطاطا واغا والمحبس وتشلة وام أدكن وغيرها بدون حتى تنويه أو إشارة.

و في الحقيقة، لا أعتبر نفسي مختصا و لا باحثا في تاريخ الجيش الصحراوي، فهذا المجهود لا هو ببحث و لا بدراسة وقد لا اقدم جديدا، بقدرما أردت إبراز بعض الحقائق ولفت إنتباه الشباب والمهتمين والباحثين وحتى المقاتلين انفسهم الى أهمية البحوث في تاريخ الجيش الصحراوي وإعطائه الاهمية التي تليق به. وعليه سأسيق المعلومات التاليه علي شكل نقاط لعل تفيد.

  • لم يكونوا سوى 17 صحراويا مجاهدا ومتطوعا لم يكن من بينهم حتى ضابط صف، هم نواة جيش التحرير الشعبي الصحراوي،
  • أول “عتاد” للجيش الصحراوي كان عبارة عن ثماني بنادق قديمة، إثنتان منهم غير صالحة للاستعمال وخمسة جمال وقليل من الذخيرة، حسب مصادر شبه رسمية.
  • فقط بعد عشرة أيام من إعلان الثورة، تم القيام بأول عملية عسكرية ضد التواجد الاسباني، وكان ذلك يوم 20 ماي من خلال مهاجمة مركز للقوات الاسبانية بخنكة آفرا.
  • كانت تلك العملية صدفة، بحيث انها وقعت عندما تم أسر الشهيد الولي مصطفى ورفيقه من طرف حراسة إسبانية علي نقطة المياه المذكورة ووقعت العملية لتحريرهم.
  • كما أن العملية لم تطلق فيها إلا طلقة واحدة،. ولم تكن تلك الطلقة قاتلة لاحد.
  • خاضة المقاتلين الصحراويين معارك في مواجهة الاستعمار الاسباني قبل الغزو المغربي في مواقع كثيرة مثل اجديرية،اكجيجمات، بئر معط الله، التفاريتي…
  • أول شهيد من جيش التحرير الشعبي الصحراوي في الحرب مع اسبانيا كان الشهيد البشير لحلاوي والذي استشهد يوم 8/3/ 1974 بمعركة حاسي معطلا.
  • كان حينذلك الشهيد الولي مصطفى السيد مؤسس جبهة البوليساريو وزعيمها، لم يبلغ من العمر أثناء تفجير الثورة إلا 23 سنة وهو بذلك أصغر سنا من كل القادة التاريخيين لثورات التحرير أيام تفجيرهم لثوراتهم، فمثلا هو أصغر سنا من كل من Amilcar Cabral(32) ,Agosthino Neto (32), Fidel castro (30), Eduard Mondlane(42), Kwame Nkrumah(41), Che Guevara (30).  وكلهم إما دكاترة، أو مهندسين أو محامين.
  • إستشهد الولي مصطفى السيد يوم 09 يونيو 1976، ولم يكن ذلك في خندق ولا مخبأ، بل كان مترجلا كالفارس يقاتل مع قواته جنبا الى جنب بعد ان بعث برسالتين الى المخطار ولد داداه، فالاولى طلب منه العون، والاخيرة عنونها “إتق الله يا مخطار”. نعم إستشهد الرجل كما وعد، ورغم ذلك مازال هناك من يتطاول عليه، فلم يكفي بعض الاقلام … حين كتبت بخط عريض على صورة جثة الشهيد “انه تمت مصادرة مواد … كانت بحوزته “، وبقدر ما هو إفتراء وزور في حق الشهيد، هو تنكيل وعمل مشين على اراوح موتى المسلمين، ضاربين بذلك تعاليم الدين الاسلامي الحنيف. ناهيك عن ألاهانة التي يتعرض لها الشعب الصحراوي من تكرار مواصفات وعبارات لا يليق المقام بذكرها، فالرجل يفترض انه يستحق إحترام كل الشعوب، لآنه ببساطة أعطى اجمل ما يملك من أجل شعبه. إلا أنه و رغم ذلك مازال هناك باحثين “بالمظلة” يتطاولون عليه وعلى رموز هذا الشعب. في تحدي صارخ وتطاول غير مقبول.
  • بعد ستة سنوات من إنشاء النواة الاولى لجيش، اطلق عليه: جيش التحرير الشعبي الصحراوي وهو الاسم الذي لا زال يحمل حتى الان .
  • هذا وبعد سنتين وأربعة اشهر و6 ايام من المقاومة إنسحبت إسبانيا مرغمة، وقبل ان تنسحب هذه وبموجب أتفاقية مدريد المشؤومةبـ 3 اشهر و3 اسابيع و5 أيام دخل الغزو المغربي من الشمال، ولم تمر على هذا الاجتياح إلا 04 سنوات،09 أشهر، أسبوعين و04 أيام حتى تيقن من أن كل توقعاته بإحتلال الصحراء الغربية في أسبوعين لم تكن إلا تمنيات وأحلام، حيث أن الجيش المغربي بدأ بالحفر لنفسه جدار محصن للاختباء وراءه. ومن جانبه قام النظام الداداهي بالزج بنفسه في حرب ضد الاشقاء، ولم تمر عليها هي بدورها إلا 03 سنوات و07 اشهر و18 يوما حتي تيقن الجميع بعدم جداوئية تلك الحرب، حيث أقر قادة موريتانيا الجدد توقيع إتفاقية سلام مع جبهة البوليساريو، وكان أهم بنودها هو “تعلن الجمهورية الإسلامية الموريتانية رسميا انه ليس لديها ولن تكون لها مطالب ترابية او غيرها في الصحراء الغربية“.
  • وفي أقل من 08 سنوات على تكوين تلك النواة من “الجمالة” والتي لم تكن بحوزتها حتى سيارة واحدة، إزداد الالتحاق بالجيش وإزدادت تجربته خبرة وتمرسا، بحيث انه، أصبح يقاتل ويشغل عتاد جد متطور وبمهارة عالية، مثل BMP,CASCABEL,SAM 6 , حيث أنه أبهر العدو والعالم برمته بمافيه حتى الحليف، وبذلك اثبت الشعب الصحراوي انه شعب عظيم لا يعرف المستحيل .
  • يمكن إعتبار الجيش الصحراوي، هو الجيش الوحيد في التاريخ الحديث على الاقل، الذي قاوم ثلاثة جيوش في أن واحد، (إسبانيا، المغرب وموريتانيا) وقد تحالفوا عليه مدعومين بامريكا وفرنسا وإسرائيل والاموال العربية “الفاسدة” ولم يقدروا على هزيمته.
  • وحين كانت بعض الدول الغازية حسب شهادة بعض ضباطها، تشترط ان يتجاوز القائد عمر الـ 45 سنة، حينها كان شاب في مقتبل العمر في صفوف الجيش الصحروي يقود واحدة من أمهات النواحي العسكرية، مزاوجا بين القلم والبندقية ولم يكن يبلغ من العمر سوى الـ21 سنة حين إستشهد، وكان أول قائد ناحية وأول عضو مكتب سياسي يستشهد وهو الذي قال عنه الكاتب الصحراي، السيد حمدي يحظيه: “كسب قلوب كل الذين عرفوه بتواضعه وأدبه الجم وسيطرته على أعصابه وتجرده من ذاتيته. كان ينام هو الأخير ويستيقظ هو الأول، يأكل هو الأخير ويركب في السيارة هو الأخير وفي المؤخرة، إذا تكلم يسكت الجميع، إذا حلل الموقف يبهر، وإذا تبارى الناس في ” لغنى” يبزهم جميعا”
  • في السنوات الـ 08 الاولى لم يكن الجيش الصحراوي يضم ضابطا واحدا خريجا من أكاديمية عسكرية، في حين ان ضباط الجيش المغربي تخرجوا من أحسن ألاكاديميات والمدارس العسكرية في أمريكا وفرنسا.
  • و لا يمكن تجاهل الدور الطلائعي الذي لعبته وتلعبه المرأة الصحراوية في حرب التحرير والبناء المؤسساتي للدولة الصحراوية، وقد كانت المرأة سندا قويا للأب والأخ والزوج والابن الذين حملوا السلاح، فبفضلها يذهب الرجال الى القتال وهم مطمئنون على ذويهم فهي كانت بحق خلفية المقاتل في جبهات القتال. وقد شاركت معه في الحرب وكانت الشهيدة سيدامي المخطار نموذجا في هذا الصدد، حيث عملت كممرضة تعالج المقاتلين والفارين من بطش الغزات، كانت مديرة للصحة العسكرية بالناحية العسكرية الثانية، وتقاتل جنبا الى جنبا مع شقيقها في نفس الناحية حتى نال الشهادة قبلها، وواصلت عملها حتى تمت ترقيتها الى وظيفة مديرة قسم مركزي بمديرية الصحة العسكرية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي قبل ان يتوفاها الأجل. و لاشك انه على دربها كافحت نساء اخريات صحراويات كثر.
  • بدورهم كان هناك أصدقاء اوروبيون آزروا الصحراويين، وهاجروا معهم و إستشهدوا و هم يقاتلون مع اصدقائهم الصحراويين.
  • كان اهم مصدر لاسلحة الجيش الصحراوي هي الغنائم التي كان يستولي عليها، اذ انه خلال بعض المعارك ونتيجة لكثرة السيارات والاليات المغنومة (معركة لنگاب مثلا، سبتمبر 1979) التي غنم الجيش الصحراوي خلالها حوالي 170 آلية مابين سيارة خفيفة ودبابة، استخدم الجيش الصحراوي الاسرى المغاربة لاخلاء بعض الاليات المغربية المغنومة. ولقد اكد لي أحد الاسرى المغاربة وهو ميكانيكي معروف عند الجيش الصحراوي ان أول سيارة يقودها في حياته هو يوم اسره.
  • لقد إستعمل المغرب بشكل مفرط وفظيع كمية هائلة من القنابل العنقودية منها ماهو مضاد للافراد وماهو مضاد للاليات، وفي المقابل هل تعلم ان الجيش الصحراوي لم يستعمل ولا مرة واحدة هذه الاسلحة، بل انه لا يتوفر على مخزون منها.
  • ابدع المقاتل الصحراوي في إستعمال العتاد والسلاح، وأعطى ابعادا جديدة لبعضها، مثل سيارة لاندروفير وناقلات الجند والسلاح الفردي أكلاشنكوف، حيث ان هذه الاسلحة وغيرها كرمها بعض الشعراء الصحراويين بقصائد ردا على دورها في المرافعة عن حقوق الشعب الصحراوي، حيث قال الشاعر بيبوه الحاج وهو يغني علي السيارة المكشوفة لاندروفير، قصيدته المشهورة “مدحيلك و المقصد موجود ….“
  • هل تعلم ان الشعراء والفنانيين والفنانات الصحراويين رافقوا بفنهم بطولات الجيش وتغنوا بامجادهم ونقلوا نتائج تلك الملاحم عبر الاثير الى بقاع العالم، وتناقلها الافواه وتغنى بها الشعب. فهم كذلك كانوا يشحنون المعنويات ويرفعون الهمم. مثلا هناك أغنية مشهورة شارك فيها اربعة شعراء كل ببيت شعري
  • كما قال أحد الكتاب الصحراويين ان “القوات المغربية لم تتراجع عن ارتكاب أبشع الجرائم في حق المدنين الصحراويين: من قصف بالنابالم والفسفور، والدهس بجنازير الدبابات وإحراق الممتلكات ورمي من الطائرات، وحفر مقابر جماعية لدفن الأحياء، وبإيجاز كان الغزو مشروع ابادة شاملة بكل ما تحمل هذه الابادة من معاني القسوة والبشاعة” ورغم ذلك هل تعلم ان الجيش الصحراوي لم يقم ولا مرة واحدة بقنبلة لمدنيين و لا لقصف عشوائي لمدن، كما انه لا توجد منظمة واحدة في العالم تتهم الجيش الصحراوي بإرتكاب مجازر او جرائم ضد البشرية.
  • إبتكر جيش التحرير الشعبي الصحراوي حرب الاستنزاف للتعامل مع الجدار المغربي ولإستنزاف الطاقات البشرية والمادية المتواجدة فيه، حيث كانت الخطة تعتمد بالاساس على المبادرة في إختيار المكان والوقت المناسبين وتحديد النقطة المستهدفة، كما كانت حرب الاستنزاف تتركز على القيام بغارات ونزع الألغام والاسلاك الشائكة ورماية النسق الثاني، أين توجد قطاعات المدفعية المغربية وقصف الردارات وإرباكها، حتى اصبحت هذه الاجهزة المتطورة لا تترجم بدقة نوعية وحجم نشاطات الجيش الصحراوي. ويجمع الكثير من المتتبعين ان حرب الاستنزاف التي شنت ضد سياسة الجدران اثبتت نجاعتها.
  • تعتبر الكثير من تصريحات بعض الضباط ووسائل الاعلام في بعض البلدان بخصوص الحرب في الصحراء الغربية بـ”المشينة” والمغالطة والتي لا تجانب الحقيقة فحسب بل تقوم على تزوير وقائع وأمجاد على حساب الجيش الصحراوي لا أساس لها من الحقيقة. هكذا مثلا، لا للحصر تتكرر كلمة “بطل حرب الصحراء” عند بعض الضباط الاجانب وبعض وسائل الاعلام غير المسؤولة، وصدقوا حين لم يحددوا عن أي الصحاري يتكلمون… ولكن بالمحصّلة عندما تذكر كلمة “بطل”، يفترض وجود “ند” وذلك النّد في هذه الحالة هو النّقيض، اي المقاتل “الصحراوي”. وإن لم يكن وصف كلمة “بطل” لا تنطوي على أي شخص محدّد في الجيش الصحراوي، فذلك يعني ان تعداد ابطاله هو الجيش بكامله! . والحق يقال، تكرر بعض الصحف المغربية مثلا، توصيف الغجدامي، “ببطل حرب الصحراء”، والرجل فعلا قد يكون من بين أشهر الضباط المغاربة في الحرب، ولكنه أشتهر أكثر بدهائه التكتيكي اكثر من أي شيئ آخر، فهو كان يتحاشى كل ما إستطاع أي معركة تصادمية مع الجيش الصحراوي، بحيث انه يتحين فرصة إنسحاب الصحراويين ليقوم بـ “تقليد” مطاردة، وتشهد على ذلك عمليات الگفلات وبوكراع وغيرها، كما أن كتاب les officiers de sa majesté للضابط المغربي السابق محجوب الطبجي يوضح حجم التنسيق بينه والجنرال البناني كي لا يتدخل الاول إلا عندما تغادر القوات الصحراوية بعد هجماتها على الجدار. ويذكر ان أكثر ما أشيع عنه هو إفلاته من القوات الصحراوية عندما كانت تحاصره في منطقة بالقرب من بوجدور، حيث أبدع في الدهاء وإستطاع ان يقوم بإخلاء قواته ليلا لتجنب الهزيمة التي كانت ستمنى بها قواته حال بزوق الفجر. وللأخيرين حديث آخر…
  • قالو زورًا ان من يقاتلهم ليسوا إلا فيتناميين وجزائريين وكوبيون وحتى مرتزقة، أي ان لا وجود لأي صحراوي يقاتل عن أرضه، والحقيقة أنه لايوجد دليل مادي واحد يثبت وجود مثل هذه القوات، لكن في المقابل توجد ادلة قطعية على مشاركة ضباط وقوات أجنبية لقتال الصحراويين في الاستشارة الميدانية وفي غرف العمليات، وحتي التدخل المباشر بالطائيران. أما تاريخ الجيش المغربي في الحروب “الربحية” معروف، بدأّ من دفاعه عن الدكتاتور مبوتو في الزائير وإنتهاء حديثا بـ “عاصفة الحزم” لقتل الشعب اليمني.
  • حاولوا كم من مرة إقحام الجزائر وأن جيشها هو الذي يقاتلهم، وقيل ان الجيش الجزائري تدخل … وكما أسلفت سابقا، نعم تدخل الجيش الجزائري مع الصحراويين، وإن كان ذلك التدخل العسكري محدودا، ولم يكن إلا دفاعا عن نساء واطفال وشيوخ، بعدما تخلى بعض الجيران الاشقاء عن الرفق بهم وحمايتهم من الابادة… وما قصف ام أدريگة والتفاريتي وغيرها بالنابالم والفسفور الابيض إلا شاهد على بشاعة ذلك الغزو. نعم لم يكن ذلك من اجل إحتلال اراضي الغير ولا من أجل إقتراف جرائم ضد شعوب المنطقة. ويبقي الشعب الصحراوي ممتن وفخور بالجزائر العظيمة وتلك حجة على الغير !، وفي المقابل من أراد ان يفتخر بالتعاون مع إسرائيل وفرنسا وأمريكا على إبادة شعب شقيق ومسلم فله ذلك.
  • أما من الناحية الهيكلية فإن الجيش الصحراوي تألفت قواته تاريخيا من صنفين رئيسين من الاصناف الثلاثة المعروفة وهي القوات (البرية والبحرية). ورغم وجود عشرات من الطيارين العسكريين الصحراويين، لم يستعمل قط الجيش الصحراوي سلاح الطيران، سواء تعلق الامر بالطائرات العسكرية التقليدية أو حتى حديثا الطائرات بدون طيار…!
  • ومن ناحية الانتشار الجغرافي والهيكلي يتوزع جيش التحرير الشعبي الصحراوي إلى 7 نواحي عسكرية منها 6 قتالية أمامية والسابعة للإسناد والشؤون الإدارية. ومن حيث الوحدات القتالية للجيش الصحراوي: نواحي عسكرية، اي ما يوازي ألواية أو راجمات كلاسيكية. وفيالق للمشاة الميكانيكية والمحمولة، أفواج مدفعية الميدان والدفاع الجوي، ووحدات مستقلة وإمتدادات عسكرية أخرى.
  • للجيش الصحراوي هيئة أركان عامة ووزارة دفاع تتفرع عنها مديريات مركزية متخصصة طبقا لمهام وضروريات كل مرحلة وماتمليه، ولكل منهما خلفية تاريخية لنشأتها:
  • مديرية الأفراد:

وهو المكتب الذي يقوم بتسيير المصادر البشرية للجيش، ويقوم باكتتاب الأفراد لتوفير حاجات جدول التعداد والمعدات، ورغم شح الامكانيات وظروف الطبيعة إستطاع هذا المكتب ان يؤسس لإدارة تعني بكل الشؤون الاساسية للمقاتل بما فيها الاجتماعية منها.

  • مديرية الحماية:

اي مديرية الامن سابقا، تقوم بإطلاع القيادة على المسائل المتعلقة بالأمن العسكري ومعنويات الأفراد والمشاركة في البحث عن المعلومات الداخلية وأقل ما يمكن القول عنه أن هذا المكتب كان يجابه ما يفوق 10 أجهزة معادية تعمل بإرتباط، حيث ان أجهزة الاستخبارات المغربية الة ضخمة للانتيليجينسيا تنسق مع شركاء غربيين من أجل الحصول عل معلومات عن الجيش الصحراوي.

  • مديرية التوجيه المعنوي، أو المحافظة السياسية سابقا:

رغم ان هذه المديرية على طوال سنوات الحرب كانت تضطلع بمهام توفير السند المعنوي والتحريضي للجيش والعمل على نبذ كل الاشاعات المسمومة من دعاية ومغالطات معادية، إلا ان بعض المتتبعين يرى أن أبرز إنجازاتها في الحرب هو عملها على تدريس وتثقيف كافة افراد الجيش، حيث وفقت في القيام بحملات لمحو الامية في الجيش. كما يشهد لها انها لم تستعمل التوجيه الديني لاقناع الناس بالقتال.

  • مديرية التدريب والعمليات:

تقوم بتكوين وتدريب الأفراد وتنسيق التعاون العسكري مع الدول الأجنبية في مجال التكوين والتدريب، ولقد قامت هذه المديرية بتكوين وإعادة تكوين المقاتل الصحراوي، حيث أنشئت لهذا الغرض مدارس عسكرية لمختلف الاختصاصات.

  • مديرية الإمداد:

يتكفل هذا المكتب بجميع المسائل المتعلقة بالدعم اللوجستي فيما يخص النقل والتموين والتجهيز، وسيحفظ التاريخ الكم الهائل من المجهود الذي بذل هذا الجهاز، حيث انهم أبدعوا في إلاجتهاد ولاول مرة في الحروب الحديثة نموذج “إستغلالية الوحدة”، بحيث انها جربت وطبقت ان كل سيارة او عربة تحمل عليها كل زادها من مؤن وذخائر الخ… وسيحفظ التاريخ ان تقنييها أبدعوا كذلك في إختراع إستعمالات جديدة لبعض الاسلحة، حيث حولت لاول مرة في التاريخ من مقطورة الي ذاتية الحركة، وهي الفكرة التي نراها اليوم تستعملها كثير من الجيوش. وبذلك يجوز القول بأنها”ماركة مسجلة” للجيش الصحراوي.

  • مديرية الصحة العسكرية:

كان دور اطباء الجيش الصحراوي في الحرب يهدف بالاساس الى الإسعاف الميداني لنقل الجرحى بعيدًا عن ساحات القتال، لم تكن هناك مستشفيات ميدانية ومراكز إخلاء المعطوبين، إلا ماهو على عجل. ومع ذلك كانوا يواكبون العمل العسكري، ويقيمون عمليات جراحية في اماكن غير مهيئة وفي الهواء الطلق بدلا من الغرف المعقمة. لم تنسى الذاكرة الجماعية تعداد الدكاترة والممرضين الصحراويين، الذين استشهدوا في ساحات القتال، معروف ان أول وزير يستشهد هو طبيب كان يسعف ضحايا القنبلة المغربية. وقد إستحضرت واقعة، وهي انني ذات يوم في بداية التسعينيات ممرت من مستشفى الشهيد بلا، ليرافقني بعض الزملاء، فإذ برجل كنت قد عرفته من قبل تبادلنا السلام، واثار إنتباهي ان إحدى قدمي الرجل بترت وسألته ما الذي اصابك، قال لي انها عضة، وقال في مجمل حديثه انه أجرى له دكاترة اجانب عدة عمليات وكانت كلها فاشلة، إلا انه وفي أخر المطاف تقدم لدكتور صحراوي متخصص في العظام حيث أجرى له عملية جراحية أخرى ومن ذلك الحين وهو معافى، الرجل ما هو إلا أسير حرب مغربي، كان محل إحترام وتقدير كل من عرفه وكان يطلق عليه إسم “أكبيري” حيث ان الاول يطلب الله لهذا الدكتور ويشكره ويثمن ما قدم له.

  • مديرية الإشارة:

تعنى بالاتصالات وتنظيمها لتبادل إرسال الأوامر والتعليمات والإيعازات والتقارير والإشارات، واستقبالها بمختلف السبل والوسائل من أجل قيادة القوات والسيطرة عليها في الحرب وقد قام سلاح الأشارة في جيش التحرير الشعبي الصحراوي تباعاً ومنذ تأسيسه بمواكبة ومسايرة القتال مع اصناف الاسلحة الاخرى. وقام بتكثيف التدريب وتنمية الاحساس بدور الأتصالات في ميدان المعركة وأهمية ضمان أيصال المعلومات بين مختلف الوحدات والنواحي العسكرية والامتدادات الاخري.

  • كما كان لهذا السلاح دورا بارزا في إستشعار المعلومات عن العدو وذلك بإحترافية كبيرة جدا، جيث إستطاع هذا السلاح ان يكون على إلمام كبير بتفكير وتخطيط العدو. وقد كان يتمتع ببنك معلومات بارز . ناهيك عن تطويره لبعض التقنيات وعتاد الخ.
  • رجالات المشاة محمولة أو مكانيكية، كما هو معلوم كانت الحرب تدار في مسرح عملياتي خاليا تماماً ومكشوفاً، إلا أن ذلك لم يعق أداء هذه الاسلحة ورجالاتها، وهي التي كانت عليها حصة الاسد في تحقيق التماس مع العدو وهزيمته. ولاشك ان مجمل المتتبعين لشؤون الحرب في الصحراء الغربية يلاحظ انه منذ دخول المدرعات في الحرب، سنة 1981 تغير ميزان القوة والردع بشكل لافت. ولا يعرف قدرتها على المهاجمة أكثر من الجنود الذين كانوا يتخندقون في الجدار، بحيث انه وبمجرد سماع محركات الناقلات تقترب منهم، تبدأ الفوضى والارتباك والرعب وعدم السيطرة.
  • ولاشك ان للمشاة المحمولة منها والمكانيكية دورا بارزا في كل معارك التحرير الوطني، جدير بالذكر ان المعارك التي لعبت فيها الدروع دور الحسم، بدأ من كلتة زمور في أكتوبر 1981 الى أخر عملية عسكرية في الحرب، بدون نسيان معارك أم أدكن، وأم لكطة، وأعظيم أم أجلود، وأذويهب وغيرها. أما من الناحية الفنية مثلا، تبقى عملية تشلة 1987، نموذج لتحدي المقاتل الصحراوي لكل النظريات التي تحكم عمل الاليات!
  • وحدات الدفاع الجوي: بدون ادنى شك كان هذا السلاح أحد اهم عوامل الرّدع في الحرب ضد المغرب. لقد تكونت على إستعمال تلك الاسلحة المتطوة مجموعات من المقاتلين في بداية الحرب، وقد أكد لي أحدهم انهم كانوا يتلقون الدروس بالروسية وكانت تترجم للغة أجنبية أخري، ولم يكن من بين الحاضرين من يتقنها إلا القليل جدا، بحيث انهم كانوا يتعلمون في أوقات الراحة اكثر من القسم نفسه، وعندما تخرجوا، بدؤا بدورهم بتكوين مقاتلين اخرين، ليس في المخابر ولا بإستعمال المقلدات، بل في الوديان وتحت ظلال الاشجار. وكان من بين الذين دربوا على سلاح أستريلا، ذلك المقاتل الذي حسم معركة ليتيمة التاريخية 24 غشت 1977 عندما اسقط باول صاروخ يرميه في حياته طائرة مغربية من نوع F 5 واسر ملاحها. و لاشك اننا إذا اردنا ان نكرّم الدفاع الجوي بيوم، فذلك لا محالة سيكون يوم 13 اكتوبر عندما اسقط اكثر من 5 طائرات مغربية كانت تتساقط الواحدة تلو الاخرى في معركة الكلتة التاريخية. كما ان سلاح الدفاع الجوي الصحراوي له الفخر في إسقاط حوالي 77 طائرة حربية من مختلف االنماذج والأصناف.
  • مدفعية الميدان:

كان سلاح المدفعية مشكلا اساسيا للجيش الصحراوي، رغم تباين تعداده وعتاده مقارنة مع سلاح المدفعية المغربية، إلا انه إستطاع ان يبطء قدر المستطاع وتيرة عمل الجدران المغربية في بدايتها وبعد قيام الجدار كان دوره يرتكز اساسا على قصف الردارات ووحدات الدعم اللوجستي في النسق الثاني من الجدار، كما كان لها دور مهم في حرب الاستنزاف وكذلك مرافقته للمعارك الكبرى.

  • وحدات الاستطلاع وسلاح المهندسين العسكريين:

كان فجر يوم 13 اكتوبر 1984 يوم مهاجمة الحائط المغربي بمنطقة ازمول النيران، رمزا لعمل تلك الوحدات، اذ مع بزوق شمس ذلك اليوم بدأ الجيش الصحراوي في مطاردة الجيش المغربي من الخنادق التي كان يظنها “مأتمنة” عليه، بذلك تحطمت وإلى غير رجعة كل الاساطير التي تسوق لفكرة ان هذا الجدار منيع ومن المستحيل إجتيازه، وبذلك مسحت بالارض بعبقرية ليس فقط احسن المهندسين المغاربة، فحسب بل الاسرائليين والفرنسيين والامريكان. والحديث يطول…!

  • المدارس العسكرية:

اهم المدارس العسكرية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي هما: مدرسة الشهيد الولي لمختلف الاسلحة، للتدريب الاساس وقاعدة الشهيد هداد للمدرعات ومدرسة الشهيد عمي لتكوين الاطر، ودرست فيها اطقم صحراوية على درجة عالية من الاحتراف والمهنية العسكرية، حيث ان الاطارات الصحراوية تدرس كل الاختصاصات بدأ من الاسلحة الخفيفة مرورا بكل اصناف الاسلحة مشاة، مدفعية … الخ حتى الوقاية من اسلحة الدمار الشامل والحرب الالكترونية.

  • البحرية الصحراوية او رجال الضفادع:

تتمتع الصحراء الغربية بساحل يقدر طوله بـ 1500 كلم، ولذلك حاول المغرب منذ السنوات الاولى للحرب إستنزاف الارض عن طريق البحر، إلا أن الجيش الصحراوي بادر في السنوات الاولى من الحرب بتكوين أول دفعة من نواة البحرية مهمتها الدفاع عن أمن وسلامة الاراضي الصحراوية ومياهها الإقليمية. لم يكن هؤلاء الرجال يملكون اسطولا بحريا بل بضعة وحدات من زوارق Zodiac، و قد قامت البحرية الصحراوية بعشرات العمليات في المياه الاقليمية الصحراوية بدأ من سنة 1977 الى غاية 1986. ويمكن القول ان أهم عملية من حيث الدلالة الجيوسياسية كانت عملية ميناء العيون المحتلة شهر ماي 1984، كما ان البحرية الصحراوية حطمت أو غنمت ما يقارب 21 مابين باخرة وزورق.

  • بعد وقف إطلاق النار أنشأ الجيش الصحراوي مؤسسات عسكرية أخرى لتطوير البناء الافقي للجيش وما تمليه المراحل من واجبات ومهام وتحديات وهكذا أنشأ كل من مديرية شؤون الشهداء، الدرك الوطني والقضاء العسكري… الخ.
  • الادارة العسكرية: لقد مرت مرحلة بناء وتطوير الجيش الصحراوي بتكوين وتأطير أسس الجيش، حيث ان إدارة هذا الجيش على خلاف بعض الجيوش المجاورة هي معربة.
  • للجيش الصحراوي شعار (Logo)،و له جوق عسكري، وتعتبر مجلة الخنكة الناطق الرسمي لجيش التحرير الشعبي الصحراوي. كما أن مستشفي بلا أحمد زين هو المستشفي المركزي.
  • لم يكن الجيش الصحراوي من الجيوش الذي يُثقل كاهل ميزانية الشعب الصحراوي، وظل كما يعلم الجميع يكافح بإمكانيات جد متواضعة، القتالية والمعيشية منها، مقارنة بميزانية الجيش المغربي التي تعتبر، إضافة الى عدم شفافيتها، ميزانية من أعلى ميزانيات الجيوش الموجودة في المنطقة، و حاليا في المرتبة الثالثة عشرة عالميا، ويرى ملاحظون ان المغرب لا يتردد، حين تعوزه الموارد المحلية، في طلب دعم الدول الخليجية لتمويل بعض نفقاته العسكرية، كان ذلك يحدث سنوات الحرب ومازالت الاموال “الفاسدة” العربية بدلا من ربط الجسور التآخي، تغذي روح الكراهية وتشعل الحروب.
  • للجيش الصحراوي متحف يحتوي على وثائق وصور وبيانات ومجسمات وغنائم موزعة على قاعات وأجنحة كبيرة. كما يوضح المتحف كرونونلوجيا الحرب وتعداد الخسائر المعادية ويعد متحف المقاومة لجيش التحرير الشعبي الصحراوي واحدا من أهم المعالم المادية التي تعكس صمود ووقوف الشعب الصحراوي في وجه الاحتلال والاطماع الاجنبية.
  • هل تعلم ان هناك شهيد، كان من الذين شاركوا في اول عملية عسكرية ضد المستعمر الاسباني، وكان كذلك اول أسير وقع في قبضة القوات الاسبانية، وكان قد إستشهد إثر جروح بليغة في أول عملية ضد جدار الاحتلال المغربي، بينما هناك اخران، من كتبت لهم الاقدار ان يأسران من طرف الجيش الموريتاني في بداية الحرب، وبعد ذلك يأسران مرة أخرى من طرف الجيش المغربي.!.
  • كانت اكبر و اهم هجمات جيش التحرير الشعبي الصحراوي هي: هجمة الشهيد الولي، هجمة هواري بومدين، هجمة المغرب العربي الكبير .
  • ولفهم عظمة هذا الجيش وتكافؤ وتساوي كافة افراده، نستحضر مثلا دور سواق الجيش الصحراوي في الحرب، كنموذج للمقاتل الصحراوي، ففي حين تضعهم الجيوش في مؤخرة سلم الرتب والوظائف، كان سواق هذا الجيش، إذ جاز التعبير، هم “آسات الحرب ” les ases، وقد تجلى ذلك في وقائع عدة، نستحضر منهم مثلا، لا للحصر واقعة تاريخية: عند إستشهاد سائق قائد الناحية الخامسة سابقا في معركة أدويك، بين الجيش الصحراوي والمغربي، حيث كان حينها قائد الناحية في فترة تدريب، وعند سماع خبر إستشهد سائقه لم يتمالك اعصابه حتى إنهار وهو يبكيه وقال أنه لم يبكي في حياته إلا علي ذلك الشهيد. للتذكير إستشهد كذلك هذا القائد بعد ذلك بعام. فهل جيوش الغير هكذا؟
  • اسرانا وأسرى الجيش المغربي: فقط التاريخ سيتحدث عما تعرض له اسرى الحرب الصحراويين عند سجانيهم من كل انواع التعذيب والمعاملات غير اللائقة والتي لا تناقض الدين الاسلامي، فحسب بل القوانين الدولية والاتفاقيات التي تحكم التدابير الخاصة بأسرى الحروب، بحيث انهم وحسب بعض الشهادات كانوا مقيدي الارجل واليدين لمدة سنين طوال من الحبس ومع ذلك فقد قدموا دروسا في التحدي والشهامة، وكان لقيادة الاسرى الصحراويين دورا بارزا في وحدة الكلمة والصف. في مقابل ذلك يقول أحد الاسرى المغاربة الذين كانوا بحوزة البوليساريو “لقد صدمت هنا في وطني اكثر مما صدمت في الاسر”، بينما تقول زوجة أول طيار اسقطت طائرته خلال بداية الحرب بين الجيش المغربي وجبهة البوليساريو، في 21 يناير (كانون الثاني) 1976 “وطوال فترة أسره لم يكن بمستطاعي ان اقول ان زوجي اسير، لم يكن لي حتى الحق في ذلك، ففي كل الاوراق والوثائق التي كنا نتعامل بها مع الادارة المغربية كانت كلمة مفقود هي السائدة وليس اسيرا، في الوقت الذي اتلقى رسائل بخط يده عبر الصليب الاحمر الدولي. هكذا كان النظام المغربي يخفي علي الرأي العام وجود اسرى من الجيش المغربي لدى الصحراويين.ولذلك لم يردخ المغرب لاستقبال مجموعة الاسرى التي سلمتها البوليساريو للصليب الاحمر الدولي الا تحت الضعط الدولي و بعد سنتين من المماطلات. كما أن الحكومة الصحراوية هي السباقة في إطلاق الاسرى لديها، مقابل تعنت الاطراف الاخرى ولو الى حين. ?فما قيمة أسري جيش يخفي حتي وجودهم؟.
  • نياشين وأوسمة غير معلقة! تصر الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو على الاقل حتى الان على عدم تعليق الجيش الصحراوي لأوسمة ولا نياشين ولا إستحقاقات للمقاتلين بحجة ان المهمة الرئيسية والاهم لم تكتمل بعد، الا وهي الاستقلال، إلا ان عدم إصدار تلك الاوسمة الرمزية لايمكن ان تكون سبب عدم في الاعتراف والتبجيل لهؤلاء الرجال وعليه وجب التذكير ببعض امجاد هؤلاء المقاتلين المجاهدين للاعتزاز بها وليفتخر بها الشعب الصحراوي وكل الشعوب المثمنة لتضحيات الرجال. لايمكن تعداد هذه الامجاد، لانها ببساطة تتعدد في قصة حياة كل منتسبي هذا الجيش ولكن سنحاول إيجاز بعضها.
  • قال الكاتب محمد المخطار الشنقيطي ان الإسلام قد حصر مسوغات القتال في ثلاثة أمور أهمها: أولها- حق الدفاع عن النفس ورفع الظلم عنها، وهذا واضح من أولى آيتين نزلتا في الجهاد: “أذن للذين يقاتلون بأنهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير. الذين أخرِجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله” (سورة الحج، الآيتان 39–40)، ثم فيما تلاهما من حيث التنزيل مؤكدا لهما: “وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخْرِجْنا من ديارنا وأبنائنا” (سورة البقرة، الآية 246). وثانيها – نصرة المستضعفين العاجزين عن الدفع عن أنفسهم: “وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخْرجْنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا” (سورة النساء، الآية 75. لهذه الاسباب وعلى خلاف جيوش العالم ،هل تعلم ان الانتماء للجيش الصحراوي كان ولايزال طواعيا، حيث لم يقاتل اي أحد مقابل راتب ولا أي إمتيازات مادية معينة، بل إلتحق كثير من الصحراويين تاركين خلفهم متاعات الدنيا ولقد توافد عليه أطر وعمال من شركات موريتانية وفرنسية وإسبانية، ومن جامعات وتجار ومربي مواشي …الخ . ولعل اكبر برهان ان أول قائد فيلق إستشهد في الحرب كان من الشغيلة الصحراوية في فرنسا . وهناك مكمن الاختلاف، فالجندي المغربي مستأجر ولا يملك عقيدة الدفاع عن وطنه، بينما المقاتل الصحراوي يدافع عن وطنه في سبيل الله و هاجر من اجل ذلك .
  • وهكذا قاتل المقاتل الصحراوي متطوعا وبقناعة تامة ولم يكن ذلك مقابل أي راتب شهري و لا إمتيازات مادية معينة
  • إنخرطت في الجيش الصحراوي تقريبا كل الفئات العمرية للرجال، حيث انهم إنتسبوا إليه طواعية كمقاتليين فمنهم من كان في مقتبل العمر ومنهم رجالا كانوا منتسبين لجيوش إسبانية وفرنسية ودول الجوار، ولازالوا يرابطون حتى اليوم فمنهم من شاخ في النواحي العسكرية ولا يملك اي احد من الجرأة ان يقول لهم إخلوا سبيلكم….
  • كانت إلتحاقات الشباب الصحراوي بالجيش، تشكل دافعا وسندا جديدا مهما، حيث كان شعار “شباب مقدام لتحطيم الحزام ” تجسيداّ واقعيا لتطلعات الجيش بدور الشباب، بحيث ان آلاف الطلبة تركوا المدارس وإلتحقوا بالجيش ولم يخيبوا الظن، بل ان هؤلاء الاشبال لم يكونوا في الحقيقة إلا ابناء تلك الاسود. حيث كان لهم الاثر الايجابي في الاداء الحربي، ويشهد على ذلك وحدات مثل الفيلق الرابع للمشاة الميكانيكية وفيالق الناجم التهليل ولعروصي وغيرهم.
  • هل تعلم ان ثاني أكبر جدار في التاريخ عقب صور الصين العظيم هو الذي بناه المغرب في الصحراء الغربية بإشراف خيرة الخبراء الغربيين وتمويل من بعض الدول العربية.
  • ولقد بدأ المغرب ببناء جدار يحتمي به من ضربات المقاتلين وبعدما إستنفذ كل المحاولات للقضاء على الجيش الصحراوي، وعليه يمكن إعتبار هذا الجدار هو أكبر شاهد على بسالة هذا الجيش، بل انه وسام شرف وإعتراف بقتالية الصحراويين.
  • لقد حارب جيش التحرير الشعبي الصحراوي لمدة 16 عاما، مستخدما في ذلك الوسائل الشريفة في القتال، لذلك لا توجد منظمة إنسانية واحدة في العالم تتهم الجيش الصحراوي كمؤسسة بإرتكاب اي من جرائم الحرب ولا ضد الانسانية .
  • أقدم الجيش الصحراوي على سابقة تاريخية أخرى بتحريمه ومن طرف واحد، ليس فقط إستعمال الالغام المضادة للافراد، فحسب بل أخذ على نفسه تدمير كل مخزونه من الالغام المضادة للافراد، وهو الذي كان ولايزال يسعف الضحايا من المدنين حتى من دول الجوار بدون اي تميز ويتحمل تكاليف نقلهم وعلاجهم مع الدولة الصحراوية، خلافا للجيش المغربي والدولة المغربية التي لازالت تصر على إحتلال البلاد والعباد و قتل الابرياء وترهيبهم بالالغام.
  • ولقد أنشأ جيش التحرير الشعبي الصحراوي مدرسة الشهيد الشريف، التي يصبّ عملها في مساعدة الناجيين و ضحايا الألغام و تأمين الدعم لهم ، وذلك من النواحي الطبية والنفسية والاقتصادية كافة،و كذا إستعمال الوسائل الحركية كأعضاء إصطناعية، وكراسي متحركة و عكازات الخ . كما كان الجيش الصحراوي يمد المؤسسات الوطنية بإطارات خريجة من هذه المدرسة، بعد تكوينهم و تأهيلهم، وكلنا نتذكر كم من جريح كان يزاول مهام ومسؤوليات مختلفة في ميادين عدة. كل هذا كان يقام به بإمكانيات متواضعة و بدون تمويل أجنبي بحوالي 20 عاما قبل أن يقر العالم “إتفاقية أوتاوا” التي بموجبها تلزم كل الدول بمساعدة ناجيي و ضحايا الالغام.
  • بعد كل الحروب التي خاضها جيش التحرير الشعبي الصحراوي مع مختلف الجيوش كان أخرها الجيش المغربي، سيكتب التاريخ، لا محالة ان داحر التوسع والاطماع المغربية في المنطقة هو الجيش الصحراوي وما إختيار الجيش المغربي في آخر المطاف لاسلوب “الدفاع ” بدل الهجوم إلا إنعكاس حقيقي لخيبة أمله في أطماعه التوسعية.
  • لا توجد رتب عسكرية للقادة العسكرين الصحراويين، بل أن هناك مهام وظيفية في الوحدات تمليها متطلبات كل مرحلة.
  • على خلاف الجيوش الاخرى، لاتوجد في الجيش الصحراوي ما يعرف “بقدسية القادة” بل ان كل القادة يجالسون مقاتليهم ويتناولون معهم كل المستلزمات وعليه تبقى العلاقة بين المسؤول والمرؤوس على المستوى الشخصي هي علاقة متوازية ومتساوية. و في رأي المتواضع كان الشهيد القائد محمد لمين اب الشيخ أباعلي (بيگا) من أهم رموز تلك القيم.
  • كنا صغارا نسمع شعار “جيش شعب، شعب جيش”، وكان يتجلى ذلك في إستعدادية الشعب الصحراوي كله لحمل البندقية. فعلا لقد أوكلت لبعض المسؤولين المدنيين مهام عسكرية كقادة في مختلف المهام وقد أبلوا البلاء الحسن بشهادة العامة، وكلما كان هناك طلب لتعزيز الجيش بعدد من الكوادر كان يتقدم عشرات المعلمين والاطباء وأسلاك أخرى للانضمام للجيش، ولم يصل الامر الى هذا الحد بل كانت تنضم دفع من المدنين للقيام بحرب الاستنزاف، حيث إستشهد بعضهم في ميدان الوغى. وحتى السلك الدبلوماسي الصحراوي كان له من هذا الواجب نصيب. وبهذا كان الشعب الصحراوي كله “إفتراضيا” مستعدا للقتال. وماذلك إلا تأكيد لمقولة كارل فونس كلاوس فيتز حين قال: “إن تبلور الشعور الوطني ككيان جماعي ومقدس يلعب ذلك دورا هاما في الحرب”
  • 16 سنة من الحرب ولم تعرف في الجيش الصحراوي خيانات جماعية ولا تمرد ولا حتى محاكمات عسكرية ولم يقم الجيش بأي إعدام، مقابل ذلك، ملف الجيش المغربي الحافل بالخيانات، بحيث كان يقوم بمحاكمات وإعدامات في الحرب مع الصحراويين لجنوده وضباطه لاسباب مختلفة، أما عدد حالات الفرار، هناك وثائق تتحدث عن فرار ما لايقل عن 8000 جندي مغربي في السنوات الثلاثة الاولى للحرب.
  • لم يكن إحتلال وغزو الصحراء الغربية من طرف الجيوش المجاورة إلا هدفا اريد تحقيقه بالوكالة، بحيث ان الجيش المغربي مثلا كان مدعوما من اعظم الدول واحسنها ترسانة عسكرية مثل فرنسا وأمريكا وإسرائيل ولم تكن هذه الدول حاضرة بعتادها فحسب، بل كان خيرة ضباطها حاضرين في الاستشارة والدعم، وبدورها كانت بعض الدول العربية تضخ من الاموال ما لا يوفره المغرب نفسه لجيشه، وعليه فإن الجيش الصحراوي لم يكن يواجه الجيش المغربي لوحده، فحسب بل كان يواجه عدة دول بعتادها ومالها وسلاحها ونفوذها وحتي جاهها.
  • لا توجد عائلة صحراوية و لا أي مقاتل طالب بتعويض عن اي نوع من الخسائر البشرية أو المادية في الحرب، لقناعتهم ان الصراع لم ينتهي بعد وأن ذلك واجب ويقام به بقناعة، على خلاف المظاهرات التي يشهدها المغرب منذ سنوات لاسرى الحرب المغاربة الذين كانوا بحوزة الجيش الصحراوي و الذين يقدر عددهم بأكثر من 2500، والذين يجاهرون بالقول: “الدولة المغربية أهملتنا ونحن وذوونا دفعنا فاتورة حرب الصحراء الغربية”
  • من حيث الخسائر البشرية للغزاة في الحرب كانت سنة 1979 هي أكثر السنوات من القتلى ليبلغ العدد489، وكانت سنة 1985 أكثر السنوات جرحى في صفوف الجيش المغربي، أي 6.151، وتبقى سنة 1984 هي أكثر السنوات خسارة بين القتلى والجرحى، حيث بلغ المجموع ما يقدر ب 11.734 من الجنود المغاربة.
  • حسب تقرير صادر في موقع وكالة الانباء الصحروية يقول: “رغم قلة العدد والعتاد، وظروف التكالب والتحالفات التي وفرت للمغرب الإمكانيات والخطط فإن الجيش الصحراوي وخلال 18 سنة من الحرب المتواصلة استطاع أن يؤكد قوته وقدرته على افتكاك النصر. وما علينا للتأكد من هذه الحقيقة سوى معرفة أن هذا الجيش استطاع أن يخوض أكثر من 2000 ملحمة حربية أسر خلالها أزيد من3000 عسكري من مختلف الرتب والمستويات وخسائر بشرية تعدت 000 .00 1 ما بين قتيل وجريح، ناهيك عن الخسائر المعتبرة في العدة والعتاد التي شملت إسقاط 77 طائرة حربية مختلف الأشكال والأصناف ابتداء من الحوامات إلى طائرات الميراج والـC130 وال JAGUAR ، مع تدمير أكثر من 8000 آلية قتالية مختلفة من الجيب إلى الدبابة الحديثة و21 قطعة بحرية ما بين الزوارق والبواخر بالإضافة إلى 7 قطارات برية والكميات الهائلة من مختلف أنواع الأسلحة والذخائر إضافة إلى الغنائم الضخمة التي وصلت 2086 آلية مختلفة، وأكثر من 12000 قطعة من مختلف أنواع السلاح وحوالي 800 جهاز اتصال وغيرها من المعدات الحربية.
  • لم تكن معارك جيش التحرير الشعبي الصحراوي تدار بواسطة رموت كونترول (remote control) ولا من العواصم ولا من غرف العمليات الواقعة تحت المخابئ، ولا حتى من وراء البحار، بل كان قادته يقودونه ميدانيا ومن قلبها جنبا الى جنب مع مقاتليهم، وما معركة أحريشت ردي مثلا، إلا اكبر دليل، حين إستشهد أو جرح أكثر من نصف كبار القادة الميدانيين. . وقبل ذلك إستشهد في معارك اخرى أكثر من قائد ناحية، بل يمكن الجزم أن أكثر من 75% من القادة التاريخين للنواحي العسكرية إما إستشهدوا أو جرحوا .كما ان هناك حقيقة لا يجب القفز عليها، وهي ان كل وزراء الدفاع الصحراويين كانوا يشاركون في المعارك.
  • ناهيك عن حقيقة أخرى مفادها ان الشهيد الولي مصطفي السيد قد يكون أول قائد ثورة و زعيم حركة يستشهد و هو يقود مرؤوسية في معركة عسكرية، وبدوره كان الامين العام للجبهة ورئيس الدولة الحالي  كان بدوره يشارك في العمليات ويقودها جنبا الى جنب مع مرؤوسيه، وقد تكون كل هذه الحقائق سابقة في الحروب الحديثة والتحررية منها أساسا.
  • لن أفشي سراّ إذ قلت على ان اعلى سلطة في وزارة الدفاع، كانت ومنذ السنوات الاولى لوقف إطلاق النار كانت تصرح وبدون تحفظ انهم غير مقتنعون بجدوائية اي دور للامم المتحدة، ولان المغرب لايعرف إلا لغة السلاح، زد على ذلك التنكيل والبطش الذي تمارسه الدولة المغربية ضد النساء والشيوخ الصحراويين وما ملحمة أگديم إزيك إلا اكبر دليل، ناهيك عن نهب الثروات الطبيعية والممارسات غير الإنسانية على الصحراويين، كل ذلك على مرأ ومسمع من الامم المتحدة، ورغم ذلك ظل هذا الجيش مرابطا ولم يطلق أي رصاصة واحدة تجاه المحتل، لا لشيئ سوا، إنضباطا منه ولو على مضض، بما تمليه سياسة الدولة وإنسجاما مع مصداقية البوليساري، حسب تصريح للوزير.
  • لقد إستشهد الكثير من خيرة ابناء هذا الشعب فداء وذودا عن الوطن، فلقد دفع كل الصحراويين ثمن الحرية، كان هناك من الاباء من إستشهد ومعه ابنائه، كما كان هنالك إخوة أشقاء كثر إستشهدوا على نفس الدرب، وهناك اباء كانوا كل أبنائهم إما شهداء أو جرحى. وعزانا في شهدائنا ان يتقبلهم الله مع خيرة الشهداء والصدقين، وما للشباب بصفة خاصة والشعب الصحراوي بشكل عام، بما فيها الجهات الرسمية، إلا تثمين هذه العطاءات وإستحضارها في ذكراياتهم .

مع تحياتي الخالصة لكل من إنتسب لهذا الجيش.

أحدث الإضافات

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

الجزائر– إستقبل السفير الصحراوي بالجزائر، عبد القادر الطالب عمر، السفير الكوبي بالجزائر، هيكتور آكارثا، بمقر سفارة الجمهورية الصحراوية بالجزائر العاصمة. وتناول اللقاء العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين، الصحراوي والكوبي، حيث عبر السفير الكوبي عن دعم ومساندة كوبا لكفاح الشعب الصحراوي العادل من أجل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وبناء دولته المستقلة الجهورية الصحراوية. […]

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

ولاية الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية)– نظم إتحاد الصحفيين والكتاب والأدباء الصحراويين بالتعاون مع وزارة الثقافة، ندوة إعلامية لتقديم كتب وإصدرات جديدة بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، بحضور مجموعة من الكتاب والصحفيين ووسائل الاعلام الصحراوية والمهتمين بشأن تدوين التاريخ والثقافة الصحراوية. وخلال كلمته أمام الحضور، نوه الأمين العام للإتحاد، نفعي أحمد محمد، بأهمية تدوين وحماية الموروث […]

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

نيروبي (كينيا)– تشارك الجمهورية الصحراوية في أشغال الندوة الأفريقية حول الإقتصاد الرقمي، التي تحتضنها العاصمة الكينية نيروبي.  وأشرف على إنطلاق أشغال الندوة الأفريفية، التي تعقد تحت شعار “إطلاق العنان للتنمية بما يتجاوز حدود الربط الإلكتروني”، وتتواصل إلى غاية الـ25 من الشهر الجاري، الرئيس الكيني، وليام روتو، ويحضرها 16 وزيرا من مختلف دول أفريقيا، إلى جانب […]

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

كانطابريا (إسبانيا)– احتضن مقر البرلمان الجهوي لمقاطعة كانطابريا بإسبانيا معرضا يوثق كفاح ونضالات الشعب الصحراوي  ضد الإستعمار، تحت اسم “رحلة نساء الصحاري”، أشرف على تدشينه رئيسة البرلمان الجهوي للمقاطعة، ماريا خوسي غونزاليث. وفي كلمة لها، أعربت غونزاليث، عن أملها بأن يشكّل المعرض الذي يضم صورا لمراحل الكفاح التحرري للشعب الصحراوي “إحياءً للإحساس المستمر بالقضية الصحراوية، وأن يكون […]

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

كاراكاس (فنزويلا)– شاركت الأمينة العامة للإتحاد الوطني للمرأة الصحراوية، الشابة سيني، في فعاليات لقاء عالمي حول البديل الإجتماعي المنظم من طرف “ALBA. TCP”، وذلك بالعاصمة الفنزويلية كاراكاس.  وحضر اللقاء العالمي حوالي 60 دولة من  مختلف القارات، وأزيد من 300 وفد مشارك في الحدث، حيث ناقش المشاركون مواضيع تتعلق بقضايا الشعوب والمجتمع.  وافتتح الملتقى  بكلمة الأمين […]

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

عكا (فلسطين)– شن حزب الله اللبناني، اليوم الثلاثاء، هجوما بالطائرات المسيرة على مواقع عسكرية إسرائيلية شمال مدينة عكا، وهي أبعد نقطة تصل إليها هجمات الحزب منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية مشاهد تظهر حالة الخوف بين إسرائيليين في عكا أثناء تفعيل الدفاعات الجوية، لمواجهة المسيّرات التي أُطلقت من لبنان. وقال حزب الله، في بيان، إنه […]

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

غزة (فلسطين)– قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنه “بعد 200 يوم من معركة طوفان الأقصى لا يزال العدو المجرم يحاول لملمة صورته، لكنه لن يحصد سوى الخزي والهزيمة”. وأضاف أبو عبيدة -خلال كلمة حصرية بثتها الجزيرة- أن “العدو لن يحصد إلا الخزي والعار وإساءة الوجه، سواء بانكسار جيشه وفشله […]

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

بيونغ يانغ (كوريا الشمالية)– أشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أمس الاثنين، على مناورة تحاكي “هجوما نوويا مضادّا”، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية اليوم الثلاثاء. وقالت الوكالة الرسمية إن المناورة جرت بمشاركة “وحدات راجمات صواريخ ضخمة للغاية”، وخلالها أشاد كيم “بقوة ودقة” الصواريخ التي “أصابت هدفها على جزيرة” تقع على بُعد 352 كيلومترا. […]