بقلم: ماء العينين لكحل

البشارة: المخزن جن… جن جنونه وماض في التخبط.

أتابع مثل غيري من القراء والمهتمين موضوع طلب المغرب الانضمام للاتحاد الأفريقي، بمزيج من الحيرة والاستغراب من التصرفات الرسمية المغربية، التي تنعكس بشكل مباشر أو غير مباشر على شكل أكاذيب إعلامية في عدد من وسائل الاعلام المغربية بل وتضلل بعض وسائل الإعلام الدولية غير الحريصة على الدقة.

وبطبيعة الحال، من يتابع بعض المقالات أو الأخبار، وأحيانا حتى التصريحات الرسمية، ناهيك عن مسرحية حكومة تصريف الأعمال المغربية، وبرلمانها الأكثر منها تصريفا لأكاذيب المخزن، التي اعتمدت قانونا، صادق عليه برلمانها في زمن قياسي، يفيد بانضمام المغرب للقانون التأسيسي للاتحاد، سيظن أن الأمر قد قضي وانتهى، وأن المغرب قد بات عضوا في الاتحاد، وهذا كذب بيِّنٌ وصريح.

أكثر من ذلك، أعلن المغرب بشكل شبه رسمي دائما، على عادته حين يكون غير متأكد من فعل ما، أن ملك الرباط سيشارك في القمة، غازيا فاتحا للاتحاد الأفريقي، وأن المغرب قد حصل على موافقة الغالبية الساحقة الماحقة من الأعضاء بقبول “عودته” لحضيرة الاتحاد الأفريقي. وأعلن كذلك أن الملك سيزور بضعة دول أفريقية، ليمنحها بركاته وطبعا يجدد طلبه دعمها في مسعاه. وهذا أيضا كذب بين صريح لأن الدول الأفريقية لم تبت بعد في طلب المغرب، بل قبل بعضها مبدئيا مناقشة الطلب كبند في جدول الأعمال فقط.

غير اننا الآن، أصبحنا على نسخة جديدة معدلة من الخبر السابق، مفادها أن الملك لن يشارك في القمة ولن يذهب إلى أي مكان، بل سيطير وفد مغربي برئاسة وزير خارجية المغرب، مزوار، وبالتأكيد سيكون معه، عشرات إن لم نقل مئات الموظفين في المخابرات، والخارجية، والداخلية، وغيرها من الأجهزة المغربية الخبيرة في شراء الذمم، وتشويه الأخبار، ونشر المغالطات، للمشاركة. وهذا أيضا كذبة “حمرا” كما نقول في الصحراء الغربية، لأن مزوار لا يستطيع أن يضع رجله في قاعة المؤتمرات، بل سيكتفي بتدخين سجائره بعصبية خارج القاعة، أو حتى في مقاهي الفنادق التي سيقيم فيها هو وصحبه، لمحاولة استرضاء واستمالة وفود الدول علها تصوت لانضمام بلده.

والحقيقة

الآن، ولأن الكثير من معارفي وأصدقائي أزعجوني بالسؤال عن حقيقة الأمور، نظرا لما عانوه من تشتيت للانتباه وتزييف للحقائق في وسائل الإعلام المغربية، قررت أن أقدم التوضيحات التالية الهامة، والفعلية لكل من يهمه معرفة ما يجري في الحقيقية.

أولا، ليس للملك ولا لمزوار أي حق، كما قلت سابقا، في حضور أي اجتماع من اجتماعات قمة الاتحاد الأفريقي، التي بدأت بالفعل رسميا منذ يوم 22 يناير على مستوى الممثلين الدائمين أو السفراء، بمشاركة الممثل الصحراوي الدائم لدى الاتحاد، لمن ابا علي، حيث سينهون دورتهم الثالثة والثلاثين يوم غد الثلاثاء 24 يناير. وبالتأكيد أن السفيرة المغربية في اثيوبيا لم تشارك في هذه الدورة، فأين المشاركة المغربية المزعومة؟

ولاحقا، سيتم عقد الدورة الثلاثين للمجلس التنفيذي، أي اجتماع القمة على مستوى وزراء خارجية الاتحاد الأفريقي، وسيكون وزير الخارجية الصحراوي، محمد سالم ولد السالك، حاضرا في حين لن يستطيع مزوار أو أي ممثل مغربي آخر أن يطأ بقدميه قاعة اجتماعات هذه الدورة، بكل بساطة لأن المغرب ليس عضوا في الاتحاد الأفريقي والاجتماع مقتصر على الأعضاء فقط.

بعد ذلك، سيتم عقد الدورة الثامنة والعشرين لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، حيث سيناقش الرؤساء، بمن فيهم الأخ ابراهيم غالي، رئيس الجمهورية الصحراوية، طلب المغرب الإنضمام للاتحاد، وسيقررون ما يرونه مناسبا في الموضوع.

لهذا، كل ما في الأمر أن القمة ستناقش على مستوى الرؤساء فقط، طلب المغرب الانضمام، وستقر فيه، وبالتالي فلا مجال للقبول بمشاركة، أو حتى حضور أي دولة غير عضو للاجتماع، خاصة الدولة المعنية بالطلب، المغرب.

والنصيحة

وعليه، وبعد هذا التوضيح للطريقة التي ستتم بها مختلف اجتماعات القمة، استغرب شخصيا للبهلوانيات التي يقوم بها إعلام المخزن وبعض الكتبة المضللين أو المضلين، والأكاذيب الفجة التي يبثونها في عقول المغاربة، والقراء عموما، وكأن مهمتهم هي التضليل وليس الإعلام.

واغتنم هذه السانحة أيضا لأحث الجميع، وخصوصا الصحراويين للتوقف عن تصديق ما ينشره الإعلام المغربي، فقد أزكمت روائح أكاذيبه أنوف كل صاحب عقل، وحان الوقت لمقاطعته تماما كمصدر للخبر والمعلومة الصحيحة. وبدلا من ذلك أنصح الراغبين في البحث عن المعلومات الدقيقة والمحترفة اللجوء فقط لوسائل الإعلام الدولية ذات المصداقية، وأيضا وسائل الإعلام الصحراوية التي وإن كانت تنقصها في أحيان كثيرة المهنية أو سرعة نقل الخبر إلا أنها على الأقل تنقل الأخبار التي يثبت بعد ذلك أنها موثوقة وصحيحة.

المهم، حان الوقت ليعرف القارئ الصحراوي أنه كما أن هناك تسمم غذائي وجسدي هناك أيضا قابلية للتسمم الفكري والنفسي من ادمان قراءة وسائل الإعلام المغربية التي وقفنا جميعا ومئات المرات على أنها تختلق الأكاذيب، وتشوه المعلومات، وتبث سموم البروباغندا فقط وتصنع حقائقها هي البعيدة كل البعد عن الواقع والحقيقة. فرجاءا، رسالة لجميع أصدقائي لا تبعثوا لي أية رسائل أو أسئلة لتتحققوا من الأكاذيب المخزنية. فيكفيها كذبا أنها صادرة من المخزن، أو وسائل تضليله.

مواضيع من نفس الفئة

رئيس المجلس الدستوري الصحراوي يشارك في دورة لرؤساء المحاكم الدستورية الأفريقية

2 ماي / أيار 2024

إفتتاح أشغال الندوة الإعلامية الأولى للتضامن مع الشعب الصحراوي

2 ماي / أيار 2024

بريطانيا تجدد تأكيد دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير

2 ماي / أيار 2024

مديرة المخابرات الوطنية الأميركية: الحرب في غزة ستحدد مستقبل المنطقة

2 ماي / أيار 2024