ــ بقلم: محمد سالم احمد لعبيد

نشرنا على بعض المواقع، مساء الأحد 29 أكتوبر 2017، مقالا تحت عنوان: “لماذا صمت المغرب هكذا على قرار مفوضية الاتحاد الأفريقي؟” حول صمت الإعلام المغربي عن قرار الاتحاد الأفريقي الأخير المتعلق بمشاركة كافة الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي دون استثناء بالقمة التشاركية الخامسة للإتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي التي ستعقد يومي 29 و30 نوفمبر 2017 بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان.

المقال وبدل أن يدفع صحافة المخزن إلى مراجعة ذاتها وسلوكها والتملص من دواليب أجهزة المنصوري ولفتيت، انبرت لنشر الكذب والزيف والمغالطة كعادتها.

فبيان مفوضية الاتحاد الأفريقي موجود على موقعها الرسمي، وبكافة اللغات، وكلام الرئيسين الحسن وتارا والرئيس فاكي موجود في بيان مشترك على موقع غينيا كوناكري، والمذكرة التي وزعتها كوت ديفوار بأديس أبابا موجودة أيضا على موقع مفوضية الاتحاد الأفريقي، والسفارة المغربية بالاتحاد الأفريقي توصلت بنسخة منها على غرار باقي الدول.

فالاحترافية وأخلاقيات المنهة ترغم الصحفي على أن يُصحح الخطأ، ويُقوم الاعوجاج، لا أن يُعالج الخطأ الذنب بذنب أكبر منه.

غريب، مع كل هذا يطلع موقع “هبة بريس” بعنوان: “صفعة غير مسبوقة للبوليساريو.. ساحل العاج تطرد الانفصاليين من الاتحاد الأفريقي”، وتحرف كلام رئيس دولة وبكل وقاحة ومذكرة مفوضية الاتحاد الأفريقي، لتقول: “أن دولة ساحل العاج، باعتبارها الدولة المضيفة للقمة الأفريقية، وجهت إخبارا لموسى فاكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، تؤكد فيه عدم رغبتها في أن تكون ساحة للصراع بين المغرب، والجبهة المزعومة، كما حصل في قمة مابوتو بين اليابان والقارة الأفريقية”، مضيفة أن الاخبار الذي وجهته دولة ساحل العاج لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، يقول: “نحن الدولة المستضيفة، والقمة سنمولها نحن، ولنا الحق في اختيار الدولة التي تحضر، والجهات التي لن تحضر، وبعد تمحيص مدقق، قررنا عدم توجيه الدعوة للبوليساريو”.

فمن أين أتت “هبة بريس” بهذا الاخبار؟ هل تستيطع أن تنشر نص الاخبار أو الاخطار أو المذكرة التي تدعي؟ وهل أن خبرا من هذا الحجم ستتركه وكالة الأنباء المغربية الرسمية، خصوصا مع قوة الضربة دون استغلال؟.

يومية الأحداث المغربية من جهتها لم تنفي خبر مشاركة الجمهورية الصحراوية ولم تؤكده، لكنها انتهجت أسلوب البلطجة الرسمي والتهديد، حيث أوردت اليومية في عددها ليوم الإثنين 30 أكتوبر 2017، أن سيناريو القمة الأفريقية اليابانية التي احتضنتها الموزمبيق، غير مستبعد، حيث تصدى فيها الوفد المغربي برئاسة ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون الدولي لحضور البوليساريو، ونجح في تحجيم حضورها بدخولها من الباب الخلفي والمشاركة ضمن الوفد الموزمبيقي وليس كوفد يمثل دولة ذات سيادة.

واعتمدت يومية الأحداث المغربية أسلوب التضليل بالقول على لسان ما أسمته “الخبير” في الشؤون الأفريقية، الموساوي العجلاوي، بأن “المعركة الحالية هي من بين المعارك التي يتوجب على المغرب التحضير لها من كل الجوانب، لأنها تتعلق بكيفية تدبير حضور البوليساريو في قمة الإتحاد الأفريقي وأجهزته”.

بعبارة أخرى، فالأحداث المغربية التابعة سابقا لجهاز الاستخبارات العسكرية تنقل رسالة تهديد رسمي من الدولة المغربية إلى الأفارقة عامة، وإلى كوت ديفوار بشكل خاص، فحواه أن حضور الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إلى القمة التشاركية بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي سيتعامل معه المغرب الرمسي بنفس أسلوب تعامله البلطجي الذي سلكه في القمة التشاركية بين الاتحاد الأفريقي واليابان في الموزنبيق، أي أن السيد بوريطة وأعوانه سيستولون على باب الدخول الرسمي ويمنعون بالقوة مشاركة الوفد الصحراوي ويقولون بأنهم أرادوا المساهمة في تنظيم القمة.

“الجزائر تايمز”، الموقع الذي يستنجد به المغرب رفقة  مقالات فرانسوا بـ”جون أفريك”، وعبد الله ولد محمدي بموقع “الصحرا ميديا” ومدير موقع “أنباء إنفو”، انبرت لتكتب تحت عنوان “عاجل: الحسن وتارا.. لنا الحق في اختيار الدولة التي تحضر ونعلن استبعاد البوليساريو من القمة الأفرو-أوروبية”؛ مؤكدة أن “ساحل العاج أعلنت رسميا عدم توجيه دعوة الحضور إلى جبهة البوليساريو للمشاركة في القمة الخامسة للإتحاد الأفريقي، المقرر عقدها في 29 و30 من شهر نوفمبر المقبل في العاصمة الإفوارية أبيدجان”.

وعادت لتنقل حرفيا ما كتبته “هبة بريس” وكأن الاثنتان تتحدثان باسم الرئيس الحسن وتارا وباسم الخارجية الإيفوارية وحتى باسم مفوضية الاتحاد الأفريقي.

حقيقة، فإن لم تستحيِ فافعل ما شئت، صحافة خبرت الكذب والزيف والتضليل وكأنها الكاذب الذي يكذب ويكذب ويصدق بأن كذبه أصبح حقيقة.

لا أحد ينسَ كيف روجت ذات الصحافة بأن المبعوث الشخصي يرفض تغيطية زيارته ليتضح فيما بعد وخلال زيارته لمخيمات اللاجئين الصحراويين عكس ذلك تماما.

ولا أحد ينسَ كيف روجت لطرد سفير بلادنا الأخ علي محمود من الحفل الرسمي لتسليم السلط بين المكتب التنفيذي المنتهية ولايته لبرلمان أمريكا الوسطى والمتكب الجديد، رغم أننا نشرنا وعلى نطاق واسع نص الدعوى للحضور وصور المشاركة.

ولا أحد ينسَ كيف نشرت وكالة الأنباء المغربية الأكاذيب والمغالطات وبيانات باسم هيئات وتصريحات باسم رؤساء دول.

فأي إعلام هذا الذي خبِرَ الزيف وفقد المصداقية ويعتمد تغطية مكاسب الشعب الصحراوي وهزائم المحتل المغربي بمكاسب وهمية لا أساس لها ولا سند؟.

أي إعلام هذا الذي آثر الحكم بالإعدام على نفسه ودولته؟.

مواضيع من نفس الفئة

رئيس المجلس الدستوري الصحراوي يشارك في دورة لرؤساء المحاكم الدستورية الأفريقية

2 ماي / أيار 2024

إفتتاح أشغال الندوة الإعلامية الأولى للتضامن مع الشعب الصحراوي

2 ماي / أيار 2024

بريطانيا تجدد تأكيد دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير

2 ماي / أيار 2024

مديرة المخابرات الوطنية الأميركية: الحرب في غزة ستحدد مستقبل المنطقة

2 ماي / أيار 2024