ــ بقلم: لعروصي عبد الله

تؤكد كل القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة أن إقليم الصحراء الغربية إقليما غير محكوم ذاتيا، وأن القضية الصحراوية قضية تصفية استعمار لم تستكمل بعد، وأن المغرب قوة احتلال؛ كما أكد قرار المحكمة الأوروبية الأخير أن الصحراء الغربية إقليم منفصل عن المغرب، وبالتالي لا يجوز أن يعامل بنفس معاملة أراضي المغرب في أي اتفاق تجاري أوروبي-مغربي.

من جهة أخرى فإن الرأي القانوني للمستشار السابق للأمين العام للأمم المتحدة، والرأيان القانونيان الصادران عن الاتحاد الأفريقي كلها أدلة قانونية واضحة وضوح الشمس بهذا الشأن، وأوضح منها إرادة الشعب الصحراوي وممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، في مساعيهما لنيل الحرية والاستقلال.

وفي مقابل هذه الحزمة من القرارات المهمة والتي تشكل مرجعية قانونية لا يمكن القفز عليها رغم ما بذله الاحتلال وأعوانه ممن يمتلكون “الفيتو” ومحاولتهم تغير تصفية الاستعمار عن مساره وبالتالي فرض حل “واقعي”، فإننا كشعب صحراوي إن لم نجد قوة تدعمنا وتفرض على المحتل الرضوخ للشرعية الدولية سنبقى من منظور سياسي حبيسي ما يسمى “الواقعية السياسية” التي يبدو أنها تحكم العالم الآن، فالقوة التي كانت تفرض حقوقنا وتضع القضية على رأس أولويات أجندة الأمم المتحدة هي لغة النار والحديد؛ وبدونها، وبكل بساطة ومهما فعلنا لن نستطيع مجاراة العدو في ما يقدمه للغرب من بروباغندا وعلى رأسها إيهام أوروبا بأن أمن ومصير القصر العلوي يساوي أمنها وأمن إسرائيل ومماليك الخليج.

إذا، وفي رأيي المتواضع، تبقى الحلقة المفقودة هي وجود إرادة سياسية صحراوية قاطعة تقر بأن الحل يكمن في الرجوع إلى فلسفة ومبادئ الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وعلى رأسها العنف الثوري لأن سقف التضحيات اليوم في السوق العالمية ارتفع ولسنا قادرين على مجاراته بسلمية الانتفاضة التي لم تتطور إلى حد الآن رغم كل التضحيات التي يبذلها مناضلونا في المناطق المحتلة.

ولتحقيق أهدافنا لا مناص من أن يحس العدو بضغط ثمن احتلاله لبلادنا، ولا بد أن تستنزف قواه وموارده، فبالإضافة إلى ذلك الاستنزاف وإلى قوة الحق التي نملك، سيضطر حينها للحديث عن حلول متفاوض عليها لكن من منطلق قوة ميدانية نفرضها عليه.

ومن جهة أخرى لابد أن نعطي الضمانات الحقيقية والملموسة للعالم بأننا قوة قادرة على أن تصبح شريكا  فاعلا في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، وشريكا قادرا على تحقيق التنمية، والمساهمة في تحقيقها خارج حدوده في جميع القارة؛ وأن نعطي ضمانات أو على الأقل ننجح في تسويق وإشهار إنجازاتنا الجبارة في مختلف الميادين، التي نحن أول من لا يقيمها كما ينبغي؛ وأن نعطي ضمانات بأننا لن نصبح مشروع دولة فاشلة وغير قادرة على تطبيق القانون أو دولة عبء على المنظومة الدولية.

وفي انتظار تحقيق ذلك لابد من مصارحة الذات وتغيير بعض السلوكيات التي ولى زمنها، والتفكير بمنطق السعي لتحقيق تقرير مصير جماعي لكل الشعب الصحراوي، وليس تقرير المصير كأفراد.

وبدلا من أن نستجيب لأمنيات العدو، بابتعادنا عن بذل الجهد في الدفاع عن القضية، وعن المبادئ التي جمعتنا جميعا في أرض اللجوء أو في المناطق المحتلة وجنوب المغرب، وبدلا من أن ننكب على بعض أوضاعنا الداخلية الثانوية وصرف النظر عما هو أهم إلى ما هو ثانوي؛ علينا أن ننتبه بأن لدينا طاقة شابة تشكل فئة عريضة من واجب القيادة والمجتمع أن يستغلها، لأن الخير كله يأتي منها كما أن كل الشر قد يأتي منها لو أهملت.. ويكفي أن نعلم أن في صفوف الجيش الصحراوي من الشباب ما يفوق الآن 13 ألف شاب، كلهم مستعدون لامتشاق البندقية وصناعة المجد على طريقة الرعيل الأول للثورة لو مُنحوا فرصة لذلك، بدل أن يضيعوا شبابهم، وطاقاتهم في انتظار سلام لا يأتي؛ فكما يقول أيقونة شعراء ثورة 20 ماي الخالدة بيبوه ول الحاج: “أعطو للجيش الكلمة ….   خلو لماجد تتفيفا”.

مواضيع من نفس الفئة

رئيس المجلس الدستوري الصحراوي يشارك في دورة لرؤساء المحاكم الدستورية الأفريقية

2 ماي / أيار 2024

إفتتاح أشغال الندوة الإعلامية الأولى للتضامن مع الشعب الصحراوي

2 ماي / أيار 2024

بريطانيا تجدد تأكيد دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير

2 ماي / أيار 2024

مديرة المخابرات الوطنية الأميركية: الحرب في غزة ستحدد مستقبل المنطقة

2 ماي / أيار 2024