البشارة: “يشارك وفد الجمهورية الصحراوية منذ يوم أمس الاثنين واليوم الثلاثاء في الاجتماع الوزاري للاتحاد الأوروبي – الاتحاد الأفريقي المنعقد بالعاصمة البلجيكية، بروكسيل، بحضور وزراء خارجية ومسؤولين رفيعين من جميع الدول الأفريقية والأوروبية، ومن الاتحادين الأفريقي والأوروبي وبحضور مسؤولين عن العديد من المنظمات الدولية والقارية. ويمكن القول أن هذه المشاركة، ومجرد حضور وفد رسمي صحراوي، على قدم المساواة مع بقية الدول المشاركة، هو في حد ذاته ترسيخ للحل الوحيد المنطقي، والقانوني، والواقعي، والدائم والعادل للنزاع في الصحراء الغربية، والمتمثل في الإعتراف التام والنهائي بالجمهورية الصحراوية من قبل المنتظم الدولي، وبداية نهاية الواقع الاستعماري الذي فشل نظام الاحتلال المغربي في فرضه، وتشريعه طيلة 43 سنة من عمر غزوه واحتلاله للصحراء الغربية، بسبب استحالة فرض هذا الواقع الاستعماري قانونيا، وسياسيا، ودبلوماسيا، واجتماعيا ومنطقيا“.

الحدث:

يشارك وفد وزاري صحراوي، يقوده عضو الأمانة الوطنية وزير الخارجية الصحراوي، محمد سالم ولد السالك، مرفوقا بعضوي الأمانة الوطنية، محمد سيداتي، الوزير المنتدب المكلف بأوروبا، ومحمد يسلم بيسط، المكلف بمهمة بوزارة الخارجية، رفقة الممثل الدائم للجمهورية بالاتحاد الأفريقي، لمن ابا علي، والممثل الصحراوي ببلجيكا، أبا ماء العينين، والعضو بتمثيلية الجبهة ببلجيكا، بصيري مولاي الحسن.

وتعتبر مشاركة الجمهورية الصحراوية ضربة دبلوماسية جديدة تنضاف إلى الضربات المتعددة التي تلقتها دبلوماسية الاحتلال المغربي خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة منذ 2017 سنة انضمام المغرب للاتحاد الأفريقي.

وبطبيعة الحال، قد لا ينتبه الكثيرون إلى أهمية هذه المشاركة في اجتماع من هذا النوع، ومن هذا الحجم الدولي، لكن ينبغي التذكير بأن المملكة المغربية بذلت كل ما في وسعها من جهد منذ انضمامها للاتحاد الأفريقي في محاولات فاشلة ومضحكة أحيانا أن تعرقل مشاركة الجمهورية الصحراوية في اجتماعات هذا الاتحاد نفسه، مؤكدة أنها ستقوم “بطرد” الجمهورية الصحراوية منه كما كان وزراء الخارجية المغاربة يعدون الشعب المغربي المغيب والمقهور.

لكن الأيام اثبتت استحالة تحقيق هذه الغاية. وبالمقابل، غيرت الجمهورية الصحراوية من استراتيجيتها تماما، حيث لم تعد تقبل بالتغيب عن أي اجتماع مشترك بين الاتحاد الأفريقي والشركاء الدوليين كما كانت تفعل في السابق بشكل تطوعي حرصا على مصلحة القارة، وحجتها أن المغرب قد اعترف فعليا بالجمهورية الصحراوية بمجرد انضمامه للاتحاد الأفريقي ولم يعد لديه الحق في الاحتجاج على مشاركتها في أي اجتماع دولي ما دام يجلس معها ندا للند في نفس المنظمة، وتحت نفس السقف، وبموجب نفس القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي الذي تعتبر الجمهورية الصحراوية مؤسسا له.

غير أن طعم الانتصار هذه المرة أكبر حيث أن الجمهورية تجلس سيدة على كرسيها مثل بقية دول العالم في عقر دار الاتحاد الأوروبي، بروكسيل، وبحضور وزراء جميع الدول الأوروبية الذين وافقوا منذ أشهر قليلة على تجديد اتفاقية التجارة مع المغرب في انتهاك خطير ومخزي للقانون الدولي ولأحكام محكمة العدل الاوروبية. إذا، للوزراء الاوروبيين الآن فرصة للاستماع عن قرب لوجهة نظر الجمهورية الصحراوية تجاه هذا الانتهاك، ولهم أن يتعايشوا مع حقيقة ان الجمهورية الصحراوية حقيقة قائمة، وامر واقع سياسي على الأرض لا يمكن تجاوزه لا جغرافيا، ولا سياسيا بحكم حضورها الدبلوماسي والسياسي الدولي.

الخلاصة:

لقد قلنا مرارا أن حل النزاع في الصحراء الغربية يتمثل في احترام القانون الدولي، والقانون الأوروبي نفسه، وطبعا في احترام القوانين الأفريقية، ولا يمكن بأي حال أن يتم تمرير اي حل يتجاوز حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، لأن ذلك سيكون بكل بساطة إيذانا وتشجيعا لسيادة قانون الغاب، وليس ذلك في مصلحة أي بلد، خاصة البلدان الصغيرة، وحتى المتوسطة، التي تشكل الغالبية العظمى من دول العالم.

حل النزاع يتمثل وجوبا في تمكين الجمهورية الصحراوية من ممارسة سلطتها السيادية على جميع تراب الصحراء الغربية، وتمكينها من تسيير ثرواتها الطبيعية، لتستطيع أن تلعب الدور المنوط بها كدولة مؤسسة للاتحاد الأفريقي، وكدولة قائمة من دول شمال أفريقيا، وعلى المغرب أن يقتنع بضرورة التوصل إلى حل سياسي، واقعي، ومتفق عليه يستفيد بفضله من إمكانيات التعاون، والشراكة التي تستطيع الجمهورية الصحراوية أن توفرها له ولبقية الدول المغاربية والأفريقية من اجل تحقيق الاستقرار، والأمن، والتنمية في القارة وإنهاء هذا النزاع الذي طال أمده، وأعيى الوسطاء بسبب استحالة حله خارج القانون رغم أن المغرب قد حضي بفرصة السيطرة الفعلية على الأرض لأربعة عقود دون جدوى.

هذا هو الحل الديمقراطي، والواقعي، والقانوني الوحيد الممكن، وأي شيء غيره مجرد دحرجة للنزاع في هاوية المجهول.

مواضيع من نفس الفئة

سفير الجمهورية الصحراوية في كولومبيا في ذمة الله

2 ماي / أيار 2024

رئيس المجلس الدستوري الصحراوي يشارك في دورة لرؤساء المحاكم الدستورية الأفريقية

2 ماي / أيار 2024

إفتتاح أشغال الندوة الإعلامية الأولى للتضامن مع الشعب الصحراوي

2 ماي / أيار 2024

بريطانيا تجدد تأكيد دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير

2 ماي / أيار 2024