نواكشوط (موريتانيا): أجرى موقع “زهرة شنقيط”، مساء أمس الجمعة، مقابلة مع المنسق الصحراوي مع المينورسو، أمحمد خداد، الذي حل بموريتانيا حاملا رسالة من الرئيس الصحراوي-الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، إلى نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، أكد فيها المسؤول الصحراوي أن “المغرب يعيش حالة من النرفزة والتناقض غير مسبوقة فى تاريخه، بفعل العزلة التى يعانى منها، والفشل فى إقناع العالم بعدالة الاحتلال الذي يمارسه الآن فى مناطق واسعة من الصحراء الغربية”.

وأشار المسؤول الصحراوي أن الممسكين بزمام الأمور فى المغرب يعانون من عزلة إقليمية غير مسبوقة، حيث التوتر مع الجزائر والتوتر المستمر مع موريتانيا، والأزمة مع أوربا بفعل اتفاقية الصيد، والخلاف مع الأمم المتحدة بشأن خطة السلام، والتسكع على أبواب الأفارقة بحثا عن مقعد داخل الاتحاد الأفريقى.

وقال ولد خداد إن مراهنة المغرب ليست على الحق أو القانون أو حسم الصراع عبر الاستفتاء، أو كسب ود الصحراويين مع الاحتلال، رغم الترغيب والترهيب على مدى أربعة عقود كاملة؛ مضيفا أن المغرب يستثمر الآن فى عملية تخريب واسعة من خلال ضخ الأموال وترويج المخدرات داخل المناطق الصحراوية بل والمنطقة بالكامل، وهو أمر يشكل تهديدا جديا لمستقبل الآلاف من الشباب، ويعرض أمن المنطقة لهزات عنيفة.

وأشار أمحمد خداد أن المغرب كان يتوقع أن يدخل الاتحاد الأفريقي من جديد عبر عملية سياسية فاشلة، حاول أصحابها الدخول عبر المؤتمر الأخير، وأخذ كلمة فى القاعة الرسمية وتجميد عضوية الجمهورية الصحراوية، لكن رسالة الملك المغربى تم تجاهلها بالكامل من طرف رئيس الاتحاد ورئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، كما أن مجموعة 28 التى روج لها كانت مجرد دعاية سياسية رخيصة، حيث نفت بعض الدول أي مطالبة لها بتجميد عضوية الصحراء الغربية.

وأكد خداد أن المغرب خرج سنة 1984 من منظمة الوحدة الأفريقية عند رفضه لخطة المنظمة الداعية إلى تنظيم استفتاء فى الصحراء الغربية، وقد حاول التعويض بنشاطه فى الأمم المتحدة، ثم عاد الآن للدخول في مشاكل مع الأمم المتحدة وبعثتها بالأراضى المحتلة، ثم طرح العودة إلى الاتحاد الأفريقي كخيار جديد.

واعتبر المسؤول الصحراوي ذلك “مناورة ومؤامرة”، مؤكدا أنها “ليست الأولى وقد لاتكون الأخيرة”، مضيفا “هنالك صراع داخل المحاكم الأوربية، وقد ربحنا النزاع على مستوى المحكمة الإبتدائية، والآن الاستئناف وننتظر منتصف نوفمبر لصدور الحكم النهائى، وكل الدلائل تشير إلى أننا سنربح المعركة بفعل وضوح الملف من الناحية القانونية”.

وأكد أمحمد خداد “وجود ضغوط مغربية من أجل إجهاض الحكم السابق، لأنه يضع دوره فى الهجرة السرية والإرهاب مقابل العدالة والإنصاف والشرعية الدولية، ولكن أملنا فى القضاء الأوربى كبير”.

بيع الوهم للأوربيين

وقال أمحمد خداد إن “المغرب يبيع وهم الاستقرار لأوربا، لكن لو أن الصحراويين عادوا للحرب فى ظل تعثر الاستفتاء هل ستكون الأمور كما يروج الآن؟ العكس تماما”.

وأضاف “لكن تحملنا للمسؤولية ولعبنا دور بارز فى فرض الاستقرار والاعتدال بالمنطقة والدور الذى تلعبه موريتانيا والجزائر هو الدور الأبرز، والضامن بالفعل لاستقرار المنطقة، أما المغرب وممارسته الاستعمارية هو سبب كل المصائب داخل المنطقة، وعنصر تفجير لا استقرار”.

وبالتالى ــ يضيف ولد خداد ــ المغرب هو المسؤول عن أي توتير والدول الاستعمارية الراغبة فى استمرار الأمور على ماهي عليه الآن، من خلال دفاعها عن المغرب. لكن يجب أن تعلم أن مصالحها ليست مع المغرب فقط، بل مع الصحراويين والموريتانيين والجزائريين، وهو ماينبغى أن تستشعره وتعمل من أجله.

لكويره والمطامع المغربية

وحول الاستفزاز المغربى لموريتانيا بشأن “لكويره”، قال المسؤول الصحراوي إنهم (الحكومة الصحراوية) وقعوا اتفاق 05 أغسطس 1979 مع الحكومة الموريتانية، وكانت الاتفاقية تنص بالحرف الواحد على أن لا مطامع لأي طرف بأرض الآخر.

وقال خداد إن “لكويره” أرض صحراوية، لكن الوضعية الحالية وضعية خاصة، فمسار التسوية لم ينطلق بعد، والمغرب يحاول إثارة الفتنة والتوتر فى المنطقة، وهو أمر مرفوض، وندرك أنه يستفز المنطقة ويبتزها من أجل مقابل سياسى.

سفارة صحراوية بموريتانيا

وحول إمكانية افتتاح سفارة صحراوية بموريتانيا، قال أمحمد خداد: “إن موريتانيا تعترف بالجمهورية الصحراوية، وهنالك وفود سياسية وصحفية ونقابية، والجميع من حقه التطلع لتعزيز العلاقات القائمة وتطويرها، ولكن فى النهاية لكل دولة قرارها السياسي، وهي حرة فى الطريقة التى تري أنها مناسبة لتوطيد العلاقة وتعزيزها”.

عودة الأطراف للعمل العسكرى

وحول إمكانية عودة الأطراف إلى العمل العسكرى المسلح، إذا نجحت المغرب فى تقويض العملية الجارية أو دخول الاتحاد الأفريقي عبر بوابة شراء الذمم، أكد أمحمد خداد أن كل الخيارات مطروحة إذا غاب الحل السياسى وعجزت الأمم المتحدة عن وجود حل سياسى للأزمة، رغم وعدها الذي أطلقته 1995.

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

للاطلاع على المقابلة من مصدرها الأصلي، اضغط هنـــــــــــــا

مواضيع من نفس الفئة

سفير الجمهورية الصحراوية في كولومبيا في ذمة الله

2 ماي / أيار 2024

رئيس المجلس الدستوري الصحراوي يشارك في دورة لرؤساء المحاكم الدستورية الأفريقية

2 ماي / أيار 2024

إفتتاح أشغال الندوة الإعلامية الأولى للتضامن مع الشعب الصحراوي

2 ماي / أيار 2024

بريطانيا تجدد تأكيد دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير

2 ماي / أيار 2024