دبلن (أيرلندا): نظمت المنظمة الدولية الأيرلندية المعنية بحقوق الإنسان، فرونت لاين ديفندرز، أول أمس الخميس، ملتقى دبلن الثامن، بمشاركة 120 مدافعا عن حقوق الإنسان ينتمون إلى 100 بلد من مختلف دول العالم، أصدروا بعد طرق عدة قضايا في ذات الصلة بمجال حقوق الإنسان والاستماع لشهادات ضحايا من مختلف البلدان، بيانا ختاميا توصل موقع “الصحراوي” بنسخة منه؛ هذا نصه الكامل:

بيان صحفي

12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015

“قضيتنا هي قضيتكم؛ وكفاحكم هو الذي يدفعنا إلى الأمام؛ وسأبقى مستلهماً من عملكم ومقتدياً بكم”.

كانت تلك كلمات مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، مفتتحاً ملتقى دُبْلِنْ الثامن للمدافعين عن حقوق الإنسان بقلعة دُبْلِنْ اليوم، والتي ألقاها مباشرةً عبر وصلة أنترنت من جنيف؛ بتنظيم من المنظمة الدولية الأيرلندية المعنية بحقوق الإنسان، فرونت لاين ديفندرز، يعتبر ملتقى دُبْلِنْ أحد أكبر اللقاءات التي تضم المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يواجهون الأخطار في العالم، حيث دعت هذا العام 120 مدافعاً من 100 بلد.

جميع المشاركين في ملتقى دُبْلِنْ كانوا هدفا لهجوم مباشر؛ دوهمت مكاتبهم ومنازلهم، وتعرضوا لتشويه السمعة في وسائل الإعلام، ويتلقون تهديدات بالقتل باستمرار؛ البعض منهم فقد وظيفته واضطر آخرون إلى مغادرة منازلهم خوفاً على سلامتهم؛ ومع ذلك يرفضون التخلي عن عملهم في الدفاع عن حقوق الإنسان؛ المدافعة عن حقوق المثليين ومتحولي الجنس من سانت لوسيا، كينيتا بلاسيد، أُغتيل ثلاثة من زملائها أمام عينيها؛ في كولومبيا، تلقت الناشطة في مجال حقوق الأرض، مارغريتا هليمو مستيزو، رسالة نصية تقول: “أخرجيهم في ظرف عشر ساعات وإلا فإني ذاهب لإرسال 1,600 رجلٍ من “الصقور السود” (مجموعة شبه عسكرية) ليقتلوا الموجودين”؛ على الرغم من المخاطر المماثلة، لازالت زهرة محمد أحمد تواصل الدفاع عن حقوق المرأة في الصومال، أحد أكثر الأماكن عنفاً وتسلطاً في العالم؛ ولا يوجد منها سوى ثلاثة من بين 120 من المدافعين عن حقوق الإنسان الذين حضروا ملتقى دبلن، ولديهم قصص مشابهة ليرووها عن الشجاعة في مواجهة الاضطهاد القاسي.

وتحدث المدافع عن حقوق الانسان من الصحراء الغربية السيد ابراهيم صبار عن الانتهاكات هناك قائلا: “في مجموعة العمل تحدثنا عن الأخطار والتهديدات التي يتعرض لها المدافعات والمدافعين عن حقوق الانسان: التهديد بالقتل وبالاغتصاب والترهيب والاعتداءات الجسدية، الاعتقالات والاختطافات، المحاكمات العسكرية، تلفيق التهم، المنع من التنقل، الحرمان من جوازات السفر، التضييق خلال السفر، التجسس، الطرد من العمل، قطع الأرزاق أو الحرمان من الحصول على العمل، المنع من تأسيس الجمعيات والحق في التظاهر السلمي، القتل العمد والتعذيب، وطرد المراقبين الدوليين والإعلاميين ومنعهم من دخول الإقليم الصحراوي.
الاتحاد الأوروبي يدعو المغرب لاحترام حقوق الإنسان لكن المغرب مستمر في ارتكاب جرائمه اليومية، والاتحاد الأوروبي لا يتخذ أي مواقف في هذا الشأن.

فيما يتعلق بآليات الحماية أكدنا في مجموعة العمل أنه لا يمكن الحديث في آليات الحماية في البلدان التي لا زالت تعاني من الاحتلال، وبعض المنظمات الدولية كمنظمة فرونت لاين دفندرز ومنظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش لهم دور مهم في توثيق الانتهاكات.

جمعني لقاء مع المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالمدافعين عن حقوق الانسان الذين يواجهون أخطارا، تحدثت له عن معاناة المدافعين بالصحراء الغربية وما يواجهونه من اعتقالات ومحاكمات ومضايقات وتحدثت له كمثال عن حالة محمد ميارة الذي تم توقيفه من عمله وتوقيف راتبه، وتساءلت معه حول طبيعة زيارة المقررين لإقليم له وضعية قانونية خاصة، وما يحكم ذلك من إكراهات وهل بالإمكان دعوته من طرف المجتمع المدني أو من طرف الجمهورية العربية الصحراوية، وطبيعة دعوته من طرف الدولة المغربية وأننا نرى عدم الإشارة في تقارير بعض المقررين إلى الصحراء الغربية كبلد له وضع خاص”.

يُفضّل ملتقى دُبْلِنْ أن يتم تبادل الخبرات فيما بين المدافعين عن حقوق الإنسان أنفسهم، وذلك من أجل أن يتعلموا من بعضهم البعض ويناقشوا الدروس الاستراتيجية التي يمكن استخلاصها للوقاية من المخاطر والحد منها؛ كما يوفر الملتقى أيضا فرصةً للمشاركين لتقديم توصيات عملية في مجالات محددة للتأثير على السياسات والممارسات على الصعيد الدولي؛ وتأمل فرونت لاين ديفندرز أن يعود المدافعون الذين يشاركون في ملتقى دبلن إلى ديارهم بنشاط أكبر ومهارات أفضل لمواجهة التحديات الأمنية.

في كلمتها الافتتاحية أشادت ماري لولر، المؤسس والمدير التنفيذي لفرونت لاين ديفندرز، بجميع المدافعين عن حقوق الإنسان الذين تستلهم من شجاعتهم وتفانيهم دائماً؛ كما سلطت الضوء أيضا على التهديدات المتزايدة ضدهم من جانب الحكومات القمعية التي ترى في النجاح الحقيقي للمدافعين عن حقوق الإنسان في تسليط الضوء على الظلم ودعوتهم للإصلاح تهديدا لسلطتهم وامتيازاتهم؛ “الحكومات الاستبدادية تستثمر جهوداً وموارد هائلة لإغلاق المجتمع المدني المستقل وإسكاته وتشويه سمعته – وخاصة من ينتقد منهم سياسات الحكومة؛ وهذا التراجع المستمر يُشَكِّلُ أزمة للمدافعين عن حقوق الإنسان؛ وعلى الرغم من التحدي السياسي نحو الديمقراطية في العالم، إلا أنه لا يوجد هناك خطوات متسقة من قبل الحكومات التي تدعي الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان”.

كما كان ذلك أيضا مصدر قلق أعرب عنه المفوض السامي لحقوق الإنسان قائلا: “إننا نلاحظ وبشكل متزايد أن الحكومات تتخذ إجراءات صارمة ضد تلك الحقوق على وجه التحديد؛ إننا نجد حول العالم قوانين تمنع الحصول على أموال من الخارج، وتفرض الحظر على السفر وتقوم بمحاولات أخرى لتقييد عمل منظمات المجتمع المدني؛ نحن نشهد محاكمات زائفة وحملات تشويه وتدميراً للممتلكات، وحالات اختفاء وحتى قتل للجهات الفاعلة في المجتمع المدني؛ وتدابير لمنع الفضاء الديمقراطي على شبكة الأنترنت أو الحد منها، بل حتى المراقبة الجماعية أيضا؛ ومحاولات لسحق حرية الصحافة -لا سيما إذا كانت تحقق في انتهاكات حقوق الإنسان والفساد والمخالفات من قبل المسؤولين؛ وهذه خطوات هائلة وقاتلة إلى الوراء؛ إنهم بذلك يقوّضُون أقوى مضادّ للتطرف العنيف- وهو المجتمع المدني السليم”.

وقد وجّهت السيدة لولر تحدياً مباشراً إلى تلك الحكومات التي تدعي دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان لمكافحة هذه الحملة الشرسة المتزايدة ضد ثقافة حقوق الإنسان التي تراكمت على مدى الخمسين سنة الماضية، قائلةً: “يجب على الحكومات أن تعطي نفس الأولوية والموارد لخلقِ مساحةَ تمكينٍ، كما يعطي الحكام المستبدين لغلق نفس المساحة؛ يجب إعطاء أولوية سياسية متجددة لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان – ذلك إذا أردنا أن نكبح المد الرهيب لما نشهده يومياً في فرونت لاين ديفندرز من اعتداءات وقتل؛ لقد أصبح غلق فضاءات المجتمع المدني وردود الأفعال العنيفة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان تقريبا نقاشاً أكاديمياً يحجب الواقع اليومي للمدافعين عن حقوق الإنسان”.

وفي ملاحظاته الختامية، أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان على التزام الأمم المتحدة بالمجتمع المدني وبأمن وحماية المدافعين عن حقوق الإنسان، بقوله: “إن قدرة المجتمع المدني على العمل بحرية وبأمان هي أساس كل نشاط للأمم المتحدة؛ قضيتنا هي قضيتكم؛ وكفاحكم هو الذي يدفعنا إلى الأمام؛ وسأبقى مستلهماً من عملكم ومقتدياً بكم”.

لمزيد من المعلومات، أو لمقابلة أي من المدافعين عن حقوق الإنسان المشاركين في ملتقى دُبْلِنْ يُرجى الاتصال بـ: مسؤول الإعلام والإتصالات بفرونت لاين دينفدرز السيد جيم لوگران:

هاتف: +353 1 212 37 50، هاتف نقّال: +353 (0)87 231 60 49

Jim Loughran, Head of Media and Communications, Front Line Defenders

Tel +353 1 212 37 50 Mobile +353 (0)87 231 60 49

مواضيع من نفس الفئة

لقاء قرطاج: الاتحاد المغاربي من تكتل الشعارات إلى الأفعال حب من أحب ...

30 أبريل / نيسان 2024

الجمهورية الصحراوية وفنزويلا توقعان اتفاقية تعاون في مجال التدريب التربوي

30 أبريل / نيسان 2024

كتائب القسام تبعث رسالة مقتضبة للجمهور الإسرائيلي

30 أبريل / نيسان 2024

واشنطن تحث حماس على قبول صفقة التبادل وتحذر نتنياهو من اجتياح رفح

30 أبريل / نيسان 2024