البشارة: “نجحت جبهة البوليساريو يومي 11 و 12 اكتوبر في إعادة لم شمل حركات التحرير الأفريقية وإحياء روح النضال والمقاومة في أوساط كوادرها من أجل تنسيق العمل المشترك مستقبلا، والدفاع عن القضايا الافريقية ككتلة واحدة، وعلى رأسها قضية استكمال تحرير الصحراء الغربية من الاحتلال المغربي“.

خلفيات الحدث:

لم يكن الشعب الصحراوي يوما وحيدا في مواجهة الاحتلال المغربي وأسياده الفرنسيين، بل حظيت نضالات شعبنا منذ الستينات بدعم ثابت من جميع القوى المقاومة في العالم، وخاصة في أفريقيا التي قادت مشعل الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في الاستقلال منذ أواسط الستينات، واعترفت بجبهة البوليساريو حركة تحرير أفريقية أصيلة منذ تأسيسها، لتعترف منظمة الوحدة الأفريقية بعد ذلك بالجمهورية الصحراوية، دولة عضو في الاتحاد، رغم محاولات الرباط المستميتة لمنع ذلك مدعومة من فرنسا وغيرها من القوى الامبريالية آنذاك.

لكن الواقع تغير، ودخلت القضية الصحراوية مسلسل السلام الذي لا ينتهي منذ بداية التسعينات، وهو ما أفقد الكثير من مساندي القضية الصحراوية تركيزهم وانتباههم. بل أن هناك من اعتقد منهم في عدة دول صديقة أن الجمهورية الصحراوية قد استقلت وانتهى الأمر. أما الآن، فقد بات الوضع مختلفا. حيث أن الانتصارات المتكررة التي حققتها القضية الصحراوية خلال السنوات القليلة الماضية أثارت انتباه الكثير من المناضلين الأفارقة، الذين دعموا حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، والذين يستغربون من إصرار المملكة المغربية على مواصلة احتلال أجزاء من دولة عضو في الاتحاد الأفريقي، وشعب أفريقي حر وله كل الحق في الوجود سيدا على أرضه.

الحدث:

دعت جبهة البوليساريو حركات تحرير وأحزاب أفريقية للمشاركة في ندوة بمخيمات اللاجئين الصحراويين للتضامن مع الشعب الصحراوي في كفاحه المشروع من أجل الاستقلال، ولكن أيضا لمناقشة مواضيع مختلفة ذات طابع مشترك.

وبالفعل أجابت غالبية الحركات التي تم الاتصال بها بالايجاب وبدعم المبادرة، رغم ان بعضها لم يتمكن من حضور اللقاء بسبب إما التزامات انتخابية في نفس الفترة، أو قضايا وطنية لم تمكن قيادات الاحزاب من الحضور، في الوقت الذي بعثت حركات التحرير من جنوب أفريقيا، وناميبيا، وأوغندا، والجزائر وزمبابوي وقودا رفيعة المستوى، مخولة لاتخاذ القرارات.

وقد كان اللقاءات مثمرة، والنقاشات المغلقة صريحة وعميقة تناولت أهم انشغالات حركات التحرير الأفريقية، والتحديات العالمية وغيرها من القضايا ذات الأبعاد السياسية والاقتصادية والفكرية.

النتائج:

وبعد الاتفاق على مجمل الأمور في الاجتماع المغلق، قررت الوفود المشاركة أن تنخرط بقوة في الندوة الأولى لحركات التحرير حيث اتخذت قرارين أساسيين هامين إضافة إلى تضامنهم المطلق وغير القابل للمساومة مع كفاح الشعب الصحراوي:

أول القراراين هو: أن تقوم بتأسيس منتدى لحركات التحرير والأحزاب الأفريقية، يصبح بمثابة آلية تنسيق أفريقية لحركات التحرير مستقبلا.

ثانيهما: أن يقوم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الحاكم بجنوب أفريقيا، بتنظيم الإجتماع الثاني لهذا المنتدى بجنوب أفريقيا السنة القادمة، وهو ما دعمته جميع الوفود المشاركة، وقررت المساهمة في إنجاحه.

تخليد مائوية الزعيم الرمز نيلسون مانديلا:

لم يكن اختيار الذكرى ال43 للوحدة الوطنية لتخليد مائوية نيلسون مانديلا اعتباطا، بل خيارا مدروسا لتخليد إرث وروح هذا المناضل الأفريقي والعالمي في يوم عظيم مثل يوم الوحدة الوطنية، وبحضور حركات تحرير أفريقية رمزت دائما وما تزال إلى الوحدة الأفريقية، وإلى الكفاح الأفريقي الموحد ضد الاستعمار، والظلم والقهر.

ولقد التقط الضيوف الأفارقة الرسالة بذكاء كما هو معهود، حيث نجحوا في مداخلاتهم إلى إبراز أهمية تخليد ذكرى المناضل الأفريقي الذي يجمع عليه كل الأفارقة في يوم الوحدة الوطنية لشعب أفريقي ما يزال يكافح من اجل استكمال حريته.

خلاصة:

لقد كانت الندوة الأولى لحركات التحرير والأحزاب الأفريقية، وما صاحبها من تخليد لمائوية نيلسون مانديلا، بمعقل الممثل الشرعي والوحيد لآخر شعب أفريقي ما يزال يناضل لاستكمال استقلاله، إنجازا تاريخيا يحسب لجبهة البوليساريو، التي أثبتت للمشاركين أنها فعلا حركة تحرير أفريقية، تسعى مثل جميع الحركات الأخرى إلى تعزيز الإرث التضامني بين الشعوب الأفريقية، وتسعى إلى تجسيد حلم الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية/الاتحاد الأفريقي، الذي يشكل في المحصلة البوتقة الأم التي تسعى كل القوى الأفريقية الغيورة على القارة للعمل في إطارها، وداخلها ومعها من أجل خدمة القارة السمراء وشعوبها.

وفي هذا الإطار، نجح المشاركون في الندوة بقرارهم تأسيس منتدى خاص بحركات التحرير في وضع اللبنة الأولى نحو تنسيق الجهود وتنظيم العمل المشترك، وبلورة استراتيجية موحدة للتعجيل باستكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، ولكن أيضا بناء قاعدة أفريقية صلبة لاتخاذ القرارات المشتركة والموحدة من مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

المحطة أيضا عززت التضامن الأفريقي مع الشعب الصحراوي في كافة المجالات، وعززت أسباب الدفاع الجماعي عن القيم والمبادئ المشتركة المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، ووضع القضية الصحراوية على رأس أولويات هذه الحركات.

وفي الختام، يمكن القول بحق أن الشعب الصحراوي، ورائدة كفاحه التحرري تستطيع أن تفتخر اليوم بأنها كانت الخيمة الأفريقية التي اجتمع فيها خيرة أبناء القارة لتبني مواقف موحدة تدافع عن نفس المبادئ، والقيم والأهداف التي دافع عنها الآباء المحررون للقارة.

مواضيع من نفس الفئة

رئيس المجلس الدستوري الصحراوي يشارك في دورة لرؤساء المحاكم الدستورية الأفريقية

2 ماي / أيار 2024

إفتتاح أشغال الندوة الإعلامية الأولى للتضامن مع الشعب الصحراوي

2 ماي / أيار 2024

بريطانيا تجدد تأكيد دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير

2 ماي / أيار 2024

مديرة المخابرات الوطنية الأميركية: الحرب في غزة ستحدد مستقبل المنطقة

2 ماي / أيار 2024