برازيليا (البرازيل): قدّمَ ممثل جبهة البوليساريو في البرازيل، محمد أزروكْـ، شهادة أمام لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب البرازيلي، استعرض خلالها وبالتفصيل ما تعرض له الشعب الصحراوي من حرب إبادة وإعدامات في الأقبية السرية والسجون المغربية وتشريد وغيرها.

وأكد الدبلوماسي الصحراوي في شهادته أن الحرب التي شنها المغرب ضد الشعب الصحراوي أودتْ بآلاف من المدنيين العزل ولجوء حوالي مائتي ألف يعيشون على المساعدات الإنسانية الدولية، مضيفا أن المغرب لم يكتفِ بقنبلة أماكن تواجد الصحراويين بالنابالم والفوسفور والقنابل العنقودية المحرمة دوليا، بل إنه زرع أيضا حقولا بملايين الألغام لاتزال تحصد أرواح الأبرياء، كان آخرهم الطفلة الصحراوية، ليلى لبيهي، الأسبوع الماضي، التي لم تتجاوز ربيعها الـ12،  والتي انفجر بها لغم مضاد للدبابات.

وذكّرَ محمد أزروكْـ النواب وأعضاء اللجنة البرازيليين بالوضع القانوني لإقليم الصحراء الغربية المسجل ضمن البلدان المستعمرة منذ العام 1963، والذي ينتظر تنفيذ التزام الأمم المتحدة بتصفية الاستعمار منه، مُضيفا أن مقابر جماعية يتم اكتشافها بين الفينة والأخرى تكشف جزءً من الجرائم التي تعرض لها هذا الشعب المسالم (الشعب الصحراوي).

وتطرق الدبلوماسي الصحراوي لأوضاع 24 ناشطا صحراويا اعتقلوا على خلفية مشاركتهم في مخيم “أكديم إزيك” وأصدرت بحقهم أحكاما تراوحتْ بين 20عاما والمؤبد، مؤكدا أن المناطق المحتلة من الصحراء الغربية تظل مغلقة في وجه الصحفيين والمراقبين الدوليين، وأن العديد من الحكومات والهيئات والمنظمات الحقوقية الدولية أصدرت تقارير تتحدث عما يرتكبه الاحتلال المغربي من تجاوزات، مُستشهدا في هذا الصدد بقرار محكمة العدل الأوروبية والمحكمة الوطنية الإسبانية التي قبلت دعوى بملاحقة 13 مسؤولا عسكريا وأمنيا مغربيا متورطين في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق صحراويين خلال الاجتياح المغربي للصحراء الغربية.

وأضاف محمد أزروكْـ في شهادته أن الدولة المغربية تحاول التنصل من التزامها بتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية، الذي وافقت عليه وباشرتْ العمل على إجراءاته منذ العام 1991، وذلك بدعم وتحريض فرنسي وهو تطور خطير ــ بحسبه ــ متسائلا لماذا يتم التغاضي عن الاستعمار في القرن الحادي والعشرين؟ إلى متى سيتم التعامل بازدواجية في المعايير؟ إلى متى سيبقى حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير مصادرا وهو الحق الغير قابل للتقادم؟ لمجرد إرضاء نظام دكتاتوري توسعي جشع، لقد عانت دول أمريكا اللاتينية من حكم أنظمة عسكرية استبدادية تسلطية وذاقت من نفس الكأس.

وذكّر المسؤول الصحراوي بالعزلة التي يعيشها المغرب قاريا إذ أنه الدولة الأفريقية خارج اتحاد القارة (الاتحاد الأفريقي) منذ 1983 وذلك بسبب انتهاكه للقانون الدولي ومبدأ حرمة وسلامة الحدود الموروثة عن الاستعمار.

وفي موضوع الثروات الطبيعية، أكد محمد أزروكْـ، وبلغة الأرقام، ما ينهبه المغرب من فوسفات وثروات بحرية جعلته الدولة الثانية في العالم من حيث تصدير الفوسفات، مؤكدا أن الأنظمة الديكتاتورية التسلطية أو التوسعية مآلها الاندثار، ولايزال التاريخ شاهدا على ما حدث لسوهارتو الذي احتلت بلده تيمور الشرقية، وما وقع لنظام الأبارتايد في جنوب أفريقيا، ونامبيا ومؤخرا فيما سمي الربيع العربي مع الطاغيتين بن علي وحسني مبارك.

ودعا الدبلوماسي الصحراوي في ختام مداخلته رئيس وأعضاء اللجنة وبقناعة قوية إلى الاعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ورفض الاستعمار وضرورة المراهنة على مكاسب واضحة وهي التي يمثلها نضال الشعب الصحراوي المقاوم بطليعة كفاحه جبهة البوليساريو.

ــ مراسلة: محمد أزروكْـ؛ ترجمة موقع “إكيب ميديا” بتصرف

المداخلة كاملة في الشريط أسفله

مواضيع من نفس الفئة

سفير الجمهورية الصحراوية في كولومبيا في ذمة الله

2 ماي / أيار 2024

رئيس المجلس الدستوري الصحراوي يشارك في دورة لرؤساء المحاكم الدستورية الأفريقية

2 ماي / أيار 2024

إفتتاح أشغال الندوة الإعلامية الأولى للتضامن مع الشعب الصحراوي

2 ماي / أيار 2024

بريطانيا تجدد تأكيد دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير

2 ماي / أيار 2024