جوهانسبورغ (جنوب أفريقيا)- أكد الرئيس الصحراوي-الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، أن الحل النهائي للنزاع القائم بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية لا يمكن أن يتم بعيداً عن التطبيق الحَرْفِي لمقتضيات الشرعية الدولية، المجسدة في ميثاق وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وفي مقدمتها منح الاستقلال للشعوب والبلدان المستعمرة.

جاء ذلك في خطابه أمس الإثنين أمام برلمان عموم أفريقيا باعتباره ضيف شرف للدورة البرلمانية الخامسة.

وقال الرئيس الصحراوي مخاطبا نواب البرلمان الأفريقي: “إننا نشهدكم على إرادتنا الراسخة ورغبتنا الصادقة في التوصل إلى هذا الحل العادل والعاجل والدائم من أجل إنهاء آخر مظاهر الاستعمار في أفريقيا وإحلال السلام والاستقرار وحسن الجوار والتعاون في منطقتنا والعالم”، مشيدا بتشبث القارة الأفريقية، من خلال قرارات الاتحاد الأفريقي وبرلمان عموم أفريقيا، بالدفاع عن المبادئ والحقوق المقدسة لشعوبها في الحرية والانعتاق، ودعم كفاح الشعب الصحراوي العادل من أجل استكمال سيادة دولته على كامل ترابها الوطني.

النزاع في الصحراء الغربية يشكل وصمة مخجلة في تاريخ أفريقيا والعالم

وأكد الرئيس إبراهيم غالي في كلمته أن النزاع القائم بين الدولتين الصحراوية والمغربية يُشكل وصمة مخجلة في تاريخ أفريقيا والعالم، كونه يشكل امتداداً راهناً وغير مبرر لظاهرة الاستعمار التي لم يتم استكمال تصفية آخر حالاتها في أفريقيا، مبرزا أن المملكة المغربية تمارس احتلالاً عسكرياً لا شرعياً منذ 31 أكتوبر 1975 وإلى اليوم لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية، في انتهاك صارخ لبند أساسي من بنود القانون التأسيسي للإتحاد الأفريقي، ألا وهو احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال، ولميثاق الأمم المتحدة، وقرارها التاريخي 1514 لسنة 1960.

كما أكد الرئيس الصحراوي على أن  الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المسجلة في الأجزاء الصحراوية المحتلة ضد المواطنين الصحراويين العزل في ظل الحصار والتضييق، وعمليات النهب المغربي المكثف للثروات الطبيعية الصحراوية، قد أخذت تجليات خطيرة في الآونة الأخيرة، مُذكرا بمحاكمة المدنيين الصحراويين أمام محكمة عسكرية مغربية، حالة معتقلي “أكديم إزيك”، ثم أمام محكمة مدنية صورية، لتطلق نفس الأحكام العسكرية القاسية التي تصل حد المؤبد، ثم تفريقهم على السجون المغربية، بعيداً عن بلادهم وذويهم، وهو مجرد عمل انتقامي، بعيد عن القانون والأخلاق، لمجرد تشبثهم بالدفاع عن حقوق شعبهم المشروعة في الحرية والكرامة والاستقلال.

وجدد إبراهيم غالي مطالبة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والبرلمان الأفريقي وكل مكونات المجتمع الدولي للتحرك من أجل إطلاق سراح معتقلي “أكديم إزيك” وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية.

تأكد المخاوف والتحذيرات من انضمام المغرب للإتحاد الأفريقي

وقال الرئيس الصحراوي-الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، أيضا في كلمته ّإن المخاوف والتحذيرات من أن انضمام المغرب إلى الاتحاد الأفريقي لا يعكس إرادة صادقة في المساهمة في بناء الصرح الأفريقي قد تحققت، بعد الممارسات الأخيرة للدبلوماسية المغربية”، مضيفا أن “الاتحاد الأفريقي قد قبل بالإجماع انضمام المملكة المغربية إلى صفوف المنظمة القارية، جنباً إلى جنب مع شقيقتها وجارتها الجمهورية الصحراوية، انطلاقاً من مصادقة المملكة على القانون التأسيسي للإتحاد والتزامها الصريح بتطبيق مقتضياته.. لكن للأسف، فقد تأكدت المخاوف والتحذيرات من أن هذا الانضمام لا يعكس بقدر ما ينم عن نوايا غير معلنة، تجعل ما سماه المغرب الإصلاح من الداخل مجرد محاولة مكشوفة للتخريب من الداخل”.

وذكر الرئيس الصحراوي -على سبيل المثال- بعض السلوكات والممارسات التي قامت بها الدبلوماسية المغربية، مثل ما حدث في دكار ومالابو ومابوتو والقاهرة، وهو ما يكشف بالملموس استخفافاً بقرارات الاتحاد الأفريقي عامة، وبشكل خاص فيما يتعلق بالآليات التي حددها لتعامله مع الشركاء في العالم ككتلة واحدة وبتمثيل جميع الدول الأعضاء، كتجسيد للشعار الخالد “أفريقيا واحدة، صوت واحد”.

وختم إبراهيم غالي بأن أفريقيا “لن تبدي أي تساهل تجاه أي طرف يروم المساس بالعقد الذي يجمع بلدانها حول القانون التأسيسي للإتحاد”، فأفريقيا -يضيف الرئيس الصحراوي- بقادتها وشعوبها تدرك أن أي تنازل أو مساس بهذه الأسس هو خيانة للآباء المؤسسين والمبادئ التي قامت عليها المنظمة القارية وتهديد خطير بنسف وحدتها وأمنها واستقرارها والمكانة المستحقة التي أصبحت تحتلها في العالم.

مواضيع من نفس الفئة

تقديم النسخة الـ18 من المهرجان الدولي للسينما بالصحراء الغربية بالعاصمة الإسبانية (+ ...

27 أبريل / نيسان 2024

“دور وسائل الاعلام في دعم قضايا التحرر الوطني”.. محور ندوة نظمتها السفارة ...

27 أبريل / نيسان 2024

زوجان سويديان يجوبان العالم بالدراجة دعما للقضية الصحراوية والتعريف بها

27 أبريل / نيسان 2024

النص الكامل للبيان الصادر عن الدورة الرابعة للأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو

27 أبريل / نيسان 2024