بوبشير 8: لن يحل بان كيمون النزاع لكنه أنهى مهمته بكشف تعنت المغرب للعالم أجمع

6 مارس / آذار 2016 - آخر تحديث 25 أبريل 2016 / 18:10

   التعليقات 0

بوبشير 8: لن يحل بان كيمون النزاع لكنه أنهى مهمته بكشف تعنت المغرب للعالم أجمع
@ صورة من الأرشيف

ــ بقلم: ماء العينين لكحل

بشارة الاسبوع: “ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا… ونرقصُ بين شهيدينِ… نرفعُ مئذنةً للبنفسجِ بينهما أو نخيلاَ”. (للشاعر محمود درويش)

توطئة:

قلنا مرارا، ولا زلنا نصر، على أن الأحداث المتسارعة في قضية الصحراء الغربية تسير في منحنى تصاعدي نحو تضييق الخناق على المغرب. وقد لا يتفق معنا الكثيرون، وهم يرون أن المغرب لا يزال يحتل الأرض وينتهك كل القوانين السماوية والوضعية في الصحراء الغربية، وهو الحق عينه، لكننا نقول “أن الباطل كان زهوقا” مهما طال وطغى. والنصر لا ينتزعه المتباكون، ولا الساكنون المهادنون، ولا المتواكلون المفرطون في واجباتهم، النصر يصنعه الرجال والنساء المخلصون المقاومون، ويأتي نتيجة لضرباتهم المتتالية في قلب العدو، ويأتي بالتدريج وبتحقيق تراكم من الانتصارات، لا يأتي مرة واحدة.

لهذا، على الصحراويين وأصدقاءهم صم آذانهم عن كل الأصوات المشككة، أو المترددة، أو حتى الراغبة في إحباطنا، وهي كثيرة، والتركيز كل التركيز على توجيه المزيد من الضربات لنظام الإحتلال من مختلف المواقع، كل حسب قدرته، واستطاعته، ومجاله. ففي النهاية سيثمر كل هذا الجهد لأنه مبني على الدفاع عن الحق وليس الظلم، والدفاع عن القانون والشرعية الدولية وليس قانون الغاب، والدفاع عن الكرامة الإنسانية وليس الذل والهوان، والدفاع عن الحرية وليس الاستعباد، وعن كل المبادئ الإنسانية الراقية وليس عن الهمجية.

وفي النهاية، علينا أن نفخر كصحراويين أننا أثبتنا للعالم وبكثير من الرقي أننا شعب يستحق الحياة، ويستحق مكانته في هذا العالم. شعب رغم كل الظلم الذي تعرض له ولا يزال، أصر على الدفاع عن حقوقه بثبات رجاله ونسائه على الحق، وبرقي وتحضر، وباستعمال الأسلحة الشرعية والمشروعة فقط لمحاربة الطغيان المغربي، ولم يسقط أو تزل به الأقدام للجوء للإرهاب، أو لأي أسلوب قذر من الأساليب العديدة التي ما فتئ المغرب يستعملها.

نكسات مغربية

لن نحاول التدخل في أي تحليل هنا بل سنقدم للقارئ فقط إشارة إلى آخر النكسات المغربية للتأكيد على ما نذهب إليه من أن نظام الاحتلال دخل مرحلة خطيرة من مغامرته الاستعمارية، نتوقع أن تزداد تأزما لتصل إلى اضطراره للخضوع لإرادة الصحراويين في التحرر والاستقلال.

فكلنا نتذكر تخبط الدبلوماسية المغربية في ردودها العشوائية وغير المحسوبة ضد الاتحاد الأوروبي وهو ما رد عليه هذا الأخير برفضه منح المغرب 13 مليون دولار التي كان يعتزم تخصيصها كدعم مالي لعقد قمة المناخ العالمية “كوبـ 22” بمراكش. ينضاف إلى ذلك إلغاء الرباط تنظيم القمة العربية، وتهرب ملكها من استقبال الأمين العام للأمم المتحدة في زيارته الحالية للمنطقة، واضطراره للخضوع الكامل والتام لنزوات ومغامرات المملكة السعودية في اليمن وسوريا وغيرها، وهو ما نتوقع أن يكون له ما بعده قريبا. وها نحن نسمع الآن بمغازلات نظام الاحتلال لأبنائه وبناته من الإسرائليين والإسرائيليات الذين أقر المغرب رسميا بأنهم يشكلون جالية له في الدولة الصهيونية تتجاوز 800 ألف صهيوني مغربي. وهذا في نظرنا لا يعدو كونه إحدى محاولات الرباط لاستغلال النفوذ الصهيوني عالميا، ودليل جديد لمن يحتاج دليلا على أن المغرب وإسرائيل نظامان توأمان في كل شيء.

من جهة أخرى، نتذكر جميعا شطحات النظام المغربي وردود فعله العنيفة والوقحة ضد كل الدول أو المبادرات التي تدعم أو تعترف بحقوق الصحراويين. مثل ردود فعله على مواقف الاتحاد الأفريقي الأخيرة، وضد السويد التي تفكر في الاعتراف بالجمهورية الصحراوية، وردود فعله على الحكومة الجزائرية وغيرها من الردود المتشنجة ضد كل من يعبر عن رأي معارض للاحتلال.

إذا بخلاصة، يمكن أن نقول أن المغرب عرضة الآن لخسارة كل علاقاته الدولية بسبب قضية احتلاله للصحراء الغربية، التي كشفت للجميع الوجه الحقيقي لهذا النظام القروسطي البائد الذي اعتاد الترنح بين ممارسة “التسول”، و”الانبطاح التام” لرغبات أسياده الفرنسيين والصهاينة، و”اعتماد شراء ذمم” الموظفين والمسؤولين الدوليين، وفي أحيان أخرى أيضا ممارسة “البلطجة” الدبلوماسية لتحقيق رغباته. ولا يزال نظام الرباط مصرا طبعا على مواصلة مغامرته، ولكن هنا تأتي عبقرية المقاومة التي عليها أن لا تتوقف عن إبداع الأساليب النضالية التي تطرح المغرب أمام تناقضاته دوليا، وتضغط على دول العالم ومنظماته لتقف هي أيضا على تناقضاتها، وتتوقف عن نفاقها السياسي وتقاعسها عن تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الصحراوي وحقوقه.

انتصارات للنضال الصحراوي

بالمقابل، لا يمكن لأي كان أن ينكر بأن أبرز التطورات الإيجابية على الاطلاق في القضية الصحراوية جاءت خلال السنوات الخمس الأخيرة من الاتحاد الأفريقي. ويعود ذلك بالطبع إلى توجه الاتحاد الأفريقي نحو العودة للساحة الدولية بقوة أكبر بفضل رئاسة ورؤية رئيسة مفوضيته، الدكتورة دلاميني زوما، وتعاظم قوة ونفوذ أصدقاء القضية الصحراوية في هيئات الاتحاد ودفاعهم عن مواقفهم من القضية بقوة أكبر. الاتحاد الأفريقي منذ تخليده الذكرى الخمسين لوجوده سنة 2010 اعتمد مقررات، وأصدر مواقف تصاعدت قوتها لتصل الذروة سنة 2015 عبر المواقف الثابتة المعبر عنها من قبل رئيسة المفوضية، والمقررات الواضحة والقوية المعتمدة من قبل رؤساء الدول والحكومات الأفريقية، وأيضا إصدار الاتحاد لأول مرة رأيا قانونيا حول الثروات الطبيعية أبرز بوضوح عمق الفهم الأفريقي لطبيعة الاحتلال المغربي للمنطقة.

يمكن أيضا استحضار المعركة الهامة التي كسب بها الصحراويون حضورا جد هام على الساحة الأوروبية، وهي معركة البحث عن الاعتراف بالجمهورية الصحراوية، وما نتج عنه من قرارات برلمانية في السويد، وإسبانيا، والدنمارك وغيرها. وفي هذا السياق كان حضور القضية الصحراوية في السويد الأهم على الإطلاق، وأبرز حسب رأيي طبيعة السياسة المغربية وطبيعة علاقة هذا الأخير مع الدول. ورغم تراجع الحكومة السويدية عن الإعتراف بالدولة الصحراوية إلا أن النقاش الذي دار حول الموضوع كشف أيضا الأسباب الحقيقية التي تمنع بعض الدول من الإعتراف، وهي الأسباب المتمثلة أساسا حسب نظرنا في الضغوط الاقتصادية والسياسية التي يمارسها أصدقاء المغرب على هذه الدول، وحين نقول أصدقاء المغرب نعني بالأساس الصهيونية العالمية، ودول الخليج العربي خاصة السعودية، وطبعا فرنسا.

مكامن القوة الوطنية

أخيرا، لا بد من توجيه انتباه المناضلين الصحراويين إلى أن المرحلة القادمة ستكون دون أدنى شك شديدة الضغط على الجميع، وعلينا أن نكون مستعدين لأيام مواجهة مع الاحتلال قد تصل شدتها للمواجهة العسكرية.

ولكن، في كل الأحوال، لا نعتقد بأن الحرب هي الحل الأمثل ولا الوحيد المتوفر كأوراق ضغط للمقاومة الصحراوية، بل نمتلك الكثير من أوراق الفعل التي تغنينا عن الحرب ويجب علينا استغلالها، أولها ورقة حقوق الإنسان، والثروات الطبيعية، والعمل والحضور الدولي كمنظمات جماهيرية التي نرى أن بإمكانها لعب دور عظيم في الدفع نحو التعريف بالقضية دوليا وتشديد الخناق على المنظمات المغربية، وتثبيت بناء الدولة، بمؤسساتها بناء واعيا وديمقراطيا، وأهم شيء بالتأكيد هو الاستثمار في الطاقة البشرية والشابة الصحراوية، وتكوينها، وتحضيرها لخلافة الآباء المؤسسين لحركة المقاومة الصحراوية. فعلينا أن ندرك جيدا، أو نتوقع، بأن حرب التحرير هي معركة أجيال، لهذا وجب تحضيرها، وتسليحها بالعلم والمعرفة والقناعات السليمة.

وفي النهاية، من المرجح أن تسعى الدولة المغربية نفسها إلى الدفع نحو المواجهة العسكرية حين تفتقد كل المخارج الأخرى، فمعلوم أن اللجوء إلى العنف يأتي دائما من الطرف الذي يفتقد حججا، ويفتقد سبلا لتحريك موازين القوة، ونعتقد جازمين أن المغرب قد لامس هذه المرحلة، وقد يرتكب عما قريب إحدى الحماقات التي اعتاد الاستعمار ارتكابها في تجارب عديدة. وستكشف لنا الأيام القادمة ما تخبئه، علينا فقط أن نكون مستعدين للفعل وليس لردود الأفعال.

أحدث الإضافات

أبرز الأخبار

24 أبريل / نيسان 2024

نيروبي (كينيا)– استُقبل وفد الجمهورية الصحراوية المشارك في الندوة الدولية حول الإقتصاد الرقمي، أمس الثلاثاء، من طرف رئيس جمهورية كينيا، وليام روتو، وذلك في القصر الجمهوري، رفقة الوزراء الأفارقة المشاركين في هذا المحفل الدولي الهام. وقد شارك الوفد الصحراوي في تبادل وجهات النظر الى جانب الأشقاء الأفارقة مع الرئيس الكيني حول التحديات التي تواجهها افريقيا والفرص […]

أبرز الأخبار

24 أبريل / نيسان 2024

ولاية الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية)– ترأس اليوم الأربعاء، الرئيس الصحراوي-الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، أشغال الدورة العادية الرابعة للأمانة الوطنية للجبهة.  وفي كلمته الإفتتاحية لأشغال الدورة، أوضح إبراهيم غالي، أن الدورة ستتطرق  إلى محاور رئيسية من قبيل السياسي التنظيمي والميدان العسكري والأمني والميادين الإدارية والاجتماعية والاقتصادية والخارجية وملف الأمم المتحدة، وصولاً إلى بلورة خلاصات واستنتاجات ومن […]

أبرز الأخبار

24 أبريل / نيسان 2024

بيونغ يانغ (كوريا الشمالية)– قالت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، اليوم الأربعاء، إن وفدا من بيونغ يانغ برئاسة وزير التجارة الدولية يزور إيران حاليا، وذلك في تقرير علني نادر عن تعاملات البلدين. وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن وزير العلاقات الاقتصادية الخارجية يون جونغ هو غادر بيونغ يانغ أمس الثلاثاء جوا على رأس وفد وزاري لزيارة […]

أبرز الأخبار

24 أبريل / نيسان 2024

غزة (فلسطين)– بثت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- فيديو لأسير إسرائيلي محتجز في قطاع غزة، يندد فيه بما وصفه بإهمال حكومة بنيامين نتنياهو للأسرى ويطالبها بالعمل للإفراج عنه. ويعود الفيديو للأسير الإسرائيلي هيرش جولدبيرغ بولين (24 عاما)، الذي قال إنه من مواليد كاليفورنيا بالولايات المتحدة ويسكن مع عائلته في القدس المحتلة. وفي بداية حديثه، وجه الأسير كلامه […]

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

الجزائر– إستقبل السفير الصحراوي بالجزائر، عبد القادر الطالب عمر، السفير الكوبي بالجزائر، هيكتور آكارثا، بمقر سفارة الجمهورية الصحراوية بالجزائر العاصمة. وتناول اللقاء العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين، الصحراوي والكوبي، حيث عبر السفير الكوبي عن دعم ومساندة كوبا لكفاح الشعب الصحراوي العادل من أجل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وبناء دولته المستقلة الجهورية الصحراوية. […]

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

ولاية الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية)– نظم إتحاد الصحفيين والكتاب والأدباء الصحراويين بالتعاون مع وزارة الثقافة، ندوة إعلامية لتقديم كتب وإصدرات جديدة بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، بحضور مجموعة من الكتاب والصحفيين ووسائل الاعلام الصحراوية والمهتمين بشأن تدوين التاريخ والثقافة الصحراوية. وخلال كلمته أمام الحضور، نوه الأمين العام للإتحاد، نفعي أحمد محمد، بأهمية تدوين وحماية الموروث […]

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

نيروبي (كينيا)– تشارك الجمهورية الصحراوية في أشغال الندوة الأفريقية حول الإقتصاد الرقمي، التي تحتضنها العاصمة الكينية نيروبي.  وأشرف على إنطلاق أشغال الندوة الأفريفية، التي تعقد تحت شعار “إطلاق العنان للتنمية بما يتجاوز حدود الربط الإلكتروني”، وتتواصل إلى غاية الـ25 من الشهر الجاري، الرئيس الكيني، وليام روتو، ويحضرها 16 وزيرا من مختلف دول أفريقيا، إلى جانب […]

أبرز الأخبار

23 أبريل / نيسان 2024

كانطابريا (إسبانيا)– احتضن مقر البرلمان الجهوي لمقاطعة كانطابريا بإسبانيا معرضا يوثق كفاح ونضالات الشعب الصحراوي  ضد الإستعمار، تحت اسم “رحلة نساء الصحاري”، أشرف على تدشينه رئيسة البرلمان الجهوي للمقاطعة، ماريا خوسي غونزاليث. وفي كلمة لها، أعربت غونزاليث، عن أملها بأن يشكّل المعرض الذي يضم صورا لمراحل الكفاح التحرري للشعب الصحراوي “إحياءً للإحساس المستمر بالقضية الصحراوية، وأن يكون […]