تاريخ الدولة المغربية “المستقلة وذات السيادة” من الحماية وحكم  الجنرال ليوطي مرورا بعهد وصاية معاهدة إيكس لي بان  إلى اتفاقيات أبراهام

أمحمد/ البخاري

4 سبتمبر / أيلول 2023 - آخر تحديث 4 سبتمبر 2023 / 20:01

   التعليقات 0

في الصورة الجنرال اليوطي يجلس مع ملك المغرب محمد الخامس

بعيدا عن الروايات و الخرافات و الأساطير و القصص المزورة لتاريخ المغرب الأقصى، المعروف قديما ببلاد بمراكش، فإن مؤسس المغرب الحديث و بحدوده الدولية المعترف بها هو الجنرال الفرنسي ليوطي( LYAUTEY).

هذا المقال يهدف إلى لفت أنظار الرأي العام حول خطورة التحريف الخطير لتاريخ منطقة شمال وغرب أفريقيا الذي يحاول النظام العلوي في المغرب الأقصى اعتماده لأسباب داخلية متعلقة بشرعيته و استمراره كنظام.

  لقد تم في هذا الإطار إصدار المئات من الكتب و الدراسات و انشاء العديد من أشباه المراكز و اللوبيات قصد تمرير تاريخ مزور مبني على سياسة التوسع والاحتلال الاستيطاني.

إن تاريخ الدولة المغربية و ما يدور حوله من روايات مختلفة و مغالطات و تلفيقات لا يجب أن يمر على النخب المغاربية بدون القيام بالمجهودات الضرورية لإجراء التصحيحات اللازمة و إخضاعه للمنهج العلمي في دراسة وإعادة صياغة و كتابة التاريخ.

توعية الأجيال المغاربية، و في المملكة المغربية بصفة خاصة، من خلال تقديم القراءات الصحيحة للتاريخ، بعيدا عن تلفيقات السياسة العلوية التوسعية و نظرتها الشوفينية، يعتبر من الأولويات الفكرية المعاصرة بالنسبة لمستقبل شعوب المنطقة.

في هذا المقال سنتعرض في مقدمة موجزة إلى مراحل بناء ما كان يسمى ببلاد مراكش و ما تعارف عليه المؤرخون بإسم المغرب الأقصى منذ انتشار الإسلام في شمال أفريقيا إلى الأزمنة المعاصرة حتى نتوقف على ما يعتبر حقائق موضوعية لنفرق بينه و بين ما نسجه نظام المخزن العلوي عبر الادعاءات والمغالطات و تزوير للحقائق لاعتماد رواية مضللة تعتبر أن ما يمثل اليوم المملكة المغربية هي النظام  الذي شكل عبر العصور الدولة التاريخية الوحيدة و الأصيلة في المنطقة. و أن هذه الدولة شكلت “الامبراطورية المغربية” المترامية الأطراف التي سوقها لنا علال الفاسي، فيلسوف سياسة التوسع و الشوفينية، في خريطته” للمغرب الكبير ” و في كتابه ” الأبيض”  الراميين في الحقيقة إلى ذبح التيار الوطني المغربي الذي كان يطالب بالإستقلال التام عن فرنسا و توجيهه صوب المطالبة بأراضي الشعوب المجاورة و تبرير العدوان عليها كما حصل.

أولا: حقيقة وجود الدولة المغربية و أصل السلالات التي حكمتها

الفترة التي تهمنا تبدأ منذ قيام حكم الادارسة مع ادريس بن عبد الله فى مطلع سنة 788م ( فر من الموت بعد إنتصار العباسيين في معركة فخ قرب مكة بقيادة المهدي بن أبي جعفر من أحفاد عبد المطلب ضد الطالبيين بقيادة الحسين بن علي الخير من أحفاد الحسن البسط بن علي بن ابي طالب)، مرورا بفترات المرابطين (1040-1147) و الموحدين ( 1147-1269) و المرينيين و الوطاسيين ( 1296-1549) و السعديين( 1554-1659) إلي قيام نظام العلويين، منتصف القرن السابع عشر، ابتداء من سنة 1666م.

في هذه العصور لم يكن لما يعرف ببلاد مراكش، او المغرب الأقصى، سلطة مركزية يخضع لها، في نفس الوقت، كل البلد وسكانه.

و كغيره من المناطق في شمال أفريقيا و الشرق الأوسط ظهرت في المغرب الحالي عشرات من تنظيمات العشائر و القبائل او مجموعات منها حكمت مناطق محدودة غالبا ما تقوم على أنقاضها عادة انظمة اخرى بعد حروب او  مواجهات.

 و يعتبر المرابطون ( تحالف قبائل صنهاجة المنتشر من وادي درعة شمالا الى نهر السينغال  جنوبا أي ما يشكل حاليا، تراب كل من الجمهورية الصحراوية و موريتانيا، تقريبا) هم أول من وحد، و لكن مؤقتا،  المغرب الأقصى و بنى مراكش ليعطي اسمها للبلد كله الذى تم تحريره من التشرذم و صحح إسلامه و قضى على الأطماع الأوروبية و تم توسيع نفوذه ليشمل أجزاء كبيرة من شمال إفريقيا. و لولا المرابطون فإن التواجد الاسلامي في الاندلس لم يثبت أربعمائة سنة إضافية قبل أن تتم الإطاحة بالمرابطين من طرف الموحدين الزناتيين الذين يعتبرون حكم  صنهاجة القادمة من الجنوب حكما أجنبيا.

( للإطلاع على الصراعات و الحروب بين المرابطين و الموحدين و الخلافات الدينية والإثنية بينهم التي كانت السبب في نهايتهم يستحب مراجعة:

1-معركة البحيرة
ar.wikipedia.org>wiki

2- كتاب الأندلس من الفتح الى السقوط.
بدء المعارك بين المرابطين و الموحدين 
shamela.ws»book)

  حكم الموحدين و هم في غالبيتهم من قبائل مصمودة الزناتية في منطقة سوس ( تحت زعامة المهدي محمد بن تومرت( تنسب له خرافات كثيرة و تشدد ديني إلى حد كبير)  احتمي بقبائل ندرومة الجزائرية تحت رئاسة عبد المؤمن بن علي صديقه و تلميذه و الذي كان هو الحاكم الفعلي للمغرب الأقصى. هذه الحقبة كانت من أسباب اندثار المرابطين و عرفت معركة “البحيرة” التى نظمها الموحدون ضد المرابطين و شكلت عاملا أساسيا في تشتيت الخلافة الاسلامية في الأندلس ولو أن الموحدين استطاعوا توسيع رقعة انتشارهم في شمال افريقيا. 

بيد أن نظام الموحدين لم يضمن الإستقرار و الاستمرارية، هو الآخر، نتيجة للحروب المستمرة التي واصلها مع بقايا دولة المرابطين التي احتفظت بمناطق و اتباع كثر حتى جاء بنو عبد الحق من المرينيين و بني عمومتهم الوطاسيين ( من قبائل زناتة كانوا ينتشرون من شمال و غرب الجزائر الى الساقية الحمراء) ليقضوا على حكم الموحدين.

 ويعد حكم المرابطين، نتيجة لعدة اعتبارات وعوامل، هو النظام الوحيد في تاريخ المغرب الأقصى، الذي يمكن أن نؤكد أنه سيطر على كامل تراب المغرب الأقصى في نفس الوقت خلال فترة طويلة نسبيا. 

 كما تجدر الإشارة هنا إلى أن الدولة المرابطية في المغرب الأقصى انفصلت عن أصولها بعد القطيعة بين اميرها ابوبكر بن عمر ( يوجد قبره في منطقة لمگاسم بموريتانيا) و القائد العسكري يوسف بن تاشفين الذي رفض التنازل عن الحكم الذي كان قد تولاه بالنيابة عن الأمير الذى اضطر إلى الرجوع الى القواعد الخلفية لتسوية خلافات نشبت بين الأطراف الصنهاجية.

و يجب التأكيد هنا أن من تصفح تاريخ المغرب من خلال كل البحوث و الدراسات المحايدة و ذات المصداقية لا بد أن يقر بصفة موضوعية ب:

1- أنه لم توجد قط، و إلى اليوم، دولة مركزية تسيطر على كل التراب المغربي نابعة مائة بالمائة من رحم الشعب المغربي و تستمد حكمها من إرادته الحرة و المستقلة بدون تدخل عامل خارجي أو أجنبي عكس ما تريد الرواية الرسمية ان تسوق له عبر تاريخ مزور من الأساس. 
و ما ابتكار شعار أن تراب المغرب كان ينقسم إلى بلاد المخزن و بلاد السيبة إلا دليلا على الحرج الموجود لدى مؤيدي و اتباع قصة التاريخ المخزني الرسمي. 

2- إن العائلات او القبائل أو الأشخاص  الذين تعاقبوا على حكم بلاد المغرب الأقصى لم يحققوا ذلك إلا من خلال تحالف مع قوى اوروبية او اجنية عن البلد و الاستثناءات قليلة جدا.

3- إن حكم العلويين و صعودهم من سجلماسة ( تافيلالت حاليا) منذ القرن السابع عشر، بعد قدومهم من منطقة توات الجزائرية و ليس من المشرق كما يدعون، لم يستقر أبدا إلا أثناء فترة مولاي إسماعيل (1672-1727) ليدخل من جديد في حروب مستمرة بين ابنائه و لم يعد له استقراره النسبي إلا تحت الإحتلال الأجنبي و مع بداية تقسيم المغرب إلي مناطق حماية و نفوذ لدول اوروبية مختلفة( 1809-1912) ثم إنطلاقا من توقيع سلطان المغرب مولاي الحفيظ على معاهدة الحماية بتاريخ 30 مارس 1912( معاهدة فاس).

ثانيا: التاريخ الحقيقي للمغرب و التاريخ كما كتبه المخزن 

لا بد أن نسجل هنا ان تاريخ المغرب الأقصى ليس هو تلك الصورة التي  يريد المخزن المغربي أن يتم اعتمادها لتأسيسها على مغالطات وادعاءات لا أساس لها من الصحة و منها:

أ- خرافة الإمبراطورية المغربية و كذبة البيعة

 دعاية المخزن حول وجود إمبراطورية مغربية لا أساس لها من الصحة اطلاقا. بل أكثر من ذلك، كما اكدنا سابقا، لم تتمكن تاريخيا أية سلطة في تاريخ المغرب الأقصى أن تشكل حكما مركزيا يبسط سيطرته على تراب ذلك البلد كاملا و يتم الإعتراف له بالشرعية من لدن كافة سكان المناطق، ما عدا الاستثناءات التي ذكرنا سابقا في عهد دولة المرابطين و نسبيا أثناء فترة الموحدين و سبب ذلك يعود إلى تدخل قوى خارجة عن إقليم المغرب الأقصى ( المرابطون من الصحراء الغربية و موريتانيا و قوة جيش الموحدين تفسرها صلابة فرسان ندرومة القادمين بالجزائر).

لقد كان المغرب الأقصى يعرف بإستمرار حروب ومواجهات في جل المناطق وكان ظهور إمارات مختلفة في نفس الوقت و انظمة محلية مستقلة هي الميزة السائدة عبر العهود.

و فيما يتعلق بما يسوقه تاريخ المخزن المزور حول ما يسميه بفتح إفريقيا وإقامة إمبراطورية مغربية مترامية الأطراف و يستدلون على ذلك بوصول جيش أحمد المنصور الملقب بالذهبي إلى تمبكتو أثناء حكم السعديين و زيارة مولاي اسماعيل من العلويين إلى البراكنة بموريتانيا فإن حقيقة هذين الحدثين تكذب الرواية المخزنية الرسمية. الأمر الأول يكمن في أن إسبانيا، التي كانت فى سباق مع كل من تركيا العثمانية و إيطاليا و البرتغال على تجارة قوافل الذهب و الملح و الصمغ السوداني و ريش النعام و النحاس الأحمر، اتفقت مع أحمد المنصور على خطة لقطع طريق القوافل التي كانت تنقل الذهب و الصمغ من السودان ( إمبراطورية سونغاي بمنطقة تمبكتو و غاوة) إلى شواطئ المحيط الأطلسي في منطقة مصب نهر غامبيا لتحمله السفن الشراعية إلى البرتغال أو تلك التي تنقله إلى فزان في ليبيا لارساله بعد ذلك الى كل من إيطاليا وتركيا المتنافستين لإسبانيا و البرتغال معا.

هدف الإتفاق هو تحويل مسار تلك القوافل بإتجاه سجلماسة و مراكش و الصويرة لينتقل منها إلى إسبانيا.

الاتفاق كان يقضي بأن يضع المنصور الذهبي قوة من 4000 جندي تحت قيادة الضابط الإسباني دييغو دي غيفارا (Diego de Guevara)، الذي لقب ب جودير باشا Djouder Pachá من طرف أحمد المنصور، و هذا بالإضافة إلى 500 مرتزق أوروبي من إسبانيا و ألمانيا و إيطاليا و من ضمنهم مجموعة من البريطانيين مختصة في المدفعية.

الإتفاق كان يقضي بقسمة الغنائم بين سلطان السعديين و الإسبان و المرتزقة الأوروبيين. و فعلا بقي الأمر هكذا حتى توفي أحمد المنصور الملقب بالذهبي.

لقد شكلت معركة تونديبي و غزو و تحطيم الإمبراطورية شونغاي الإسلامية في تمبكتو و غاوة سنة 1591، أثناء حكم الأمير الزاهد آسكيا إسحاق الثانى، و التي كانت معلمة إسلامية مزدهرة و منارة علمية و محطة تجارية للكثير من القوافل في غرب أفريقيا، شكلت، إذن،  ابشع ما قام به السعديون في عهد أحمد المنصور.

رجعت القوات المشتركة للمرتزقة الإسبان و السعديين بقيادة جودير باشا تحمل أطنانا من الذهب و أزيد من 2000 من الأسرى الزنوج الذين تم بيع جزء منهم في سوق الرقيق و بعض كان من نصيب أحمد المنصور الذي استعبدهم. و كان من الاسرى بعض أعيان تمبكتو و أحد علماء إماراتها المسلمة الكبار و هو الحاج أحمد بابا التمبكتي الذي مكث عشر سنوات أسيرا في مراكش، نتيجة لرفضه مبايعة أحمد المنصور متحديا بعلمه و معرفته علماء البلاط السعدي، و ألف هناك كتابه المشهور تحت عنوان “معراج الصعود في حكم مجلوب بلاد السود”. الذي يعد أول عمل فقهي ينتقد تجارة الرقيق والعبودية و يعتبر مرجعا متميزا في زمانه.

ترك جودير حامية من المرتزقة و مجموعة من جنود أحمد المنصور لمواصلة احتلال تمبكتو بهدف تأمين تحويل القوافل التجارية في اتجاه إسبانيا عبر سجلماسة و المغرب الأقصى.

توالت المواجهات بين سلالات شونغاي مع الغزاة السعديين و المرتزقة الأوروبيين و انتهت بانسحاب الأخيرين بدون رجعة ليتم بذلك طي صفحة الغزو والعدوان المشترك الاسباني السعدي ضد إمارة شونغاي المسلمة الذي كان بهدف الحصول على الذهب و الرقيق.

و من سخرية الأقدار كذلك نذكر أن الحامية الإسبانية السعدية التى لم تستطع أن تقاوم باستمرار هجمات شونغاي المتواصلة قررت قطع علاقتها بالسعديين و الاسبان و دخلت تمبكتو بعد ذلك في فترة حكمتها عشائر وزعامات دينية محلية استمرت لمدة زمنية طويلة انتهت مع استعمار فرنسا لتلك المنطقة من غرب افريقيا التى كانت تعرف بإسم السودان.

فإذا كان فعلا لا وجود على الإطلاق  لدولة مركزية يتبع لها التراب المغربي بأكمله بصفة مستمرة فإن الكلام عن وجود إمبراطورية يعد دربا من الدعاية و الوهم.

للإطلاع على أوجه من تلك الوقائع و الحقبة الزمنية و أحداثها التاريخية يستحب تصفح:

1-تمبكتو – m.marefa.org

2- “نيل الابتهاج بتطريز الديباج” التنبكتي، أحمد بابا- shamela.ws

3-es.m.wikipedia.org
Yuder Pachá

4-Ahmed Baba, un sage à Tombouctou.
Par Francis Simonis
lepoint.fr.culture

4-Ahmed Baba
fr.wikipedia.org

5-Ahmed Baba, le savant de Tombouctou
de.com

و فيما يتعلق بزيارة السلطان العلوي مولاي اسماعيل إلى إمارة البراكنة فكانت بعيدة كل البعد عما نسجته صفحات تاريخ المغرب الأقصى المزورة بحيث أن تلك الزيارة كانت في إطار بحث ذلك السلطان عن تملك العبيد و البحث عن الذهب و المجوهرات و لم تكن للبيعة او المبايعة بل يمكن وصفها بأنها كانت للتسول والإرتزاق.

 و من المعلوم عند العموم أن أهل  الساقية الحمراء و بلاد شنقيط معروفون بالكرم و حسن الضيافة و خاصة عندما يتعلق الأمر بعالم جليل او بامير او سلطان بلد مسلم فإنهم يستقبلونه بحفاوة كبيرة و يغدقون عليه أجمل الهدايا من أغلى ما يملكون.

و بالفعل فقد حصل السلطان العلوي على مئات من الزنوج كعبيد أثناء تلك الزيارة سنة 1680 و ذاك أصلا ما كان يبحث عنه بالإضافة إلى هدايا من الذهب وزوجة أمير البراكنة بكار المغفري الملقب بالغول ابنته اخناثة المشهورة، والدة الأمراء، الفقيهة و الشاعرة و لم تكن تلك الهدايا و حسن الضيافة لا خراجا ولا ضريبة. 

إن أهل تلك البلدان لما عرف فيهم من عزة و كرامة و عشق للحرية والاستقلال في القرار لم يبايعوا قط سلاطين المغرب الأقصى وكانت العلاقة بينهم يطبعها التعامل بالندية لأن عقولهم و ثقافتهم لا تقبل الخنوع و الانحناء لغير الله. إنهم يحبون الصداقة المتبادلة و هم شديدو المراس عندما يحسون بالإهانة والاحتقار.

إن كل تفسير مغاير لهذه الاعتبارات و هذه الحقائق الثابتة يعد تزويرا و كذبا.

أما كثرة الحديث عن  “الإمبراطورية المغربية ” أو الإمبراطورية الشريفة” فليس سوى دعاية نسجها الجنرال الفرنسي ليوطي المعروف بشغفه المنقطع النظير للطقوس الامبراطورية و الآثار القديمة كالرومانية و اليونانية و غيرها. و بما أنه وجد في بعض المدن المغربية الأسوار و القصور الحمراء القديمة و خاصة في مراكش و فاس أطلق هذا الاسم على المغرب الأقصى و انتج طوابع و دمغة باسم “الإمبراطورية الشريفة” و رسمه في بعض الوثائق و المراسلات التي تعود إلى فترة الحماية.

هذا “الإبداع” الإستعماري وجد في شخص علال الفاسي، أحد دعاة الملكية الإقطاعية، من قام بتجسيدها على الورق عبر خارطة ليست لها اية علاقة بالواقع ضم فيها أراضي شاسعة من الجزائر و الجمهورية الصحراوية وموريتانيا ومالي والسنغال سماها “خارطة المغرب الكبير” ضمن كتاب “ابيض” يدعي فيه تبعية تلك البلدان للمغرب الأقصى.

( انظر ذلك في موضوع 
“حزب الإستقلال المغربي: نهج توسعي عبر خريطة رملية وهمية”
محمد نعمة عمر. الحصاد نت.
alhassad.net/article 1598.html )

و يندرج خطاب محمد الخامس سنة 1958 بامحاميد الغزلان و إنشاء وزارة للمطالبة بموريتانيا و الصحراء الغربية في إطار تلك السياسة الداخلية المغربية الرامية إلى اسكات المعارضة عبر تمسك القصر العلوي بالشعارات التوسعية و الشوفينية لسحب ورقة المطالبة بالاستقلال التام من يد الحركة الوطنية.

ب:- الحماية الفرنسية و ألقابها و الامبراطور ليوطي

تميزت فترة الإستعمار الفرنسي للمغرب تحت اسم الحماية بادخال القاب مثل “الامبراطورية الشريفة “: و “المملكة المغربية الشريفة المحمية”  لتمرير سياساتهم الخبيثة.

( انظر بهذا الخصوص:
” اسم المغرب قديما…تعرف على أصول وأسماء المغرب عبر التاريخ.”
maghrebhistory.com).

تم التوقيع على معاهدة الحماية يوم 30 مارس 1912 بفاس من طرف السلطان عبد الحفيظ و المبعوث الفرنسي وجين رينو( Eugène Regnault).

وتحمل الوثيقة عنوان يحمل في طياته شحنة قوية من التعالى و درجة كبيرة من السخرية حيث كان هو:

” معاهدة تنظيم الحماية الفرنسية للملكة الشريفة “

السلطان العلوي الموقع على المعاهدة المشؤومة حصل في المقابل على ما نص عليه الفصل الثالث الذي يقول أن: ” دولة الجمهورية تتعهد بإعطاء جلالة السلطان الإعانة المستمرة ضد كل خطر يمس بذاته الشريفة أو بكرسي مملكته…و هذه الإعانة تعطى لولي عهده و لمن يخلفه “.

و مقابل ما سبق ذكره فإن السلطان “الشريف” يلتزم حسب البند الثاني من المعاهدة ب : 
“جلالة السلطان يساعد من الآن على الاحتلالات العسكرية بالايالة المغربية”

وثيقة الحماية تعطي لفرنسا الحكم المطلق بمباركة السلطان العلوي و تخول للمستعمر الفرنسي إدخال الإصلاحات الهيكلية و الإدارية التي يراها ضرورية حيث يصبح المخزن احدى آليات تنفيذ سياسته تحت قيادة المقيم العام الذي تم تعيينه في شخص الجنرال لوي هوبير غونصالف ليوطي
Louis Hubert Gonzalve Lyautey 
( وزير دفاع سابق أثناء الحرب العالمية الثانية و خبير في السياسة الإستعمارية الذي تولى تنفيذها في بلدان افريقية و اسيوية منها الجزائر و مدغشقر و الفيتنام).

حكم ليوطي المغرب الاقصى بكثير من الغلو في الأبهة و التعالي و اظهر شغفا و حنينا للملوك و الاباطرة كغيره، و هم كثر، من الفرنسيين النادمين على شنق آخر ملوكهم و إعلان الجمهورية.

ادخل الجنرال ليوطي المقيم العام الفرنسي نظاما يشبه في بروتوكولاته نظام لويس الرابع عشر الفرنسي و اصبح المخزن و قياداته يسمونه  “سيدي ليوطي” SIDI Lyautey ” ويقبلون يديه في أجواء مزدوجة من الإحترام و الخوف.

ادخل الجنرال ليوطي قوانين وإجراءات الإدارة الحديثة وأصدر الرقم الأول من الجريدة الرسمية المغربية باللغة الفرنسية تحت اسم: ” الجريدة الرسمية للدولة المغربية الشريفة المحمية” بتاريخ 1 نوفمبر 1912.
“Empire chérifien
Protectorat de la République Française au Maroc”

و عمد ليوطي أن يكون العدد الأول من الجريدة الرسمية باللغة العربية الصادر يوم 1 فبراير 1913 يمجد السلطان و يلمع صورته باعتباره حسب ما دون ليوطي في هذا العدد الأول أنه: ” بئر المجد و ينبوع الشرف الأسمى أبا الحسن سيدنا و مولانا يوسف أمير المؤمنين” و ذلك بعد أن تولى يوسف كرسي السلطنة مكان أخيه عيد الحفيظ في ظروف غامضة يقال لأن الفرنسيين يفضلونه على أخيه لإعجابه المفرط بهم مقابل كرهه المعلن للبريطانيين و الإسبانيين.

مع بداية الحماية حول الفرنسيون العاصمة من فاس إلى الرباط و قاموا بتنظيم استغلال الفلاحة و المناجم وبناء فروع في المغرب لجميع المؤسسات الإقتصادية و المالية الفرنسية.

و تم تنظيم المخزن و تعيين الباشوات والقواد والشيوخ من طرف الإدارة الفرنسية وعلى رأسها السلطان العلوي الذي يخضع لتعليمات المقيم العام الفرنسي.

و تولى كرسي السلطنة في هذه الظروف المهينة السلطان يوسف من 1912 إلى 1927 و محمد الخامس من 1927 إلى غاية 1953 ليتم اجلاؤه الي مدغشقر ضمن عملية استباقية لجعل المطالبة برجوعه أهم مطلب لجزء كبير من الحركة الوطنية المغربية بهدف تشتيتها و عزلها عن العمل الجماعي والمشترك المغاربي في دول شمال إفريقيا الذي كانت  الإتصالات الأولى بخصوصه قد بدأت بهدف توحيد إستراتيجية عملية التحرير.

عين المقيم العام الفرنسي محمد بن عرفة، لمدة سنتين 1953-1955، سلطانا على المغرب، محل ابن عمه محمد بن يوسف( الملقب بالخامس) أثناء تواجد هذا الأخير في مدغشقر ضمن الخطة الاستعمارية الفرنسية التي انتهت بتوقيعه على إتفاقيات ايكس لي بان و صعوده من جديد على عرش العلويين مع إعلان الإستقلال الشكلي للمغرب سنة 1956 بشروط فرنسا و تحت وصايتها كما سنرى لاحقا.

شكلت الحماية الفرنسية على المغرب ذلك الإتفاق بين المستعمر الفرنسي و سلاطين العلويين و حاشيتهم من المخزن ضد سيادة الشعب المغربي و كرامته الشيء الذي دفع ببعض الكتاب و الوطنيين المغاربة للإعتراف بأن السلاطين العلويين هم من طلبوا الحماية الفرنسية للحفاظ على عروشهم كما يقول عبد الرحيم العلام، الكاتب وأستاذ القانون الدستوري المغربي، منتقدا إخفاء حقيقة أسباب الحماية: ” بأننا نعرف كيف انتهت حقبة الحماية لكننا لا نعرف كيف بدأت”  ليستخلص ” أن السلطان كان هو من طلب الحماية و هو من احتمى بها “

و لإلقاء نظرة عن الحماية الفرنسية على المغرب و السياسة الإستعمارية و دور سلاطين البلاط المغربي هناك العديد من المراجع و من ضمنها نقترح تفحص محتويات العناوين التالية:

1- Lyautey, le marocain
Par Pierre Vermeren.
Histoirecoloniale.net

2- LYAUTEY. L’évolution marocaine.
jstor.org

3- Maroc. SIDI LYAUTEY, un siècle après.
Par Daniel Rivet 
Jeuneafrique.com

4- Le maréchal LYAUTEY, le constructeur du Maroc moderne.
lesjardinsdelamedina.col

5- A history of modern Morocco.
Miller, Susan Gilson 
New York.
Cambridge university press

ج-إستقلال المغرب أو تغيير إسم الحماية و استبداله بالوصاية.

كان على فرنسا مواجهة الثورة الجزائرية المسلحة و عزلها عن محيطها العربي و الأفريقي و تجميع قواتها بهدف تركيز كل جهودها لرفع التحدي الذي فرضه عليها جيش التحرير الجزائري و لربح الرهان السياسي أمام إعلان جبهة التحرير الوطني الجزائرية ثورة ضد الاستعمار الفرنسي الشيء الذي يعد سابقة خطيرة ذات عواقب كبيرة على المصالح الفرنسية في أفريقيا.

و مع تصاعد وتيرة الكفاح المسلح في الجزائر و ظهور بوادر انتشار عدوى الثورة ضد الوجود الاستعماري في دول الجوار وظهور العمل الفدائي فيها قررت باريس إتخاذ زمام المبادرة لتغيير أسلوبها السياسي في علاقتها مع كل من المغرب و تونس للحفاظ على مصالحها و قطع الطريق أمام إلتهاب الأرض تحت أقدام جنودها على امتداد منطقة شمال افريقيا.

اتفقت فرنسا في مدغشقر مع السلطان محمد الخامس على صيغة  مشتركة لرجوعه للمغرب بعد الإعلان عن الإستقلال و علي نمط جديد من الحماية يكون السلطان فيه هو نفسه نفس المقيم العام الفرنسي.

مفاوضات سيل سان كلو 
( Celle-saint- Cloud )
و اتفاقيات ايكس لي بان
(Accords d’Ex-les-bains) 

كان لزاما على فرنسا أن تضمن اخراجا اعلاميا و سياسيا مناسبا لربح هذه المرحلة الحاسمة و هذا ما فعلته بالضبط من خلال اتفاقيات انتزعتها في الظلام لتشريع استمرار هيمنتها السياسية والاقتصادية في المغرب و تونس و بعد ذلك في جميع المستعمرات الفرنسية في أفريقيا.

تشكيل وفد مغربي مفاوض من ما يزيد على 37 شخصا يمثلون الأحزاب و المخزن و الشخصيات يعتبر دليلا واضحا على إرادة المستعمر الفرنسي في تمرير الإتفاقيات السيئة الذكر عبر تجميع كل القوى السياسية و من جميع الأطراف حول السلطان لحماية الإتفاقيات الضامنة لمصالحها بعد الإعلان عن الإستقلال الشكلي.

وجود بعض الأسماء ضمن لائحة الوفد المذكور من التيار الذي يطالب بالاستقلال التام عن فرنسا هدفه هو سحب البساط من تحت أقدام التيار الوطني وخلق الصعوبات أمام أي تفكير في القيام  بالكفاح المسلح كوسيلة لنيل الإستقلال.

لقد نجحت فرنسا في مناوراتها الرامية إلى ضرب وحدة الحركة الوطنية في المغرب و تقسيمها بين أنصار الاستقلال التام عن فرنسا و دعاة المحافظة على الروابط التقليدية معها. كما نجحت في نفس الوقت في نسف الجسور أمام الوحدة النضالية للشعوب المغاربية و عزل المغرب الأقصى عن تيار التحرر التام من الإستعمار.

د- محادثات أنتسيرابي و مفاوضات سيل سان كلو

أوفدت فرنسا ضباط من جهاز مخابراتها كمبعوثين إلى محمد الخامس في منفاه الذي يشبه عطلة سياحية في مدينة أنتسيرابي بمدغشقر التي وصلها في يناير 1954 قادما من كورسيكا و تم الإتفاق معه على رجوعه لتولى مقاليد الحكم بشروط حددتها فرنسا وقبلها السلطان على ان يتم تنفيذها بخطوات ملموسة لم يظهر منها إلا ما تعلق بالجوانب السياسية و بقيت محتوياتها الإقتصادية في طي الكتمان ما عدا ما سرب منها طيلة السبعين السنة المنصرمة.

وصل محمد الخامس إلى بلدة سيل سان كلو قرب باريس ليجد أمامه مجلس العرش ومسؤولين فرنسيين فى جلسة مفاوضات أقرب ما تكون إلى جلسة شاي تمخضت عن إصدار تصريح مشترك بتاريخ 6 نوفمبر 1955 حول ” استقلال المغرب في إطار الترابط المتفق عليه والمحدد مع فرنسا”.

كانت الخطوة الموالية هي رجوع محمد الخامس إلى الرباط بتاريخ 18 نوفمبر 1955 و الإعلان عن الإستقلال يوم 2 مارس 1956 بعد قبول الشروط الفرنسية لتتم ترقيته خلال السنة الموالية ( 1957) من سلطان إلى ملك.
 
و في إطار دراستها للمجتمع المغربي و اوضاع الجهل و التخلف والبؤس التي يعيشها و سيطرة الخرافات و الأساطير التي واكبت حكم العلويين  قامت الإدارة الفرنسية و اتباع البلاط بنشر اشاعة مفادها أن صورة محمد الخامس ظهرت على سطح القمر.

ه- إتفاقيات ايكس لي بان او تحديث معاهدة الحماية.

التغيير في شكل التواجد الفرنسي في المغرب الأقصى، من الإستعمار المباشر تحت اسم الحماية إلى الاستعمار الجديد تحت شعار ” دولة مستقلة موحدة مع فرنسا عبر روابط دائمة و محددة ” حسب نص البيان المشترك الموقع يوم 6 نوفمبر 1955،  جعل النظام العلوي تحت الوصاية و جزء من منظومة الأمن القومي الفرنسي مقابل إبقاء المغرب تحت الهيمنة الدائمة للدولة الفرنسية.

الاتفاق بين الحكومة الفرنسية و محمد الخامس أسس لوضع جديد في المغرب من حيث الشكل و فتح الباب أمام المفاوضين من الجانبين للتوقيع على معاهدة ايكس لي بان مع صلاحياتها مدة مائة سنة قابلة للتجديد.

 أعطت المعاهدة لفرنسا حق التملك في كل الثروات و الخيرات المغربية بنسبة تفوق 50%100 و تصل حتى إلى الثلثين في العديد من القطاعات الحيوية بحجة أن لفرنسا الحق في تعويض كل ما استثمرت من أجل تحديث المغرب و إعادة بناء مدنه القديمة و احداث اخرى جديدة و تشييد مؤسساته المختلفة و شق طرقاته.
للاطلاع علي حقيقة إتفاقيات ايكس لي بان و محتوياتها السرية التي تم الكشف عنها أخيرا يمكن مراجعة: 

1- معاهدة ايكس لي بان تداعياتها و شروطها و البنود التي تضمنتها
taima20.com/2020/11/ex%22liban.html?m=1

2- معاهدة ايكس لي بان: الخيانة العظمى في تاريخ المغرب – هوس المعرفة 
haawas.com.ex-liban

3- ماذا تعلم عن معاهدة ايكس لي بان/ منتدى التكنولوجيا العسكرية و الفضاء
army-tech.net>forum.

و- التبعية بعد الدخول فى مقايضات عبر الانتماء إلى اتفاقيات ابراهام

الورطة التي يوجد فيها القصر العلوي نتيجة لمواصلة محمد السادس و فريقه للحرب العدوانية على الشعب الصحراوي أدت به إلي التوقيع علي اتفاقيات ابراهام في إطار مقايضة يتم من خلالها الاعتراف بإسرائيل و ارتماء المغرب في أحضانها مقابل تولى تل أبيب ملف امن القصر العلوي، الداخلي و الخارجي، و دخولها في شراكة إستراتيجية معه لتسيير شؤون الحرب والسياسة الخارجية.

رهان محمد السادس على تل أبيب، باعتبارها ممرا اجباريا نحو واشنطن، جاء بعد أن وصلت الأزمة الهيكلية و السياسية و الاقتصادية في المغرب إلى الانفجار كنتيجة مباشرة لفشل المغرب في تشريع إحتلاله للصحراء الغربية بعد خمسة عقود من غزوه لها.

هذه الخطوة الدرامية او الانتحارية، بعبارة أكثر وضوحا، تفسر الدرجة التي وصلت إليها الأزمة في المغرب نتيجة لتملص محمد السادس و فريقه من اتفاقية  السلام التي وقعتها حكومة الحسن الثاني مع جبهة البوليساريو سنة 1991 و القاضية بانهاء النزاع الصحراوي المغربي، بعد حرب مدمرة دامت 16 سنة، و هذا على أساس تطبيق مقتضيات الشرعية الدولية التي تعترف للشعب الصحراوي بالحق في تقرير المصير و الإستقلال.

التبعية لإسرائيل يشكل، بدون شك، حدثا بارزا في تاريخ المغرب و تحولا جوهريا في توجهاته و مصير نظامه.

اتخاذ القرار بقطع الحبل السري مع باريس و رهان القصر العلوي على الضمانة الإسرائيلية بدل الوصاية و الحماية الفرنسية التقليدية يبرهن على أن الأوضاع في المغرب وصلت إلى ما يسميه الحسن الثانى ب “السكتة القلبية “.

نستخلص، في نهاية هذا المقال، أن الصورة التي يحاول النظام العلوي أن يرسمها في الأذهان و أن يعتمدها رسميا عن وجود دولة ” مستقلة و ذات سيادة ” في المغرب الأقصى، بل حتى عن “إمبراطورية تاريخية” مترامية الأطراف ليست سوى صورة مفبركة ومركبة من قطع غير متجانسة او عبارة عن مغالطات و تزويرا للحقائق او قراءات مشوهة للأحداث التاريخية الثابتة.

لم تشكل السلالات التي تعاقبت على المغرب، امبراطوريات في بلاد مراكش، منذ وصول ادريس بن عبدالله، بعد فراره من قبضة العباسيين، و قيام حكم الادارسة، فى نهاية القرن الثامن الميلادي، و لم تسيطر اي من تلك السلالات بصفة مستمرة على كامل تراب المغرب الاقصى ما عدا فى حالة دولتي المرابطين و الموحدين اللتين يمكن اعتبارهما أول تنظيمات مغاربية لا يجوز للمغرب الأقصى أن يدعي تملك تاريخهما بمفرده.

 كما ان حكم العائلة العلوية منذ بداية النصف الثاني من القرن السابع عشر لم يشكل، الى حد الساعة، نظاما في المغرب، مستقلا عن القوى الأجنبية التى كان دائما في تحالف معها لضمان استمراره، و بذلك لم يشهد التاريخ الي اليوم ما يمكن أن يبرهن أو يثبت وجود دولة مستقلة وذات سيادة في المغرب الأقصى كما يسوق له المخزن.

ما زال الشعب المغربي، إذن ، لا يمارس سيادته على وطنه و يحكم بقوانين ودساتير ممنوحة من طرف الجالس على كرسي العرش الذى ينفذ سياسة القوى الأجنبية و يسهر على المحافظة على مصالحها.

(بعض المراجع التي تقدم نظرة عن طبيعة النظام العلوي في عهد الحسن الثاني وابنه محمد السادس:

1-Notre ami le Roi
Gilles Perault
openlibrary.org>books

2-Le dernier roi: crépuscule d’une dynastie
Jean-Pierre Tuquoi
bnfa.fr>livre

3-Le roi prédateur
Catherine Graciet et Éric Laurent
Seuil.com)

إننا أمام نظام وظيفي و مفترس بكل ما تعني الكلمة من معانى. أما الدولة المغربية المستقلة و ذات السيادة فلا زالت مشروعا ينتظر ابناء الشعب المغربي المخلصين ليحرروا بلدهم من الهيمنة الأجنبية و يعدلوا عن سياسة العدوان والتوسع و الشوفينية التى تعتبر سلاح القصر العلوي لخلق أعداء وهميين من الشعوب الشقيقة المجاورة و عرقلة وحدتها و نموها و لصد انظار المغاربة، في نفس الوقت، عن معركتهم المتمثلة في استرجاع سيادتهم على وطنهم والدفاع عن كرامتهم المهانة.

أحدث الإضافات

أبرز الأخبار

12 ماي / أيار 2024

بئر لحلو (الجمهورية الصحراوية)– نفذت وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي هجمات جديدة، استهدفت فيها تخندقات جنود الإحتلال المغربي بقطاع المحبس، حسب البلاغ العسكري الصادر عن المديرية المركزية للمحافظة السياسية للجيش. وأبرز البلاغ أن مفارز متقدمة من الجيش الصحراوي نفذت قصفا استهدف مقر قيادة لجيش الاحتلال بقطاع المحبس، وقاعدة أخرى على الساعة 15:45 بمنطقة أكْوَيْرَةْ وَلْدْ […]

أخبار الصحراء الغربية

12 ماي / أيار 2024

بروكسل (بلجيكا)– أشرفت جمعية “الصحراء ماتنباع” ببروكسل، أمس السبت، على تنظيم وقفة أمام مقر البرلمان الأوروبي تضامناً مع معتقلي “أگديم إزيك” وجميع الأسرى المدنيين الصحراويين في سجون الاحتلال المغربي. وندد المشاركون في الوقفة بواقع الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأسرى المدنيين الصحراويين، مطالبين بالإفراج الفوري عنهم. لللإشارة، فقد شارك في الوقفة إلى جانب الجالية الصحراوية […]

أبرز الأخبار

12 ماي / أيار 2024

ولاية الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية)– عقد المجلس الوطني (البرلمان) الصحراوي، أمس السبت، جلسة مداولات علنية، خصصت لمناقشة مشروع القانون المتضمن التصديق على الميثاق الأفريقي لحقوق الطفل ورفاهيته، وذلك ضمن أشغال الدورة الربيعية. وتأتي مناقشة المجلس الوطني لمضامين مشروع القانون انطلاقا من المبادئ والمنطلقات المعبر عنها في ديباجة دستور الجمهورية الصحراوية في مجال احترام حقوق الانسان وتجسيدا […]

أبرز الأخبار

12 ماي / أيار 2024

تينيريفي  (كناريا)– نظمت الجالية الصحراوية بجزيرة تنريفي، أمس السبت، وقفة تضامنية مع الشعب الصحراوي وقضيته العادلة، وذلك بمناسبة الذكرى الـ51 لتأسيس جبهة البوليساريو.  وخلال الوقفة التي نظمت أمام مقر الحكومة الإسبانية بالجزيرة، طالب المشاركون الدولة الإسبانية بتحمل مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية تجاه القضية الصحراوية، كما رفعوا الأعلام الوطنية وشعارات تنادي بحياة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء […]

أبرز الأخبار

12 ماي / أيار 2024

القاهرة (مصر)– أعلنت مصر، اليوم الأحد، اعتزامها التدخل رسميا لدعم دعوى جنوب أفريقيا في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بسبب حربها المستمرة على قطاع غزة، في حين ثمّنت حركة حماس موقف القاهرة. وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية نشر على صفحتها في فيسبوك، أعلنت القاهرة التدخل رسميا لدعم الدعوى الجنوب أفريقية للنظر في انتهاكات إسرائيل لالتزاماتها باتفاقية منع […]

أبرز الأخبار

12 ماي / أيار 2024

غزة (فلسطين)– قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت -اليوم الأحد- إن الحرب على غزة انتهت فعليا قبل 3 أشهر، ولا يوجد سبب للادعاء باستمرارها، مؤكدا ضرورة التوصل إلى صفقة لاستعادة المحتجزين وانسحاب الجيش من القطاع. وأوضح ألمرت -في مقال نشرته صحيفة هآرتس- أن الجيش يقول إنه قضى على نحو 26 لواء لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مما […]

أبرز الأخبار

12 ماي / أيار 2024

غزة (فلسطين)– أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها قصفت مدينة عسقلان بدفعة من الصواريخ انطلاقا من منطقة توغل جيش الاحتلال، شرق جباليا شمالي قطاع غزة حيث تدور معارك ضارية تزامنا مع القتال في حي الزيتون بمدينة غزة وفي رفح جنوبا. ورصد فلسطينيون في جباليا تقدم آليات الاحتلال في المخيم، بينما سمع دوي إطلاق نار كثيف، كما استمرت الغارات الجوية […]

أبرز الأخبار

12 ماي / أيار 2024

تل أبيب (إسرائيل)– قالت تقارير إعلامية إسرائيلية، اليوم الأحد، إن قادة في الجيش والأجهزة الأمنية زادوا من انتقاداتهم وضغوطهم على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسط مخاوف من “تآكل الإنجازات العسكرية” في قطاع غزة بسبب تأخير القرار السياسي في عدة مسائل. وأوردت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن المؤسسة العسكرية الأمنية تطالب نتنياهو بحسم الموقف سريعا واتخاذ قرار في قضيتين […]