بوزنان (بولندا): لايزال الناشط والشاعر الصحراوي عضو هيئة تحرير موقع “الصحراوي” حمزة لكحل، يواصل جولته التحسيسية حول قضية الصحراء الغربية ببولندا، حيث تم استقباله من طرف المكتبة الشهيرة “راتشينسكيخ بيبليوتيكا” رفقة الكاتب والصحفي البولندي، بارتيك صابيلا، يوم الأربعاء الماضي، في أمسية تحولتْ إلى مناظرة بسبب قدوم “ثلاثة أشخاص” مبعوثين من طرف السفارة المغربية والذين عرقلوا سير الأمسية قبل بدايتها بتدخل أحدهم وشروعه في قراءة صفحات معدة سلفا فيها الكثير من المغالطات التاريخية دون أن يشير إلى مصدر واحد يؤكد مزاعمه.

وقد حاول الصحفي، ماريوش كفاشنييفسكي، الذي كان يسير اللقاء، أن يوقف “المتدخل” وأن يترك مجالا لضيوف الأمسية أن يقدموا عرضهم أولا وبعد ذلك يمكن له أن يطرح الأسئلة كيفما يشاء، غير أنه رفض ذلك مما أثار استهجان الحاضرين لهذا السلوك الشاذ عن القاعدة وأدب الحوار.

وبعد أن أكمل قراءة صفحاته، نصح الحاضرين بقراءة تاريخ المغرب والعودة إلى زمن المُرابطين ليتأكدوا أن “كل هذه الأماكن كانت دولة واحدة قسمها الاستعمار الأجنبي” مستدلا بتسمية “الموريسكيين” التي أطلقها الإسبان على المغاربة وعلى الصحراويين والموريتانيين كـ”شعب واحد” وأنها مشتقة من كلمة المغرب أو “مروكو..ماروك”، مع اتهام الكاتبين بالكذب وتزييف الحقائق وأخذ المال من الجزائر وأن كل الصور التي يتضمنها الكتاب تعود للشعب الفلسطيني.

ثم رد عليه صاحب الكتاب، بارتك صابيلا، ردا سريعا وقاطعا حول اتهامه بأخذ المال من الجزائر بأنه اتهام سخيف لا أساس له من الصحة وأن كل المصاريف دفعها من حسابه الخاص وأن الصور التقطها بنفسه ويمكن لأي شخص أن يشاهد الفرق الكبير بين الزي الصحراوي والزي الفلسطيني، وبين المخيمات الصحراوية والفلسطينية؛ كما أنه قابل اللاجئين الصحراويين وتحدث معهم وتنقل في المخيمات دون أي مراقبة أو منع أو أي نوع من أنواع العرقلة على عكس ما شاهده وتعرض له في المناطق المحتلة.

كما أشار إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي يؤكد أن “جميع الأدلة المادية والمعلومات المقدمة للمحكمة، لا تثبت وجود أية روابط سيادة إقليمية بين أرض الصحراء الغربية من جهة، والمملكة المغربية أو المجموعة الموريتانية من جهة أخرى”.

واعتذر الشاعر الصحراوي حمزة لكحل للحضور على هذه المناظرة التي لم تكن مقررة في البرنامج، مشيرا إلى ضرورة الرد على ما جاء به الإخوة المغاربة بإيجاز من أجل استكمال العرض وأنه يدعو الإخوة المغاربة بتنظيم مناظرة في أي وقت يختارونه وفي أي مكان يريدونه (ولم يتلق أي رد على طرحه هذا).

وقدم الشاعر لمحة تاريخية عن المرابطين الذين ينحدرون من قبائل صنهاجة والذين كانوا يقيمون في جزء من الصحراء الغربية وموريتانيا (وليس في دولة المغرب الحديثة)، مشيرا إلى أن هذا الاستدلال يخدم الصحراويين والموريتانيين أكثر من المغرب، وأن لهم الحق في تولي الحكم على كل المنطقة حسب منهجية وطريقة تفكير النظام المغربي؛ موضحا أن هذه العقلية الإمبريالية مفضوحة وبالية وأنها تشابه ما حدث لبولندا في فترة الاحتلال الألماني.

وتطرق إلى تسمية المورسكيين والتي أطلقها الإسبان على كل المسلمين الذين بقوا تحت الحكم المسيحي بعد سيطرة القشتاليين على الأندلس؛ وأن تسمية “ماروك” أو “مرك” هي تصحيف لكلمة “مراكش” وليس “المغرب” أو “المورسكيين” لأن دولة المغرب الحديثة كانت تدعى “مراكش” نسبة للمدينة التي بناها المرابطون، أما بلاد المغرب كتسمية فكانت تطلق على كل البلاد المغاربية (المغرب الأقصى، الأوسط والأدنى)؛ وطلب من الحضور أن يبحثوا عن حقيقة هذه المعلومات ولن يجدوا مصدرا واحدا يُرجح ما جاء به الإخوة المغاربة.

واستكمل صاحب الكتاب عرضه أمام صمت الإخوة المغاربة وتصفيق الحضور الذي عبر عن سعادته وامتنانه للكاتبين؛ بالإضافة إلى شهادة مؤثرة من دكتور صحراوي مقيم في بولندا وهو الدكتور بشرايا، أحد الناجين من القصف المغربي على “أم أدريكة”.

يُذكر أن الصحفية البولندية، يادفيكا مارخفيتزا، التي توصلت برسالة من طرف السفارة المغربية لنشرها في موقع “Etnosystem.pl”، قد بعثت برد للسفارة مفاده أنها لن تستطيع نشر رسالة لا علاقة لها بالحوار الذي أجرته مع الكاتبين؛ وطلبت بإجراء حوار مع السفير المغربي للرد كيفما شاء على الكاتبين وعلى كتاب “كل حبيبات الرمل” لصاحبه بارتك صابيلا؛ غير أن السفير المغربي رفض ذلك بحجة أن الكتاب ليس مترجما بالفرنسية، وأنه قرأ الحوار فقط مع العلم أن الحوار مكتوب باللغة البولندية أيضا وليس له ترجمة بالفرنسية.

مواضيع من نفس الفئة

سفير الجمهورية الصحراوية في كولومبيا في ذمة الله

2 ماي / أيار 2024

رئيس المجلس الدستوري الصحراوي يشارك في دورة لرؤساء المحاكم الدستورية الأفريقية

2 ماي / أيار 2024

إفتتاح أشغال الندوة الإعلامية الأولى للتضامن مع الشعب الصحراوي

2 ماي / أيار 2024

بريطانيا تجدد تأكيد دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير

2 ماي / أيار 2024