ناقش مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي في اجتماع له يوم الأربعاء بمقر الاتحاد الأفريقي، آخر تطورات القضية الصحراوية، وطالبت الدول الأعضاء في المجلس بضرورة تكثيف الجهود لإنهاء الاستعمار من القارة السمراء.

وترأس الإجتماع مفوض السلم والأمن، اسماعيل شرقي، بحضور سفراء الدول الأعضاء الخمسة عشر، كما استضاف المجلس أيضا مبعوث الاتحاد الأفريقي الخاص للصحراء الغربية، الرئيس جواكيم شيصانو، والوزير الصحراوي المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بأفريقيا، حمدي الخليل ميارة، وممثلين وسفراء عن الأمم المتحدة الاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وأمريكا، وبريطانيا، واسبانيا، ونيوزلندة والسنغال ومصر.

وفي معرض افتتاحه للجلسة أكد مفوض السلم والأمن الأفريقي، اسماعيل شرقي، على الطبيعة الحقيقية للقضية الصحراوية، التي تبقى قضية تصفية استعمار ولا تزال مدرجة على لائحة الأمم المتحدة المتعلقة بالموضوع.

وقدم المفوض الأفريقي للاجتماع ملخصا عن زيارته الأخيرة الى الأمم المتحدة، مشيرا إلى الاتصالات والاجتماعات التي عقدها هناك بشأن القضية الصحراوية مع الأمين العام الأممي، بان كي مون، ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة بنيويورك خاصة الدول الأعضاء في مجلس الامن الدولي .

بعد ذلك أعطيت الكلمة للمبعوث الأفريقي الخاص للصحراء الغربية، الرئيس الموزمبيقي السابق، جواكيم شيصانو، الذي عرض على المجلس ملخصا تاريخيا مفصلا لتطور القضية الصحراوية عبر عقود من متابعة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لها، مذكرا إياهم بالكم الهائل من القرارات التي اتخذت بشأن هذه القضية حتى الآن.

كما ذكر الحضور بآخر تطورات الملف خاصة الوضع الخطير الذي نجم عن طرد المغرب للمكون السياسي والمدني ببعثة المينورسو، وهو ما أصبح يشكل تهديدا حقيقيا للسلام في المنطقة.

ودعا المبعوث الافريقي كافة الدول الافريقية الى ضرورة احترام وتطبيق المقررات الصادرة عن الاتحاد الافريقي حول الصحراء الغربية، وضرورة الحديث بصوت واحد في الموضوع.

وقال في هذا الإطار أن أفريقيا التي دفعت ثمنا باهضا لتنفيذ العقوبات ضد نظام الفصل العنصري بجنوب افريقيا، عليها اليوم التضحية في سبيل استقلال الصحراء الغربية، موضحا أن الاتحاد الافريقي كحلم أفريقي شامل لن يتجسد الا اذا وضع الأفارقة بشكل جماعي مصالح افريقيا فوق كل اعتبار.

من جهته ندد الوزير الصحراوي المكلف بافريقيا، حمدي الخليل ميارة، في مداخلته باستمرار احتلال المغرب للصحراء الغربية، داعيا الاتحاد الأفريقي إلى ممارسة كافة الضغوط الممكنة على المغرب لإرغامه على الامتثال للقرارات الأممية الداعية الى إجراء استفتاء لتقرير المصير.

وحذر الوزير الصحراوي من خطورة الوضع نتيجة للتعنت المغربي، ومذكرا بالتعاون  المستمر من قبل جبهة البوليساريو مع المجتمع الدولي للوصول لحل سلمي مقابل ما يقوم به المغرب من عراقيل لمسلسل تصفية الاستعمار دون اي ردة فعل من المنتظم الدولي.

وفي هذا الإطار، ذكر الوزير بإتفاق توقيف اطلاق النار بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمملكة المغربية من أجل تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي فى 6 سبتمبر تحت إشراف الأمم المتحدة سنة 1991، وظروف وأسباب إنشاء بعثة المينورسو، مشيرا الى أن المملكة المغربية انتهجت اسلوب العرقلة والمماطلة والتعنت امام تنفيذ بنود مخطط التسوية الاممى الافريقى الذى وقع عليه الطرفان.

من جهة أخرى أكد الدبلوماسي الصحراوي استمرار المغرب في انتهاكه لحقوق الإنسان دون رقيب، محذرا من خطورة وضعية المعتقلين السياسيين الصحراويين، مجموعة اقديم ازيك، المضربة عن الطعام منذ 35 يوما.

وأعلن الوزير عن استعداد الطرف الصحراوي مواصلة التعاون البناء والإيجابي مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة من أجل تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، مطالبا بعودة المينورسو بكامل مكوناتها لتتمكن من ممارسة عملها بكل حرية.

ودعا الوزير الصحراوي إلى ضرورة توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، وضرورة تحديد أجندة لتنظيم وإجراء استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي .

كما طالب الوزير مجلس السلم والأمن الافريقى بمواصلة جهوده اتجاه الأمم  المتحدة والمجتمع الدولى لممارسة الضغوط على المملكة المغربية لاحترام الشرعية الدولية.

بعد ذلك أعطى المجلس فرصة لضيوفه بالإدلاء بمواقفهم حيث استمع إلى الأمم المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، التي كانت مواقفها إيجابية على العموم، مقابل مداخلات الاتحاد الأوروبي، وفرنسا، واسبانيا التي عبرت عن مواقفها التقليدية، بلغة مبهمة وغير واضحة كالعادة، إضافة إلى السنغال ومصر اللتان انبرتا للدفاع عن طرح الإحتلال.

بعد ذلك تدخلت دول أعضاء في المجلس، والتي انتقدت بشدة استمرار الإحتلال في الصحراء الغربية، وانتقدت مواقف كل البلدان التي تصر على الدفاع عن الإستعمار في القارة الأفريقية.

ودعت الدول المتدخلة مثل نيجيريا، وجنوب أفريقيا، وزمبيا إلى ضرورة الوقوف بحزم في وجه كل المحاولات الرامية إلى دعم الإستعمار في القارة الأفريقية، حيث طالبت بعض الدةل بضرورة مقاطعة المغرب إن دعت الحاجة لذلك، وممارسة المزيد من الضغط للدفع نحو حل نهائي للنزاع.

ومن المتوقع أن يصدر الاجتماع بيانا ختاميا بشأن مداولاته، حيث تعتبر بيانات مجلس السلم والأمن بمثابة قرارات تسترشد بها بقية أجهزة الاتحاد.

ويتكون مجلس السلم والامن الافريقي في عهدته الحالية من الجزائر، وجنوب افريقيا، والكونغو، وكينيا، وزمبيا، ونيجيريا، وبوروندي، وتشاد، ورواندا، ومصر، وبوتسوانا، والنيجر، وسيراليون، والطوغو.

مواضيع من نفس الفئة

لقاء قرطاج: الاتحاد المغاربي من تكتل الشعارات إلى الأفعال حب من أحب ...

30 أبريل / نيسان 2024

الجمهورية الصحراوية وفنزويلا توقعان اتفاقية تعاون في مجال التدريب التربوي

30 أبريل / نيسان 2024

كتائب القسام تبعث رسالة مقتضبة للجمهور الإسرائيلي

30 أبريل / نيسان 2024

واشنطن تحث حماس على قبول صفقة التبادل وتحذر نتنياهو من اجتياح رفح

30 أبريل / نيسان 2024